بسم الله الرحمن الرحيم

بعد مرور اكثر من ثلاث اسابيع على العمليات العسكريه المتبادله بين حزب الله و اسرائيل و التى بدأت بخطف جنديين من اليهود و قتل ثمانيه على يد حزب الله

إختلف المشهد تمام الإختلاف عما بدأ عليه

و انقشعت كثيرا من سحب الغموض و تبلورت كثيرا من المواقف

و قد كانت حركة حزب الله بمثابة النور الذى اظهر كثيرا من الحقائق التى ما كانت لتظهر لولا صمود الشعب اللبنانى و بسالة رجال حزب الله فى مقاومة اليهود

ينبغى على أولا كمسلم على منهج اهل السنه و الجماعه توضيح الموقف من حزب الله المقاتل فى وجه اليهود

فأنا مؤيد و مناصر لحزب الله كمحارب لليهود و لا أتوانى عن دعمه و مد يد العون اليه و هو نفس الموقف لو كان محارب اليهود هو الصين او اليابان او حتى حركة الكتائب اللبنانيه

انا لا اساوى بين حزب الله و بين حركة الكتائب و لكننى ضد التشيع عامه و مع اى قوه تحارب اسرائيل

و الان نظرة الى الساحه

ميدانيا

1- توغلت القوات اليهوديه داخل اراضى لبنان بعد مقاومه عنيفهع و ضاريه من جنود حزب الله المدربون على حرب العصابات و المسلحون بالصواريخ المضاده للدروع و اجهزة الرؤيه الليله

و لكن المهم الان

هل يستطيع اليهود الاستمرار و تأمين مواقعهم داخل لبنان ؟

هذا التساؤل تحسمه ارض المعركه و لو ان التاريخ يقول انهم لا يستطيعون تامين انفسهم و انما يفسحون المجال للقوات الدوليه لتقاتل بدلا منهم ( سأنتقل للتعليق على القوات الدوليه لاحقا )

2- استطاع حزب الله عمليا تحقيق مفهوم الردع فقد منع اليهود من قصف محطات الكهرباء اللبنانيه و هى كان الهدف المفضل لدى اليهود عند قصف لبنان جويا
و قد تحقق هذا الردع بعدما اثبت حزب الله قدرته على الوصول الى محطات الكهرباء فى حيفا و معامل تكرير التبرول و مصانع الكيماويات
و هذا منع اليهود من نشر القصف فى انحاء لبنان و قصره على المناطق الجنوبيه عامه و الشيعيه خاصه

3- اعلن حسن نصر الله تحذيره بقصف تل ابيب ان تم قصف بيروت بعد ان اعلن خامنئى كبير الشيعه فى ايران ان حزب الله لديه صواريخ قادرة على الوصول الى اى مكان على ارض الكيان الصهيونى

و يستطيع حزب الله قصف تل ابيب بصواريخ زلزال 2 ايرانية الصنع و التى تستطيع نقل حمولة متفجره زنه من 400 الى 600 كيلو جرام بمدى من مائه الى مائتين كيلو متر ما يعنى الوصول الى تل ابيب فى اضعف الاحوال و تغطية اسرائيل على اقصى مدى

و لتقدير تأثير هذه الحموله من المتفجرات نفيد ان حمولة صاروخ كاتيوشا الواحد 25 كيلو جرام فقط

و هنا يتضح مفهوم الردع و مدى قدرة تلك الصواريخ على احداث تدمير هائل

بعد تحذير حسن نصر الله رد اليهود بانه فى حال تم قصف تل ابيب فسيتم تدمير البنيه الاساسيه اللبنانيه و و التى هى اساسا محطات الكهرباء و الطرق و محطات الصرف الصحى لانه لا يوجد فى لبنان اى بنيه عدا الثلاثه الاخيره و قد بدا اليهود فعلا بتدمير الطرق فى الجنوب ثم انتقلوا الى الجسور الى تربط الشمال بالعاصمه فى محاوله لتأليب الطوائف المسيحيه على حزب الله و فى انتظار النتائج

4- نقل مواقع حزب الله خلف نهر الليطانى لا يمنع الصواريخ من الوصول الى اسارئيل قدر ما هو كسر لارايدة حزب الله و كسب موقع على الارض و فتح المجال للقوات الدوليه للسيطره على جنوب لبنان

القوات الدوليه

دون استطراد هى مراد للقوات الامريكيه

فامريكا تريد صفع ايران عن طريق السيطره على جنوب لبنان منطقة نفوذ حزب الله المدعوم و المؤيد و المسلح ايرانيا

و تريد امريكا بالسيطره على الجنوب الضغط على الشيعه فى لبنان و كسر شوكتهم و كسر يد سوريا الباقيه فى لبنان و ضرب الدعم المعنوى للمقاومه الفلسطينيه و تامين اسرائيل من الشمال و حصار سوريا من العراق من جهه و لبنان من جهه لمنع تقديم اى عون للمقاومه العراقيه

و هكذا تتضح فوائد القضاء على حزب الله فى جنوب لبنان و احلال القوات الدوليه ( الامريكيه ) محله

و هذا يفسر لنا رفض امريكا ايقاف الحرب بالرغم من التضرر اليهودى الغير مسبوق فتلك المره الاولى فى تاريخ الدوله الصهيونيه يتم ضربها فى العمق و تدخل صراعا حربيا طويلا كما هو الحال الان


المواقف العربيه الرسميه

تغيرت بعض المواقف العربيه الرسميه و ثبت الحال على ما هو عليه فى الباقى

فبعد ان كان الموقف المصرى ناعتا لتحركات حزب الله بالعشوائيه و المغامره

اصبح اكثر هدوءا و ساعيا لوقف اطلاق النار بعد ان تكشف له مدى معارضة الشارع المصرى للموقف الرسمى و الذى وصل الى التنصل العلنى من الحكومه و ظهر فى المظاهرات اليوميه المؤيده لحزب الله و رفع صور زعيمه حسن نصر الله فى شوراع القاهره و هو ما يقلق نظام الحكم فى مصر بشده و الذى تعود على رفع صورة شخص واحد فقط لا يتغير

الموقف السعودى كما هو بل و اكثر تشددا من حزب الله و يحاول النظام الحاكم السعودى تسخير كافة امكاناته الاعلاميه و الماديه من اجل رفع الدعم المعنوى عن حزب الله

اخيرا

لا نستطع القول بان ما يحدث فى جنوب لبنان هو حرب بمعنى الكلمه بل هو فى نطاق العمليات العسكريه المحدوده و التى يوازيها قصفا للمدن و قتل للمدنيين

و بعد مرور تلك الفتره لا يوجد مجال لقول احمق بان اسرائيل دوله لا تهزم و ان العمق الصهوينى فى امان

و لا مجال لقول اكثر حماقه يقول ان حزب الله هو المتسبب فى الدمار الحالى فى لبنان

و لا يوجد ايضا مجال للقول المتفوق حماقة بأن امريكا هى راعية السلام العالمى و صاحبة الليبراليه و العداله العالميه

اقتباس:و هذا يفسر لنا رفض امريكا ايقاف الحرب بالرغم من التضرر اليهودى الغير مسبوق فتلك المره الاولى فى تاريخ الدوله الصهيونيه يتم ضربها فى العمق و تدخل صراعا حربيا طويلا كما هو الحال الان

يا أخ الزعيم رقم صفر، الأخ أحمد:

ما يحدث في لبنان هو ما تريده أميركا بالضبط. سلوك العرب دوليا عبر السنين الماضية هو أكثر من مشين وجعل الكثيرين ينفد صبرهم ويتبعون مبدأ: خليهم يخلصوا على بعض. بالنسبة للسياسة الأميركية حزب الله هو جبهة أخرى من جبهات الإرهاب التي يتم التعامل معها. ما أراه هو أن هؤلاء الناس مثل حزب الله وغيرهم يجب أن ينشغلوا بالتعمير لأن اقتصادهم في حالة تعيسة جدا. أميركا في وقت من الأوقات أنفقت على حرب العراق ما يفوق الـ 40 بليون دولار وربما ضعف هذا الرقم مرتين أو 3. ما هي إمكانيات بلد مثل سوريا أو مصر ماليا أمام هذا الرقم؟ الجواب معروف. ما الداعي لتبديد الموارد في نعرات عنترية لا تقدم ولا تؤخر؟ أنا أفكر بميزان الاقتصاد والبناء ولايهمني من هو على حق ومن هو على باطل. الغلبة في هذه الحرب ستكون ليس لأصحاب الحق بل لمن هو أقوى عتادًا واقتصادًا ومؤونة عسكرية. ينتصر الحق فقط في المنابر! العالم الذي نعيش فيه بخلاف ذلك. تحياتي لك.(f)

حياة او موت

من ناحية اليهود فإن الصراع الحالى مع حزب الله مسألة حياة او موت فعليه

فإنهاء الصراع بصورته الحاله ينتج وضعا جديدا له الخصائص التاليه :


1- ان الكيان الصهوينى اصبح تحت رحمة صواريخ حزب الله التى بإمكانها ان تشل الحياه اينما استطاعت الوصول
و هذا يعنى فقدان الشعور بالأمان على ارض مغتصبه
فيغادرها مغتصبوها او على اقل تقدير تتوقف الهجره الى اسرائيل
و هو يعنى بداية النهاية

2- إضعاف السياحه فى إسرائيل و التى تتركز اصلا فى المناطق الشماليه

3- إنتهاء مقولة الجيش الذى لا يقهر مع توضيح قدرات الجيش الصهوينى الحقيقه و مدى قدرتها على كل من : 1- الردع 2- الرد

4- إعادة إحياء المفاهيم الأتيه لدى الشعوب العربيه : 1- الجهاد 2- الاستشهاد 3- المقاومه 4- الصمود

ما سبق هو ضرب أعمدة الكيان الصهيونى فى مقتل

و لهذا فالصراع الحالى هو حياة او موت بالنسبه لليهود

و لذلك فلن تتخلى اسرائيل عن موقفها الحالى بسهوله بالرغم من بدء تصدع جميع الاسس التى نشأ عليها الكيان الصهيونى بصورته الحاليه و يساعد اليهود على هذا الموقف الدعم الامريكى لهم بالاستمرار و استكمال تدمير لبنان و تكسير حزب الله ( إن إستطاعوا)

اقتباس:  إبراهيم   كتب/كتبت  
 الغلبة في هذه الحرب ستكون ليس لأصحاب الحق بل لمن هو أقوى عتادًا واقتصادًا ومؤونة عسكرية. ينتصر الحق فقط في المنابر! العالم الذي نعيش فيه بخلاف ذلك.(f)

لو صح كلامك لما خرجت امريكا من فيتنام

و لما انسحب اليهود من جنوب لبنان

و لما خرجت فرنسا من الجزائر

و لما خرج الروس من افغانستان :)

سوريا

مع خالص حبى و شعورى بالإنتماء لوطنى سوريا اقول وطنى لانه مثل مصر لا افرق بينهما

من الحمق القول بان حزب الله قام بما قام و يقوم بما يقوم دونما حد ادنى من التنسيق مع سوريا و ربما كان الامر برمته سوريا و هذا إحتمال

تستفيد سوريا اشد الإستفادة من الوضع الحالى

فهى تقول و باعلى صوت لليهود أنهما و بموقعها السابق فى لبنان قامت بـتأمين الحدود اليهوديه على مدى خمس سنوات هى عمر الانسحاب اليهودى من الجنوب

و مما لا شك فيه ان سوريا تحاول حاليا إستثمار الوضع الضاغط على اليهود من اجل العوده القويه الى لبنان

و اليهود لا يستكبرون على الحق فهم يودون التعامل مع سوريا من اجل انهاء الوضع الحالى لولا معارضة اسيادهم الامريكان

الامريكان و السعوديون و ربما معهم فى الظل المصريون يخططون الى دخول القوات الدوليه ( خلاصتها امريكا ) الى الجنوب و تتم السيطره الامريكيه على لبنان فعليا و طبعا يفتحون مزيدا من الابواب لفيضان المال السعودى لينقض على جنوب لبنان شراء و بناء فيمتلك الجنوب بعد ان امتلك الوسط و بعض الشمال عن طريق الحريرى و شركاه