وقفة تأمل
إن العرب أصلا لم يدخلوا أرض كردستان الا بعد العام 737 ميلادي, يعني منذ اقل من 1300 عام, ولم يكن للعرب أي تواجد في كل بلاد الشام التي هي سوريا الحالية والأردت ولبنان , ولا في بلاد الرافدين التي هي الآن العراق, قبل ذلك التاريخ,إلا قبائل قليلة , كالمناذرة الذين كانوا في خدمة الدولة الفارسية والغساسنة الذين كانوا في خدمة الدولة الرومانية , ولم يكن للعرب أيضا تواجد في كل شمال أفريقيا’ والتي سكنها الأصليون عن الإقباط والبربر إلا بعد الفتوحات الأسلامية
وما تستطيع ان تنكره من تاريخ الكرد قبل الميلاد , يعني قبل 2000 سنة , يمكن إنكاره أيضا في التاريخ العربي قبل 1300 سنة
ثم ,لا تنسى إن الدولة العثمانية كانت تحكم المنطقة طوال 400 سنة, إذا الدولة العثمانية كانت هي الدولة وهي الحاكمة, لكن أحد لم يكن من السخف بحيث يدعي إنه ليس من حق الشعب العربي أن تكون له دولة , كما تنكر أنت أن يكون من حق الكرد الآن أن يكون لهم دولة
قبل الحرب العالمية الأولى لم يكن هناك أي دولة اسمها سوريا , أو اسمها العراق, أو حتى الأردن أو لبنان, لقد كان هناك متصرفيات ضمن الدولة العثمانية, وإنهيار الدولة العثمانية , جعل الدول الأوربية تتقاسم تركتها فرسمت بالمسطرة حدود الدول المسماة, ويمكن بنظرة بسيطة على خرائط الدول العربية أن تتبين المسطرة التي رسمتها, يعني حدود هذه الدول التي تفاخر بها , هي من صنيعة الدول التي كان العرب وحتى وقت قريب يسمونها بالأستعمار, وتلك الإتفاقية التي رسمت حدود تلك الدول هي نفسها التي قسمت كردستاننا بين سوريا والعراق وتركيا, والحكومات العربية و حتى الآن لازالت في كل مناهجها التعليمية وخطابها السياسي تستنكر تلك الإتفاقية , التي سميت بإتفاقية سايكس بيكو ’ لكنها ولإزدواجية معاييرها تقر ما فعلته تلك الأتفاقيات بوطننا, يعني قبل العام 1916 لم يكن هناك دولة سورية , إذا ربما بعد خمسين عاما أخرى تتغير كل خارطة المنطقة و ولا يبقى هناك لا سوريا ولا العراق وتتكون دول جديدة, إنها حركة التاريخ , وهذه الحركة لا تنفي حق أي شعب على وجه البسيطة , أيا كان عدده أو لغته أو توزعه الجغرافي في أن يكون له دولة , ومن أهم المعايير الإنسانية أن تحترم دول الجوار ذلك,ثمة في أوربا وفي الخليج ايضا دول لا يتعدى تعداد سكانها الميلون نسمة, لكن جيرانها ليسوا من الهمجية بحيث ينكرون عليها حقها في التمتع بكيان سياسي مستقل
بالنسبة لما تتدعيه من خدمات قدمها الكرد للإمريكان أو لأسرائيل ,فالأحرى بك , أن تتذكر إن أول من وقع أتقافية وفتح سفارة في اسرائيل هي مصر , التي لا تتحرك أية دولة عربية دون رأيها ومشورتها , الآن السفارة الأسرائيلة موجودة في قطر وليس في كردستان, والقواعد العسكرية الأمريكية موجودة في الكويت وليس في كردستان, والأموال المهربة في البنوك الأمريكية هي أموال الشعوب العربية المنهوبة من قبل قوادها , وليست أموال الشعب الكردي, فاذا يا عزيزي, الأفضل ان لا ترمي الحجارة على من يمشون في الطريق لأن بيتك العربي من زجاج , ومن زجاج هش أيضا للأسف .
كل هذا النقاش لا يقدم ولا يأخر , إنه يشبه أن تدعو على الجيران بالموت وانت تنازع الموت في بيتك, الكرد والعرب في سوريا شعبان مختلفين في كل خصائصهما , وهما شريكا وطن واحد, لا يعدل الميزان إلا بأن ينال كل منهما حقه, وقبل كل هذا لا شئ سيتغير نحو الأحسن إلا إذا إمتدت جسور الحوار بين الشعبين وقياداتهما , من أجل إزلة حكم البعث البغيض ورفع الظلم عن كاهل كامل الشعب السوري بكرده وعربه
الحمد لله أن في النخبة الحرة من القيادات العربية المعارضة في سوريا أناسا أكثر عقلانية وإنسانية ونقاء ضمير وعدل موازين أكثر منك يا أخي.
محارب النور
(f)
|