الحرب في الشرق الأوسط: يوميات مواطنة إسرائيلية
الأحد 6 أغسطس - 19:44 بالتوقيت المحلي
لقد سمعنا للتو صفارات إنذار مرة أخرى تبعه إنفجارات قوية بالقرب من منزلي. هرعنا أنا وصديقتي التي تشاركني الإقامة في الغرفة إلى مدخل البيت ( المكان الذي نصحونا بالتوجه إليه في مثل تلك الحالات).
لقد بدأت صديقتي في البكاء عندما عاود دوي الانفجارات إلى المكان. لم اهتم بعدد الانفجارات لكنها كانت عديدة.
احتضنت صديقتي، واعتقد أن ذلك هدأ من روعها. ومع ذلك قررت العودة إلى وسط إسرائيل غدا (رغم أنها عادت إلى حيفا منذ عدة ساعات فقط).
سمعنا أصوات العديد من سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان. ولم يكن أمامنا إلا أن نندفع الآن إلى الملجأ المخصص للحماية من القنابل.
الأحد 6 أغسطس - 17:16 بالتوقيت المحلي
دوت صفارات الإنذار مرة أخرى الساعة 6:56 مساء. تركت أنا وزميلتي التي تشاركني السكن ما في أيدينا - فأنا كنت أنظف الغرفة بينما كانت هي تطهو - واسرعنا إلى الممر للاختباء.
يقول الناس إن الأوضاع ستزداد سوءا
سمعنا العديد من صواريخ الكاتيوشا بعضها كان قريبا والبعض الآخر كان بعيدا نوعا ما. كانت زميلتي في الغرفة خائفة للغاية، فهي لم تغادر وسط إسرائيل في الأسابيع الماضية ولهذا لم تشهد مثل هذه الهجمات. حاولت على قدر استطاعتي تهدئتها. يقول الناس إن الأوضاع ستزداد سوءا...سنرى ما سيحدث.
الأحد 6 أغسطس - 16:42 بالتوقيت المحلي
غادرت حيفا صباح الجمعة لحضور حفل زفاف في جنوب اسرائيل.
قررنا ان نمضي عطلة نهاية الأسبوع هناك وعدت إلى حيفا عصر اليوم. كنت انتظر الحافلة في محطة حيفا الرئيسية للحافلات. انطلقت صفارات الإنذار الخاصة بالغارات الجوية في الثالثة وثلاث دقائق مساء. هرع الجميع إلى المخبأ في المحطة. دوت صفارات الإنذار في المرة السابقة التي كنت فيها في المحطة ولكن لم يهرع الجميع للمخبأ في تلك المرة. اعتقد أن السبب اليوم هو مقتل عشرة أشخاص بسبب إطلاق صواريخ كاتيوشا.
امقت الإحساس بالفوضى وعدم اليقين
أدرك الناس انه على الرغم من أن الحظ حالفنا حتى الآن، إلا أن صواريخ الكاتيوشا يمكن أن تقتل.
الجميع يتأهب لانتهاء الحرب. امقت الإحساس بالفوضى وعدم اليقين.
كنت أنا وخطيبي نبحث عن شقة قبل بدء هذه الأحداث. كنا نريد الاستقرار في حيفا والتفكير في مستقبلنا. ولكننا لم نعد نثق في ان من الحكمة الاستقرار في حيفا. ترى ماذا سيحل بنا؟ في كل يوم في الأسابيع الثلاثة الماضية سقط ما بين 100 و200 صاروخ كاتيوشا.
الخميس 3 أغسطس/ آب - 18:37 بالتوقيت المحلي
الساعة الآن 06:37 مساء في حيفا، حيث سمعنا ثلاث صفارات إنذار حتى الآن.
أولى صفارات الإنذار دوت حوالي 03:57 مساء حيث كنت خارج المنزل في انتظار الحافلة، وكان هناك العديد من الأشخاص في محطة الحافلات بدأ بعضهم بالركض إلى أقرب مخبأ، لكن معظمهم بقوا في مكانهم.
لقد سأم الناس من البقاء في المخابئ والأماكن المحصنة.
هناك أيضاً إحساس بحكم القدر والحظ العاثر هنا؛ فالناس يقارنون دوماً بين هجمات الكاتيوشا ولعبة الروليت الروسية، لقد سمعت صوت قذيفة واحدة لكنها لم تسقط بالقرب منا.
وانطلقت صفارة الإنذار مرة أخرى في 04:05 مساء وكنا وقتها قد ركبنا الحافلة.
أصررت على العودة لممارسة حياتي اليومية
عندما عدت إلى المنزل واستمعت إلى الأخبار علمت أن هناك أشخاص لقوا حتفهم شمال إسرائيل؛ ثمانية أشخاص قتلوا في عكا ومعالوت - ترشيحا لأنهم كانوا خارج المخابئ.
لقد بقي معظم سكان شمال إسرائيل في المخابئ والغرف المحصنة لأسابيع، وهذا أحد الأسباب التي أدت لتقليل عدد القتلى مقارنة بالصواريخ التي أطلقت، حيث أطلق 220 صاروخاً يوم أمس فقط.
لقد أصررت على العودة لممارسة حياتي اليومية، حيث عدت إلى العمل مجدداً قبل ثلاثة أيام، وذلك بعد بقائي في المنزل لثلاثة أسابيع ...
الاربعاء 2 أغسطس/ آب - 18:30 بالتوقيت المحلي
دوت صفارات الإنذار بعد وقوع غارتين جويتين حتى الآن، وهذه هي المرة الأولى التي تسقط فيها صواريخ الكاتيوشا على حيفا خلال خمسة أيام.
شعر السكان بالسعادة حيث لم تسقط أية صواريخ على مدينتنا وذلك بعد أن قامت قواتنا الجوية بتوقيف عملياتهما عقب المأساة في قانا.
لكنهم أدركوا في نفس الوقت أن هذا الهدوء مؤقت.
الشعور الطاغي في الشمال هو أن حزب الله يريد أن يدمر إسرائيل كلها
رغم أنني سمعت الكثيرين هنا يعبرون عن أسفهم لما حدث في قانا، إلا أنهم يريدون استمرار العمليات العسكرية على لبنان.
الشعور الطاغي في الشمال هو أن حزب الله يريد أن يدمر إسرائيل كلها، لذلك يعد الإجراء العسكري ضد الحزب ضروريا لبقاء إسرائيل.
عندما دوت صفارات الإنذار، كنت في المنزل وذهبت للاحتماء في مدخل البيت، وذلك لأنه ليس لدينا ملجأ للحماية من القنابل أو غرف الحماية التي نسميها "ماماد" في اللغة العبرية.
لكنني متأكدة من أن تلك الصواريخ ليس لها تأثير على سلامتنا، اللهم إلا إذا كنا من أصحاب الحظ السيئ.
لكن الاحتماء في مداخل المنازل، باعتبارها الأماكن التي نُصحنا باللجوء إليها لأنها بدون جدران خارجية أو شبابيك، له تأثير نفسي يدعونا إلى تصديق أننا نفعل شيئا ما لحماية أنفسنا في ظروف ليس لنا يد فيها.
الاربعاء 2 أغسطس/ آب - الساعة 10:30
هدوء نسبي في حيفا خلال اليومين الماضيين. آخر صفارة إنذار أطلفت يوم الأحد وكان ذلك إنذارا غير حقيقي.
"إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة"
لكن هذا الصباح ويحدو الساعة العاشرة والربع صباحا سمعنا إنذارا عن غارة جديدة. في الممر سمعت مع رفيقي في السكن أصوات انفجارات بعيدة. في الأخبار يقولون إن الانفجارات التي سمعنها لم تكن في حيفا نفسها. لست متأكدة كيف ستتأثر خططي هذا اليوم.
في الحقيقة لا أحد سيستغرب ما يحدث لأن كل من تحدثت لهم أمس قالوا: "إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة". لا أدري إذا كنا سنسمع المزيد من الصفارات لكن عادة ما نسمع إنذارا واحدا او اثنين أو ثلاثة أو أربعة حتى عشرة في اليوم.
الثلاثاء 1 أغسطس/ آب - الساعة 18.30
عدت إلى حيفا الليلة الماضية بعدما قضيت نحو أسبوع في تل أبيب وأشدود.
فقد غادرت مدينتي ليلة الأحد من الأسبوع الماضي بعد إطلاق صفارات الإنذار لمدة أسبوع وسماع دوي انفجارات عديدة جراء تساقط الصورايخ في المنطقة.
شعرت بالدهشة عندما عدت إلى حيفا
شقتي ليست في مأمن من الصورايخ. إنها قديمة وتقع في الطابق العلوي. كما أنها غير مجهزة بغرفة آمنة مثلما هو الشأن بالنسبة إلى كل سكن جديد في إسرائيل.
لا نستطيع في حال سماع صفارات الإنذار النزول بالسرعة المطلوبة للاحتماء في ملجأ الحي الذي نقطن به.
شعرت بالدهشة عندما عدت إلى حيفا حيث شوارعها تضج بالحياة. شاهدت بعض الناس يجلسون في شرفات المقاهي كما أن عدة محلات تجارية فتحت أبوابها. فحيفا التي تركتها الأسبوع الماضي تختلف تماما عن المدينة التي عدت إليها.
لقد غادرتها وهي مدينة أشباح. لم يكن أحد يجرؤ على التجول في شوارعها حيث أغلقت معظم المحلات أبوابها ما عدا الأسواق الكبيرة. لكن بعد أيام من إطلاق صفارات إنذار كاذبة دون أن تسقط صورايخ على المدينة، قرر بعض سكانها الخروج من ملاجئهم واستئناف حياتهم العادية.
لكن حيفا التي عدت إليها ليست هي المدينة التي ألفتها.
البارحة كان عيد ميلاد خطيبي ولذلك قررنا الاحتفال بالمناسبة في أحد المطاعم. ورغم أننا قصدنا مطعما مشهورا يسمى إزابيلا يكثر عليه الإقبال في الأيام العادية ، فإنه لم يكن في المطعم سوانا. لم تستأنف المدينة حياتها الصاخبة بعد.
اليوم هو أول يوم عمل لي في مدينتي منذ ثلاثة أسابيع. سأفقد أكثر من نصف مرتبي الشهري لأني لم أشتغل خلال تلك المدة.
أشعر بالسعادة لكوني عدت لعملي ولم أعد محبوسة في شقتي أسمع صفارات الإنذار ودوي الصورايخ التي تنفجر حوالي.
رفيقي في السكن الذي اضطر بدوره للتغيب عن العمل، لم يتردد اليوم في الذهاب للشاطئ. ورغم أن حيفا تتمتع بشواطئ جميلة، فإنه آثر قيادة سيارته والتوجه لشاطئ بعيد باتجاه الجنوب لم تصله الصواريخ بعد.
وعموما، رغم أن مدينتي لم تستأنف حياتها العادية بعد كما هو واضح في النقل العام مثلا الذي أعتمد عليه، فإني سعيدة لرؤية سكان مدينتي وهم يحاولون استئناف روتينهم اليومي.
طبعا بعض سكان حيفا لم يعودوا إليها بعد إذ لا زالوا ينتظرون في مدن وبلدات تقع جنوبا.
لكن إذا استمر الهدوء في حيفا، فإن سكانها سيعودون إليها قريبا. ومن ثم، ستستعيد مدينتي حيويتها ونشاطها كسابق عهدها.
الآراء المنشورة تعبر عن مواقف اصحابها ولا علاقة لبي بي سي بمحتواها.
موضوع من BBCArabic.com
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic...000/5236790.stm
منشور 2006/08/07 10:09:57 GMT
© BBC MMVI