اقتباس:  بريق   كتب/كتبت  
الأخ العزيز بهجت (f)

لعلي لا اختلف - وأنت تعرف ذلك - مع اغلب طرحك الثري في هذا الشريط  - كعادة اغلب مواضيعك - ، إلا في جزئيات معينة ، ليس هذا وقت الحديث عنها ! .

إن النصر المزعوم لحزب الله لا يمكن ان يكتمل إلا بعد ان تضع هذه الحرب أوزارها لنعرف كيف سوف يتصرف بنصره داخليا أولا .. فلا يمكن إغفال ما يحدث على الصعيد الداخلي اللبناني ، وحالة التجاذب الحاصل بين القوى اللبنانية وتحييدها عن المشهد الحالي لمجرد ان حزب الله يدخل حربا مع اسرائيل ! .. هذه القوى المختلفة مع عملية حزب الله سوف تكون في حل من أي ضغط  يقع عليها للتصريح بآرائها التي لا تجرؤ على قولها في ظل صوت المعركة هذا ، وقد قالتها في بداية المعركة ! ..

هذه الأصوات - التي انطلقت إثناء بدء العمليات والتي خف ضجيج تصريحاتها عندما رأت الهمجية الإسرائيلية - بدأت تعود للتصريح الآن ، هناك تصريحان اليوم ( السبت 5/ 8) للزعيم الدرزي وليد جنبلاط ، وزعيم كتلة الأغلبية سعد الحريري يُحملان إيران وسوريا مسئولية ما حدث ! ..  
هناك يا عزيزي ولعله مر عليك من يريد إن يلغي آراء البعض لمجرد إن آرائهم لم تلتقي مع حزب الله  ، ولكن ينسى هؤلاء إن من تفوه بذلك الكلام هو جزء من الشعب اللبناني معبرا عن الأغلبية فيه ، وهذه الأغلبية أتت من خلال صناديق الاقتراع لا غيرها ، وعندما تتوقف هذه المعركة سوف تبدأ عجلة الحياة اللبنانية لتدور من جديد ، مختلفة على كل شئ ، ومتصارعة في كل شئ ، ولعل أهم أمر جدوى تلك الحرب ، وهذا ما يميز حيوية هذا الشعب الراقي ، فكيف سوف يتصرف حزب الله في ذلك الجدل الداخلي المنتظر ! .

تحياتي الودية الصادقة لك  

(f)

عزيزي
هذا هو موقف جماعة 14 آذار ومن ناصروها كما أراه .
إن الليبراليين لا يقوون على مواجهة الطائفيين ، لهذا يدفعون ثمن حماقة تصرالله و قبولهم هم للإبتزاز .
........................................
كان صبر جماعة 14 آذار جميلاً خلال جلسات الحوار الوطني، وكان المشهد بالنسبة للمراقبين هزلياً، ونحن نرى حملاناً تتفاوض مع ذئب على خلع أنيابه وتقليم مخالبه، ومع ذلك فلقد كان من الجيد أن لم يتوقفوا هم عن الحوار والمحاولة، وجاء كل ما حدث بعد ذلك منطقياً وطبيعياً، فلقد انتهز الذئب فسحة من الوقت بين جلسات الحوار المثمرة، راح يمارس فيها بعض الفعاليات التي تمليها عليه طبيعته، فكان أن تحطم لبنان، لكن حزب الله يدعي –وربما عن حق- أنه انتصر، ما بقيت لديه القدرة على إيقاع المزيد من الأذى ولو الرمزي بإسرائيل، حتى لو أدى هذا إلى انتقال كل الشعب اللبناني إلى جنة الخلد، وتحولت جنتهم الأرضية (مروج لبنان ومدنها الزاهرة) إلى أرض محروقة وحفر تتجمع فيها المياه الجوفية وبقايا جثث الشهداء!!
سوف تنتهي هذه الحرب بشكل أو آخر ،وسوف تعود لبنان إلى نقطة البداية حين استلمها رفيق الحريري مدمرة فبناها بالأموال السعودية و الرعاية الغربية و بعقليته الفذة ، و لكن لبنان لن يجد هذه المرة رفيق الحريري ولن يجد السعودية ولا الغرب ، سيجد حسن نصرالله الذي سيعود من مخبأه بعد أن ترك شعبه للموت و الدمار بلا سبب من أجل أجندة طهران و دمشق و حساباتهما المعقدة ، سيجد حسن نصرالله الذي سيمنع الجميع من التساؤل عن السبب الذي من أجله فقد لبنان الأبناء و الأموال و هجر مليون من أبنائه إلى الضياع ، سيعتبر التفكير خيانة و التساؤل عمالة و الرأي المخالف كفر بقضاء الله وقدره ، لن يسأله أحد لماذا يخزن الصواريخ في المناطق الآهلة بالسكان وهو يعلم أنها مرصودة بالأقمار الصناعية الإسرائيلية على مدار الساعة، لن يسأله أحد لماذا يعرض الأطفال للموت بينما يختبأ هو و أركان حزبه ، كل ذلك سيكون كفرا و خيانة ، سيعيد حسن نصرالله تشكيل ميليشياته وزرع لبنان بالصواريخ الإيرانية و صور آيات الله ، سيملأ الدنيا بالأناشيد التي تمجد إنتصاراته على العدو الصهيوني الجبان و الغرب العاهر ، و سيجد زعماء لبنان الذين سيتحدثون بحماس أكبر عن سلاح المقاومة و سيادة حزب الله ، بينما يلعنون في جلساتهم الخاصة حسن نصر الله وحزبه ، سينتهي لبنان كل اللبنانيين ليبدأ لبنان الشيعة و حزب الله و طهران ودمشق ،لن يفكر أحد بعد اليوم في دماء رفيق الحريري التي أريقت سيفكرون فقط في دماء حسن نصرالله التي حفظت ، كل أبطال الرواية سيعودون و يكررون -بالرغم من سخف الحوادث- ذات الأداء ،و سيهيؤن المسرح لحماقات جديدة و مصائب جديد و ( وقفات عز ) جديدة ، كأنما كانت هزائمنا قليلة ، كأنما كانت مصائبنا قليلة ، كأنما نحن مازلنا في حاجة لوقفات عز جديدة .
وطوبى للبلهاء لأنهم سيرثون ملكوت الرب في الشرق الأوسط .

"" مطرح ما خري شنقوه""

عزيزي بهجت

هذا مثل قديم يردده اللبنانيون كثيرا, وربما لفهمه كما يجب, على الشخص ان يكون لبنانيا او يعيش فترة طويلة في المزرعة اللبنانية .

ما اردت قوله انك تبذل قصار جهدك و لكن للأسف كالرحا في مكانها, تكرير لنفس الأفكار دون أي مرجع او دليل و دون تدعيم منطقي, مع شخصنه تظهر مدى سهولة ان يستفزك محاورك.

طبعا لا داعي للرد على مداخلتك او مداخلاتك ( نفس المعنى). اذ سيكون تكرارا لتكرارك. و طبعا لا اريد ان اضيع وقتك, والأهم وقتي, في رد على تكرارات اقل ما يقال فيها افتقادها للموضوعية و استعمالها النقل لا العقل.
Copy.......... Past
كامل محبتي

ملاحظة : يبدو ان بعض المشاركين يستمتعون باستفزازك اكثر من محاورتك , وهم ينجحون الى حد كبير

ولعيونك وردي على ان لا تزعل :redrose:

ريلاتيف .(f)
أنت تخطأ في حق الزملاء لو حسبتهم مجرد صبية يصخبون ولا هدف له سوى إثارة الأسماء الكبيرة ، كل من تحاور معنا على هذا الشريط سواء متفقا أو مختلفا هم مجموعة من أهم و أنضج أعضاء النادي ولا يقلون أبدا عن بهجت حتى يلعبوا معه دور المهرج كما تعتقد ،ولن استثنيك رغم أنه ربما كان رأيك في نفسك مختلفا .أيضا تخطأ في حق أعضاء النادي لو حسبت أنهم يتابعون بهذه الكثافة شرائطا تقوم على المهاترات .
لست أدري ما يعيب أن أنقل عن نفسي عندما يستدعي الموقف ، فحتى كبار الكتاب يفعلون ذلك، رغم أن ذلك لا يحدث إلا نادرا و لضرورة فقط .
أرجوا أن تعفينا من استعراض امثلة يشاركك في تداولها صبية المنتديات ، وياحبذا لو فعلت ذلك بعيدا في شريط آخر ، فلا أجد سببا كي تبدأ الحوار كالرجال و تنهيه كالصبية .
سأكون آسفا ان أتجاهل مداخلاتك لاحقا لو أصريت على هذا المستوى من التشخيص رغم أن مثل هذا التجاهل يزعجني بالفعل لأني أعتبر كل زميل على الشريط هو ضيف شخصي مهما كانت أفكاره مختلفة .

تحية لك مجددا زميلي بهجت (f)


الآن وبعد ان اتضحت مدى حجم بقعة الدما ر التي سببها قراصنة ميليشا حزب الله تتحدث أكثر من جهة رسمية عربية وأكثر من موضوع صحفي عن مخاطر وشيكة لها

فحزب الله الذي تعود ان يكون الآمر الناهي لن يرض ان يسقط سقوطا مدويا قبل ان يضرج الوطن بدماء ابناءه

انها الحرب بمن يحاول ان ينتتصر بحقده الطائفي قائدا جموعا من القانطين والتائهين ربما يحولهم الى وقود يحرقهم ومعهم لبنان

ان كل سلاحا يهبه طرف اقليمي لحزب الله لهو سلاح عرفنا من يقتل نهاية وللأسف من سيقتل:

السيد حسن نصر الله يهدر دم معارضيه



في أول خطاب متلفز لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قال:" من وقفوا معنا سنكافئهم ومن وقفوا ضدنا سنعاقبهم". وعلق الزعيم وليد جنبلاط في تصريح صحفي له فقال نقول للسيد حسن نصر الله أن "الرسالة وصلت". رسالة عقابه شخصياً وعقاب سعد الحريري ورئيس حكومة لبنان فؤاد السنيوره الذي صرح منذ اليوم الأول أنه هو وحكومته "لم يشاورهم حزب الله في خطف الجنديين ولا يوافقون على عملية الخطف". لكن إسرائيل دمرت البنية التحتية اللبنانية التي بناها الشهيد رفيق الحريري بماله الخاص خلال خمسة عشر سنة لأنها تؤمن بالعقاب الجماعي الإجرامي للشعوب العربية بسبب قرارات بعض قادتها المجانين ...
حسب مقال الصحفي الإسرائيلي يوسى ملمان في جريدة "هآرتس" الذي ترجمته "القدس العربي" بتاريخ 2/8/2006 يقول أن المعلومات الواردة من داخل لبنان تفيد أن "حزب الله يفرض الرهبة على قادة ونشطاء أحزاب المعارضة له. نحو 70 % من سكان لبنان يعارضون "حزب الله، ويعارضون مقامراته التي جر كل البلاد إليها. الشيعة قاعدة ارتكازه الأساسية وهم يشكلون ما بين 35 إلى 40 % من مجموع سكان لبنان. لكن بين الشيعة تبلغ المعارضة له ثلث السكان حسب المصادر العليمة. المنظمات المعارضة للحزب تفرح في سريرتها الداخلية للضربات التي توجهها إسرائيل لحزب الله (سعد الحريري ووليد جنبلاط).جنبلاط وحده هو الذي لا يخشى التعبير عن رأيه المعارض لحزب الله بصراحة. حزب الله، حسب المصادر يتوعد بتسوية حساباته مع معارضيه بعد الحرب، كما وعد مقاتلو الحزب مراسل صحيفة "الجارديان" إذا قالوا أن جهاز استخباراتهم هو الأفضل، وأنهم قادرون على الوصول إلى كل من يعارضهم بعد الحرب" لـ "عقابه" كما توعد السيد حسن نصر الله وقتله.
أنا كأخ ناصح أقول للسيد حسن نصر الله لماذا لا تقتدي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ، عندما قال لمشركي قريش الذي آذوه وكذبوه واتهموه بالجنون والسحر وتآمروا عليه لقتله وحاربوه لمدة ثلاثة وعشرون سنة، فقال قوله الجميل:"اذهبوا فأنتم الطلقاء" . هذا هو الذي يليق بك أنت سليل العطرة النبوية، ولا يليق بك أن تتوعد بالقتل إخوانك زعماء لبنان المعارضون لسياستك التي جرت على بلدك وبلدهم الدمار الإسرائيلي الإجرامي، وإخوانك زعماء لبنان من الأساتذة سعد الحريري ووليد جنبلاط وفؤاد السنيوه وسماحة مفتى لبنان ومئات غيرهم ليسوا في مقام مشركي قريش الذين عفا عنهم جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ياسيدي ماذا سيبقي في لبنان إذا نفذت وعيدك في الزعماء المعارضين لك، وفي الـ70 % من اللبنانيين المعارضين لسياستك؟ وفي ثلث الشيعة المعارضين لقرارك الذي جرعهم مصائب لم تخطر لا على البال ولا على الخاطر؟
كأخ أصغر لك في الإسلام أقول لك، كن رحيماً كجدك صلى الله عليه وسلم الذي عفي عن العشرة الجناة الذين أهدر دمهم ، ولا تقلد الخميني المهووس بسفك دماء عباد الله، واتقي يوماً لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، ولا تنسي أيها السيد أن المسلم كما عرفه رسولنا الكريم،هو من سلم الناس من يده ولسانه.
Ashraf3@wanadoo.fr

http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/...06/8/168038.htm

الزميل بهجت
(f)
الزميل Kamel
(f)

السيد حسن نصر الله يتكلم بصفته الحاكم الفعلي للبنان اما البقية فهم مجموعة من المعارضين المنحرفين حتي لو كان هؤلاء المعارضين هم الاغلبية النيابة المنتخبة, حزب الله يتكلم عن معاقبة المعارضين و المفروض ان يعاقب حزب الله علي ما فعله بلبنان و بانفراده بقرار الحرب. في الايام الاخيرة نقلت وكالات الانباء عن حزب الله انه سوف "يسمح" لجيش لبنان بالانتشار في الجنوب و لا اعلم من الذي يفترض ان يسمح لمن!, اما السنيورة (رئيس الوزراء في دولة لبنان الافتراضية) فيقول انه مصمم علي نشر الجيش في الجنوب هذه المرة و يتحدث كما لو ان جيش لبنان سوف يتنشر في دولة آخري.
ولكن الغريب ان نشر جيش لبنان و نزع سلاح حزب الله و دمجه في الجيش اللبناني مطلب قديم من المجتمع الدولي و واضح اننا نتجه لتنفيذه بشكل او بأخر.
للاسف يتكلم البعض عن الانتصار و لكن كيف نقول ان حزب الله انتصر علي الرغم من اننا قاب قوسين من القبول بقوات دولية في الجنوب و نشر الجيش اللبناني بدلا من حزب الله!
هذا بالاضافة لألف قتيل و مليون مهجر و دولة مدمرة.
اما فلسطين فقد اختفت تقريبا من الحسابات علي عكس كل الشعارات التي تقول بأنها قضيتنا المركزية أو قضية العرب الاولي, بل و فسر البعض في البداية عملية حزب الله بأنها مساعدة للفلسطنين فإذا بفلسطين و اخبارها تختفي بجوار التركيز الاعلامي و السياسي المكثف علي لبنان.

اطيب تحياتي

[SIZE=4]ليس نصرا عندما يختبأ المنتصر بعيدا عن مسرح انتصاره

الأخوة .
Kamel (f)
morgen (f)
لدينا مشكلة مستديمة في العقل العربي أن الحقائق تختلط دائما بالأفكار ، فلا نعد نتبين ما هي الحقائق وما هي الأفكار التي يجب ان نرتبها على تلك الحقائق ، و نضع الحصان كما يقولون أمام العربة و ليس العكس ، نضع الفكرة أمام الحقيقة و التحيزات قبل المنطق الذي غاب كليا أو كاد .
عود على بدء .. فالواضح أن الجماهير المحبطة تفقد اتصالها بالواقع شيئا فشيئا و تهرب بأحلامها إلى الكذب و الوهم ، يمر العقل العربي الآن بمرحلة بالغة السوء و غير مسبوقة في تاريخه الحديث ، حيث أصبح التفكير المباشر الطبيعي نوعا من الرذيلة أو الخيانة الوطنية بالمعنى الحرفي ، و أصبحت البلاهة الحمقاء وحدها هي الوطنية و القومية ووقفة العز إباها . في هذا الإطار يقود حسن نصرالله و جماعته جوقة الإنشاد التخويني منطلقا من رواية افتراضية تماما لا علاقة لها بما حدث ، رواية تدور حول المقاومة و سلاحها و قرارها المستقل و حساباتها الموحى بها من الله مباشرة في قلب السيد الطاهر و معاركها الظافرة و أهدافها التي تحققت !، و لكن لو دققنا جيدا فيما يحدث في لبنان سنجد أنه مجرد خطأ فادح في الحساب قاد لبنان إلى مصيبة لن يقوم بعدها ربما لعشرات السنوات القادمة مالم تتدخل السعودية و أمريكا لإنتشاله و بناءه مرة أخرى .
لن أمل من التكرار أن من خطط لعملية 12 يوليو لم يدرك أنه يسوق حزب الله إلى كمين و لم بعتقد أنه سيذهب إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل ، و لو نظرنا أبعد قليلا ستجد أن هناك قواعد للعبة العمليات المحدودة في لبنان ، عملية محدودة ضد إسرائيل يقابلها انتقام محدود و محسوب ثم مفاوضات غير مباشرة و تبادل للأسرى او .... ، يعني لعب على الضيق ، مشكلة هذه القاعدة أن الذي حددها هو إسرائيل نفسها فلم يسأل أحد وماذا لو غيرت إسرائيل قواعد اللعبة سواء بقرار منها أو بتوجيه أمريكي كما حدث بالفعل ؟، لم يفهم حزب الله أنه بدخول أمريكا المنطقة و تفجر قضية المشروع النووي الإيراني توارت إسرائيل و أصبح هناك قائد واحد للفريق الغربي هو أمريكا وجورج بوش الخشن ذاته ، نعلم جميعا أن هناك خطط معدة بالفعل لتصفية حزب الله و نزع سلاحه ضمن خطة مواجهة مدمرة مع المحور الإيراني ، هذه الخطة بالغة الخطورة بالفعل وربما تشمل حتى استخدام أسلحة نووية تكتيكية ضد إيران وربما سوريا و جنوب لبنان في المستقبل ، و هكذا استغلت أمريكا مغامرة حسن نصرالله التي قام بها منطلقا من حسابات قديمة خاطئة للمخابرات الإيرانية من أجل توجيه ضربات مفصلية ضد حزب الله ومحاور امداده ، ما حدث هو أشبه بكمين يونيو 1967 ،ولكن مع خلاف أن عبد الناصر اعترف بخطئه كرئيس لمصر و لكن حسن نصرالله لن يعترف بخطئه لأنه رئيس حزب الله و ليس لبنان ، لبنان هو الذي خسر و دمر و لكن إيران بكل خير و حكام دمشق بأحسن حال و حزب الله ( الذي انتصر !) عائد ليملأ لبنان رعبا و ليقتل أعدائه و أعداء سوريا و إيران الخونة العملاء ، كان نابليون يقول دائما " إنك لا تستطيع ان تهزم نفس العدو بنفس الخطة مرتين متتاليتين " ،و لكن حسن نصر الله لا يعرف سوى نفس الخطة و لكنه ينتصر بها دائما و يدمر بها لبنان !.
من الشائع أن نقيم نتائج العمليات الحربية بمعيار النصر و الهزيمة ، هذا المعيار ربما يكون مناسبا لتقييم نتائج الحروب الكبرى و ليس المعارك ، و سيكون من الخطأ الفادح أن نقيم نتائج معارك لبنان الأخيرة بهذا المعيار الزئبقي فكل طرف سيدعي أنه المنتصر طالما لا توجد معايير موضوعية لتقييم النصر و الهزيمة بل إن تعبيرات مثل النصر و الهزيمة لا تعني شيئا موضوعيا ولكن مجرد أدوات للدعاية السياسية ، فلو أخذنا جانب الشيعة في لبنان ، نرى نبيه بري يتحدث عن استحقاق النصر بينما هو يستجدي وقف إطلاق النار بلا حول له ولا قوة ، في كل الحروب نجد المنتصر شامخا في الميدان ليضع على هامته إكليل الغار فأي نصر هذا الذي يختفي فيه المنتصر بعيدا في ملجأ خارج ميدان النصر بينما المنهزم يملي شروطه ؟.ما يحدث هو مجرد معركة أولية لا منتصر فيها ولا مهزوم ، معركة من حرب طويلة قائمة ،و لكن سيكون لها نتائج تتراكم مع غيرها مشكلة نتيجة الحرب التي بدأت بالفعل ، حرب ستدمر معظم منطقة الشرق الأوسط ، كل ما يمكن عمله – بشكل منهجي – هو دراسة النتائج بينما يؤكد كل طرف أنه كان دائما على صواب .
إذا سمحت الظروف سيكون لنا عودة لتدارس نتائج المعارك بين حزب الله و إسرائيل .

النتيجة هي ما نلمسه الآن عندما تحول الناس من ترقب السلام المستحق إلى انتظار الحرب النووية المقبلة .
الأخ وليد .(f)
انتظرت إلى الآن كي أعلق على مداخلتك ، فهي تنفرد كونها لا تتعامل مباشرة مع القضية من جانبها السياسي المباشر و لكنها تذهب إلى البعد المعرفي و الإطار الذي نتعامل به مع التحديات المختلفة التي تطرح علينا ، وهي قضية أراها كما تراها أساسا لغيرها ، بل لا أرى الصراع الحضاري مع الغرب و العالم من خلفه أو الصراع العربي الإسرائيلي و الصراع الأصولي السني الشيعي سوى أعراض لمرض أعمق كثيرا منها جميعا و أكثر التواءا و أعصىعلى العلاج ، لا أنكر كل تلك الصراعات ولا أستهين بها بل و أراها مدمرة بالفعل ، و لكنها تبقى أعراضا و ليست المرض الأصلي الذي هو الإطار السلفي النصي الذي نفكر خلاله كما أعبر عنه أو المرجعية المعرفية الغيبية كما عبرت أنت عنها ،

اقتباس:و هلا توقفنا في لحظة سمو على خلافاتنا المذهبية و الطائفية و القومية .. لكي نحاول أن نستطلع الهدف الذي فرض علينا - أو بمعنى آخر أين ينتهي بنا محصلة الطرق و الأهداف و التكتيكات التي نسلكها جميعا بكل طوائفنا و مذاهبنا و قومياتنا؟

إننا نقرر الأهداف التي نؤمن بها و نسعى لتحقيقها خلال الإطار الذي نعيش فيه و يوجه تصوراتنا ، و لأنه لا يوجد لدينا إطار واحد بل عدة إطارات لهذا فمن المستحيل أن نتفق على أهداف .. مستحيل مهما صدقت النوايا ، إن حالتنا الراهنة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، حالة استقطاب حادة بين إطارين متنافرين تماما ، أحدهما حداثي ينتمي للعالم المعاصر و حضارته و الآخر سلفي موروث ينتمي للتراث و قيمه ، هناك بالفعل قطيعة معرفية بين العرب في معظمهم و بين العالم ، قطيعة لا يمكن عبورها حتى لمن هاجر إلى الغرب أو ولد فيه ، بل ربما كانت أكثر وضوحا في المجتمعات العربية و الإسلامية في الغرب ، فزمن الإنسان هو زمنه العقلي لا الواقعي و وطن الإنسان هو وطنه الثقافي لا الجغرافي ،ولعل الحوادث الإرهابية الأخيرة التي تورط فيها مسلمون ولدوا و نشأوا في الغرب تؤكد و بأبلغ عبارة الفكرة السابقة عن المواطنة الثقافية و ليس الجغرافية . هذا الإستقطاب وصفه أحد الكتاب بأنه بين معسكر الحضارة ومعسكر أعداء الحياة ذاتها، هذا الاستقطاب الحاد لا يقبل الحلول الوسط ، وهكذا يمكن تقسيم النخب السياسية العربية إلى مجموعتين.، الأولى حداثية و الثانية أصولية ، هذا لو استثنيا المجموعة الثالثة الشعبوية أو مع الرايجة ( كدابين زفة ) حسب التعبير المصري الشائع .
1. الحداثيون : هو طرف ينادي بالحداثة والاحتفاء بالحياة وبإثرائها.، وهؤلاء يشكلون شريحة من العقلاء ودعاة السلام والحداثة والحريات وهي تتزايد باستمرار ، وهم لا ينكرون أنهم يهدفون إلى انهاء الصراعات وفك الاشتباكات بيننا وبين العالم والتوقف عن الاندفاع المحموم نحو التخريب والتدمير لكل ما هو إنساني وحضاري، تمهيداً للبدء في رحلة التطوير والتحديث الحيوية ، سعياً لالتحاق شعوب هذه المنطقة بالمسيرة العالمية، لتحذو هذه الشعوب حذو سائر البشر، في السعي نحو توفير حياة أفضل للأجيال القادمة .
2. الأصوليون : هم الطرف المقابل الذي يريد أن يهدم كل ما تم تشييده على رؤوس الجميع والعودة للبداوة وتمجيد الموت والازدراء بالحياة، طلباً للنعيم في حياة الأخرى، ومن الناحية العملية يتضح موقفهم من حالة العنف والتدمير المجنون الذي شهدته المنطقة بدءا من الحادي عشر من سبتمبر 2001، يظهر أيضاً فيما يحدث في العراق من صراع دموي مجنون، يستعصي على الفهم لكنه كما يؤكد أحد الكتاب ( يؤكد أمراً واحداً هو أن شعوب المنطقة قد أصيبت بسرطان يتفشى في كل أعضائها، ليدمر كل ميراث الحضارة والإنسانية في عقول وقلوب قطاعات واسعة من الجماهير العاجزة عن التفكير والتمييز .و يحاول أولئك المتهوسون من مجانين الكراهية اختطاف شعوبنا، والسقوط بها في هاوية لا رجعة فيها، في مواجهة العالم كله، لنصبح آفة البشرية وطريدتها، فنركز كل جهودنا على إنجاز أكبر قدر ممكن من التدمير لمراكز الحضارة العالمية والإقليمية، ليطاردنا العالم ويعمل فينا قتلاً وتدميراً، كما تُطَارَد الذئاب والعقارب، يدمر مدننا وقرانا، ويتتبعنا في الكهوف والجحور) .
لو نظرنا على سبيل التحديد إلى الصراع العربي الإسرائيلي لوجدناه يتحول إلى نوع من الميتافيزيقا العبثية و ليس صراعا سياسيا نجح العالم في حل صراعات تفوقه بمراحل عديدة ، هذا الصراع يتلذذ اليهود و العرب باستمراره كنوع من السادية /المازوكية العنيفة ، غير مبالين بالآلام البشرية المهولة ولا بالأجيال التي تضيع أعمارها تجتر الشعارات و تذبح إرضاء لأرباب الشرق الأوسط ، إن المشكلة الفلسطينية قابلة للحل وهي عموما مشكلة متوسطة لم ترق مثلا للمشكلة البولندية أو تفكيك الإتحاد السوفيتي ،ولو عالجها العرب و اليهود بحكمة لكان لدينا الآن دولة فلسطينية راسخة ،و لما ظهرت المشكلة اللبنانية أصلا ،و ما كانت سوريا مهددة بالتدمير ، لكن تحويل المشكلة من مشكلة سياسية إلى صراع ديني غيبي هو الذي جعلها غير قابلة للحل سوى بالإنتحار أو تدمير الآخر الذي يمتلك ترسانة نووية كاملة و يدعمه العالم كله عندما يتعلق الأمر بقضية الوجود ، إن اقحام لبنان في الصراع العربي الإسرائيلي هو حماقة غيبية أخرى ، فلا توجد مشكلة لبنانية مع إسرائيل كما أن إقحام لبنان البلد الصغير غير المتجانس في الصراع دمر لبنان ولم يفد القضية الفلسطينية بل كان خصما منها ، إن الصراع العربي الإسرائيلي أصبح صراعا دينيا عبثيا و مدمرا بلا مردود حقيقي ، فلا توجد مصالح حقيقية لأحد – خارج المنظور الغيبي – تبرر كل هذه الخسائر التي لحقت بأطراف الصراع .
من الغريب أن كل القيادات التي أدركت عبثية و ضرورة إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي خرجت من المسرح سريعا مكللة بالعار أو محطمة بالفشل ، خرجت سواء بالعنف ( السادات – رابين – عرفات ) أو بشكل طبيعي كالموت و التقاعد أو السقوط السياسي ( حافظ الأسد – أبو مازن " نسبيا " - باراك –كلينتون- خاتمي ) ، خرج كل الزعماء الذين أدركتهم محنة الحكمة ولو مؤخرا ليتركوا الساحة لقادة آخرين في غاية التعصب و الأصولية ( بوش- حماس-شارون-خامنئي-حسن نصرالله ) ، و النتيجة هي ما نلمسه الآن عندما تحول الناس من ترقب السلام المستحق إلى انتظار الحرب النووية المقبلة .

ب ، فزمن الإنسان هو زمنه العقلي لا الواقعي و وطن الإنسان هو وطنه الثقافي لا الجغرافي ،ولعل الحوادث الإرهابية الأخيرة التي تورط فيها مسلمون ولدوا و نشأوا في الغرب تؤكد و بأبلغ عبارة الفكرة السابقة عن المواطنة الثقافية و ليس الجغرافية .
...................

ولكن هؤلاء الشباب يعتبرون من الجيل الثالث
وربما لم تطأ أقدامهم الموطن الأصلي لآبائهم .
كما أنهم ولدوا وتعلموا وشربوا الثقافة الأوروبية الانجليزية هنا
كما أيذكر أن منهم من ليس بجذور اسلامية من أصله
وللتذكير مثل ذاك الشخص الذي كان سيفجر الطائرة في المرة السابقة عن طريق
متفجر خبأ في حذاءه أعتقد اسمه ريتشارد
والبلجيكية التي اعتنقت ( الاسلام ) وفجرت نفسها في العراق
أنا أعتبر ما يحصل الآن هو شيء شبيه بالسيكت غسيل مخ
وتوجيه تام مثلما تم في اوكلاهوما ..وكما حصل منذ عدة سنوات
مع جماعات تمت عمليات انتحار جماعي من أفراد بين سويسرا وكندا وفرنسا
السيطرة على تفكير الآخر وتوجيههه ...
قد يكون بشكل دين ( اسلامي) أو أي فكر آخر ....

اقتباس:  نسمه عطرة   كتب/كتبت  
ب ، فزمن الإنسان هو زمنه العقلي لا الواقعي و وطن الإنسان هو وطنه الثقافي لا الجغرافي ،ولعل الحوادث الإرهابية الأخيرة التي تورط فيها مسلمون ولدوا و نشأوا في الغرب تؤكد و بأبلغ عبارة الفكرة السابقة عن المواطنة الثقافية و ليس الجغرافية .  
...................

ولكن هؤلاء الشباب يعتبرون من الجيل الثالث  
وربما لم تطأ أقدامهم الموطن الأصلي لآبائهم .
كما أنهم ولدوا وتعلموا وشربوا الثقافة الأوروبية الانجليزية هنا  
كما أيذكر أن منهم من ليس بجذور اسلامية من أصله  
وللتذكير مثل ذاك الشخص الذي كان سيفجر الطائرة في المرة السابقة عن طريق  
متفجر خبأ في حذاءه أعتقد اسمه ريتشارد  
والبلجيكية التي اعتنقت  ( الاسلام ) وفجرت نفسها في العراق  
أنا أعتبر ما يحصل الآن هو شيء شبيه بالسيكت غسيل مخ  
وتوجيه تام مثلما تم في اوكلاهوما ..وكما حصل منذ عدة سنوات  
مع جماعات تمت عمليات انتحار جماعي من أفراد بين سويسرا وكندا وفرنسا  
السيطرة على تفكير الآخر وتوجيههه ...
قد يكون بشكل دين ( اسلامي) أو أي فكر آخر ....

نسمة .
أنت بدون تعمد تؤكدين تماما ما تحاولين نفيه ، ربما تكون الفكرة نفسها غير واضحة أمامك .. ببساطة أقول أن أفكار الإنسان و ليس مكان تواجده أو الزمن الذي تعلنه الساعة هي التي تحدد مكانه و زمانه الذي يعول عليه ، عندما ذهب الخوميني مثلا للحياة في باريس في سبعينات القرن الماضي ظل عقليا وروحيا كشخص من رفاق الإمام علي مازال يعيش في كوفة القرن السابع ، فهناك فقط زمانه ومكانه ، على النقيض تماما فالعقاد الذي كان يعيش في أسوان المدينة الإفريقية النائية كان لا يختلف في أفكاره عن أي أكاديمي في جامعة أكسفورد ، فهناك أيضا كان زمانه و مكانه ، هؤلاء الشباب الباكستانيون يعيشون ماديا في لندن في القرن 21 و لكنهم تعرضوا لأعاصير ثقافية أصولية خلال المسجد و المجتمع المحلي للمهاجرين الباكستانيين ، هذه الضغوط نقلتهم ثقافيا إلى مجتمع يثرب في القرن السابع ، كلهم متدينون و مسلمون ممارسون ، وهم يستمدون تصوراتهم و مفاهيمهم التأسيسية من ثقافتهم الدينية الأصولية و ليس من مجتمعهم العام ، فأنت بالقطع لا تعتقدين أنهم تعلموا كراهية الحضارة الغربية و إزدراء قيم الحرية و الإستخفاف بحياة الأبرياء خلال المناهج الدراسية الغربية ، في مثل هذه الحالات يعاني المهاجر أو المسلم ذو الأصول الأجنبية ما يطلق عليه التناقض المعرفي بين ثقافته الدينية الخاصة و بين ثقافته العلمانية العامة ، و في النهاية تنحاز الأغلبية للثقافة العامة الأقوى و لكن البعض يتعصب لثقافته الدينية لأسباب متنوعة و غالبا سيكولوجية ، الإرهاب هو تعبير متفجر و عنيف عن التعصب ، وهذه الظاهرة لا يمكن فهمها سوى بشكل منهجي، وهناك أربع مجموعات من النظريات التي تدرس ظاهرة التعصب و الإرهاب هي علم نقس الأفراد( النظريات السيكوديناميكية ) و نظريات الجماعات السيكولوجية ، و نظريات التعلم و النظريات المعرفية ، و النظريات المعرفية هي ما شكل خلفيتي العقلية عندما تحدثت عن الوطن الثقافي و الزمن الفكري ، هذه النظرية تذهب إلى أن التعصب prejudiceو الأفكار النمطية prototypical ideasالسلبية ليست فقط نتيجة التعلم الإجتماعي أو عدم مقدرة بعض الأفراد على إزاحة عدوانهم ،و لكنه قد ينتج من عملية التفكير الطبيعية للأسوياء نتيجة مرجعيتهم المعرفية المفارقة للعصر و المجتمع ، و لعل من أهم النظريات المعرفية التي تعالج ظاهرة التعصب هي نظرية نسق المعتقد Belief System Theory للعلامة ( روكيتش ) ، و يمكن تفسير نسق المعتقد بأنه كل المعتقدات و التوفعات و الحالات و الفروض الشعورية و اللاشعورية التي يقبلها الفرد و يعدها حقيقة كحقيقة العالم الذي يعيش فيه ، وفقا لهذه النظرية فإن التماثل Similarity أو التطابق Congruence في المعتقدات يحدد مواقف الجماعات من الجماعات الأخرى بشكل كبير ، إن التأكيد المستمر على الإختلاف في أنساق المعتقد – خلال السلفية المذهبية – له الدلالة العظمى على التعصب و الميل للعنف ضد الآخر .

[quote] بهجت كتب/كتبت
بل لا أرى الصراع الحضاري مع الغرب و العالم من خلفه أو الصراع العربي الإسرائيلي و الصراع الأصولي السني الشيعي سوى أعراض لمرض أعمق كثيرا منها جميعا و أكثر التواءا و أعصىعلى العلاج ، لا أنكر كل تلك الصراعات ولا أستهين بها بل و أراها مدمرة بالفعل ، و لكنها تبقى أعراضا و ليست المرض الأصلي الذي هو الإطار السلفي النصي الذي نفكر خلاله كما أعبر عنه أو المرجعية المعرفية الغيبية كما عبرت أنت عنها ،
الزميل الفاضل / بهجت

إذا إستعرنا تشبيه الزميل المحترم / نبيل حاجي نائف و الخاص بالبنى الفكرية لمجتمع ما و تمثيلها بالكائن الحي الذي يسعى للبقاء - فستمثل المشاكل الميتافيزيقية عديمة الحل شديدة التعقيد التي أشرتم لها - جنبا إلى جنب مع إثارة الإضطرابات و النزاعات سواءا الإقليمية أو العالمية بما تصاحبهما مما يلزم من إثارة و تهييج المشاعر الدينية أو القومية إلى إنكماش فكري بالمجتمع - سوف تمثل أهم الآليات التي تعتمدها تلك البنى الفكرية للبقاء.

فهذه الآليات تثير بالطبيعة مشاعر سلبية جماعية - أضف لذلك تطبيقا حرفيا لكبت كل صوت مخالف لأي مما هو سائد - حيث لن يتسع المجال لسماعه في ظروف المعارك و الشعارات و غيرها.

و سوف تلاحظ في كل معركة / مشكلة / نزاع .. إلخ سواء داخلي طائفي أو إقليمي أو عالمي - شدة تعقيده و إنعدام إمكانية الحلول الوسط فيه و إرتباطه المباشر أو غير المباشر بمرجعياتنا الدينية.

و سنغرق دائما في تفاصيل كل معركة أو صراع على حدة - مشروعيته الأخلاقية و القانونية - و درجة مناسبته للشريعة من عدمه - ثم بعدها سنغرق فيما بيننا نحن إنقساما بين سنة و شيعة و قوميين و ليبراليين - ثم تخوينا و تقتيلا إن لزم الأمر.

فكما تفضلتم بذكره يوجد إطاران جامعان و هما الحداثة و الأصولية - لكن توجد مشكلتان:

أولا: الإطار السلفي الأصولي لا يمثل أي درجة من درجات التجانس - فهو إطار متشظي لأقصى درجة و لن يحدث أن يتفق على أي قضية كانت.
فستجد أولا إختلاف على مستوى الأهداف الإستراتيجية النهائية التي يسعى لها كل فريق - ناتجا عن الإختلاف المذهبي الحاد بين السنة و الشيعة كمثال و الذي يسير بمسار الحرب المباشرة فيما بينهم إن عاجلا أم آجلا.
و ستجد ثانيا - و في كل فريق على حدة - إختلاف في التكتيكات التي تعتمدها جماعات في نفس الفريق - لتصل لنفس الهدف الإستراتيجي لهذا الفريق - تصل لدرجة التكفير و التخوين ثم القتل أيضا.
ثانيا: الإطار الحداثي في أغلبيته المؤثرة - إن صح التعبير - مازال يعالج الأمر من داخل نفس الدائرة اللامنتهية - متخذا المدخل الخاطئ للعلاج.

أما ما بينهما فحدث و لا حرج. فالظلام و التخبط و التبعية و الإنسياق بلا هدف.

و كما تفضلتم أيضا بذكره - فوضعنا الحالي غير مسبوق تاريخيا - فلم يحدث أن تفتت فكر مجتمع لهذه الدرجة القاسية - و يمكن لأي منا أن يعزل موقف ما في صراع ما أو معركة ما - لكي يدرس مدى إتفاقنا و نسبته كمجتمع - يعيش نفس الحدود الجغرافية.

شدة التعقيد و التناقض و اللايقين - هم سمات مجتمعنا بعصرنا هذا - لكن على المستويات المباشرة لكل قضية على حدة.

قد نتفق مؤقتا على موقف ما يشترك مرحليا في خدمة تكتيكات كل فريق على حدة - فرض جدلي نادر أو مستحيل على أرض الواقع - لكن لا يجب أن يخدعنا هذا الإتفاق في ظل تناقض و تناحر أهدافنا النهائية.
فإنقيادنا خلف هذا الإتفاق - سوف يوصل فريق منا و بالتأكيد - لعكس ما كان يهدف له نهائيا. بل و أكاد أجزم أنه لن يوجد فريق واحد سيصل لهدفه الإستراتيجي نهائيا.

و في ظل تلك الظروف فائقة التعقيد - حيث تعمل قوى عديدة غير موحدة المسار - بل و متناقضة أحيانا - على كائن واحد - يصبح من الحكمة محاولة دراسة محصلة كل هذه القوى و ليس كل قوة على حدة. و هذا لإستنتاج الهدف الإستراتيجي الحقيقي و المخادع غالبا لو كانت دراستنا من وجهة نظر قوة واحدة - الذي تسعى له محصلة تلك القوى و الذي يسير في إتجاهه هذا الكائن.

سوف نتفق مع جميع نداءات العزة و جميع الشعارات الدينية و القومية و الطائفية - و سوف نؤيد جميع المعارك و الصراعات.
لكن دعنا نسأل جميع الفرق:

ما هو هدفنا الإستراتيجي البعيد؟
ثم تباعا - هل تخدم تلك التكتيكات - و التي إتفقنا عليها مسبقا - هذا الهدف أو ذلك؟
و إذا كان الجواب بالنفي - فأين نتجه حقيقة؟
و هل نشهد مجتمعا و حضارة في طور الإنتحار و التلاشي المادي؟

لك دائما كل تقدير و إحترام ,,