إشعار بالإخلاء ...
إشعار بالإخلاء..
كان الشريط الأخير الذي ظهر فيه السيد حسن نصر سيئا من الناحية الفنية ,ظهرت فيه بوضوح أماكن القص و اللصق و كأنه تعرض لمقص "رقيب عتيد",و كذلك كان أقل أهتماما بمظهره فلم يبدو بأناقة ظهورة السابق فقد ترك فوضى البياض تغطي قسما كبيرا من لحيته غير المشذبه ,يبدو أن حسن نصر الله ظهر على عجل لضرورة مواجهة القرار الإسرائيلي ,و تلكأ مجلس الأمن , فإطلالته التلفزيونيه تعطي ثقة لرجالة و تبقى الشارع محافظا على درجة من الحماس , و كذلك تعطي الإعلام خبرا يستغرق بعض الوقت قبل أن يستهلكة , ابرز ما ماورد في بيان نصر الله ندائه الى العرب من سكان حيفا.
ليس لدى حسن نصر الله طائرات يلقي منها منشورات على قاطني حيفا ليطالب العرب منهم بالرحيل ,فالنداء الإعلامي عبر بيان متلفز يبدو حلا جيدا,و هنا لا أعرف أن كان يصح من الناحية الإخلاقية مقارنة المنشورات الإسرائيلية ذات الخطاب المتعجرف الذي يخاطب الناس بصيفة آمرة و مذيل بتوقيع مستفز يقول "دولة إسرائيل", و بين خطاب أخوي حان بطلب الرحيل ,و لكن يجب الإعتراف أن نتيجة هذين الطلبين واحدة , و هو التوهان و الخوف , أما أن يذوق الإنسان عذابات التشرد , و أما أن يقبل أن يكون مشروع ضحية .
"إشعار بالإخلاء",من أشد الأوراق الرسمية وقعا على متلقية سواء جاءه من مالك فظ قاسي القلب أو سقط عليه من السماء بواسطة طائرات معادية , و لن يختلف تأثيره كثيرا أن جاء عبر بيان تلفزيوني لبطل قومي ,يتوجب على متلقي هذه الإشعارات حزم أقل ما يستطيع من أمتعه , و إحصاء جميع أفراد العائلة , و تأبط القليل من الأوراق الرسمية و الإلتحاق بالقافلة,المرارة التي يخلفها النزوح تلغي عند النازح أي إحساس "بنبل" التحذير ,فالخيارات المتاحة محدودة و أحلاها بطعم السفرجل الفج.
نداء حسن نصر الله , يتجاهل أن وجود العرب في حيفا ناشىء أصلا, عن رفض هؤلاء لتحدذير مماثل تلقوه قبل أكثر من خمسين عاما, و كان صادرا من عدو , و البقاء عندهم حالة لا يعرفون غيرها ,ولا أظن أن منشادة من حسن نصر الله ستغير من مواقفهم, لذلك يستحق "الحيفاويون" , جهدا أكبر من مقاتلي حزب الله في ضبط صواريخ الكاتيوشا و خيبر و رعد,حتى لا تسقط فوق روؤسهم , و تلفزيون المنار لا يكف عن نشر صور لأهداف محتملة داخل إسرائيل مع بيان مواقعها الجغرافية و إحدائياتها بدقة متناهية .
حسن نصر الله وقع بما يسمى غلطة الشاطر , حين فرق بين مناصرية الذين يحثهم على الصبر و الصمود, و بين سكان حيفا و قد طلب أليهم الرحيل , و كثير منهم ينظر أليه بأكثر من عين معجبة راجيه ,ربما كان هذا إعتراف غير مقصود من نصر الله بأنه قدرته على توجيه الصوراريخ بشكل دقيق محدوده , و هو ما يفتح الحديث عن جدوى الصواريخ و معناها السياسي و العسكري . حسن نصر الله سجل هدفا في مرماه بدون أن يدري.
|