لا أزعم أني كنت دائما على صواب و لكني أزعم و بكل قوة اني كنت دائما أطارد الصواب
الزملاء الأفاضل .(f)
تحية تقدير و امتنان لكل الزملاء الذين ساهموا في الشريط سواء بالمشاركة أو المتابعة ، فإليهم جميعا أعذوا نجاح الشريط الذي فاق كثيرا كل ما توقعته ، و إليهم أيضا أعتذر عن أي مهاترات لجأ إليها البعض ربما بسبب عنف الأحداث و تناقض المواقف و تباعد الثقافات ، وهذا كله طبيعي و معتاد في عالم المنتديات ، فلن يمكنك أبدا منع الآخرين من الإسفاف و أن يكونوا أنفسهم ، و لكن يمكننا دائما أن نتجاهل هذا الإسفاف و هذا ما سأفعله .
أعلم أني لن أرض أحدا لأني ما توخيت قط إرضاء أحد ، إن الحقيقة هي غايتي لأنها وحدها التي تستحق عناء المحاولة و الجهد ، لا أزعم أني كنت دائما على صواب و لكني أزعم و بكل قوة اني كنت دائما أطارد الصواب و أسعى إليه غير آبه بالمصاعب ولا هياب ، فلم يسبق لي قط أن ترددت في إعلان الحقيقة كما أراها جلية قاطعة واضحة ، أعلم أني أغضبت بعضا من أصدقائي الشيعة الذين أحمل لهم تقديرا حقيقيا ، و لكن حبي للحقيقة يفوق حبي لسقراط و للشيعة ، بل أتمنى أن تساهم كلماتي و كلمات غيري من المحبين للشيعة العرب و المقدرين للقيم العليا و النبيلة التي يقوم عليها فكر التشيع ، أتمنى أن تساهم تلك الكلمات في أن يحسم الشيعة العرب أمرهم و أن يضعوا انتمائهم الوطني و القومي فوق أي انتماء مذهبي فالأوطان وحدها باقية و غيرها زائل لا محالة .
الأخ العزيز فرعون مصر .(f)

اقتباس:لاشئ شخصيى ولن تغير كلماتنا وأفكارنا فى الواقع شئ ومن حق كل أنسان ان يقول ما يعتقد بصوابه بصرف النظر عن اتفاقنا أو أختلافنا معة وان نرى ذلك مجرد خلاف رأى وليس أكثر هذة امور طبيعية و غير ذلك غير طبيعى بل وشاذ ومدمر للعقل والفكر وللحضارة.

ما أسهل أن نداعب مشاعر الجماهير الباحثة في الأوهام عن حقائق بديلة ،و لكن لدينا بالفعل عددا كبير من ( كدابين الزفة ) الذين لا رأي لهم ولا عقل فعقولهم في جيوب مرشديهم و فقهائهم يقلبونها كيف شاءوا ، إنهم من الكثرة بحيث لن يلاحظوا لو تخلف عنهم البعض و طاروا خارج سربهم الراحل من الغباء إلى الهلاك ، إننا لسنا أعداء الأصوليين و أبناء الطوائف و لكن عدوهم الوحيد هو القرن 21 ، زمن ينكرونه فينكرهم و يغادرونه فيسقطهم و يباعدونه فيسحقهم ، فليسموا ما حدث في لبنان ماشاءوا وشاء لهم الزمار .. نصرا .. صمودا .. مجدا .. مقاومة ، فالعالم سيقرأه على حقيقيته .. حماقة و كارثة و مصيبة نادرة المثال ، إنهم مثل الفتاة التي اغتصبها مجرم على قارعة الطريق و سفح كرامتها ، ثم قال للناس إن ما حدث هو صراع متكافئ و لأنها متخبطة و مصدومة قالت نعم هو صراع متكافئ وقد انتصرت فيه !، أي نصر ذلك الذي يحتفل فيه المنتصر بين الأنقاض و الخرائب و الجثث المتحللة لم يجرؤ أحد على مواراتها الثرى ، تلك جريمة و مأساة ارتكبتها إسرائيل و أخشى أن يكون حسن نصرالله قد وفر لها المبرر و المسوغ و أخيرا هناك من يحتفل بها كنصر !، فهل هانت علينا أنفسنا إلى هذا الحد ؟.
هذا يقودنا إلى سلاح الردع و الحديث عن الفاعلية القتالية لمنظومة الصواريخ في جنوب لبنان .
وفقا لنتائج القصف هناك 3970 صاروخاً، سقط منها داخل المدن أكثر من 901 صاروخاً أدى إلى مقتل 39 مدنيا -6000 وحدة سكنية تضررت بدرجات – 300000 نازح ، أي أن 22 % فقط كانت داخل المدن و لا يعني هذا انها أصابت أهدافا ، المهم هو أن هناك قتيل واحد لكل 23 صاروخ تقريبا تحتوي ما يعادل 2.3 طن متفجرات ،وهذا يعني أنها غير مؤثرة كأداة قتالية و لكن أثرها معنوي و اقتصادي بالأساس نتيجة التهجير و توقف العمل او تباطؤه ، و لكن إسرائيل تعتمد على نظام هجوم جوي فعال للغاية و مكون من أحدث طائرات القتال ، لهذا أرى انه لا تكافؤ مطلقا بين قوات حزب الله مهما كانت بسالته و بين القوات الإسرائيلية .
بناء على هذه الحقيقة فلنرتب ما نشاء من نتائج ، و إن كنت أرى أن على حزب الله أن ينفتح على شركائه الوطنيين بعيدا عن تحالفاته الإقليمية مع سوريا و إيران ،و ان يدمج قواته المحترفة خاصة منظومته الصاروحية في الجيش اللبناني و بنفس عناصرها و أن يتم نشرها شمال الليطاني ، لقد حققت قوات الحزب انجازا متميزا ( دعنا من تعابير مبالغ فيها مثل النصر و الهزيمة ) و حان توظيفها بشكل عقلاني و إلا تبددت .
و للجميع :redrose:

أستضيف هنا هذه المقالة التي أراها موضوعية جدا و منصفة .
أيضا هي معزوفة أخرى من نفس اللحن العقلاني الذي حاولت قيادة هذا الشريط إليه و به .
هل يحقق «حزب الله» ما فشل الخميني في تحقيقه..؟
هدى الحسيني – الشرق الأوسط .
............................
صار في حكم المؤكد أن إيران هي القائد الفعلي للتحالف الثلاثي ما بين إيران وسوريا و«حزب الله»، وهي تعرف أن هويتها غير العربية تقف حجر عثرة أمام طموحاتها للسيطرة الكاملة إقليميا، لهذا تحاول أن تلعب، والى أقصى حد، الورقة الإسلامية ـ تصريح مرشد الثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي: «إنه نصر للمسلمين»، ومعرض الكاريكاتير الأخير ـ في نظر إيران، أن الورقة الإسلامية تلغي من طريقها دولاً عربية مهمة مثل مصر والأردن والعراق كذلك، لكن طهران تواجه تحدياً كبيراً من المملكة العربية السعودية التي تعتبر بسبب هويتها الإسلامية والعربية، وأيضا قوتها الاقتصادية، زعيمة العالم الإسلامي. ومن المستبعد أن تقبل السعودية، حكومة وشعباً، بأن تشارك إيران في هذه الزعامة. ويعرف الإيرانيون صعوبة مواجهة السعودية على قيادة العالم الإسلامي، لهذا سيركّزون على استثمار ثورتهم، ومحاولة تصوير الرياض وكأنها تريد المحافظة على الأمر الواقع، لمعرفتهم الحدود التي يستطيعون المناورة عبرها بهدف دفع السعوديين عن هذه الزعامة. وتحاول طهران الوصول الى توافق ما مع الرياض، من هنا زيارات المسؤولين الإيرانيين المتتالية الى المملكة، وإبلاغها بما يتمنون تحقيقه دولياً بمساعدتها، وبما يتخوفون منه، وبجزء مما يتطلعون اليه إقليميا. نتيجة لهذا الواقع على الجانب السعودي سيصل الطرفان الى نوع من الحرب الباردة غير المعلنة بينهما، والتي ستستمر طويلاً ما دامت إيران على أهدافها.

منذ نجاح الجمهورية الإسلامية في إيران، وقادتها لا يترددون في إظهار كل أنواع البراغماتية في مختلف الظروف، من أجل تحقيق الهدف الأبعد. كما أنهم الأسرع في استغلال الظروف، المأساوية منها بنوع خاص، والتقرب من «الشيطان الأكبر»، إذا كان الأمر يعّجل في إحراج المناوئين في المنطقة، ويقرّب تحقيق الهدف. وكنا لاحظنا أنه بعد إحداث11 سبتمبر، أن الإيرانيين كانوا أول من أضاء الشموع على أرواح ضحايا زعيم «القاعدة» إسامة بن لادن، وخرجت يومها الصحف الإيرانية بعناوين: كلنا أميركيون، في وقت ارتبكت فيه السعودية من وقع تلك العملية الإرهابية التي شارك فيها 15 سعودياً من أصل19 منفذاً.

الآن، بعد الحرب التي سببها «حزب الله» في لبنان وأدت الى مواجهة مع الجيش الإسرائيلي، عادت الورقة الشيعية الى الواجهة، مضافاً إليها تنامي العلاقات ما بين إيران وشيعة العراق، وانتشار التأثير الشيعي في الخليج وصولاً الى باكستان وأفغانستان.

إن ما يحدث في لبنان والدور الذي يقوم به «حزب الله» هناك، خصوصاً إمداده من قبل إيران بالمبالغ الطائلة، والسلاح أيضا، للمحافظة على قاعدته الشعبية، قد يؤديان الى ما كان العرب حاولوا تناسيه أو اعتقدوا أنهم تجاوزوه. ويبدو أن «حزب الله» يمكن أن ينجح في ما فشل في تحقيقه الخميني نفسه بالنسبة الى العلاقة بالقضية الفلسطينية، التي يحاول الحزب جعلها قضية شيعية.

وبينما كانت القومية العربية نجحت في عدم الانجذاب الى ثورة الخميني الشيعية، يهدد الدور الذي يقوم به «حزب الله» الآن في نقل هذه الثورة الشيعية الى داخل الشرق الأوسط، خصوصاً بعد الدعم الذي لقيه في الشارع السنّي العربي، وهذا ما تحاول إيران استغلاله سياسياً لتحقيق ما عجز الخميني عن تحقيقه في حياته، وهو تصدير الثورة وأن تكون إيران قوة كبرى في المنطقة.

وكي لا ننسى، فإن فكرة الثورة الخمينية لم تولد في مدينة قم الإيرانية، بل ولدت في حوزات مدينة النجف في العراق. ثم إن الشيعة العرب والإيرانيين يشتركون في زعيم واحد هو محمد باقر الصدر، واضع ولاية الفقيه، هذه الفكرة تكونت واكتملت في النجف، وتجسمت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ومما لا شك فيه، أن السياسة الأميركية جعلت من العراق أول دولة عربية تحت سيطرة شيعية، وهذا أطلق أحلام 150 مليون شيعي في العالم. وحسب ما كتبه الخبير في الشؤون الإيرانية والشيعية، البروفسور والي نصر، في العدد الأخير من «الفورين أفيرز»، فإن نسبة الشيعة في العالم هي كالتالي:

إيران 90%، أذربيجان 75%، البحرين 75%، العراق 65%، لبنان 45%، الكويت 30%، باكستان 20%، أفغانستان 19%، قطر 16%، السعودية 10%، دولة الإمارات العربية المتحدة 6%، وسوريا 1%.

وكما يقول، هناك مجموعات أخرى من الشيعة مثل العلويين في تركيا وسوريا، والإسماعيليين الذين يعتبرون الآغا خان زعيمهم وموجودون في سوريا، ونسبة اكبر في أفغانستان وباكستان. وكان النجاح الوحيد الذي حققه الخميني في تصدير ثورته قد تم في لبنان، بعد وفاته وعبر إنشاء «حزب الله».

في السنوات الأخيرة حاول الحزب أن يظهر في لبنان بشكل حزب سياسي، وجزء من السياسة اللبنانية، إنما مع إبقائه على كل أسلحته التي ظهرت قوتها وعدم دقتها في الحرب الأخيرة، ومع أن له أعضاء في البرلمان اللبناني ووزيرين في الحكومة، إلا أنه لم يتخل عن شخصيته الأممية. هو يردد مثلاً: انه المقاومة الإسلامية في لبنان. وليس كما يحاول بعض الإعلام العربي التخفيف بالقول: المقاومة الإسلامية اللبنانية، وأحيانا، تسقط كلمة الإسلامية عن المقاومة.

من المؤكد أن كل الحركات في الإسلام السياسي تعتبر أنه لا بد من التغلب على الدولة كي تحل محلها الأمة. وأثناء الحرب الأخيرة في لبنان كانت كل خطب السيد حسن نصر الله تتضمن كلمة الأمة: أهدي النصر الى الأمة، إنها حرب من اجل الأمة «شاء اللبنانيون أم أبوا». وربما أخطأ الرئيس المصري حسني مبارك عندما قال يوم الأحد الماضي: «إن «حزب الله» جزء من النسيح اللبناني». أخطأ بمعنى أن «حزب الله» يريد تذويب النسيج اللبناني بالأمة. والأمة التي طرحها الخميني ويتطلع اليها الشيعة تقوم على إلغاء الحدود، وإقامتها أولاً من إيران حتى لبنان، مروراً بالعراق والبحرين. ولاحقاً قد تنضم اليها أجزاء من دول أخرى أو دول بكاملها. أما الأمة بالنسبة الى السنّة فتكون بإعادة الخلافة.

في المرحلة الآنية، وبعد تصوير تدمير لبنان بأنه ثمن بسيط مقابل صمود «حزب الله»، استعاد النشاط الثوري الشيعي، كما في بداية الثمانينات، إعجاب بعض السنّة. وما علينا إلا مراقبة تحركات وتصريحات الإخوان المسلمين في مصر والأردن. إذ، بالنسبة الى بعض المنظرين السنّة في صفوفهم، يمكن أن توفر الثورية الشيعية النموذج لدولة إسلامية، وهذا حلم عجز الإخوان المسلمون عن تحويله الى حقيقة، ويرونه اليوم قد أصبح أقرب من قبل.

إن الانتصار الذي حققته إيران عبر ما حدث في لبنان ـ حرب تدميرية وتوفير المبالغ لاحقاً في صندوق «حزب الله» كي يبقى عائماً على سطح الأحداث ـ وما سيحدث لاحقاً، يحمل خطر تشجيع الإرهاب السنّي على استعادة نشاطه، وكانت برزت المنافسة «التلفزيونية» بين السيد حسن نصر الله من جهة وأيمن الظواهري من جهة أخرى، الذي أتحف المشاهدين أولاً بدعوة المقاتلين الإسلاميين الى الانضمام الى صفوف مقاتلي «حزب الله» لقتال إسرائيل على الجبهة اللبنانية، ثم كانت رسالته التلفزيونية الثانية بعد الخطاب الثاني لأمين عام «حزب الله». لكن، لم ينس الشيعة شريط الفيديو الذي بثه أبو مصعب الزرقاوي قبل مقتله، وفيه يتهمهم بأبشع الصفات، ثم إن «القاعدة» ومن يقف معها من العراقيين يعتبرون أن صعود الشيعة الى قمة السلطة السياسية في العراق، حدث غير شرعي ويجب القضاء عليه.

إن استعادة إيران لحيويتها في إعادة تصدير ثورتها سيؤدي لا محالة الى مواجهة سنّية ـ شيعية. العارفون في الشرق الأوسط متخوفون من هذا الاحتمال، ثم إن محاولة «حزب الله» عبر خالد مشعل في دمشق، السيطرة على القضية الفلسطينية، سيشد كل «حماس» الى هذا الفلك. تنظيمياً، إن «حماس» هي نسخة طبق الأصل عن «حزب الله»، وما أقدم عليه «حزب الله» من خطف للجنديين الإسرائيليين وقتل ثمانية لتخفيف الضغوط اللبنانية عنه من أجل نزع سلاحه، كان نسخة طبق الأصل عما أقدم عليه مشعل. إذ كانت لسلطة الفلسطينية ورئيس الحكومة عباس هنية (من حماس) توصلا الى اتفاق لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل من أجل التوصل الى تحقيق معادلة الدولتين المستقلتين، وإطلاق سراح السجناء، وهؤلاء كانوا أصدروا «وثيقة الأسرى»، تم التوقيع على الاتفاق بين محمود عباس الرئيس الفلسطيني وهنية، عند منتصف ليل 22 يونيو الماضي، وتم إبلاغ مشعل به، وكان رده انه أمر الجناح العسكري التابع له بنسف الاتفاق عبر عملية ضخمة، وفي الساعة الرابعة من فجر 25 يونيو جرت عملية عسكرية قتل خلالها جنديان إسرائيليان وخطف واحد. ولا تزال غزة تدفع ثمن تلك العملية. وصباح 12 يوليو قام «حزب الله» تقريباً بعملية مماثلة أدت الى تدمير لبنان.

في السابق كانت القومية العربية وقود المقاومة الفلسطينية، واليوم يحاول الراديكاليون الشيعة الإمساك بزمام القضية وتحويلها الى ورقة أخرى من أوراق الصراع الإقليمي. وهنا يبرز إما التخطيط السوري، أو سوء الحسابات، كما يبرز رفض مشعل وقوف أي شيء أمام طموحه. و«حزب الله» و«حماس» يرفضان وجود إسرائيل. أما سوريا فإنها ترفض أن تغلق الباب في وجه مفاوضات سلام بينها وبين إسرائيل.

من جهتها، تشعر «القاعدة»، رغم كل الإرهاب الذي نشرته في العالم، بأنها أسقطت الورقة الفلسطينية، وهي بسبب كراهيتها للشيعة قد تجد في لبنان المنفذ الذي تريده للوصول الى جبهة مواجهة مع الشيعية القوية المتمثلة في «حزب الله»، والى جبهة مواجهة مع إسرائيل، على أساس أن لا أحد سينتقدها، أو من سيتهمها بأنها منظمة إرهابية، إذا كانت تقاتل إسرائيل، فهي رأت الاحتفالات التي عمت الشارع السنّي بانتصار «حزب الله»، ثم إن أحد كبار رجال الدين السنّة، الشيخ يوسف القرضاوي، دعا من القاهرة الى ضرورة وجود «حزب الله» في مصر والأردن ودول أخرى.

في الأشهر المقبلة، قد تزداد حدة معارضة «القاعدة» لأهداف «حزب الله»، وقد يكون لبنان ساحة لهذا الصراع الذي قد يتمدد الى العراق حيث لا تختلف ميليشيا مقتدى الصدر كثيراً عن «حزب الله».

الأهم في كل هذا، أنه عبر العراق سيقوى وضع إيران وتصبح «اللاعب الأساسي في الشرق الأوسط»، فهي، رغم قراراتها التكتيكية باللعب من وراء الستار في العراق، اشتمت رائحة الدم في لبنان وشنت هجوماً عن طريق «المال»، بعد تأكدها من أن أحداً لا يجرؤ على المطالبة بنزع سلاح «حزب الله».

إن لبنان لا يزال مهدداً، فإذا لم تقم فيه حكومة قوية جداً ويهرع العالم الى مساعدته مالياً وتقوية جيشه، والى تطبيق قرارات مجلس الأمن، وإذا لم يواجه بقية أبنائه سياسة «حزب الله»، وتتم المحافظة على نسيجه المتنوع المنفتح الذي يرفض السواد وتفكير «الغيتو»، تكون إيران قد نجحت أخيرا، في تصدير ثورتها مع ما سيتركه هذا من انعكاس على الوضع في الأردن، ومصر، وفلسطين، وسوريا، ودول الخليج. لكن في النهاية نكون قد خسرنا لبنان.

هذا المقال مهدى لكل الزملاء الذين لم يفرقوا بين التحاور العقلاني و الدعاية السياسية الرخيصة ( أو الغالية و لكنها قليلة القيمة ) فأسرعوا يبررون حماقة حسن نصرالله كخطوة جهادية مدروسة ناقدها منكر معلوم من الغوغائية بالضرورة ، قلنا هي حرب 1967 جديدة و كمين أعد لنصر الله كما أعد لعبد الناصر وكلاهما اندب فيه كالبرميل ، لأن كلاهما مستبد ولا يسمع سوى صوته و صوت أوهامه الخاصة ، قلنا ذلك فكفرونا و خونونا و تواقحوا ،و لكن حسن نصرالله استلهم أمانة عبد الناصر و اعترف بخطئه ، لهذا نقول مع الراشد نصرالله شجاع و لكنه أحمق أما عبدة نصرالله فهم حمقى مثله و لكنهم يفتقدون شجاعته .
منذ الآن سيتفرغ كل من لم يتوقف عن تبرير حماقة نصرالله و التحامل علينا كي يؤكد أنه اكتشفت من البداية بأن ماحدث هو خطأ في الحساب ، شوفوا إزاي .. ضاعت حمرة الخجل !.هل آن للزملاء الأفاضل الذين يتصايحون و يتحمسون بشكل مبالغ فيه ويقومون بأدوار البطولة في فلم الناصر صلاح الدين أن يفكروا مرتين عندما يتحاورون على الشبكة فزلة الشبكة بلقاء مشهورة :confused:.
نصر الله رجل شجاع.
عبد الرحمن الراشد
في الوقت الذي اضفى فيه سياسيون ومثقفون عرب بلاغة وبطولات على الحرب، التي تلت خطف الجنديين الاسرائيليين، ظهر السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، فأعلن بوضوح ان العملية كانت خطأ حسابيا. قال بصراحة، لا لبس فيها، ما كان ليسمح بتلك العملية لو كان يدري حجم الكارثة التي يمكن ان تسببها.

شجاعة تحسب للسيد، لأنها ترد على الذين فتحوا النار على كل من نبه لخطأ ما حدث. خونوا قطاعا كبيرا من العرب، لأنهم نبهوا الى الخطأ الكبير. كان بالامكان لجم الاسرائيليين في وقت مبكر، لو سمح بتصحيح ما حدث، مثلا بإطلاق سراح الجنديين، ومن ثم تفويت الفرصة على الاطراف التي تريد تدمير لبنان، او ما تبقى منه في حينها.

وبقدر ما نحيي زعيم المقاومة على شجاعته وصراحته ومكاشفته بالحقائق، فإننا يجب ان نلوم الذين ارادوا تزوير الحقائق على المواطن العربي، اعتبروها بطولة وخطوة صحيحة وخيارا استراتيجيا وحربا من اجل الحرية والتحرير. الحقيقة المؤلمة ان الخطف كان اكبر هدية لإسرائيل المتربصة باللبنانيين وحزب الله تحديدا، حيث منحها حجة «قانونية» للغزو والقصف والقتل، فيما وقفت القوى الكبرى مؤيدة او غاضة البصر. روسيا والصين صمتتا الى الايام الاخيرة.

نحن لا نريد محاسبة احد، رغم ان النتائج مفجعة بكل المقاييس، انما من المهم ان يعي المواطن العربي الفارق بين التدليس السياسي والحقائق كما هي. فالذين صفقوا للحرب وهللوا لها وهاجموا من حاول ان يناقشها، هم الذين يقودون الأمة عادة من دمار الى دمار. فقد صفقوا لكل الويلات الماضية التي شردت العرب، وأفقدتهم ارضهم، ودمرت مدنهم، وألقت بملايين منهم في المخيمات، وعلى ابواب السفارات الاجنبية طلبا للنجاة.

وبكل أسف هي نفس الاصوات التي تريد ان ترى بطولات على حساب غيرها، سواء كان الغير لبنانيا او فلسطينيا او عراقيا، شيعيا او سنيا، محاربين او مدنيين. المهم ابقاء النار مشتعلة من دون حساب الارواح والاملاك، والنتائج النهائية المدمرة والفشل السياسي. هذا هو الفارق بين من يصفق للتدمير ومن يتحدث محذرا من المغامرة غير المحسوبة وضرورة معالجتها. الفريق الأول يريد المزيد من الضحايا والفريق الثاني يريد المساعدة وحقن الدماء وتفويت الفرصة على الباغي.

ان خطف اثنين من الاسرائيليين بالتأكيد ما كان يستوجب من اسرائيل ان ترد عليه بحرب شاملة، لكنها كانت حسابات مرتبة اسرائيليا ومغامرة خاطئة من حزب الله، وربما كانت فخا كبيرا وقع فيه. وسواء وقع بتعجل منها او بتشجيع من غيره فان الثمن غال جدا، والنتيجة مزيد من الاحتلال والهيمنة والخسائر التي لا تعوض.

"شجاعة تحسب للسيد، لأنها ترد على الذين فتحوا النار على كل من نبه لخطأ ما حدث"

فهل تكون لديهم نفس الشجاعة؟

كما أرى فلن يرموها واطية! ولمن ؟

لليبراليين الجدد والخونة؟


لا زالت تغلغل هناك عقلية القطيع

تحية لك بهجت(f)

يا حضرة الزميل الكريم
رويدا لماذا تحرفون الكلام عن مواضعه
ما هكذا تكلم الرجل
بل قال بالحرف الواحد : إننا في القيادة العسكرية لحزب الله وبقيادة 15 شخص سياسي وعسكري لم يأتي على بالنا ولا 1% أن ردة فعل أسرائيل ستكون بهذا الحجم , لأنه بالتاريخ كله لم يحصل حرب شاملة بسبب أسر جنديين , وقال كان لنا تجارب سابقة أعنف من خطف جنديين ولم تكن ردة فعل أسرائيل بحرب شاملة ..

ولو علمنا بحجم ردة الفعل قطعا لم نكن لنقوم بعملية الاسر فلا الشعب ولا الاسرى يرضون بذلك ولا اهاليهم
ثم تابع
إذا هذه ليست ردة فعل على خطف جنديين بل هذه حرب مبيتة وأستباقية وأسرائيل لاتحتاج لذريعة لها وماأبسط الذرائع مثل أن تطلب من شبكة التجسس تبعها بلبنان أن ترمي منطقة ما في أسرائيل بصواريخ كاتيوشا لتشن حرب ..

لكن عملية الاسر افقدت الاسرائيلي عنصر المفاجئة
وكشفت مخططه ولو نفذ الاسرائيلي هجومه كما هو مخطط اواخر ايلول واوائل تشرين لكانت النتائج مأساوية أكثر من الان


تماما كما قال هيكل في الحلقة الخاصة على قناة الجزيرة أن السيد حسن نصر الله تفاجأ من أمرين:
الأول : شدة الرد الإسرائيلي الذي جعله يدرك أن العدوان كان مبيتا و مخططاً له بشكل مسبق.
الثاني : الغطاء العربي والعالمي الذي أعطي لإسرائيل لكي تجهز على المقاومة الإسلامية.

في الجانب الآخر أكد هيكل ان أولمرت تفاجأ مفاجأة عمره - بحسب تعبير هيكل - بأمرين أيضاً:
الاول : قوة و فعالية حزب الله على مختلف المجالات : العسكرية والاستخباراتية والإعلامية و من حيث جهوزية المقاتلين و نوعية أسلحتهم.
الثاني: صمود الشعب اللبناني و تضامنه مع المقاومة ، فقد كانت إسرائيل تظن أن الشعب اللبناني والشيعة بالخصوص سيتهمون المقاومة بالتهور ومن ثم يتخلون عنها ، وبهذا يسقط الدعم الشعبي لحزب الله.

فبدل ان تطبلوا لفعل ندامة لم يصدر عن السيد حسن نصرالله حقيقة
لان كلامه كان توصيفا لواقع
شوفو ازاي تداروا على فضيحتكم وتورط انظمة باتت معروفة مع الاسرائيلي وعدوانه على لبنان

اقتباس:  رحمة العاملي   كتب/كتبت  
تماما كما قال هيكل في الحلقة الخاصة على قناة الجزيرة أن السيد حسن نصر الله تفاجأ من أمرين:
الأول : شدة الرد الإسرائيلي الذي جعله يدرك أن العدوان كان مبيتا و مخططاً له بشكل مسبق.
الثاني : الغطاء العربي والعالمي الذي أعطي لإسرائيل لكي تجهز على المقاومة الإسلامية.

دع عنك يا رحمة فلا حياة لمن تنادي .. العالم كلّه مكوّن من الحمقى والأغبياء شجعان كانوا أم افتقدوا الشجاعة ولم يبق في الميدان الا حديدان؛ حديدان طبعا هم "جيل السادات" مقارنة بجيل الثورة الذي أنشأه ناصر.

المهمّ يا رحمة فقط، وفقط لا غير، تسفيه الرافضين لمشاريع الشرق الأوسط الجديد الإستسلامية .. واصبحت الوقاحة وانعدام الوطنية يا رعاك الله هو التحيّز الى المقاومين وليس التحيّز السافر الى المعتدين وأصحاب المشاريع الأستيطانية والأمبريالية وأعداء الأمة. أصبحت الوقاحة والفاشية أن نتحدث عن شيء اسمه "أمة عربية" وليس العكس!

يا رحمة ما قاله نصر الله عن عدم توقعه رده الفعل قيل منذ بداية الأحداث وتداوله المحللون وبعض هذه المقالات تم نقلها الى نادي الفكر هنا. وهيكل هو ليس الوحيد الذي تحدث في الموضوع بل، وبالتحديد، فقد تحدث أحد أعمدة الجامعة اللبنانية، وهو مستشار للمجلس النيابي، عن تغيير طرأ في "شروط اللعبة" وإن إسرائيل ومن ورائها أمريكا تحاول فرض شروط جديدة تستبدل أتفاقية 1996. طبعا ونادي الفكر موجود وهذه المقالات وتاريخ نقلها موجودة ايضا.

حسن نصرالله لا يحتاج الى شهادة شجاعة من أحد، وهو ليس أحمقا بالتأكيد ولم يُستدرج الى "فخ". العدوان كان قائم بذريعة أو بأخرى تماما كالعدوان على العراق. إعادة رسم المنطقة هو مخطط يحاولون تنفيذه بمنهجية عقارب الساعة. لكن لبنان صمد وأحبط مخططات الصهيانة وحلفائهم العرب، تماما كما أحبطت المقاومة العراقية المخططات الأمريكية من قبل.. ولم تعرف الأنظمة العربية العميلة التي ساندت العدوان علنا (مصر-الأردن-السعودية) كيف تتراجع وبأية سرعة فلم يتوقع أحد منهم أن يصمد لبنان. هؤلاء هم الحمقى .. وهؤلاء هم من وقعوا في الفخ فتعرّوا أمام الشعب العربي بأكمله حتى ظهرت سوءتهم، كما ظهرت سوءة مؤيديهم وصحفييهم وآلة إعلامهم وكل المنظرين لهم ولفلسفة الهزيمة والإستسلام.

وفي الختام، كل هذا الحكي "ما بيحبّل" فالمستقبل في لبنان سيفرضه اللبنانيون على الارض اللبنانية وليس ثرثرتنا على الأثير .. وكما تعلم فإن المعركة الداخلية بدأها ميشال عون البارحة. لم أعد أدري حقيقة لماذا أضيع الوقت في حوار طرشان غير ممتع ، يضرّ ولا ينفع.

تحياتي

نقطة نظام
جوزف سماحة

ثمّة محاولة متعمّدة لإساءة فهم ما قاله الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في مقابلته التلفزيونية الأخيرة. تتناول هذه المحاولة، بالضبط، إشارته إلى أنه لو كان يعلم بحجم الرد الإسرائيلي على عملية أسر الجنديين لما كان قام بها. ولقد أعاد الامتناع إلى أسباب «إنسانية وأخلاقية وعسكرية واجتماعية وأمنية وسياسية».
تأسيساً على هذا الاعتراف، خرجت أصوات تقول إنه يقرّ بالهزيمة، ويعلن الندم على فعلته، ويكاد يتعهّد بعدم تكرارها. وكان مفهوماً أن يبادر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ومعه الناطقون الرسميون الأميركيون، إلى إطلاق وصف «خطاب الندم» على هذا الإقرار. فلهذه الجهة حساباتها الخاصة التي تشجّعها على إيجاد تبريرات لاحقة للتعثّر الذي واجهته. وأولمرت تحديداً، يسعى إلى تحويل نصر الله إلى شاهد محتمل، شاهد دفاع، إذا استجوبته لجنة التحقيق. إنه مضطر إلى «الإمساك بحبال الهواء» ولو قاده الأمر إلى تحويل الإجرام الإسرائيلي إلى قاعدة سلوك طبيعية.
الموقف الإسرائيلي ــ الأميركي مفهوم، لا بل مبرّر. وإذا كانت مواقف بعض اللبنانيين مماثلة له ومتطابقة معه، فإن القدرة على تفهّمها أقلّ لمجرد أن القائلين بها لبنانيون.
ويحاول البعض، هنا، التأسيس على هذه العبارة لاستخلاص منطق متكامل يقوم على استبطان الهمجية الإسرائيلية بصفتها مشروعة، وعلى المطالبة ببناء «استراتيجية دفاعية» تكرّر، على مستوى وطني، التجربة الموجعة لـ«ثكنة مرجعيون».
اللافت أن أحداً لم يقدّر لنصر الله شجاعة الاعتراف. لكن اللافت أكثر، هو استثمار هذا الاعتراف بطريقة توحي أن لا مجال، في سياق هذا الهزال، لقدر من الجدية. ينكشف سياسيون كثيرون عندما يستدرجون عبارات من هذا النوع إلى «اللعبة الداخلية» بالمعنى الرديء للكلمة. وهم، إذ يفعلون ذلك، يتجنبون، على عادتهم، الخوض في النقاش الفعلي الذي كان يفترض بحديث نصر الله أن يثيره.
إن ما أراد الأمين العام لـ«حزب الله» قوله فعلاً، هو أن المقاومة ما كانت لتقدم على العملية لو أنها كانت تعرف مسبقاً حجم الردّ. إلا أن ذلك يعني، بالضبط، أن المقاومة لو سقطت في مراعاة ردّ الفعل وتركت المبادرة في يد إسرائيل لكانت أخطأت.
وهكذا، فإذا كانت عملية الأسر خطأ فإنها بمثابة إنقاذ من خطيئة التغافل عن أن إسرائيل كانت تعدّ لحرب وتمضي في اختيار التوقيت المناسب لها.
فالصورة الإجمالية، حسب نصر الله، هي أن التحالف الأميركي ــ الإسرائيلي هو في موقع الهجوم، وأنه يريد أن يتحكّم بزمان المواجهة وفقاً لحساباته. ولقد أدّى هذا «الخطأ» غير المقصود إلى خربطة الحسابات، فكان الضرر الذي وقع أقلّ بكثير من الضرر الذي كان سيقع.
إن أي نقاش مع نصر الله يفترض به أن يتناول هذا الجانب بالتحديد. إنه الجانب الذي يمكننا تعريفه بأنه التشخيص الإجمالي لحركة الصراع في المنطقة ولموقع لبنان فيه. وهذا، بالضبط، ما يتجنّبه المساجلون مع «حزب الله» معتبرين أن العدوان حصل في سماء صافية لا يعكّرها إلا الإقدام «المغامر» على عملية الأسر.
لا بد من نقطة نظام إذاً. لا بد من الدعوة إلى الإحاطة بالحدث الذي أطلقته عملية 12 تموز انطلاقاً من التوقيت في السياسات الأميركية والإسرائيلية السابقة عليه، ومن معرفة ما إذا كانت تستهدف لبنان، أو مقاومته، في إطار استراتيجيتها العامة في الإقليم. كل محاولة لتجنّب التطرق إلى هذا العنوان الرئيسي تقترب، شاءت أو أبت، من قراءات معادية استولدها النهج الأميركي ــ الإسرائيلي بعد عام 2000 وبعد 11 أيلول وخاصة في سياق احتلال العراق.
«هنا الوردة فلنرقص هنا» قال أحدهم، إلا أن هناك مَن يريد الرقص على إيقاع التفاصيل متناسياً النغمة العامة.