اقتباس: الختيار كتب/كتبت
عزيزي الصفي
ثانياً أرجو كذلك أن تفهمني عندما أحاول إنهاء نقاش حول موضوع ما ، فذلك عندما نبدأ بإعادة كلامنا و حججنا مرة تلو الأخرى مما قد يسبب الإملال لا أكثر .
حتى لا نقع في التكرار ، فقط أحببت أن أوضح مسألة غمر رؤوس الجبال كالتي في الجزيرة العربية 3000 متر .
فقط أطلب منك أن تفسر لي كيف يمكن أن يغمر طوفان ماء هذه الجبال العالية و يكون محدوداً ضمن قوم نوح ؟
هذا هو السؤال .
لا تخشى ان اكرر نفسي و لكن اذا كانت بعض الاسئلة عالقة بدون اجابة فمحاولة اجابتها ليس تكرارا.
انا اعلم بانك دارس للعلوم لذلك ركزت لك في مداخلتي على بعض مظاهر الجغرافية الطبيعية لجزيرة العرب حيث انها تحفها اعلى قمم جبلية موجودة في المنطقة مما يجعل الفيضان محصورا بقدر الامكان.و قد قلت في مداخلتي تلك ان هذا هو افضل مكان لطوفان محدود .و لكن سؤالك (
كيف يمكن أن يغمر طوفان ماء هذه الجبال العالية و يكون محدوداً ضمن قوم نوح ؟) يفترض ان القمة التي لجأ اليها ابن نوح هي احدي الجبال العالية و التي تبلغ مئات او الاف الامتار في علوها. و هذا محض خيال لان :
1- القران لم يذكر علو هذه القمة و انما قال ( جبل)
2- ليس من المنطقي ان يكون الطوفان بعلو جبال تبلغ مئات او الاف الامتار و يقول ابن نوح بانه سيلجأ الى احدي هذه القمم الا اذا لم تكن جبالا كبيرة الارتفاع بحيث يكون في ظنه بان الزمن سيسعفه لارتقاءها.خاصة و ان دعوة نوح له كانت بعد ان حمل الماء السفينة من على الارض :
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ {42} قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ {43}
اذن فنقص المعلومات عن ارتفاع هذا الجبل الذي سيرتقي اليه ابن نوح لا يمدك باي معطيات تجعلك تؤكد بان هذا الطوفان قد غطى قمم شاهقة العلو مما يحتم بان يطال الماء ابعد من قوم نوح و الذين ايضا لا نملك معطيات كثيرة عن اقرب اقوام لهم.
الموضوع الاهم هو ان القران لم يقل بان الفيضان دام طويلا , بعكس الكتب الاخرى التي حددت اياما كثيرة.يمكن لما حدث في سوماني الايام الماضية ان يسهل فهم الموضوع فسفينة نوح كان الغرض منها ليس نقل الناجين الى مكان بعيد بل تجنب الغرق في الطوفان هم فقط انتقلوا مسافة قصيرة حتى قمة جبل سماه القران الجودي و كل ما عدا ذلك من معلومات متداولة عن مكانه و علوه رجم بالغيب.
اقتباس:و قد قال أحد الزملاء أن الله قادر على المعجزات كأن يُغرق تلك الجبال دون أن يغرق ما بجانبها من أراضٍ و أقوام آخرين ، بحيث نتصور مكعب مائي ضخم يُغرق قوم نوح دون سائرهم ، و قد نسلّم بهذا الحل المعجزي إن شئت ، و لكن ما دام أن الله يخرج في سلوكه عن القوانين التي وضعها في الطبيعة و يغمر رؤوس جبال تصل إلى 3 آلاف متر دون أن يغمر باقي الجزيرة العربية و القارات الأخرى ، فلماذا إذاً يأخذ بالأسباب فيما يتعلق بجمع زوجين من كل اثنين من الحيوانات ؟؟؟؟
لا يوجد دليل على ان الطوفان غطى قمما جبلية ترتفع الاف الامتار . و انما قلنا ان هذه القمم توجد على اطراف المنطقة العربية.
كل تفاسيري لا اخرج بها عن النواميس الطبيعية و قد ناقشت احد الزملاء في شريط آخر كان يعتقد بان الطوفان لم يكن العقوبة الامثل و قد رايت على عكسه بان الطوفان بعكس الزلازل او البراكين يجلب الخصب بعده , اما البراكين و الحمم البركانبة فيجب ان تمر بعدها عشرات و ربما اكثر من السنين حتى تصبح الارض خصبة.
لا اطالبك بتكرار نفسك و لكن اتمنى ان تكون محايدا في نظرتك للقران و الا تحكم على النص القراني بفهم اي شخص . بادعاء انه من ارباب التفسير فهذا لم يقل به الله و لا رسوله.
اقتباس:لماذا لم يقم بمعجزة أخرى و هي أن يخلق لهم تلك الحيوانات بعد أن تحط السفينة على رأس الجبل (الجودي) بقوله "كن فيكون" ؟؟؟
بل لماذا لم ينزع عنهم الإحساس بالجوع و العطش فتكون معجزة أخرى يعالج بها تبعات المعجزة الأولى (الطوفان) ؟؟؟
بل لماذا طلب من نوح أن يأخذ بالأسباب و يبني سفينته الشهيرة ؟؟؟ لماذا لم يكتف بأن منع الماء عنهم و أغرق الباقين كأن أحدث حفراً وسط الطوفان تحمي المؤمنين من الغرق ؟؟؟
لانه الى الان لم يخرج عن قوانينه الطبيعية في اغراق قوم نوح بالطوفان. اللامعقول في القصة لا اصل له في القران, و انما في الروايات البشرية.