صحف بريطانية: غزة علي شفير المجاعة.. سكانها يواجهون تراجيديا والعالم يتجاهلها
في تقرير خاص لصحيفة الاندبندنت البريطانية وصفت فيه الاوضاع في قطاع غزة بانها حصار مميت. وقالت ان الحصار الاسرائيلي علي القطاع محكم لدرجة ان سكانها علي شفير الموت جوعا.
واضافت قائلة هنا علي ضفاف المتوسط تراجيديا كبيرة تحدث والعالم تجاهلها لان انظار العالم متوجهة الي لبنان والعراق . ووصفت الصحيفة المجتمع بانه دمر بفعل الحصار، ففي القطاع يسجن مليون ونصف مليون فلسطيني في اكثر بقعة كثافة للسكان في العالم.
وقالت ان اسرائيل اوقفت كل اشكال التجارة واغلقت المعابر، وقامت بمنع الصياديين من الصيد في البحر، فيما يقتل الكثيرون يوميا بفعل العمليات الاسرائيلية اليومية، وحتي الان قتل 262 فلسطينيا منهم اطفال ونساء وجرح اكثر من 1200 مدني، حيث اصبح 60 منهم اصحاب اعاقات دائمة، وذلك بحسب تقارير مدير مستشفي الشفاء في مدينة غزة.
وقالت الصحيفة ان الوضع الدموي في غزة لم يلق الكثير من الاهتمام العالمي، كما لقيت الحرب في لبنان، ويتحدث الفلسطينيون عن الدمار الذي سببته اسرائيل علي الاقتصاد الفلسطيني حيث قالوا ان نسبة 60 في المئة من بساتين البرتقال والحمضيات تم تدميرها، فيما تم رمي محصول الفراولة الذي يعتبر من اهم منتوجات القطاع للتصدير بسبب الحصار، وفي الوقت الذي ضربت فيه اسرائيل قطاع الكهرباء حيث خسر الفلسطينيون نسبة 55 بالمئة من الطاقة الكهربائية.
وتقول الصحيفة ان العمليات الاسرائيلية المتواصلة منذ شهر حزيران (يونيو) الماضي جاءت في الوقت الذي قطعت فيه امريكا واوروبا المعونات الاقتصادية عن الفلسطينيين بسبب تسلم حركة حماس للسلطة بعد فوزها في الانتخابات بداية العام الحالي، وصار معدل الدخل العام للفلسطينيين لا يتجاوز 700 دولار في العام مقارنة مع 20 الف دولار لكل اسرائيلي. وتري الصحيفة ان الحصار الاسرائيلي، والمقاطعة الاوروبية تعتبران عقابا جماعيا لسكان القطاع.
وتري الصحيفة انه مع تزايد معاناة السكان والاحتجاجات علي الاوضاع فان الكثير من الشبان يعلنون عن انضمامهم للجماعات المسلحة في وجه الحصار والوحشية الاسرائيلية. وكانت صحيفة الغارديان يوم الخميس قد خصصت محورا للحديث عن ضحايا عملية امطار الصيف التي قالت ان معظمهم من الاطفال. وجاء في التقرير ان الكثير من الاطفال اما انهم قتلوا أو أصيبوا إصابات خطيرة أدت إلي تشويه أجسادهم، أو فقدوا أهلا أو إخوة أو أخوات لهم في الحملة العسكرية الاسرائيلية المستمرة علي قطاع غزة والمتصاعدة منذ احتجاز مسلحين فلسطينيين جنديا اسرائيليا في شهر حزيران (يونيو).
ونقل مراسل الصحيفة عن المركز الفلسطيني لحقوق الانسان قوله إن 240 فلسطينيا علي الأقل قتلوا خلال الحملة الاسرائيلية، بينهم طفل بين كل خمس ضحايا. واشارت الصحيفة الي اصوات داخل المجتمع الفلسطيني بدأت بالحديث ونقد عملية اطلاق الصواريخ من قطاع علي المدن الاسرائيلية وبدأت تتساءل عن اثرها علي حياة السكان. وقال احد المواطنين ان صواريخ القسام لا تفيدنا بشيء، بل تتسبب بقتلنا وتدمير مزارعنا .
وقال طبيب في غزة واصفا اوضاع السكان نحن نمر في أسوأ وضع في كل سنوات عملنا، لكن هذا هو وضعنا. ماذا يسعنا أن نفعل؟ لقد رفعنا صوتنا إلي العالم، لكن أحدا لا يتحرك . وذكرت الاندبندنت ان الطيران الإسرائيلي قام بشن أكثر من 250 غارة علي غزة ودمر محطتي الكهرباء بالقطاع ووزارتي الخارجية والاعلام، بالاضافة إلي 120 منزلا وورشة ومزرعة. ووصفت الوضع في الضفة الغربية بالفسيفساء التي مزقتها الطرق الالتفافية والحواجز التي يبلغ عددها 540 حاجزا.
وجاءت التقارير في مناسبة زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للمنطقة والتي ستبدأ غدا. ويري مراقبون ان بلير الذي واجه في اليومين الماضيين ثورة في حزبه اجبرته علي التصريح بانه سيتخلي عن منصب رئيس الوزراء في موعد لم يحدده بعد، يحاول احياء دوره في البيت من خلال رحلته للمنطقة التي سيزور فيها إسرائيل وفلسطين ولبنان.
ويعتقد المراقبون ان مساعدي بلير قاموا بنصحه بتبني استراتيجية كلينتون الرئيس الأمريكي السابق الذي قضي وقتا طويلا في محاولة لتأمين اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين وذلك قبل انتهاء ولايته.
فلسطين برس