تكملة القول المأثور تكون عادة "فوائد" ... طيب ماذا لو تجرأ أحدهم وقال "مصائب" أيضا!!!!

خطرت في بالي هذه الفكرة عند متابعتي أخيرا لتصريحات "المعارضة" السورية وتهديدها بان الهجوم على سوريا قد بات وشيكا ولا مفر منه، إلى آخره من هذه الأخبار المؤسفة والباعثة على الغثيان :confused:

المهم أنه طوال السنوات الخمس الماضية والكل يقول أن الأردن يعتاش على مصائب الدول المجاورة له، عبارة صحيحة وخاطئة في نفس الوقت...

قبل خمس سنوات، وتحديدا قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر كان الأردن يعد بلدا معتدلا في كل شيء "بالنسبة للمواطن العادي"، وكانت المعيشة فيه معقولة إلى حد ما لكنها لا تخلو من تعقيدات معيّنة كانت تنغّصها في بعض الأحيان!!!

حصلت أحداث سبتمبر فعاد كثيرون ممّن كانوا يعيشون في كنف الولايات المتحدة الأمريكية وجنوا من المال الشيء الوفير، فعادوا ليتمرّغوا في تراب الأردن "على أساس" أنّهم مشتاقون و"ما صدّقوا" على الله يصير شيء يسمح لهم بالعودة إلى الديار، فما كان من أصحاب رؤوس الأموال إلا رفع الأسعار!!!

بعد ذلك بفترة وجيزة ساءت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بقرار إسرائيل بناء الجدار العازل وبناء المزيد من المستوطنات، فما كان من أسعار الإسمنت والحجر إلا أن ارتفعت بدورها وصارت قوافل الشاحنات المحملة بمواد البناء لا تنتهي من وإلى جسر الملك حسين!!!

حصلت الحرب في العراق ويا ليتها ما حصلت لأننا بسببها "أكلنا خرا" بالمعلقة كما هو الدارج في الشارع الأردني، أتى العراقيون ومنهم من كان "حرامي" في النظام البائد ومنهم من "أصبح" حرامي مع انفلات الأوضاع في العراق فنهب ما نهب وباع ما باع ثم جاء إلى الأردن وبدأت أكبر عملية غسيل أموال في تاريخ البشرية .. كان العراقي يأتي إليك ليشتري بيتا او قطعة أرض فيعرض عليك ضعفين أو ثلاثة أضعاف ما تطلبه، وطبعا المواطن الأردني "الحمار" كانت ريالته "تشط" ومصارينه "تمط" عند رؤية النقود، فزادت أسعار العقارات بجميع أنواعها وبزيادتها زادت أسعار مواد البناء أيضا!!!! حتى أن والدي الحبيب بدء ببناء بيت لنا متواضع تكلفته لا تزيد على العشرين ألف دينار أردني، وبظرف ثلاثة أشهر باتت تكلفته تقارب الستين ألفا وها هو الىن يصارع ونصارع معه لإكمال البناء بعد أن أعلن الإفلاس التام!!!!

ومؤخرا طالعتنا الدنيا بأحداث حرب لبنان والتي كان لها أثرها على ال"مواطن" الأردني، حتى أن ثمن "باكيت الدخان" من نوع "فايسروي" صار بدينار وعشرة قروش وقد كان قبل سنة فقط بنصف دينار، وطبعا الحكومة ادّعت أن الهدف هو في المساعدة على مكافحة التّدخين وهات الغشيم اللي يصدّق!!!

الآن تلوح في الأفق أخبار حرب جديدة وشعب آخر على حافة الهاوية (لا قدّر الله طبعا لكن هذا هو الواقع) وسيكون الدور لزيادات جديدة ومصائب جديدة تحل على الشعب الأردني ... فما الذي سيزيد سعره الآن يا تُرى؟ لم يبقَ إلى سعر "باكيت الشيبس" و"بوظة الكف الأحمر" (يللا خليهم يبرروها بصرف انتباه الأطفال عن المواد الضارة الموجودة في هذه المنتجات)

أخيرا ... والله يا جماعة مش كل الشعب الأردني عايش على مصايب الشعوب الأخرى لأنه في مقابل مدخّني "الفايسروي" هناك مدخّنوا سيجار كوبي، وفي مقابل راكبي الباص هناك راكبوا الفيراري، وهكذا دواليك!!!!

الله يوخذ الشعب الأردني شو إنه تمبل :mad2:

مصائب أيضاً ...
فما تقوله ينطبق على بلد آخر غير الأردن مع فارق بسيط أن الآخر اعتاد أن يكون مأوى ولن يأوي منه أحد، وهذا فقط للطمأنة.
ولكن لن ...
يللا ... بعدين منحكي :saint:

(f)