اقتباس: بهجت كتب/كتبت
.خالد .. الداعية :97:
[QUOTE]الثقافة خاصة، وحين تتنازل أمة عن ثقافتها وتقبل ثقافة غيرها، فإنها بالضرورة تسقط كيانها وتنحل ضمن كيان الأمة الأخرى.خالد
..................
اعتقد أن الحفاظ على الهوية حفاظ على البقاء واثبات للوجود بدلا من الذوبان وسط الزحام ! ..أكرر : أعتقد أنه لايمكن التوفيق بين الثقافات المتعارضة إلا في حالة ابتلاع احداهما للأخرى أو بتعبير آخر ( إندماج ) أحدهما في الأخرى ..داعية السلام مع الله .
انتظرت حتى أسمع أكبر عدد من التعليقات حول هذه القضية ، فهي قضية ثقافية مطروحة دائما تحت مسميات عدة و مضمون واحد .. التبعية الثقافية . [COLOR=Blue]إن ما تطرحانه هو حقيقة بالفعل و لكنها ليست الحقيقة كلها بل جزء من حقيقة أكثر شمولا ، فنحن نعيش في ظل حضارة كونية مهيمنة ننقل عنها العلوم و التكنولوجيا و الأساليب و الممارسات و المنتجات و الخدمات لهذا سيكون منطقيا أن ننقل أيضا عنها الأفكار و المفاهيم و الفلسفات
تحية طيبة زميلي المحترم بهجت / آسف على تأخر الرد (f)
المعادلة المطروحة باللون الأزرق أتفق معك فيها فيما يخص فروع ثقافتنا كما سبق وأن أشرت لك , بل أعض على كلماتك تلك بنواجذي ... وليس هناك مايضر مادام الأمر لايمس نظمنا ومبادئنا ..
لكن مارأيك حين يعرض علينا مثلا ( تعدد نظام الاسرة ) كما حدث في مؤتمر ( القاهرة ) للسكان ! طبعا نظام
التعدد المقدسة هناك تقديسا يفوق كل معايير الحق والخير ..
هذا السبيل في تعظيم قيمة مثل الحرية : هو في ثقافتنا مقيد بمانعلمه من حق وخير معلوم لدينا من ميراث النبوة , فقد بعث الله الانبياء العظام بصلاح الدنيا قبل الدين , والمشروع الفكري الغربي قد نبذ فكرة الوحي تماما ولفظها لفظ النواة , لذلك ليست هناك قيمة عليا ولا خير ولا شر مطلق وانما الامر نسبي بحسب تطور الاحداث ومنفعة الافراد ..
فلو كان هؤلاء الافراد يريدون تهديد تماسك المجتمع بل إبادة الجنس البشري بعد عدة أجيال من خلال الزواج المثلي أو من خلال الزواج بحيوان ( وسوف يقنن عماقريب هو الاخر !! ) فليست هناك مشكلة عند القوم ! بل إن الأمر قد نضج وتم تطبيعه تماما لدرجة أن الكنيسة نفيها أصبحت تباركه , وقد تم
انتخاب أسقف لوطي شاذ في أمريكا وتلتها بريطانيا حذو القذة بالقذة .. هؤلاء هم قادة تلك المجتمعات .. هؤلاء هم الصفوة :)
طبعا أنا أقول هذا الكلام وأذكرك بأني معك قلبا وقالبا في متابعة الركب الثقافي وتلقيح ثقافتنا بهذا المنتج العالمي ولكن في حدود يابهجت ! لابد من حدود ! نحن الذين يجب أن نقول هذا للناس فالناس تسمع منا نحن المثقفون وبلادنا أمانة في أيدينا يجب ألا نضيعها باستيراد مساويء الحضارة مع ايجابياتها كمثل الحاطب بليل يجمع الحية مع الحطب !
والذي يقول لك ( مافيش نقاوة ) هذا عبارة عن ظل .. تابع .. لايصلح للارتقاء لمرتبة التوجيه والاصلاح , لأن أسهل شيء هو التقليد دون نقد .
اقتباس:بداية لابد ان يكون واضحا اننا لسنا في مجادلة دينية حول العقيدة الإسلامية ، فهي ليست مطروحة أصلا في هذا الشريط ، فالإسلام كدين شيء و كثقافة أصولية معاصرة شيء مختلف تماما ، فحتى لو كانت النصوص الدينية هي أساس الثقافة الإسلامية المعاصرة ، فهذا لا يعني ان تلك الثقافة الأصولية المتخلفة هي المعبر الأفضل و الوحيد و الحصري عن الإسلام الذي يجب ان يبقى عقيدة لا مشروعا سياسيا أو ممارسات مهنية رغم التعاطف مع محاولات البحث عن ثقافة خاصة لا أجد أمامنا عمليا سوى تلك الثقافة الكونية لمجتمع العولمة أو أن نتحجر في ثقافة تراثية منعزلة لا تملك أي مقومات حقيقية للنمو
.
نعم , هذه هي مشكلتنا مع الاسلام أننا لانثق فيه مع أننا لم نجربه أصلا حتى الان منذ بدء ظهور فكرة النهضة ابان سقوط الخلافة العثمانية ..
لماذا لانملك أية مقومات للنمو ؟ هل منهجنا هو منهج بوذا الذي يبحث عن النرفانا مثلا ؟
الثقافات الاصولية لها دور محدد هو : صون الاسلام عن الاختلاط بغيره وتنقيته أولا بأول .
لكن أن يكون لها مشروع حضاري متكامل فأعتقد أن القائمين على قيادة تلك الجماعات فيهم من يصلح للقيام بهذا الدور ولكن التيار الغالب الذي يحرص على ابرازه الاعلام كل الحرص : هو الذي يقف حجر عثرة أمام ثقافة الحوار ..
والأمر مش ياابيض ياسود , إما ثقافة أصولية ( كما يتصورها الاخر , وإما ثقافة غربية وضعية ) لا بل لدينا الاسلام نظام متكامل على جميع الاصعدة , له نظامه الاقتصادي والاجتماعي السياسي , وكل هذا ليس فيه تفصيل يمنعنا من التلقيح مع الثقافات والنظم الوافدة الجديدة , لأن الاسلام وضع الخطوط العريضة فقط لتكون مرنة متوائمة مع متغيرات كل مجتمع في كل زمن ..
اقتباس:، إن الغرب ليس كلا واحدا و لكنه طيف واسع من الممارسات و الأفكار و علينا أن نحسن الإختيار ، إن الحضارة العالمية المعاصرة عبارة عن تفاعلات تاريخية هائلة و كأي تفاعل كبير له منتجات ثانوية غير مرغوبة ولا مقصودة و لكنها أيضا حتمية ، علينا أن نختار ما يناسبنا و ماهو مجدي ، و أن ننحي السلبيات جانبا ، فالحضارة الكونية لا تلزمنا بالصهيونية و الإستعمار و المثلية الجنسية و المخدرات و العبثية و الجريمة المنظمة و التفرقة العنصرية و تلوث البيئة و الظلم الإجتماعي و ..., كلها منتجات ثانوية للحضارة
نحن اذا متفقون :saint:
اقتباس: نفس الحضارة التي انتجت العلم و التكنولوجيا و الطعام و البضائع و نوعية الحياة الباعثة على السعادة و الخدمات المرفهة و الحرية و حقوق الإنسان و المساواة الحقيقية والفنون السماوية الراقية و كل ما يستحق ان يعيش الإنسان لأجله ، لا يمكن أن نرفض تلك الحضارة كي نظل مخلصين لثقافة متبيسة منذ قرون طوال ، إن الإلحاح على مقولة الهوية الثقافية مجرد عذر للتخلف
يا أستاذي : الذي يقبل بالتخلف فهو عميل وليس بمصلح غيور , حتى السلفيين يقولون بأخذ العلوم الحديثة والتقنية عن الغرب لأنه سبقنا فيها , لكن يجب الى جانب هذا أن نوقن أننا أفضل منه في الجانب المعنوي لا أن نبخس أنفسنا حقها ونعيش أذلاء أسرى الوهم الذي منشؤه عقدة الخواجة .
المسألة ليست الا مسألة اخلاص ثم وعي بصيرة , وكلاهما غير متوافران في من يملكون زمام الامور في بلادنا , فلا اخلاص لدى الحكام ولا وعي , بل أقول وأسارع بالقول :
إن التخلف الذي نعيشه مفروض علينا
ولم يتمر حتى الان لأننا مقصرين ولامبالين , لا بل نحن نحترق كمدا وحسرة , ولكن كل كلامنا وأبحاثنا تذهب أدراج الرياح تحت وطأة كلب من الكلاب أو عميل من العملاء ...
فليست المشكلة إذن في ثقافة اسلامية نربطها بالتقنية والآلة , مع أن عين تلك الثقافة هي التي دفعت المسلمين إلى غربلة الأرض واستنطاقها واستخراج مكنوناتها وابتكار العلوم والسبق فيها , وأنت خير من يعلم هذا أكثر مني ..
وأما الكلام عن الشياطين والملائكة واعتبار ذلك من مخلفات القرون وأنها تخاريف : فهذا نسف جذري للثوابت التي لاتقبل الجدل !
منذ قليل كنت أحدثك عن المثلية الجنسية كانحطاطة سلوكية , فكيف بالردة الاعتقادية ؟ هي أخطر بكثير لأنها هي المدخل لكل الطوام والبلاء ..
ان كل خير نتميز به عن بقية الأمم التي تعاني التفكك الاجتماعي والانحلال الاسري واللاأدرية الفكرية هو بسبب تمسكنا بعالم الغيب الذي نعتقد مجيئه أو ذهابنا اليه لا محالة , ومن ثم نحسب حسابه في اللاوعي ويكون حاجزا بيننا وبين التيار الجارف من الانحلال والتفسخ الذي تميل اليه النفس ( بزعم تحقيق السعادة كما يقول بعض الزملاء ) وكأن السعادة في الرجوع لمرحلة الطفولة بحيث نتعاطي كل مااشتهيناه وأن نركب كل ما هويناه بغض النظر عن عواقبه وهل هو فعلا شيء جيد أم ردي , يرتقي بنا أم يزيدنا انحطاطا فوق انحطاط ..
ان النفس البشرية متمردة جدا وليس لها حاجز ولا رادع الا النظر الى عالم آخر ينال فيه كل انسان حصاد مازرع .
وليست الملائكة والشياطين الا بعض معالم هذا النهج الخلقي المتكامل القويم الذي يتصل فيه الجانب المادي في الانسان مع الجانب المعنوي .. نوازع الخير ونوازع الشر فيه ..
ولن يؤدي انكار تلك الحقائق الغيبية الا الى وقوعنا في الجانب السلبي من الحضارة المعاصرة دون تحصيل الجانب الايجابي .. ولن يكون التمرد على الشق المعنوي من حياتنا والكامن في كل واحد فينا إلا من قبيل شجاعة مراهق عقب مشاهدة فيلم أكشن يحاول تقليد البطل في كل شيء ...
انه تهور وليس شجاعة , سطحية وليست فلسفة عميقة ولا حكيمة
:97: