تحياتي عزيزي حسان ..
اقتباس:يقيني أننا نتعامل مع الطروحات سلبيا أو إيجابيا انطلاقا من (( قناعاتنا )) نحن وأغراضنا نحن وليس من حيث وجاهة ونجاعة هذه الطروحات ..
ما يحدث هنا في هذا الشريط إثبات أكيد لهذا الرأي ..
يعني مع احترامي للزميل شهاب الدمشقي ومن أيده ، إلا أنني لست أرى فيه أكثر مما قلته وأكرره : إعادة تسخين للطبخة ذاتها في كل حوار يتعلق بالشأن الداخلي السوري .. حقيقة الشهاب (( ومن قناعتي أنا )) لم يقدم جديدا على الإطلاق .. ذات النظرة للصراع بين النظام السوري والإخوان المسلمين على قاعدة رأيه وعلاقته بهذه الجماعة .. بالمقابل كانت آراء من أيدوه
وجهة نظر احترمها بالتأكيد .. قد تكون صحيحة في جانب منها ( من الصعب على الانسان أن يكون موضوعيا 100 % ) .. ولكنها ليست صحيحة بالمطلق ..
لا انفي اختلافي مع التيار الاسلامي عموما .. ولكن الاختلاف وبالتالي نقد الطروحات شيء .. والاقصاء وممارسة الارهاب الفكري شيء آخر تماما !! ..
انا خصم فكري للتيار الاسلامي، ولكني لست عدوا له !! وبين المفهومين فرق كبير يشابه الفرق بين السماء والأرض ! .. بل لعلي من غلاة العلمانيين الديمقراطيين الذي يرون أن الديمقراطية العلمانية الحقة لا تقوم الا بالاعتراف بحق الاسلاميين وغيرهم في الوجود والعمل والحراك السياسي والفكري ..
صدقني ليست هذه هي المشكلة .. المشكلة الحقيقية في رأيي هي في أن يتم التعبير عن الخلاف السياسي والفكري بعقلية التخوين والاتهام بالعمالة ونفي الوطنية والشرف !!!! وتكذيب كل ما يقوله المرء في الدفاع عن نفسه !!! .. بل بأن يُفسر النقد الفكري على أنه شتم !!! وتعبير عن غل !!! ..
الاختلاف حق .. ولكن التعاطي مع الاختلاف بعقلية التخوين والاتهام بالنفاق والارتزاق ونفي الوطنية والتكذيب بوقاحة !! هو المظهر المرضي الخطير .. وهذا ما اثبته بصدق شديد هذا الحوار ! ..
اقتباس:لا تعرفه الجارة ويعرفه من أيدها أن النظام السوري ومريديه كانوا السباقين الى حشر الأزمة الداخلية في سوريا في هذه الثنائية : انت مش معنا ، يعني انت إخوان .. وطبعا كلنا يذكر الزميل الذي كان يصم كل منتقد للنظام السوري في هذا المنتدى بأنه إخونجي وبني خونج ، ومنهم (( مسيحيون ))
كلامك صحيح .. ولكن لاحظ أنه لا يقف عند حدود النظام، بل ينسحب على الجميع، لأنه ببساطة : ثقافة عربية جمعية تطال الانسان العربي مهما كان موقعه ، الا توافقني الرأي على أن المعارضة تفكر بعقلية : من لم يكن معي فهو حتما مخابرات وعديم الوطنية والشرف !؟ .. وهذا ما اثبته حواري مع العزيز اسماعيل ..
اقتباس:عليه أكرر سؤالي للزميل الدمشقي وكل من أيد طرحه وبإلحاح:
لماذا يتهم النظام معارضيه بأنهم طائفيون بغض النظر عن انتمائهم الفكري
سبق لي يا عزيزي الاجابة على سؤالك هذا بالقول :
يا سيدي الفاضل هذا السؤال يوجه الى النظام والمدافعين عن النظام ولا يوجه لنا ! .. يوجه لمن يرى أن النظام محق في اتهام معارضيه بالطائفية لا أنا !! ..
لعلك لم تقنع بهذا الجواب !! رغم أن تضاعيف كلامي كان يشي بالجواب بالفعل عندما تابعت بالقول : من المفهوم أن يتهم النظام كل من يعارضه بأنه طائفي ( وهذا لون اسود فاحم ) ..
تريد تفصيلا أكثر ؟ .. يا سيدي ما يدفع النظام لاتهام معارضيه بالطائفية ( وباي تهمة اخرى كالخيانة والعمالة ومعاداة الشعب العمل وفق اجندة امريكا واسرائيل .. الخ ) هو ذات السبب الذي يدفع نفس المعارضة الى استخدام ذات التهم بالحرف !! تجاه من يختلف معه !! ( فمن يختلف مع خطاب فريق من المعارضة هو حتما طائفي وعميل وخائن ومنافق ومرتزق وعديم للشرف والوطنية وكاذب ... الخ ) .. انها عقلية الاقصاء والارهاب الفكري، وتعبير عن ثقافة القمع وغياب قيم قبول الآخر، وعدم الاستعداد لقبول النقد برحابة صدر، وانما يتم تفسير النقد على أنه شتم !! وغل !! وكلام ماجور !!! .. والأهم : تعبير عما اقوله دائما من أن مشكلتنا مع الاستبداد في جانب كبير منها ثقافية لا سياسية، فالاستبداد هو نتاج ثقافي للواقع الاجتماعي ومحكوم بسياقاته الفكرية والاجتماعية الموروثة، وما لم نحدث ثورة فكرية واجتماعية في طريقة تعاملنا مع بعضنا، تحول الديمقراطية والحرية الى مطلب شعبي لا ترف نخبوي وسط سلبية متأزمة !! لن نجد ضمانة حقيقية تحصننا من العودة الى نظام استبداد جديد بثوب المعارضة ! ..
تأمل معي في خطان النظام وطريقة تعاطيه مع الآخر المختلف ( المعارضة ) وقارن في خطاب المعارضة نفسها مع من يختلف معها ! .. هل تجد فرقا من حيث اللغة والآليات : اقصاء الآخر وارهابه واستخدام اسلوب الاعدام المعنوي ( الخيانة والعمالة والنفاق والكذب والتجريد من الشرف والوطنية !! .. وكلام العزيز اسماعيل شاهد على ذلك ) والتعامل مع النقد على انه شتم وغل ومظهر حقد وكلام مأجور !؟..
(علي أن أنوه بالرد الحسن للزميل شهاب الدمشقي على تعليقي)
تأكد أن ردي لم يكن مجاملة ( فأنا تعودت على مخاطبة العقول لا العواطف ! ) .. وكنت صادقا فيما اقول ..
مع التحية(f) ..
شهاب الدمشقي.