{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #1
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
هذا الموضوع عبارة عن "مداخلة" كنت قد نشرتها أمس في الرد على "حالة التذمر" من مقولة انتشار الدين الإسلامي بالعنف والسيف. هنا، لا يهمني حقاً أن أثبت انتشار الاسلام بالعنف، بقدر ما يهمني البحث عن حقيقة هذه المقولة التي ثار لها المسلمون وهاجوا وماجوا في الأسبوع الماضي.

أنقل ما كتبت أمس هنا إذاً، وأعتزم التأصيل له والتوثيق وإبداء بعض الملاحظات، وآمل أن أستفيد من "معارضتكم" أو "إضافاتكم" لبعض الجوانب التي أغفلها الموضوع. فالكلمات المكتوبة - تحت - لم تعتمد إلا على ما أختزنه في رأسي من معلومات، بل أنني لم أحاول قبل اليوم أن أكوّن رأياً بخصوص هذه المقولة، وأعتقد بأن رأيي حتى الآن ما زال غير نضيج في هذا الشأن.

*****

سوف أسلم بأن البابا كان "غير لبق" بتعرضه للدين الإسلامي عبر اقتباس قديم. ولكن هل من الظلم أن نقول بأن الإسلام انتشر بالسيف؟ وهل حقاً هو "التسامح العربي" - كما يقول البعض - الذي جعل الإسلام ينتشر وتتسع رقعته؟

هل يصمد هذا "الزعم"، الذي يحاول البعض "تمريره"، على محك التاريخ حقاً؟
لا أدري ... ولكن لنحاول قليلاً استبيان الأمر، ولنقف عند "حقيقتين واضحتين كل الوضوح:

1) أن تثبيت الإسلام في الجزيرة العربية وخارجها جاء إثر معارك وحروب طاحنة. فنهاية الصراع مع "قريش" أتت من خلال "فتح مكة"، وبسط الاسلام على الجزيرة جاء من خلال "أيام حربية مشهورة" للرسول، استطاع بها أن يقضي على مناوئيه تارة غيلة (الأسود العنسي) وتارة من خلال ساحات القتال (مسيلمة وسجاح ويهود خيبر).
عندما قضى الرسول "ارتد الكثير من العرب"، فما كان من خليفة الرسول إلا إعلان الحرب على المرتدين وتثبيت الإسلام في الجزيرة من خلال "حروب الردة".

النفوذ الإسلامي خارج الجزيرة بدأ أيام "عمر بن الخطاب" بعد محاولة عسكرية حيية فاشلة أيام الرسول (مؤتة). هذا النفوذ الاسلامي تم بسطه من خلال معارك مشهورة مشهودة (اليرموك والقادسية ... وغيرها)، سالت فيها أنهار من الدماء.

بسط النفوذ "العربي الاسلامي" من حدود الهند حتى فرنسا جاء كله من خلال معارك مخيفة مات فيها الكثيرون من الغزاة العرب وأهالي تلك البلاد.

لقد نجح المسلمون الأوائل بالاجتياح العسكري المذهل، وخلال بضعة سنين قليلة كانوا قد تسلطوا على الإرث الفارسي كله وعلى معظم "إمبراطورية جستنيان البيزنطية" (ما عدا آسيا الصغرى والبلقان)، وأصبحوا يحكمون ملايين الكيلومترات المربعة. وهذا الامتداد المذهل، بهذه السرعة الخاطفة، لم يتحقق إلا عن طريق "السيف".

تحقق للعرب المسلمين إذاً، خلال فترة قصيرة، حكم أصقاع طويلة عريضة من خلال "فتوحاتهم" (غزواتهم ؟) التي ركبوا خلالها ظهور الخيل وأحكموا الضرب بالسيوف حتى دانت لهم البلاد والعباد.

سوف نتركهم (الآن) على رأس الدولة، ونقرر بأن وصول الإسلام إلى الدول الممتدة بين المحيط الهندي وأوروبا كان من خلال "حروب وفتوحات وغزوات" المسلمين العرب الأوائل.

2) حكمت الدولة الإسلامية - كما اسلفنا - منذ أيام "الوليد بن عبدالملك بن مروان" قطعة من الأرض متصلة تمتد بين الهند شرقاً وفرنسا (تور وبواتييه) غرباً وآسيا الصغرى شمالاً و"الصحراء الغربية" واليمن وحضرموت جنوبا. وجميع هذه البلاد " أخضعت أول ما أخضعت" من خلال الفتوحات والغزوات وصليل السيوف وساحات المعارك.

خلال عهدها الأول، اتخذت الخلافة إسلامية خطوة وقائية "قاسية جداً" بحق "أبناء الجزيرة من غير المسلمين"، عندما قرر "عمر بن الخطاب" أن لا يقبل في الجزيرة العربية إلا المسلمين. هنا كان "النفي والتهجير" من نصيب الذين لم يريدوا الدخول في الدين الجديد، وهنا ضرب "الفاروق" عصفورين بحجر واحد: فهو قد ضمن بذلك مساحة واسعة حول "المدينة" (مركز الدولة وقتها) خالية من أتباع الديانات الأخرى وخطرهم وتهديدهم من ناحية، وهو قد ضمن دخول الكثير من هؤلاء الرقيقي الدين من المسيحيين واليهود الذين فاضلوا بين التشرد وبين اتباع دين جديد - ولو شفاهاً في البداية - فآثروا الثانية على الأولى.

بجانب سياسة "السيف والنفي والتهجير"، اتبع الخلفاء سياسة أخرى لزيادة عدد الداخلين في الدين الجديد هي سياسة "الترهيب والترغيب" التي اتبعها "الرسول" في عهد الإسلام الأول؛ أعني بها سياسة "العهدة" أو سياسة "العصا والجزرة" لبعض الفئات في الدولة. فالمشركون والملحدون والدهريون لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف، وأهل الذمة يستمالون عبر "امتيازات الدولة" التي يمكن جنيها لو اعتنقوا الاسلام (الجزرة) وعبر "نقص مواطنتهم وحقوقهم" بالنسبة للمسلمين لو بقوا على ديانتهم (العصا).

السيف والتهجير والنفي والاضطهاد والحرمان هو نصيب "غير المسلم في دولة الخلافة" عبر مئات السنين، الأمر الذي جعل المسلمون يزيدون عدداً على حساب سائر الفئات الأخرى خلال الوقت.

مع الوقت أصبح المسلمون هم الغالبية في الدولة، ولكن "الإسلام" لم يستطع الانتشار خارج الحدود التي بلغها منذ "أيام الوليد بن عبدالملك" إلا بالكاد أو من خلال امتداد الأطراف التدريجي نتيجة لتوسع طبيعي وازدياد في عدد السكان. والذي ينظر اليوم إلى خارطة الامتداد الاسلامي وإلى الخارطة أيام "الوليد بن عبدالملك" فلسوف يرى بأن "الامتداد والانتشار الاسلامي" راوح في مكانه طيلة 1400 سنة مع تمدد بسيط تجاه الأطراف (ماليزيا، أندونيسيا، شمال وغرب أفريقيا) ارتبط أحياناً بعوامل سياسية متأخرة (آسيا الصغرى وسيطرة العثمانيين على البلقان في القرن السادس عشر).


أخيراً، نستطيع أن نخلص إلى أن انتشار "الاسلام" كان مرهوناً عبر التاريخ "بالسيف والتهجير" و"الامتيازات التي تعطيها الدولة الاسلامية لأتباع الدين الاسلامي".

واسلموا لي
العلماني


09-24-2006, 02:40 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #2
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
09-24-2006, 02:43 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
المفتش كولومبو غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 622
الانضمام: Apr 2003
مشاركة: #3
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
بالبلدى كده انت فتحت على نفسك فتوحة ملهاش اول من آخر .. و بكرة هتخرج المطاهرات التى تطالبك بالإعتذار و أخرى تطالب بقتلك :rolleyes:
09-24-2006, 02:59 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
مسلم غير متصل
الله ليس انسانا
*****

المشاركات: 2,035
الانضمام: Nov 2003
مشاركة: #4
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
بالمختصر المفيد
الإسلام كدولة انتشر بالقوة
ولكن الإسلام كدين لم ينتشر بالقوة

وهذا هو الفرق
09-24-2006, 03:32 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
إبراهيم غير متصل
بين شجوٍ وحنين
*****

المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #5
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
يا أخ مسلم:

الإسلام الدين لا ينفصل عن الإسلام الدولة والحديث عن الإسلام الدولة هو وارد ومتكرر دائما في القرآن الكريم من قبيل: "أفغير حكم الله يبغون" إلخ. حكم الله في المجتمع بكتابه ومن خلال أولي الأمر الذين يقيمون حكمه هو جزء لا يتجزأ من رسالة القرآن. لا تصدق كل هذه الدعاوي والتي تقول هذا إسلام سياسي وما شابه فهذه تخرصات الإعلام الغربي لتخفيف الإسلام وتجريده حتى يظهر بالمظهر الذي يريدونه هم. ليتكلم الإسلام عن نفسه؛ والقرآن نفسه يتحدث كثيراً عن حكم الله. لو لم يكن هناك إسلام الدولة فماذا تقول في حدود الله في القرآن والزاني والزانية اجلدوهما مائة جلدة إلخ؟ هناك حدود وهناك شرائع والحاكم المسلم هو من يطبق شرع الله المعلن في القرآن. أي محاولة لفصل الإسلام الدين عن الإسلام الدولة سـتؤدي بالدين إلى شيزوفرونيا محتومة.
09-24-2006, 06:15 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
thunder75 غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,703
الانضمام: Feb 2002
مشاركة: #6
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
ما قاله الزميل مسلم صحيح

وأذكر هناك مقولة لأحد أهم المؤرخين المسلمين لا يحضرني اسمه أن بلاد الشام بقي سكانها حتى القرن الرابع الهجري ذو أغلبية مسيحية.

09-24-2006, 09:20 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نسمه عطرة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 11,293
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #7
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
الزميل العلماني
حتى تكون منصفا يجب ألا تقطع من التاريخ
المسيحية كديانة ظهرت قبل الديانة الاسلامية
لماذا لا نسلط عليها بالأول حتى يكون هناك عدالة في تسليط الأضواء
ويجب أن يظهر كيف انتشر الدين المسيحي
الى أقصى البلاد ... وطبعا من اعتنق به لم يتم على أيدي الأم تيريزا
وأخواتها مثلا يعني ....:D
أنا مثلا لا أعلم كيف تم انتشار الدين الاسلامي :?:
ولكن كل ما أعلمه بعد خفوته في فترة تاريخية سابقة
بدأ ينتشر بشكل ظاهر للعيان
والا ما تفسيرك للأجيال التي نشأت وترعرعت خارج محيطها الاسلامي
وكلهم لا يحسن حتى نطق كلمة عربية واحدة ولا آباؤهم يعرف يقرأ أو يكتب لغة هذا القرآن ...
أليست هذه ظواهر محيرة يجب التوقف عندها مليا ,,,,؟؟؟؟؟!!!!
ولكن هناك ظاهرة محيرة لي على القليلة
أن رغم الضعف والهوان والحصار والحروب ضد هؤلاء الذين يجهرون بدينهم الاسلامي
الا اني أجده ينتشر في كل أرجاء المعمورة
عن نفسي وأنا التي لست يظهر عليها مظاهر هذا الدين الاسلامي
قبل أحداث سبتمبر طلب مني برجاء أن أعلمهم تعاليم
هذا الدين وكتاب القرآن مترجم الى لغتهم ... بل طلبوا مني كيفية
تأدية طقوسه من صلاة وصوم الخ,,,
هل يرجع الى الخواء الروحي أم أسباب أخرى ؟؟؟؟؟!!!!
أرجو أن يطرح الموضوع أيضا بشكل كامل
لا أحبذ أن أنظر الى التابلوه بجزء أو زاوية منه ,,,يفقدة معناه وجمالة
وفكرته الفنية ...
أنا أتسائل ليس الا ...
09-24-2006, 12:44 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #8
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
مساء الفل.
الزميل العلماني،
سوف أتحدث هنا مثلك من ذاكرتي، وأقدم ما يمكن اعتباره "ورقة أوليّة" وليست بحثيّة لكيفية انتشار الإسلام من خلال وجهة نظري الخاصة.
وقبل أن أتحدث عن التاريخ أحب أن أذكر بمقولة Jessamyn West وهي :

The past is really almost as much a work of the imagination as the future.

أنا كذلك لأول مرة أحاول كتابة أفكار كليّة عن ما أعتقده في كيفيّة انتشار الإسلام.
بعد أن أقدم هذه النقاط التي أعتقد أنّ الإسلام انتشر من خلالها، سوف أقوم بكتابة ملخص Conclusion لما أراه من خلال كل ما طرحته من نقاط.
من نافلة القول أن ألفت نظركم إلى أنّ النقاط التي سأطرحها هنا منقوصة من حيث الشرح الذي سأضعه تحتها، ويمكن التوسع فيها بشكل كبير جداً لو أنّها اتخذت شكل بحث جاد وشامل، وهو ما لا أرمي إلى فعله في هذه المداخلة البسيطة,

أبدأ إذن.

1- البلاغة اللغوية :
الوسيلة الاولى التي أعتقد أن الإسلام بدأ ينتشر بها في محيطه الضيق في مكة ، هي أنّه قدم طرحاً مختلفاً من حيث تركيبه اللغوي ومن حيث مضمون ما ينادي به. وهذا واضح في طريقة القرآن التي اختلفت تماماً عمّا كان معروفاً وقتها من شعر ونثر.
ومن حيث المضمون فقد جاء الدين لينادي أيضاً بعبادة تختلف عمّا كان معروفاً في الجزيرة من تعددية.
هذه النقطة شدت انتباه من يحيط بمحمد، وجعلت أصحابه الأولين يؤمنون به تحت تأثير الصدمة والدهشة وأيضاً قبلهما : الإعجاب. ثم لحق هذه الثلاثة اقتناعهم الجوّاني بما جاء في مضمون ندائه الذي في روحه يدعو إلى : الوحدة سواء وحدة إنسانيّة مساوية بين البشر جميعاً أو وحدة إلهيّة من خلال عبادة الواحد.

2- التدوين ( الإعلام ):

بعد مرحلة التناقل اللغوي الشفهي، كان انتشار الإسلام نتاجاً لتطور وسائل الكتابة وأدواتها ودخول البردي في عصر عمر بن الخطاب ، والرق في العصر العباسي وتطور وسائل الكتابة التي كانت قاصرة في عهد محمد إلى أدوات أكثر سهولة وأشد مقاومة لعوامل الزمن المغيّرة.
ليست فقط وسائل الكتابة هي التي تطورت، بل إنّ دعوة محمد إلى طلب العلم وجعله مقدماً على الجهاد ( السيف) من حيث درجة العلماء في الجنة، ورغبة المسلمين في التعرف على العالم الخارجي لطلب الحكمة، أدى إلى تفاعل الحضارة الإسلامية وتطورها.
ولم يكن السيف عاملاً ضرورياً من أجل هذا التفاعل، فقد كان العلماء يرتحلون إلى مناطق غير خاضعة لسلطة الدولة الإسلاميّة لجمع المادة والكتب والعودة بها إلى بغداد أو دمشق من أجل ترجمتها وبناء المعرفة فوقها.
كان السيف عاملاً مساعداً في هذا التفاعل الفكري من حيث أنّه فتح آفاقاً جديدة أمام المسلمين ووضع ثقافات شعوب أخرى في متناول يدهم وتحت حكمهم، ولكنّه لم يكن عاملاً جوهرياً في رأيي. بل كان العامل الجوهري هو بدء حركة "الحفاظ" منذ أمر محمد بحفظ القرآن ، ثم حثه على حفظ السنة، وتراكم هذه المعرفة المحفوظة على مر الأجيال حتى نشأت الحاجة إلى التدوين ، والذي أدى بدوره إلى عمليّة معرفيّة بنائية استمرت فيما لحق ذلك من عصور.

3- حكمة أتباعه ( القدوة الحسنة ):
العامل الثالث والهام برأيي هو الأخلاقيات التي جاء بها محمد وأتباعه وتابعي هؤلاء الأتباع.
منذ أن بدأ محمد بالأمر بالتسامح والصدقة والحب الأسري وإزاحة الأذى والتعاون الإجتماعي والأمانة ..إلخ، منذ أن بدأ بالدعوة إلى تلك الأخلاقيات برأيي بدأ في نفس اللحظة في لفت الإنتباه. سواء انتباه قومه أو انتباه الحضارات الأخرى المحيطة به من خلال الرسائل التي كان يرسلها إلى المسئولين في تلك الحضارات، ومن خلال التعاملات التجارية بين المسلمين الذين كانوا يرتحلون للتبادل التجاري مع التجار في تلك الحضارات.
وطبعاً كتب السيرة وقصص الصحابة وغير ذلك مليئة بتلك القصص بما يكفي لتجاهلها هنا وعدم الدخول فيها كثيراً لأنها متاحة للجميع.

4- حماقة أعدائه (القدوة السيئة):
كما كانت حكمة أتباع الإسلام عاملاً في انتشاره، كذلك كانت حماقة أعدائه.
عندما طعن أبو جهل المرأة في فرجها بالحربة، وألقى هو أو غيره ( لا أذكر) أمعاء جيفة على ظهر محمد وهو ساجد وأرسلت قريش من يحاول أن يشي بالمهاجرين إلى الحبشة بمجموعة من الأكاذيب عند النجاشي..عندما فعلوا ذلك وغيره ، أطلقوا ساعتها أكبر حملة دعائية للترويج للإسلام في الجزيرة وخارجها دون أن يتحمل سواهم تكاليف هذه الحملة.
ولم تظهر تلك الحماقة فقط لدى الأعداء الأوائل من العرب، بل ظهرت من خلال انحطاط الأعداء المحيطين في الإمبراطورية الرومانية والفارسية وهما القوتان العظيمتان في ذلك الوقت.
أيضاً كتب السيرة والتاريخ مليئة بهذه القصص. ويمكن الرجوع إليها.

5- المنظومة الإيمانيّة :
قدم محمد منظومة إيمانيّة للبشر لم تكن متاحة بشكل متكامل كما وفرها محمد ، وقد ساهم هذا بشكل جذري في انتشار الإسلام ، من خلال تقديم الإجابات التي كان الإنسان ( العربي على الأقل ) ينشدها في ذلك الوقت ولا يجدها متاحة بشكل يشبع تساؤلاته الداخلية . هذه المنظومة الإيمانيّة تتكون من ثلاث عناصر (اكتبها باختصار شديد ومخل بمضمونها ) :
أ- علاقة الإنسان بنفسه داخلياً ( شعور السلام والطمأنينة والسعادة الفردية ) :
وذلك من خلال تقديم إجابات للإنسان لم تكن متاحة في ذلك الوقت، مثل أن الإنسان يولد على الفطرة بدون ذنوب نهائياً، ويولد حر الإرادة، ويستطيع الحصول على أي وقت على مغفرة كاملة لجميع خطاياه إذا استغفر الله وسبحه والتزم بالأركان الخمسة وبنفس نقية خالية من الغل والحسد. كما انه لم يغال في مفهوم جهاد النفس كما فعلت الديانات المطروحة في ذلك الوقت والتي كانت تحقر الجسد وتنادي بتعذيبه.
ب- علاقة الإنسان بالمجتمع:
وذلك من خلال نظام معاملات واقعي يأخذ في حسبانه الطبيعة الإنسانية ولا يحملها فوق ما تحمل، وهو في نفس الوقت نظام يحول دون الاستغلال المالي من فئة من المجتمع لفئة أخرى وذلك بحفظ التوازن الاجتماعي الدائم بين الطبقات عن طريق منع الربا ونظام الزكاة والصدقات ومنع القمار والمتاجرة في الخمور والدعارة وغيرها من الوسائل التي تفتح أبواباً كبيرة للفساد.
وهو نظام اجتماعي جاء ليكرم المرأة بقدر أكبر بكثير مما كانت منزلتها فيه حينئذ، وليشدد على النظام الأسري، وعلى البحث العلمي وعلى وضع تشريع جنائي نجح في الحد من معدلات الجرائم واختفاء جرائم معينة بشكل نهائي.

جـ - الأمل : وهو العنصر الأخير في أي منظومة إيمانية..وهو يعني الغاية، وذلك من خلال تقديم مفهوم الجنة والنار وتفصيلهما وتحديد جزاء كل سلوك بشيء محدد وواضح في كل منهما بشكل يجعلهما شبه ملموسين للسامع ، وبالتالي تعزيز الشعور بواقعيتهما وصدق الوعد بأنّهما سيحصلان بالفعل. كما ان هذا الأمل وعلى خلاف الديانات الاخرى وقتئذ لم يقم بإهمال الجسد ونبذه بل وعد بتقديم عالم يحقق كل لذات الجسد وشهواته. أليس هذا هو العالم المثالي الذي يحلم به كل إنسان يأخذ جسده وروحه بالاعتبار؟

6- قبول الآخر ( التسامح والاستيعاب) :
وهو أمر تجلى من خلال مبدأ الحوار بالحسنى والذي جاءت فيه عدة آيات وأحاديث، ومن خلال مباديء الدعوة الإسلامية في لين الجانب وغير ذلك من أخلاقيات التبشير.

7- رفض الآخر ( السيف والجدل )/

هذه هي النقطة التي أنت تتحدث عنها يا زميل العلماني.
وهذا هو برأيي سياقها الطبيعي إذا أردنا الحديث عن رؤية شاملة لكيفية انتشار الدين الإسلامي.
وهذه هي نقطة الكراهية والحرب والنفور من الآخر وتنفيره ، فقد ساهمت هذه النقطة في انتشار الإسلام بالقوة والإكراه، وقد حصل ذلك عن طريق الخيارات الثلاثة المطروحة والتي نعرفها جميعا ( الإسلام - الجزية - القتال ) وكانت تلك الخيارات تطرح على شعوب لم تكن تفكر في غزو البلاد الإسلامية حيناً ، وحصل على شعوب كانت تعد العدة لهذا الغزو أحياناً أخرى.
وبدون الدخول في تفاصيل، فإن الإسلام هنا كان مدافعاً شرعيا عن نفسه أحياناً ، وكان بادئاً بالاعتداء أحياناً أخرى.
نتج عن نظام رفض الآخر عن طريق السيف نظام آخر ساهم في انتشار الإسلام كذلك، وهو نظام الاسترقاق والجزية ، حيث كان الرقيق والذميون يعيشون في بيوت إسلامية وفي وسط مجتمع إسلامي ، وكانوا لدوافع عديدة - منها اختيارهم الحر ، ومنها إكراههم ، ومنها رغبتهم في الإعتاق - ، يعتقنون الإسلام ثم ينتشر بطريقة طبيعية في محيطهم وفي نسلهم.
نتج أيضاً عن نظام رفض الآخر نظام الجدل الإقصائي والتكفيري، والذي كان يطرح الحجة على الملل والنحل الأخرى ، ثم يكفر ويسفه كل من يقول بخلافها ويأمر بإقامة الحد عليه، وكان هذا النظام يعمل من خلال الترابط بين العلماء المتعصبين وبين السلطات التي تناصرهم في الدولة وبين العقوبات المشددة التي تنشر الخوف في المجتمع وتخرس الألسنة.

خلاصة Conclusion :-

إن المحاولات التي تريد أن تضع صندوقين أحدهما مكتوب عليه (خير) والصندوق الآخر مكتوب عليه (شر) ثم تحاول أن تضع الإسلام في أحد الصندوقين وتغلق عليه بالمفتاح، هي كلها محاولات متأثرة بثنائية تعسفية وغير حقيقية، وهذه الثنائية تنطلق أصلا من دعوة ألوهية مطلقة تنادي إما بأن الإله المطروح في هذا الدين هو خير مطلق عند مؤيديه ، أو شر مطلق عند محاربيه ومنتقديه.

والصحيح الذي أراه هو أنّ الإسلام حركة إنسانيّة كأي حركة إنسانية أخرى للتغيير، تعتبر مرحلة من مراحل تطور البشرية ، وتأخذ وقتها في النمو ثم الاضمحلال ، وتحتوي هذه الحركة على كل المركبات المعقدة التي يحتوي عليها الإنسان من بذل وأنانيّة وخير وشر وطموح ويأس ممتزجة معاً في وحدة كلية تماماً كما هو امتزاجها في تكوين الإنسان ووجدانه . وتحتوي على كل ما ينتج عن هذه الدوافع الإنسانية من نتائج سلوكية قد تعود على الحضارة الإنسانية بالبناء أو بالدمار.

أراكم بعد حين :redrose:
09-24-2006, 12:51 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
النجم اللامع غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 813
الانضمام: May 2006
مشاركة: #9
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
حين نقول ان دين انتشر في السيف يخطر في بالي ما حصل في محاكم التفتيش مثلا..حيث لم يبق ولا مسلم واحد في الأندلس..
او ما حصل في الفلبين من البرتغاليين وتنصيرها بالقوة ولم يبق فيها ولا مسلم ايضا..

اما الحديث عن ان الاسلام انتشر بالقوة في دول ظلت لمئات السنين بعد الفتح (او الغزو سمه ما شئت) ذات اغلبية غير مسلمة وما زال حتى يومنا هذا يتواجد فيها نسبة لا بأس بها من اصحاب الديانات الأخرى فهذا كلام غير منطقي..

ما اعرفه عن انتشار دين بالسيف هو كالتالي..احضر غير المسلم واضع السيف على عنقه فاما ان يسلم واما لا..
وساعتها كان قطقط باشا حيكون الحاج متولي او تكون عنقه طارت من زمان..
فهل حصل هذا..؟

واذا كان البعض اسلم تحت ضغوطات كما تسميها..
فلماذا اسلم اهل اندونيسيا وهم اكبر دولة اسلامية من دون سيف واحد وعبر التعامل مع التجار المسلمين..؟
ولماذا يسلم اعداد كبيرة من الأوروبيين والأمريكيين في ايامنا هذه..؟ هل من اجل الحصول على فيزا للدول الإسلامية..؟

المبالغة في تأثير الفتوحات الإسلامية لا معنى له..
نعم الفتوحات ساهمت في تعريف الناس بالدين الإسلامي..لأنها كانت الطريقة الوحيدة في ذلك الوقت..ولأن حرية العقيدة لم تكن موجودة في ذلك العصر..ولكن الفتوحات لم تجبر احدا على تغيير دينه..
09-24-2006, 02:07 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #10
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
إنتشار الإلحاد بالقوة

خطرت في بالي عند قراءة مقالتك أعلاه يا زميلنا العلماني، فلو عدنا إلى الوراء قليلا فقط سنجد أن الفكر المادي انتشر بقوة واحتل مكانا على الخاطة عن طريق الثورة البلشفية وما تلاها من أحداث أدّت إلى مقتل الملايين خلال القرن الماضي، من ترحيل مليون ونصف المليون نسمة إلى سيبيريا وإعدام حوالي المليون وإلى آخره من مصائب ... أظن أن الفكر النازي وهو فكر "لا ديني" قام أيضا على جماجم البشر، أليس كذلك؟

شيء آخر، الليبرالية والديمقراطية الآن كيف تنتشر؟

دعونا من هذه "العقد" وإذا شيء مش عاجبك سيبك منه وخلص (f)
09-24-2006, 02:17 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فقه الثورة وفقه العنف والجريمة ..لحظة داروينية في ربيع العرب بقلم: نارام سرجون فارس اللواء 0 680 09-06-2012, 12:41 PM
آخر رد: فارس اللواء
  بلدان الإسلام وادعاء "الإسلام هو الحل" زيني عبّاس 2 1,090 04-11-2012, 12:46 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  دعوة الأعضال للتصويت في مسابقة أفضل المدونات العربية زيني عبّاس 0 666 04-03-2012, 01:45 PM
آخر رد: زيني عبّاس
  بروفيسور مصري يعمل في جامعة ميونخ يتوقع انهيار العالم الاسلامي خلال 30 عاما SH4EVER 53 12,610 10-18-2011, 11:40 AM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  دار الفتوى اللبنانية ترفض "حماية المرأة من العنف الأسري السلام الروحي 6 2,738 07-04-2011, 11:10 AM
آخر رد: tornado

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS