مصر وتونس تمنعان صحيفتين فرنسية وألمانية بدعوى الإساءة للإسلام
2208 (GMT+04:00) - 24/09/06
القاهرة، مصر (CNN) -- قرر وزير الإعلام المصري الأحد، منع توزيع عدد من صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، وصحيفة "فرانكفورتر الجامينا" الألمانية، قائلاً إن هاتين الصحيفتين تتضمنان مقالات "تحقر من الدين الاسلامي، وتدعي أن الدين الاسلامي انتشر بحد السيف"، حسبما نقل عنه التلفزيون المصري.
وفي وقت لاحق، قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ.ش.أ" إنه بموجب مرسوم أصدره وزير الاعلام أنس الفقي، فلن يسمح بدخول الصحيفتين إلى البلاد.
وقال الفقي إنه "لن يسمح لأي مطبوعة تسيء للدين الإسلامي الحنيف، أو تحض على كراهية وازدراء أي دين، بالتوزيع داخل مصر."
وأضافت الوكالة أن سبب المنع أن "تلك الصحف نشرت مقالات "تحقر من الدين الاسلامي وتتضمن الإدعاء بأن دين الإسلام انتشر بحد السيف، وأن محمداً رسول الله هو رسول الشر."
ونادراً ما تصادر الحكومة المصرية صحفاً أو مجلات أوروبية رئيسية.
وفي وقت سابق، منعت السلطات التونسية أيضاً، توزيع صحيفة "لوفيغارو"، وقالت إن الصحيفة تحتوي على "إساءة متعمدة للإسلام والمسلمين والنبي محمد"، حسبما نقلت رويترز.
ويأتي منع مصر وتونس لتوزيع هاتين الصحيفيتن الفرنسية والألمانية، في وقت فجرت فيه تصريحات لبابا الفاتيكان بنديكيت السادس عشر، مسيئة للنبي محمد، احتجاجات واسعة في العالم الاسلامي.
وتحتوي طبعة الصحيفة الألمانية المؤرخة في 16 سبتمبر/ أيلول الجاري، مقالاً للمؤرخ الألماني ايغون فليغ، يبحث كيف نجح النبي محمد كقائد عسكري خلال حياته.
وقدم فليغ مجادلات أخرى تؤيد وجهة النظر بأن الإسلام كان له تاريخ يتسم بالعنف.
ويتضمن عدد 19 سبتمبر/ أيلول الجاري، الذي تم منعه من التوزيع، من صحيفة "لوفيغارو" مقالاً لفيلسوف يدعى روبير ريديكيه، بعنوان "في مواجهة المضايقات الإسلامية.. ماذا يفعل العالم الحر؟"، جيث قال فيه إن القرآن كتاب يحرض على العنف.
وكتب ريديكيه يقول "يصور محمد نفسه في القرآن، على أنه مقاتل لا يرحم، قام بالنهب، وهو قاهر لليهود، ومتعدد الزوجات.. يتضمن القرآن الذي يتعلمه كل مسلم الكراهية والعنف."
وأضاف كاتب المقال إن "ردود الفعل الإسلامية على خطاب البابا، تأتي في إطار سعي هذا الإسلام إلى ابتلاع ما يمتلكه الغرب، وما لا يوجد في أي بلد مسلم، وهو حرية التفكير والتعبير."
وكان البابا أثار غضب جموع المسلمين حول العالم، حين اقتبس في محاضرة ألقاها قبل نحو أسبوعين في ألمانيا، قولاً للامبراطور البيزنطي مانويل الثاني في القرن الرابع عشر، الذي قال فيه إن "كل ما جلبه النبي محمد كان شراً وغير إنسانياً، مثل أمره بنشر الدين الذي يدعو إليه بحد السيف."
ووصفت تصريحات البابا بأنها تكرس التعصب الديني والكراهية ضد الأديان الأخرى، ولا تساعد على جو التسامح الديني.
وواجه البابا دعوات تطالبه باعتذار صريح للعالم الإسلامي، لكن تصريحاته حتى الآن عبرت فقط عن أسفه لتأذي مشاعر المسلمين بسبب كلماته.
وأكد العديد من الدول والمنظمات والجماعات أن مثل هذه التصريحات تنم عن جهل واضح بالإسلام، وتنسب إليه ما ليس فيه، ولاتسهم على نحو بناء في تعزيز الحوار بين أديان العالم وحضاراته وثقافاته.
وسبق للسلطات التونسية أن قامت باجراء مماثل بداية هذا العام مع صحيفة "فرانس سوار" عندما أعادت نشر رسوم مسيئة للنبي محمد كانت صحيفة دنمركية نشرتها العام الماضي، وأثارت موجة احتجاجات واسعة في العديد من الدول الإسلامية.
http://arabic.cnn.com/2006/middle_east/9/2...slam/index.html