مساء الفل
عزيزي سالم (f)
هذه هي المشاركة الخمسمائة لي.
أعتبر نفسي محظوظاً لأنّني حظيت في هذا الموضوع بمشاركات كثيرة من ضمن مشاركاتك القليلة في النادي.
أشعر كذلك بأنّني ثرثرت كثيراً مقارنة بك.
عندما اشتركت هنا في العام 2004 كنت أخطط لكتابة مشاركة واحدة في الشهر، لأنّني كنت أعتبر أنّ ما تعدى مشاركة واحدة في الشهر يدخل في تصنيف "الثرثرة" و"اللغو" الذي لا داعي له. هو نظام شبيه بنظام آخر وضعته لنفسي يقول " سيجارة كل ساعة تكفي حتى لا يحترق الصدر" :) ، ثرثرت كثيراً وأحرقت صدري كذلك.
وأنا أؤمن أنّ عدد الأخطاء يتناسب طردياً مع عدد الكلمات.
لهذا سأحاول جاهداً أن تكون هذه آخر مشاركة لي في هذه الفترة ، على أن أنام كثيراً في الفترة القادمة. سأحاول ولكن لا أعد، تعلمت أن لا أقدم وعوداً خاصة بالمستقبل أبداً تماماً مثلما تعلمت أن لا أتكلم عن الماضي بيقين.
أولاً سوف أقدم لك هدية أعتقد أنّها ستعجبك.
في هذه الوصلة :
http://archive.nadyelfikr.net/misc.php?action=search
يمنك إدخال هذا الإسم في خانة البحث بواسطة اسم المستخدم :
alnahr_alkhaled
وسوف تجد كل مشاركات صديقك، ولكن لا تنس أن تفعل أمرين قبل ذلك:
1- ان تسجل الدخول في أرشيف النادي.
2- أن تجعل البحث منذ العام 2001 إلى العام 2006 ، وذلك حتى تجد كل مشاركات صديقك.
(f)
سوف أشاركك أنا أيضاً مرة أخرى بعض الاقتباسات التي أراها تلمس هذا الموضوع كثيراً، وهي أيضاً من كتاب كولن ولسون عن اللامنتمي.
أرجو ان تستمتع بها وأن يستمتع بها الجميع معي.
على أنّنا متأكدون من أمر، هو أن مشاكل اللامنتمي بدأت تحل نفسها بمصطلحات الـ "نعم" النهائية والـ "لا" النهائية.
فأما اللامنتمي العقلي فعليه أن يجيب على الشكل الوجودي: الوجود أم العدم؟
وأما اللامنتمي الانفعالي فعليه أن يجيب عن: الحب الخالد أم اللااكتراث الخالد؟
وأما اللامنتمي من نوع نجنسكي، رجل الحركة، اللامنتمي الجسدي، فإن السؤال الخاص به هو: الموت أم الحياة؟
كولن ولسون - اللامنتمي - صفحة 125
وضعت خطاً تحت الجزء الذي أعتقد أن له صلة مباشرة بموضوعي هذا.
لا تعترضنا أية صعوبة في اكتشاف أن اللامنتمي والحرية هما اصطلاحان مترابطان دائما.. إنّ مشكلة اللامنتمي هي مشكلة الحرية ، كما أنّ تفكيره منذ البداية في الـ "لا" النهائية والـ "نعم" النهائية هو في الحقيقة تفكير في العبودية المطلقة والحرية المطلقة.
كولن ولسون - صفحة 133
ذلك هو تطرف اللامنتمي، إنّه يفضل أن لا يؤمن، ولا يريد أن يشعر بتلك التفاهة تتحكم في الكون.
إنّ طبيعته الإنسانية تريد أن تجد شيئاً تتفق معه كل الموافقة، إلا أن أمانته تمنعه من قبول حل لا يبحثه عقلياً.
كولن ولسون - صفحة 141
حول اقتباسك فيما يتعلق بالـ "سجين" من فرانز كافكا سأضع لك هذا الاقتباس الموازي له "وليس المنافي" من كتاب كولن ولسون :
تصور قلعة ضخمة على جزيرة منعزلة، تحتوي على زنزانات لا يمكن الهرب منها، بالإضافة إلى أن السجان قد استعمل كل وسيلة ممكنة لمنع المساجين من الهرب، بل إنّه استخدم نهائياً التنويم المغناطيسي، فنومهم ثم أوحى إليهم بأنّهم والسجن أمر واحد.
فإذا استيقظ احدهم على رغبة تعتمل في نفسه من أجل الحرية، وأخبر أصحابه بذلك، فإنّهم سينظرون إليه دهشين ويقولون: الحرية من ماذا؟ إنّنا نحن السجن. فياله من موقف.
هذا هو نفسه ما يحدث للامنتمي. هنالك حل واحد فقط، إذ يجب عليه أن يتفحص القلعة شخصياً، وأن يدرس نقاط الضعف في استنتاجاته، ويضع خطة ليهرب وحده.
إنّ عملية تفحص القلعة هي نفسها عملية "معرفة الذات" التي أشرنا إليها في بداية الفصل الرابع.
إنّ أول سؤال يخطر على بال السجين الذي يحس بتلك اليقظة من نومه المغناطيسي هو:
من أنا؟
كولن وسلون - صفحة 183
أراكم بعد حين
(f)