رجاءا امتثل الهدوء هنا ياعراب , وانا حاعتبرك زميل كأي زميل في المنتدى له اهتماماته غير مسألة التركيز والاهتمام بقضية الارهاب هذه ..
هذه المحاضرة المفرغة تتحدث عن حادثة تفجيرات سبتمبر , بس المهم فيها أنها على لسان أكبر دعاة الارهاب في نظرك ! وتحتوي على تأصيل وجهة النظر السلفية في مسألة الجهاد في الوقت الحاضر ..
هذا الكلام القيّم كلام أحد علماء السلفيين الأقحاح هنا بالأسكندرية عندنا وهو الدكتور
محمد إسماعيل المقدم حفظه الله..
اقرأ بالراحة لو كنت عايز تفهم ياعراب , وسوف أحسن بك الظن أنك ستقرأ بتمعن وروية ..
يقول الشيخ حفظه الله :
ان من محاسن الدين الإسلامي والشرع الإسلامي الشريف إرساءه لأخلاق الحرب، ذلك المبدأ السامي الذي يضبط سلوك المسلم حتى وهو يتعامل مع أعدائه.
يقول الله سبحانه وتعالى: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) سورة المائدة.
والحديث عن
أخلاق الحرب في الإسلام حديث طويل جداً، وهو حافل بالنماذج التي تدل على انضباط المسلمين حتى وهم في أَوْج قوتهم، انضباطهم مع أعدائهم ومحاربيهم بما تضبطهم به الشريعة الإسلامية الحنيفية.
ومن أخلاق الحرب كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا تقتلُن ذريةً ولا عسيفاً)، وفي بعض الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النساء والصبيان، وكثير من النصوص التي تضبط سلوك المسلمين في مسألة الحرب، وكيف أنهم لا يقربون مثلاً من اعتزل في صومعة وتعبد ونحو ذلك من الأمور التي لتفصيلها مجال آخر.
على الجانب الآخر.. طبعاً الأحداث التي تحصل هذه: موضوع قتل السفير المصري أو الدبلوماسي المصري في العراق، أمامنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما بعث إليه مسيلمة الكذاب بعض الرسل يحملون رسالة من مسيلمة الكذاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما اطلع النبي صلى الله عليه وسلم على فحواها قال في شأنهم: (لولا أن الرسل لا تُقتَل لأمرت بقتلهم)، هذا مبدأ من مبادئ الدبلوماسية العالمية تقريباً في كل العصور أن الشخص الدبلوماسي يمثل أمة بكاملها لا يمثل نفسه.
هذا مندوب مسيلمة، ومسيلمة لا له شرعية في حكمه ولا له أي استحقاق للاحترام والتقدير، ولكن هذه مبادئ لأن المسألة ليست أنني قدرت على عدوي فأنا أظفر به، لكن المسألة أنني أراعي عواقب ما أفعله، حينما تستعدي أمة بكاملها بالاعتداء على من يمثلها هذا له أبعاد أخرى كثيرة لا تخفى على أحد.
مسألة أن واحداً أو مجموعة من المسلمين يدخلون مثلاً بعض بلاد الكفار -خاصةً بريطانيا أو أمريكا أو غيرها من البلاد التي تحارب المسلمين وتنكِّل بالمسلمين في بلادهم كما لا يخفى على أحد- هناك مبادئ تحكم مثل هذه الأشياء:
أن دخولك هذه البلاد بالطريق الرسمي، وإعطاءك تأشيرة دخول هذا ما يسميه الفقهاء عقد أمان، وهم ما منحوك هذه التأشيرة وهذا العقد والمعاقدة أو المعاهدة بينك وبينهم إلا لما يترتب عليها من آثار، أولها تأمينك أنت في بلادهم أنه لا يتعرض لك أحد، ثانياً أنك أيضاً لا تغدر بهم ولا ترتكب أموراً فيها تعرض لأموالهم أو ذراريهم أو نسائهم أو أعراضهم أو نحو ذلك، فهذا مقتضى عقد الأمان، فهو داخل في احترام العهود التي نص الله سبحانه وتعالى على احترامها بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ) سورة المائدة، هذا عقد من العقود، وهذا أمر متبادل أي أنه لو كل بلد تقوم بما تقدر عليه.. لو كل بلد تمكنت من أشخاص أو عدد معين من الناس ولأنها قادرة على شيء فإنها تفعله فإذاً الأمر سيتم بالتبادل، بمعنى أننا أيضاً بداخل بلادنا نتعرض لأشد بكثير جداً مما يمكن أن نفعله بهم.
فالمسألة أن هذه لغة دبلوماسية، والشرع يحترمها، وجاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي سفيان لما سأله هرقل: (وسألتُك هل يغدر، فذكرتَ أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر) ومعروف ما أتى من النصوص في حق من غدر يوم القيامة وكيف أنه يُرفع له لواءٌ بقدر غدرته.
فإذاً كما حرم الله سبحانه وتعالى قتل المسلم المعصوم الدم كذلك حرم قتل المعاهَد، فأيضاً من دخل بلاد المسلمين بعقد أمان -الذي نسميه الآن التأشيرة- حتى لو كان هو من بلد حربية أي حتى لو كان من بلاد هناك حرب بين المسلمين وبينهم فإنه يجب احترام عقد الأمان هذا وعدم التعرض له.
ولذلك نجد في اللغة الدبلوماسية أيضاً أن أقصى عقوبة لما يُطعن في دبلوماسي أنه يُطردَ خارج البلاد.. هم يقدرون أن يمسكوا به ويشنقوه لكن هذا موضوع له أبعاده، وهذه من القواعد المسلَّم بها، والإسلام لا يرفض كل القواعد الدولية ومثال ذلك اشتراك النبي صلى الله عليه وسلم في حلف الفضول ونحو ذلك، فليس شرطاً أن أي أمور تحكم العالم أو قوانين وأعراف دولية أنها تكون دائماً باطلة، فالحصانة التي تحصل للمسلم إذا دخل بلادهم بأمان هي أيضاً ينبغي أن تحصل هنا إذا دخل بأمان حتى لو كان محارباً.
فالمسألة ليست أن أنا ما دمت قادر على شيء أفعله، بغض النظر عن احترام الشرع وآدابه وأحكامه، وأيضاً بغض النظر عن العواقب التي تحصل نتيجة هذا الفعل، أن أفجِّر تفجيراً معيناً ويعمل ضوضاء وصوت، وأنا الذي فعلت هذا وأفرح بهذا.. هذا تصرف غير ناضج وغير منضبط بالشرع الشريف.
في مناقشة أمثال هذه القضايا الناس يكون عندها حساسية شديدة، لأن علماء (الكيبورد) أصبحوا الآن بالمرصاد لأي واحد يخالف أهواءهم، والفتاوى تصدر من أناس مجهولين، لا معروف هم أطفال أم صبية أم كبار أم صغار أم علماء أم جُهّال، وكل من أراد أن يتكلم يتكلم من خلال (الكيبورد) أو لوحة المفاتيح، فالآن الأمور يحدث فيها خلط في الأوراق فلذلك لابد أن نتنبه لموضوع الخلط بين الأوراق.
لا يعني أننا حينما ننكر على من يفعلون مثل هذه الأشياء أننا نقف في خندق واحد مع اليهود والنصارى ضد المسلمين، لا بل نحن نقول: نحن نقف معكم في نفس الخندق، وعواقب هذه الأشياء تعود عليكم، وتعود على من لا يأخذون بتوجّهَاتكم وآرائكم واجتهادكم التي نرى أن فيها عدواناً على القواعد الشرعية التي أرساها الفقهاء.
فمن مظاهر الخلط في الأوراق أنك تجد الرد مباشرة: (ألا ترون ما يفعلونه بالمسلمين) بلا شك أن هذه بديهية، ونحن لا نناقش البديهيات، نحن نناقش الانضباط بالشرع الشريف، أما جرائم أمريكا وبريطانيا -الإمبراطورية العجوز- وعداء كل الغرب للإسلام وحقده عليه وعدوانهم فهذا لا ينكره أحد، فنحن لا نناقش قضايا حتى الكفار يقرون بها.. هل تعرفون جَلَوي؟
جورج جلوي هذا رجل بريطاني طُرد من حزب العمال من فترة قريبة بسبب أنه كان يعارض الحرب على العراق معارضة شديدة، وانتقد الحكومة هناك انتقاداً عنيفاً أدّى إلى طرده من حزب العمال.
جَلَوي يتكلم معلّقاً على تفجيرات لندن فيقول:
(إن التفجيرات لم تنبع من العدم، بل جاءت على خلفية الغزو في أفغانستان والعراق، وصور الانتهاكات في أبي غريب وجوانتنامو، إن الغرب يخاطر بتكرار نفس الأخطاء المرة تلو الأخرى، والاعتماد على الحرب والاحتلال كأداة أساسية لسياسته الخارجية، وإِنْ نحن استمررنا في هذه السياسة فسيصل إلينا بعض الأشخاص ويؤذوننا كما آذونا اليوم)، ثم ربط بين ما حدث في بريطانيا وبين موت فتيان الفلوجة على يد قوات التحالف.
فالغرب مع إجرامه وحقده وعدائه للإسلام.. والمسألة ليست يوم أو يومين.. بريطانيا -الإمبراطورية العجوز- كم أذاقتنا من الويل ولا زالت.
فنحن لا نناقش قضية إجرام الغرب، نحن نناقش انضباطنا نحن بشريعتنا، فنحن لا نقف في خندق واحد مع أعدائنا، وإنما نحن نفكر في مصلحة الأمة بسائرها، وبعض المصالح التي لا يضعها بعض الناس في اعتبارهم.
فمسألة: (ألا ترون ماذا يفعلون في المسلمين؟ ألا ترون ما يفعلون في فلسطين؟)
صحيح هذا شيء ملاحظ، وهذا من إجرامهم أجمعين: اليهود أو النصارى وسائر الكفار، فكم يحصل التباكي في مثل هذه الظروف على مستوى العالم كله على مثل هذا العدد:
عشرات قتلوا في مثل هذه الحوادث أو مئات جُرحوا، لكن أين البكاء على مآسي الفلسطينيين ليل نهار والبيوت التي تُهدّم والأبرياء الذين يقتلون ليل نهار.
ولما نقول أبرياء لا نقصد المدنيين فحسب.. فكل فلسطيني يدافع عن بلاد الإسلام فهو بريء، لأنه ليس بمجرم ولا يقاتِل في حرب ظالمة إنما في قضية عادلة، ولا نقاش على الإطلاق في مشروعية مقاومة الاحتلال بكل ما أمكن، لكن بالضوابط الشرعية كما أشرنا.
فمسألة أن الغاية تسوّغ الوسيلة.. لابد الغاية تكون شرعية، وأيضاً الوسيلة التي توصل إليها لابد أن تكون وسيلة شرعية.
وقد
روي أن عمر رضي الله عنه حينما انتهك الفرس بعض قواعد الحرب، وارتكبوا بعض الجرائم في الحرب، أراد بعض المسلمين أن يردّوا عليهم بالمثل، فكان رد أمير المؤمنين رضي الله عنه أن قال: (ومتى كان لنا في الفرس أسوة؟).
فموضوع أن الغاية تسوّغ الوسيلة، وأني ما دمت قصدي شريف أرتكب أي وسيلة بغضِّ النظر عن عواقبها، وبغضِّ النظر عن موافقتها للشرع الشريف فهذا مما لا ينبغي.
( هذا كلام الشيخ بالحرف , ولو لم تكن مصدق فاستمع لكلامه [URL=http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=42244]
هنـــــــــــــــا
أيضاً بعض الناس تقول: (هذا ما قدرنا عليه، نحن لا نقدر على مواجهة الجيوش نفسها في بلاد المسلمين -الاحتلال ونحو ذلك- بصورة مؤثرة لكن هذا الذي قدرنا عليه)، والجواب:
أنه ليس كل ما يقدر عليه الإنسان يصير حلالاً، فهل الحرام هو الذي عجزت عنه؟ والحلال ما قدرت عليه؟، هذا منطق لا يقره الشرع ولا يقره العقل، فمن عجز عن الصواب ليس له أن يرتكب الخطأ ويقول: (نتيجة عجزي عن الصواب هذا الذي قدرتُ عليه) لكن هل هو منضبط بالشرع في هذا؟ هذه هي القضية.
أيضاً قول بعضهم: (كما تَهدرون أمننا نهدر أمنكم)، ليس في التعرض لأناس مدنيين، ومن أُناس دخلوا بلادهم بعهد، [COLOR=Blue]فالضابط في مثل هذه الأشياء هو الشرع الشريف،
ثم لو نظرنا للموضوع من زاوية أخرى: أين قاعدة المفاسد والمصالح؟ ثم أنتم تقولون: (كما تهدرون أمننا نهدر أمنكم) ألا يوضع في الاعتبار حجم العواقب التي تهدر أمن المسلمين أضعاف المرات؟، فهل هذه الأفعال تمرُّ بدون أن يُهدر أمن المسلمين؟، فأنت تريد المعاملة بالمثل في مثل هذا، وأنت تعرف مدى العواقب التي يمكن أن تحدث، وفيها أشد الأذى لأمن المسلمين.
وما زلنا حتى الآن نحصد عواقب حادثة سبتمبر في أمريكا، والعجيب أنه ما زال هناك بعض الشباب أو بعض هؤلاء الناس يسمونها غزوة سبتمبر، ما زالوا حتى الآن يرون أنها غزوة سبتمبر.
وطبعاً كل هذا الكلام مبني على صحة أن المسلمين هم المسئولون عن هذه الأشياء، لكن كلامي مبني على افتراض هذه الصحة، افتراض أنه فعلاً أناس من المسلمين الذين فعلوا هذه الأشياء.
[SIZE=4]
أنا حادثة سبتمبر أعتبرها حادثة الفيل في مثل هذا العصر، والجمع بينهم هو أن هذه الحادثة كانت حادثة محورية في تاريخ البشرية، ما قبلها اختلف تماماً عما بعدها، وكما نرى الآن العواقب الوخيمة التي ترتبت على هذا التصرف، وما زال من هؤلاء من يرى أنه نصر عظيم وإنجاز كبير، بغضِّ النظر عن العواقب.
لا نريد أن نضيع الوقت في التباكي على المصالح الدعوية والإسلامية التي ضاعت بسبب أمثال هذه التصرفات، لكن كان ينبغي أن يكون لنا في عواقب هذه الحادثة معتَبَر وعبرة لمن يعتبر.
نلاحظ في مثل هذه التصرفات فعلاً هناك أمور في كفة المصالح والمفاسد لا توضع في الحسبان أصلاً، فتكلمنا من قبل –للأسف- في مناسبة مماثلة وهي أحداث سبتمبر عن أن في مثل هذه التصرفات استعداء عدو لا تحتمل الأمة في ظروفها الحالية تصعيد العداء معه، أي أن تصعيد العداء بصورة أكثر نحن لا نحتمله والأوضاع لا ينكرها أحد.. أوضاع المسلمين وصلت إلى أسوأ ما يُمكن تخيله من الضعف والهوان، وسيطرة أمريكا طبعاً على العالم، فعملية أن هذا تفكير واقعي وهو لا يحتاج حقيقةً حماسة الشباب بقدر ما يحتاج إلى حكمة الشيوخ الذين يحسنون إدارة الأزمات.
فالشاهد من الكلام: هذا واقع نحن نعيشه، ونحن لا نسوِّغ الأمر الواقع، ولا نقول نستسلم للأمر الواقع، لكن لابد أن يحصل نوع من الحصافة، ومن [COLOR=Blue]تَضَلَّع بالعلم وبالفقه
يتبع ... لسه في كمان ... اصبر ..
:redrose: