مدينة الفاتيكان (رويترز) - قال اكبر مساعد للبابا بنديكت ان الفاتيكان على استعداد لان يقوم بدوره من أجل المساعدة في نزع فتيل المشاعر المعادية للاسلام "الكامنة في قلوب كثيرة".
وأدلى الكردينال تارسيسيو بيرتوني وزير خارجية الفاتيكان بهذه التصريحات في مقال لمجلة "30 يوما" الايطالية الكاثوليكية الشهرية بشأن الجدل الذي ثار فيما يتصل بتصريحات أدلى بها البابا بنديكت عن الاسلام الشهر الماضي.
ووفقا لنسخة مبكرة من المقال الذي سينشر في العدد المقبل للمجلة قال بيرتوني "يتعين علينا أن ننزع الضغينة ضد الاسلام الكامنة في قلوب كثيرة وان كانت حياة كثير من المسيحيين عرضة للخطر."
ولم يخض بيرتوني في تفاصيل لكن الفاتيكان أبدى قلقه بشأن الاقليات المسيحية التي تعيش في دول يغلب المسلمون على سكانها.
والمقال الذي كتبه بيرتوني الذي تولى منصبه الشهر الماضي ويحتل المرتبة الثانية بعد البابا بنديكت هو أحدث محاولة من الفاتيكان لتهدئة العلاقات مع المسلمين بشأن كلمة بنديكت التي قال الفاتيكان انه أسيء فهمها.
وفي محاضرة ألقاها بجامعة ريجينسبورج بمسقط رأسه ألمانيا في 12 سبتمبر ايلول اقتبس البابا قولا للامبراطور البيزنطي مانويل الثاني باليولوجوس جاء فيه أن النبي محمد "أمر بنشر الدين الذي يدعو اليه بحد السيف."
وقال بيرتوني ان العلاقة بين الكنيسة والاسلام يتعين ان يكون محورها "تعزيز كرامة كل شخص وزيادة الوعي بشأن الدفاع عن حقوق الانسان."
لكنه قال ان الكنيسة الكاثوليكية لا تستطيع أن تتخلى عن الحق في التبشير بالانجيل "حتى للمسلمين" ما دام ذلك يتم بأسلوب يحترم حرية الاديان.
وذكر بيرتوني أن الفاتيكان سيستغل الى أقصى حد بعثاته الدبلوماسية في الدول ذات الاغلبية المسلمة للمساعدة في زيادة التفاهم والتوافق بين الاديان.
وأضاف أن الفاتيكان يريد تعزيز اتصالاته بجامعة الدول العربية ومقرها القاهرة وزيادة الروابط الثقافة والاكاديمية بين الجامعات الكاثوليكية الكبرى ومراكز التعليم الاسلامية.
وخلال الشهر الماضي عبر البابا أكثر من مرة عن أسفه لرد الفعل الذي أثارته كلمته لكنه لم يصل الى حد الاعتذار الذي طالب به المسلمون.
واتهمه البعض بأنه بدد الجهود التي بذلها سلفه الراحل البابا يوحنا بولس لمد جسور التواصل على مدى عقود.
واجتمع بنديكت مع سفراء دول مسلمة وطمأنهم بأنه ملتزم باجراء حوار مع الاسلام.
وقالت مصادر في الكنيسة ان الرسالة السنوية للفاتيكان الى العالم الاسلامي بمناسبة انتهاء شهر رمضان في أواخر الشهر الحالي تعاد كتابتها لمعالجة التورات التي ثارت عقب محاضرة البابا.
http://ara.today.reuters.com/news/newsArti...N-ISLAM-AB7.XML