اقتباس: إبراهيم كتب/كتبت
وإذا فسدت المؤسسات الدينية هل يفسد الله يا أخ بهجت؟ وهل آينشتاين وهؤلاء الفيزيائيين جاءوا للإيمان بالله لأنهم كانوا يخشون النار وقصص الأطفال هذه؟!
الله! لماذا تبعد الناس عن الإيمان بالخالق معتمد على أن الخالق مرتبط دوماً بالتخويف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
لا أخشى خالق. لا أخشي أي كائن من كان. وفي الوقت نفسه يمكن أن تكون لي علاقة صحية بمصدر وجودي وعلته أي الخالق. كل طرحك تهدف فيه هنا إلى القول إن كل من يعرف الله يحركه عامل الخوف. مع احترامي لك، ده كلام فارغ جدا! هات لي عالم فيزيائي واحد وتفكيره ألوهي ويعتقد بالألوهة ومبعث هذا عنده الخوف... خوف من إيه بس؟!!!!!! حاجة غريبة. تتكلم وكأن كل من آمن بالخالق هو إنسان هش ضعيف لا أخلاقي. بصراحة مش عارف أقول لك إيه. ما تقوله عن الخالق يا أخ بهجت هو أفكار بصراحة كانت ملازمة لحقبة معينة عندما ناقضوا فكرة الخالق بالمكتشفات العلمية بقدرة الإنسان وكأن الاثنان يتناطحان.
أنت يا ابراهيم تخطأ جدا عندما تصف كلامي بانه فارغ فتلك متلازمة العاجز ومن يقحم نفسه فيم لا يدري ، يا أخي المليان :lol:أنت تفترض قضايا وهمية ثم تدحضها بحماس مفتعل و لكنه بادي الضحالة :boisdormant:. ما كاني أغناني عن الدخول في تلك المماحكات و لكني انتهز الفرصة في أن أفرغ و بشكل نهائي من تلك المناقشات الدينية العقيمة و مجالها عموما في ساحة الأديان و ياليتها تبقى هناك ،و استغل هذه المناسبة كي أناشد قطقط و قرفان التشهير بالإسلام كما يريدان :baby::baby:و لكن في ساحة الأديان فهي مخصصة لتلك المناقشات .
أولا ، شبعنا قولا أنه طالما كان الدين شأنا شخصيا فهو لا يخضع للمنطق الحواري لأنه ليس بقضية يمكن الحكم بصوابها أو خطأها ، فرغنا من ذلك كله ، و لن نجادل أن الأديان تؤدي و ظائفا نفسية و أخلاقية لا بديل لها الآن ، ولا يطالب عاقل بالغاء الأديان فقط بمنعها أن تكون مرجعية معرفية أو مشروعا سياسيا و تلك هي العلمانية ، خلاص متفقون ، فلا داعي لتأكيد المؤكد كما لو كان موضوعا للجدل ، علينا أن نكون موضوعيين و نحصر الردود في المداخلة دون لي عنقها كي نلائم خطابا مكررا بلا نهاية ولا هدف .:music:
ثانيا : السيد ابراهيم يتحدث بثقة عن ايمان اينشتاين و علماء الطبيعة بالله ، هل هذا الايمان يشمل كل العلماء و علماء الطبيعة خصيصا ؟،وهل هؤلاء يؤمنون بإله بولس و نوح ؟. :asmurf:عندما نتحدث عن الإله علينا أن نتأكد أننا نتحدث عن نفس الإله . حسنا لا يوجد سوى أقل القليل من العلماء من يؤمن بإله بولس ، يؤمن قلة من العلماء الآن بنماذج أرقى من الآلهة مثل إله اينشتاين المنظم دون أن يكون خالقا هناك إله العلماء الكامن في المادة وليس له وجود منفصل ، عند هذه النقطة تتقدم الفلسفة و العلوم الحديثة لتعالج الموضوع بحكمتها ، فتتطور فكرة الإله في قوة الحياة Life Force و شهوة التطور Evolutionary Appetite .
أذهب أبعد من ذلك لأسأل السيد ابراهيم الذي لا يحب الكلام الفارغ فقط يحشو به مداخلاته:angry: .. هل تتحدث الكتب المقدسة عن نفس الإله ، هل تتحدث التوراة مثلا عن إله واحد ، الإجابة .. لا كبيرة أيضا ، إن تطور فكرة الله هو نفسه تطور الحياة العقلية للإنسان لتكون أرقى و أكثر نبلا .إن فكرة الله تقفز قفزا مدهشا في التوراة ومن ثم القرآن من إله نوح العنيف الهمجي المولع بالذبائح ، إلى إله أكثر رقيا هو إله ( أيوب ) المتحضر.، هذا الإله يستكمل تطوره و يرتقي إلى إله موسى، شهدت فكرة الله قفزة هائلة على يد يسوع الذي بشر بأن الألوهية هي شيء يمكن أن يتجسد في الإنسان و فيه هو بالذات ،و هكذا فالإنسان ليس في حاجة لإله خارجه ، إن هذه الفكرة هي الفرق الكبير بين العهد القديم و العهد الجديد .و لكن تلك الفكرة تم تدميرها بواسطة بطرس الذي قدم المسيح كمخلص للبشرية خلال تضحية جسدية ، وهكذا أعاد المسيحية إلى إله نوح العنيف مرة أخرى . يعد 600 سنة ظهر إله المسلمين المتعالي المجرد .فهل هؤلاء جميعا نقس الإله ؟. هل يؤمن اينشتين و علماء الطبيعة بهم جميعا رغم اختلافهم ؟.:what:
ثالثا : يرى السيد إبراهيم أن ربط الدين بالخوف هو كلام فاضي و أراه كلام مليان ، بل أرى أن انكار ذلك هو الكلام الفاضي .. لماذا ؟.:idea:
تمدنا علوم الأنثروبولوجيا و الميثولوجيا و علم الأديان المقارن بمجموعة جيدة و علمية عن تطور الأفكار و العقائد ، جميع الأديان البدائية تشابهت و ارتبطت بمخاوف الإنسان البدائي ، لقد آمن الإنسان قبل صعود المسيح على الصليب بألوف السنين فهل تراهم آمنوا نتيجة محاجات عقلية عميقة ،و هل تعتقد أن البشرية تغيرت جذريا خلال ال100 سنة الأخيرة و تناست 300000سنة أمضاها اٌلإنسان العاقل homo sapiens في الغابة .
لا يا ابراهيم .. إن الإنسان لا يؤمن بإله و يعتنق الأديان لأسباب عقلية و محاجات منطقية ،و لكنه يؤمن على خلفية عاطفية . وهناك أسباب متعددة لهذا الإيمان ، فمثلا يتعلم الإنسان منذ الصغر أنه لابد أن يؤمن بالله ليكون إنسانا طيبا يحبه المجتمع ،و أن الله سيساعده لو آمن به ،و أيضا سيعاقبه لو لم يفعل ، و أن الإيمان و التدين يجعلان الإنسان فاضلا ، هذه هي الفكرة إذا .. كلنا سنصبح أشرارا لو لم نؤمن بالمسيحية ( أو الإسلام ) ، كذلك يؤمن الناس بسبب الخوف .. الخوف من العالم و من المجهول ومن الانكسار و البؤس و أيضا الخوف من الموت . في مواجهة الخوف يشعر الإنسان بالحاجة إلى أخ أكبر يساعده و يحميه ، هذا الأخ لابد أن يكون بالغ القوة و يخصه بالحب و الرعاية ، كذلك لابد أن يكون قويا ليبطش بأعداء أصدقائه الأرضيين ، وهل الله الذي تؤمن به الأديان غير ذلك ؟.
إن الخوف هو أيضا الأب الشرعي للقسوة و العنف ، و نظرا لأن الخوف هو أساس الدين و أيضا منبع القسوة ، فالدين و القسوة توأمان و يسيران يدا بيد في هذا العالم .
حتى لا تتوه و تلف في سوالف و ذكريات هنا و هناك ، هذا ما رأيت أنه مغالطات في مداخلاتك معي .
1. الفينومينولوجيا التي تراها فلسفة ايمانية تلغي ماعداها ، هي نظام فلسفي مثل غيره من الأنظمة ، هذه الطريقة الفلسفية وظفت أحيانا و بشكل ضعيف جدا للتغلب على لا عقلانية الدين المسيحي خلال فكرة عزل الظاهرة عن أسبابها الخارجية أو حالتها خارج مدى الفعل الواعي المباشر ، هناك في المقابل فلسفات فينومينولوجية ملحدة كلية .
2 . افتراض أن العلماء مؤمنون بالدين المسيحي خطأ كبير ـ معظم العلماء لا دينيين و المؤمنون منهم يؤمنون بنماذج مغايرة للألوهية .
3 . الناس لا يؤمنون لمحاجات عقلية كما تعتقد بل لأسباب نفسية ،ولو اقتصر الأمر على المحاجات العقلية ما آمن العقلاء .
و السلام .:wr:
رغم انفلات عصبي تقع فيه كثيرا بلا ضرورة و لكنه يحررني من تحفظات أراعيها عند الحوار .:hii:
أشكرك أن اتحت لي هذه الفرصة و حمستني للحوارات الدينية التي لا أحبها و أراها غلسة و سخيفة و مضيعة للوقت و الجهد ،و لكني فعلت ذلك كنوع من النشاط العقلي و نفض الكسل .
بالطبع سيوافقني اللادينيون و سيعارضني الدينيون من محتلف الملل و المذاهب ، و لكن لا أعتقد ان احدا سيوافقك ان هذا كلام فارغ سوى من كان عقله فارغا .:lol::25: