اقتباس: العلماني كتب/كتبت
وهل اختلق "بولس"ديناً جديداً ؟
نعم بالفعل لقد اختلق بولس ديناً ليس له علاقة بما جاء به المسيح.... ولقد دارت محاورات ونقاشات عديدة بين المسيحيين أنفسهم قال فيها بولس:
ما قام المسيح [13].
v نبقى في خطايانا [17]. بدون القيامة لا يوجد دليل على قبول اللَّه الآب لذبيحة المسيح فدية عن خطايانا.
v يكون إيماننا باطلاً [14]. بدون القيامة لا موضع للإيمان ولا للرجاء.
v تكون كرازتنا باطلة [14]. بدون القيامة لا موضع للإنجيل بالكلية لأننا بهذا نعبد مسيحًا ميتًا. بدونها لا توجد أخبار سارة.
v نصير شهود زور للَّه [15].
v لا رجاء للأموات [18].
v نحيا في بؤسٍ [19].
يدل هذا الكلام أن جدالاُ كبيراً كان دائراً بين المسيحيين وبين الفكرة التي جاء بها بولس... وتبين أيضاً أن المسيحيين الأوائل لم يكونوا مؤمنين بألوهية المسيح عليه السلام...
هذا من ناحية...
ومن ناحية أخرى فإن الإله الذي سوقه بولس للمسيحيين كان إلهاً عاجزاً يحتاج لكذبات بولس حتى يزداد ص دقه...(راجع رسالة بولس لأهل رومية)... فهل هذا الإله يستحق أن يعبد؟؟؟
ثم أن الفكرة بمجملها شاذة عن بقية الرسالات السماوية ولا تتفق مع العقل والمنطق... فلم يحدث في تاريخ البشرية كلها أن بشر الأنبياء بأن الله سوف يرسل أبنه ليصلب كي يكفر عن خطايا البشر مع أنه أهم حدث في تاريخ البشرية... عدا عن كون الفكرة أساساً شاذة ومرفوضة عقلانياً...
اقتباس: العلماني كتب/كتبت
أمر آخر، ما يقوله "بولس الرسول" متناسق تمام التناسق مع "الأناجيل الأربعة" المعتمدة، وهذه الأخيرة وصلتنا منسوبة لتلميذين من تلاميذ المسيح (متى ويوحنا) وآخرين من "التابعين" (مرقس ولوقا).
"بولس" إذاً لم يكن وحده، وكرازته تكاملت مع كرازة الرسل الآخرين الكبار. فهل نستطيع أن نقول بأن "بولس" ابتدع ديناً جديداً؟
الأناجيل الأربعة لا تتقاطع نهائياً مع ما جاء به بولس... فلن تجد شيئاً واحداً يشير إلى فكرة الثالوث أو الفداء على الصليب... ولن تجد شيئاً واحداً يشير إلى أن الختان المقصود هو ختان روحي...
لا بد لنا أولاً أن نشير إلى الدعائم التي تقوم عليها المسيحية... إن الدين المسيحي الحالي قائم على فكرة صلب المسيح ليُكفِّر عن خطايا البشر التي ورثوها من آدم (ع). هذه الكفارة لا يقوم بها إلا معصوم، وليس هنالك أي بشر معصوم، لأنهم جميعًا قد ورثوا الخطيئة من آدم. لذا كان لا بد من أن يُضحّى بابن الله الوحيد. ومع الزمن توصلت مجامعهم إلى تأليه الروح القدس، فصار الإله له ثلاثة أقانيم، أي ثلاثة شخصيات.
هذا هو جوهر الديانة المسيحية الحالية...
لكن حين نظر للإنجيل بعين فاحصة سنجدها خالية من كلمة التثليث، ومن كلمة الثالوث، ومن كلمة الكفارة، ومن كلمة التجسد، ومن كلمة أقنوم أو أقانيم؛ وهي دعائم الدين المسيحي.
أما النصوص التي حاولوا ليّ أعناقها لتكون شاهدا على هذه العقائد، فلم ترد إلا في أحد الأناجيل، وهي تحتمل معانيّ عدّة... وأنا أستغرب حقاً كيف يمكن لأحد أن يؤمن بدعائم دينية لم ترد في أي كتاب.... أما النصوص التي تؤكد على توحيد الله تعالى، فنرى أنها تكررت في الأناجيلِ معظمِها. ولنأخذ أمثلة على ذلك.
وأود هنا أن أتوجه بسؤال... ما هي أهم الأمور المتعلقة بالدين؟؟؟
فهذا السؤال لابد وأنه طُرح على كل الأنبياء حتى يعرف الناس أركان هذا الدين... وإذا قمنا بدراسة الإنجيل بشكل شامل سنجد (متى) يقول:
أحد الناس سأل المسيح قائلا: «يَامُعَلِّمُ، مَا هِيَ الْوَصِيَّةُ الْعُظْمَى فِي الشَّرِيعَةِ؟» فَأَجَابَهُ: «أَحِبّ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَكُلِّ نَفْسِكَ وَكُلِّ فِكْرِكَ! هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الْعُظْمَى الأُولَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: أَحِبّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ! بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ تَتَعَلَّقُ الشَّرِيعَةُ وَكُتُبُ الأَنْبِيَاءِ! » متى (22: 37-41).
أما مرقس فقد روى نفس القصة: (مرقس: 12-28،31)
كما رواها لوقا في إنجيله: (لوقا 10: 25-28)
إذن، المسيح يؤكد على ما جاء في التوراة بكل وضوح. وقد أكّد التزامه بالتوراة في قوله:
"لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْغِيَ الشَّرِيعَةَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأُلْغِيَ، بَلْ لأُكَمِّلَ". (متى5: 17).
والمثال الثاني الذي بلغ من الوضوح الغاية وتكرر في الأناجيل هو حين سئل المسيح عن العمل الذي يدخل الجنة:
ويروي مرقس: "وَبَيْنَمَا كَانَ خَارِجاً إِلَى الطَّرِيقِ، أَسْرَعَ إِلَيْهِ رَجُلٌ وَجَثَا لَهُ يَسْأَلُهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» وَلكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي الصَّالِحَ؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ، وَهُوَ اللهُ . أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَقْتُلْ؛ لاَ تَزْنِ؛ لاَ تَسْرِقْ؛ لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ؛ لاَ تَظْلِمْ؛ أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ!» فَأَجَابَهُ قَائِلاً: «هَذِهِ كُلُّهَا عَمِلْتُ بِهَا مُنْذُ صِغَرِي» وَإِذْ نَظَرَ يَسُوعُ إِلَيْهِ، أَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ: «يَنْقُصُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اذْهَبْ، بِعْ كُلَّ مَا عِنْدَكَ، وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَعَالَ اتْبَعْنِي». (مرقس: 10: 17-22)
فالمسيح يقول أن الصالح هو واحد وهو الله تعالى... فمن أين جاءت فكرة التثليث المزعومة؟؟؟
هذه النصوص المتكررة الواضحة هي التي يوثق بها، وليس تلك النصوص التي ترد مرة واحدة، وتحتمل كل الوجوه.
والمثال الثالث المتكرر بكثرة بالغة هو وصف المسيح بأنه رسول الله، حيث بلغ ذلك في الأناجيل 32 مرة. وهذه بعض هذه النصوص:
1. َالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ هِيَ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقَّ ، وَالَّذِي أَرْسَلْتَهُ: يَسُوعَ الْمَسِيحَ (يوحنا 3:7)
2. مَنْ يَقْبَلْكُمْ، يَقْبَلْنِي؛ وَمَنْ يَقْبَلْنِي، يَقْبَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.(متى 10: 40)
3. وَمَنْ قَبِلَنِي، فَلاَ يَقْبَلُنِي أَنَا، بَلْ ذَاكَ الَّذِي أَرْسَلَنِي». (مرقص9: 37)
4. «لاَبُدَّ لِي مِنْ أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخْرَى أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ، لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». وَمَضَى يُبَشِّرُ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِيَّةِ(لوقا4: 44).
5. «أَيُّ مَنْ قَبِلَ بِاسْمِي هَذَا الْوَلَدَ الصَّغِيرَ، فَقَدْ قَبِلَنِي؛ وَمَنْ قَبِلَنِي، يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي.» (لوقا9: 48).
6. مَنْ يَسْمَعْ لَكُمْ يَسْمَعْ لِي، وَمَنْ يَرْفُضْكُمْ يَرْفُضْنِي؛ وَمَنْ يَرْفُضْنِي يَرْفُضِ الَّذِي أَرْسَلَنِي!»(لوقا10: 16).
7. وَمَنْ لاَ يُكْرِمِ الاِبْنَ لاَ يُكْرِمِ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.(يوحنا5: 20-23)
8. الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ(يوحنا5: 24).
فهل بقي بعد هذا كله أي مجال للحديث عن عقيدة لا أثر لها في الأناجيل؟؟؟؟
اقتباس: العلماني كتب/كتبت
"خالد وعمر" أصحاب سيف ودولة، "بولس" صاحب "كلمة ورأي".
واسلم لي
العلماني
لبولس تاريخ شنيع في اضطهاد المسيحيين...
مع تحياتي
:redrose: