رياض الصالحين...

عبد الفتاح افندي رجل مهيب بلحية بيضاء وقورة, و عمامة مهولة لونشرت لكانت شراعا لمركب صغير ,يحمل سبحة طويلة من ذوات التسع و تسعين حبة يمسكها بكلتا يدية بحرص و تقوى شديدين , ثوبه قصير مشمور يظهر بوضوع عظم نهاية الساق الناتىء. و كل تلك شعارات تصرخ بوجه من يراه محذرة من مذهبة.يتكلم بهدوء و بطىء و لم يكن يلقي بالا الى الرذاذ الكثيف الذي يرطب به حديثة ووجة محدثة. عبد الفتاح افندي كثير التصدق بالأموال وكثير الحديث عن مقدار ما تصدق به في كل مجلس له و لكنه كان يختم حديثة بعبارة" أما بنعمة ربك فحدث" كي لا يساء فهمه.

نقطة ضعف عبد الفتاح أفندي ابنه انس . انس هذا حمار بكل معنى الكلمة , و عبد الفتاح نفسه يعترف بحمرنة ابنه و كسله في المدرسة و بالأضافة الى الكسل و الحمرنة كان كثير الحركة لا ينتقل من مكانه الا ليحطم أناءا أو كأسا أو يقلب منضدة أو كرسي, و كان ابوة السيد عبد الفتاح أفندي يطبق علية الحديث الشريف " أضربوهم عليها " بكل حذافيرة و بكل سرور وأيضا , فقد كان انس يتلقى عدة مقارع مؤلمه قبل كل فرض و نافلة , مما جعلة يختلق الأعذار الكثيرة قبل كل صلاة اما صوت المؤذن فكان يطلق في جسد انس موجة أدرنالين تنفخ اوداجة أستعدادا لمقرعة ابيه.

عندما جاء عبد الفتاح افندي يزورنا و هو بهندامة ووقار لحيته و هدوء حديثه , مثلا أعلى عندي و عند أبي, فقد كنت انسلخ عن طفولتي و أصطنع وقار العلماء و أجبر نفسي على الأنصات, و اصبر على كل الرذاذ المتناثر ليظن عبد الفتاح بأني نعم الرجل. أما عند الصلاة فكنت أشد قامتي و احسن هيئتي و اطيل السجود و أرفع صوتي بالتكبير لألفت نظرة أو لأدخل في منافسة مع أنس الذي لا يكاد يهدأ و ربما حك رأسة و جبينه و هرش ضهرة عدة مرات في الركعة الواحدة.

كان يربت عبد الفتاح أفندي على كتفي عدة مرات و يخصني بكلمات أطراء يثلج بها صدري بعد كل جلسة استماع أتسمر فيها امامه مسلما وجهي لرذاذة الرطب و موعظته الطويله , و قد تجرأت في أحدى المرات بعد هزني حديثة من فوائد كتاب رياض الصالحين فطلبت ان استعيره من مكتبته العامرة الضخمة , ابتسم في وجهي و نظر الى والدي متمتما:
- ما شاء الله اللهم قر به عينا.

ثم حول كلامه ألي:
- تعال غدا بعد صلاة العصر.

كان يوما مشهودا ... حرصت على لبس انظف ما عندي الرداء , الأبيض الطويل الذي يظهر عظم نهاية الساق الناتىء و سبحة صغيرة كاتمة للصوت و قبعة بيضاء مشغولة , و تقطيب على الوجه أقرب الى العبوس الجاد. انطلقت الى بيت عبد الفتاح افندي بعد أن صليت العصر في البيت . لم يكن عبد الفتاح في المنزل , أستقبلني أنس و أدخلني الى المكتبة الضخمة التي تطوق الغرفة من ثلاثة جهات بالكتب المنضدة في مكتبة خشبية ضخمة . جلست و أنا أنتقل بصري على الكتب المجلدة بعناية و احاول قراءة خطوطها العريضة المذهبة . فوجئت بأنس يخطف طاقيتي المشغولة و يركض هاربا في أنحاء الغرفة خفت على هيبتي التي نقصت طاقية , و طلبت منه أن يعيدها و لكنه رفض هازءا مستفزا هجمت عليه ففر من أمامي وقد اصطدم بزهرية كبيرة فسقطت على الأرض وقد ملئت المكان بشظاياها الكثيره , لم يهتم انس للأمر و استمر في أثارتي ممسكا بطاقيتي ملوحا بها, عاودت الهجوم و قبضت عليه هذة المرة و لكنه سرعان ما قذف الطاقية من يدة فأستقرت على ظهر المكتبة العالية.

و ضعت كرسيا و صعدت فوقه محاولا استرجاع طاقيتي و لكنها كانت ابعد منالا فأستعنت بعدة اجزاء من كتاب خزانة الأدب و لكن الأمر لم ينفع حتى و ضعت سبعة أجزاء أضافية من تاريخ ابن الأثير , تشبثت برؤؤس اصابعي بطرف المكتيه العلوي و جذبت جسدي الى أعلى , صعدت على ظهر المكتبة و جلست فوقها ثم تناولت طاقيتي و سويتها فوق رأسي فيما كان أنس يبعد الكرسي بعيدا عن متناولي و يخرج ليفتح الباب لوالدة.

عندما دخل عبد الفتاح أفندي ووجد أزهارة و كتبه مبعثرة في أرجاء الغرفة و أنا معلقا على ظهر مكتبته بكامل قيافتي , أسرع نحوي و جذبني الى اسفل و قد هرب الوقار من لحيته و فر الهدوء من حديثه و صرخ في وجهي مطلقا حمولة ضخمة من الرذاذ:
ماذا تفعل هنا يا ابن .....
.قلت له بهدوء ووقار يناسب العلماء:

و الله ياسيدي كنت أبحث عن كتاب رياض الصالحين.

لا تقل لي انك من احفاد سلمان رشدي:97:


يا ويلي .............................
صارت موضة
انا اذا بدك بكرة بالف قصة تناسبك وبحطها هون شو يعني خايف منك :flam::angry::angry::angry:

قصة دافئة وأليفة ولها نكهة ذكريات عبقة

هي جميلة حتما

محبتي

اسمحلي أقول لك مبروك على الأسم
الجديد..استشهادي المستقبل يبدو اسم اكثر جهادية من مجرد عدو للمشركين..و الظاهر انك طيب القلب الى درجة كبيرة جدا ياسيدي حتى يستطيع شخص أسمة ايبلا أن يأكل بعقلك "بقلاوة"و يقنعك بتغييره لمجرد أن ابدل كاف المشركين بقاف حمراء.و أرجو أن لا تبدل آرائك بنفس السرعة لأنه كما لا يخفى عليك يوجد في هذا الموقع مجموعة من الملاحدة الملاعين يمتلكون كلاما علية طلاوة و بمذاق الحلاوة مما يجعل ذوي القلوب الطيبة يضعفون أمامة فأنصحك بالأنتباه الشديد.

و"الأستشهادي" حالة نفسية معقدة و ليست حالة جهادية و حتى نعرف السبب يستوجب دراسة كل حالة على حدى لمعرفة دافعها "الأستشهادي"و أعتقد أن الأستشهاد بذاته و تحرير الأرض ليست من الأسباب الدافعة للأنتحار.
مودتي أليك أيها الأستشهادي الهمام..

العزيز كامل..

اشكر أهتمامك يا سيدي..و أظنني نجحت في نقل دفىء الماضي و لكني فشلت في تصوير برودة الحاضر..

مودتي

اقتباس
________________________________________
و الظاهر انك طيب القلب الى درجة كبيرة جدا ياسيدي حتى يستطيع شخص أسمة ايبلا أن يأكل بعقلك "بقلاوة"و يقنعك بتغييره لمجرد أن ابدل كاف المشركين بقاف حمراء
________________________________________-
نعم انا طيب القلب شكرا لك
واليس ايبلا وحده هو الذي طلب مني تغيير اسمي
بل عدة زملاء وكانوا يشتمون احيانا ويسبون
وانا استجبت لهم لاثبت حسن نية والتزاما بتعاليم ديني التي تدعوا الى التلطف في الدعوة
والرفق واللين وليس كما يتهمها بعض اعدائها
انا لست عدوا للنصارى او لليهود او للملحدين
نحن نتناقش ونعرض افكارنا
انا عدوي الوحيد الان هم الصهاينة في فلسطين
والامريكيون الخبثاء في العراق

وانا اشهد امام الجميع والحاضر يعلم الغايب
اني اوجه تحية للجميع في هذا النادي
واحلى هدية :hony: للكل سلااااااااام(f)

قصة رائعة تذكرني بكتابات المازني والحكيم.
(f)


ثانياً: :cool:

[QUOTE]حتى يستطيع شخص أسمة ايبلا أن يأكل بعقلك "بقلاوة"و يقنعك بتغييره لمجرد أن ابدل كاف المشركين بقاف حمراء.

:rolleyes:

:what:

أنت مخطئ كثيراً ...


























أنا لاأحب الحلاوة
:lol2:

بالمناسبة، هل تعرف ما هو ال ( جغل)؟

اقتباس:  استشهادي المستقبل   كتب/كتبت

واليس ايبلا وحده هو الذي طلب مني تغيير اسمي

:?:
أين طلبت منك ذلك؟
ما طول عمري المديد باقول: أنت لست عدوا لأحد لأنه لا وجود للمشركين.

:saint: