بعد قراءتي لرد الزميلة مريم انفتحت نفسي لكتابة المزيد من الردود

اقتباس:هل يمكن أن تنكر الحماقة الكبيرة التي وقع بها جراء غزو الكويت. لا أشك بأنها فخ جرجر إليه، و بوقت كانت تخرج بها الجيوش الامريكية من المانيا الشرقية، أوجد لها صدام عملا بالخليج، و سلم بحماقته مفاتيح بترول الخليج للغرب.

طيب هذه الحرب انتهت في شتاء 1991 فماذا بقيت تفعل القوات الامريكية للآن ولماذا لم تصرف هذه الدول تلك القوات من أراضيها

ما شاء الله يعني الخليج كان مستقل ويملك قراره قبل 1990
القواعد الأمريكية في الخليج موجودة منذ الستينات يا زميل أنت تكذب الكذبة وتصدقها

اقتباس:كيف كان صمود هذا الجيش العقائدي. هل ما زال أحد يفتخر بأنه سادس جيش بالعالم؟

يا للعار هل تعاير الجيش الذي حمالك في 1973 بل وحمى بلدك وشعبك في 2003 بالمقاومة التي فجرها والتي حالت دون توسع المشروع الأمريكي وانثنائه إلى دول أخرى بعد ان كانت يقال ان سوريا هي الهدف

هذا الجيش الذي لا يعجبك هو الذي استنقذ 27% من فلسطين في حرب 1948 فيما يعرف الآن بالضفة الغربية في حين ان الجيوش العربية الأخرى كان أداؤها مخزيا إلى أبعد حد.

هل كنت تريد من الجيش العراقي أن يدخل في حرب تقليدية يتحصن فيها بالمدن مع الأمريكان وينتصر هو اختار طريق المقاومة الشعبية وكل المحللين العسكريين الآن يشهدون له بالعبقرية وكفاءة الأداء.

ألا تعرف أن أمريكا تتوسل الآن للمقاومة التي يمثل هذا الجيش فيها العمود الفقري كي تفاوضه

يعجبني اسلوب جعفر علي ، هلوساته هي هلوسات مشروعه و تكفلها كل الاعراف الدوليه .

تحياتي لجعفر علي و لحسان المعري (f)

أولا أرجو أن لا يقتصر تصنيف كل من يتطرق للموضوع بكونه مع صدام أو مع أمريكا

أن عبرت عن رأيي بصدام أنه يستحق الشنق، لا يعني أني أصفق لبوش. و لست مجبرا أن أكون محاميا عن بوش و بلير أن أحببت أن أقول رأيي المنطقي.


كل منهم أسوء من الأخر، و أسوء منهم الخميني و أزياله.

ربما الفرق أن صدام يعمل لنفسه و اسمه بينما بوش يعمل لمصلحة بلده.


لا شك أن بوش لم يدفع بجنوده بالعراق من أجل خاطر العراقيين. و كل الحركات الأمريكية بالمنطقة ليس لها سوى هدف أساسي واحد و هو وضع اليد على مصادر البترول.

بالنسبة لصدام.

عذرا أن كانت عبارتي قد نرفزت السيد تندر. ولكن يا سيدي الكريم ليس باتهامي بالكاذب و عدم الفهم و النفسية المريضة و غيرها من العبارات التي تعودنا عليها من حكامك و جلاديك، ليس بهذا ستصل إلى اثبات أنك صادق و محق.

بما يخص حرب العراق ـ أيران، لم أكن متواجد شخصيا عند أول رصاصة حتى اشهد لك أن من هو البادئ بهذه الحرب، أن كنتَ مقتنعا بأن الإيرانين هم من فتح الحرب، فأبقى عند قناعتك، لن أبذل مجهودا بإقناعك العكس، بيننا التاريخ. و لا داعي لأن تتهمني بالكذاب، و لا من يحزنون، فهذا ليس من اكتشافي.

و الف مبروك لصدامك بطل الصمود و التصدي و غيراها من العبارات التي تعودنا عليها، منه و من باقي الحكام العرب.

ولكن بجميع الأحوال تبقى هذه الحرب حرب صدام، التي استنفذ بها مجهود بلده، و مات بها من مات، ربما تعرف عددهم أكثر مني. و النتيجة تعادل تحت الصفر.

بالحقيقة، خسرت أيران و خسر العراق، مات أحفاد الفرس و أحفاد القادسية، و امتلأت جيوب تجار السلاح.

و لا مجال للفخر من هذه الحرب، سواء أكان صدام هو المعتدي ـ و هي قناعتي ـ أو المعتدى عليه.


و لكن الغباء الذي لا أرى كيف يمكنك أن تدافع عنه، هو غزو الكويت.

لا أدري أين هي مصلحة العراق بغزو الكويت، التفسير الأكثر ترجيحاً أن صدام بعد أن خذلته حربه مع أيران، استضعف الكويت بحركته الجاهلة و التي لم تكن أكثر من صك لإيقاع المنطقة بين براثن الثلعب الأمريكي.

نعم الثعلب الأمريكي استدرجه للدخول إلى الكويت لكي يجد عملا لجنوده الخارجين لتوهم من ألمانيا، و الاهم من أجل السيطرة على المنطقة.

من ينظر للأمر بشكل سطحي يرى بالفعل أن صدام حاول منع سقوط بلاده بيد الثعلب الأمريكي، و لكنه بتصرفاته الحمقاء كان يأتي بنتيجة معاكسة لما يحاول أيهام الشارع بها.

و النتيجة أمرين
ـ أما أنه خائن و متواطئ.
ـ أو و هو الأرجح، أنه غبي و جاهل و لا يستحق المنصب الذي يتبوؤه و يدفع العراقيين ثمنه من أرواحهم و ثرواتهم. و يزلزل المنطقة بأكملها.

ألم يكن بيده أن ينسحب بشرف عندما أحس بالفخ الذي وقع به؟ و لكنه فضل أن تتدمر بلده و لا يعترف بخطئه، و لا تتأثر عزته و كرامته.



الشيء الوضح أن أمريكا و خلفائها لم يسارعوا لأنقاذ "التوتو" الكويتي من براثن الوحش العراقي. و لولا بترول الخليج لما تحركت بهم شعرة.

و خلال حرب الخليج الأولى كان بإمكانهم الإطاحة بصدام، و لم يفعلوها. فقط ليبقى لديهم مبرر للبقاء بالخليج.

و الأهبل صدام حقق لهم كل رغباتهم بعنفوانه الجاهلي. و بدأ يهدد بفواتيشه الفارغة و بسلاحه النووي.


أسطورة اسلحة الدمار الشامل التي احتج بها بوش و ثعالبه لاحتلال العراق، اين لهم بها لو لم يعطيهم صدام المبررات.


بالفعل كانوا يبحثون عن أي حجة لاحتلال العراق. لو كان برأس صدام ذرة من الذكاء لما أعطاهم الفرصة. لكنه لا يقبل سوى بالبقاء عاليا حتى سقط دفعة واحدة.

كل هذا لا يبرر لأمريكا ما أقدمت عليه، و لا دفاعا عنها، بوش بحث عن مصالح بلده قبل كل شيء، هذا أمر لا يسرني و لا افتخر به. و لكن لن أقبل الرضوخ لمن سهل لهم هذه المهمة.





و الأن تأتون لتقنعوني أنه بفضل جيوش صدام نجت دمشق من براثن الاحتلال الإسرائيلي.
أن دلت هذه الحجة على شيء، فهي تدل أن مطلقاها لا يذهب تفكيره أبعد من أنفه.

أي شخص يحسبها بعقل يمكنه أن يستنتج بأنه لا توجد أي مصحلة استراتيجية لإسرائيل كي تحتل دمشق، الأمر الواضح وضوح الشمس أن إسرائيل خططت للسيطرة على مرتفعات الجولان، أولا لتضع يدها على مصادر المياه و ثانيا لتحمي ظهرها، ها هي بعد عشرات السنين تحافظ على نفس الاستراتيجية.
لو كان لها مصلحة باحتلال دمشق لما أوقفها عن ذلك لا جيوش صدام و لا من يحزون. كفانا تفكير رواد المقاهي. و رجاءً لا تأتوني بشاعر و لا أديب لكي يقنعني أن الجيش العراقي هو من حمى دمشق من الوقوع ببراثن الاحتلال. رجأً يعني بجد.




عزيزتي مريم،

أكن لك كل مودة و احترام، صدقاً و رغم اختلافنا بالرأي حول هذه النقطة. معليش سامحيني، أوافقك بأمور كثيرة أخرى.

و بما يخص الكلام عن ضحايا صدام و حكمه.
هل كل ما سمعناه عن ضحايا حكمه و مخابراته، و كل ما رأيناه من صور عن مقابره الجماعية و سجونه، هل هذا مجرد إشاعات مغرضة؟

هل تم فبركة صور مجازر الأكراد بستدوهات هوليوود؟.

تعرفين تماما عن أي ضحايا أتحدث،

يا فرحتي بالعزة و الكرامة بينما البطون فارغة و الأطفال تموت من غياب الدواء.

لا تقولوا لي الحق على من حاصر العراق،،،، أبحثوا عن السبب الحقيقي.

عن الشخص الذي سبب هذا الحصار و لماذا. من أجل العزة و الكرامة.... و لكن عزة مين و كرامة مين،،، أنها عزة صدام وحاشيته هي ما بحث عنها حتى ولو مات شعبه من الجوع.

بالله عليك هل تستطيعي أن تقنعيني أن رجل الشارع العراقي كان يعيش بعزة و كرامة و لسانه مربط و جيبه فارغ و معدته خاوية و قلبه مقطوع خوفا من المخابرات و أحبائه بخبر كان. بينما ينعم جلاده و حاشية هذا الجلاد بالقصور الفخمة، و بالعزة و الكرامة.

ألم يكن الشعب العراقي بمجمله عبيدا يجسد تحت أقدام الـ "رئيس". و جيرانهم الذين يتمتعون بنفس الثروات لهم واحد من أعلى المداخيل القومية.


أراكم بخير، و كل عزة و كرامة و أنتم سالمين.

محمد السوري.

(f)
محمد السوري .. لرأيك .

اقتباس:  إبراهيم   كتب/كتبت  
 
مشتاق يا حسان أن أسمع ردك على الدكتور محمد بهدوء وترد على نقاطه وبعيد عن أي كلام مثل الصهاينة ولكن في التجاوب مع النقاط التي طرحها وهي فعلا نقاط أجد فيها جوانب إقناع لا يستهان بها. سأتابع ردك على الدكتور محمد. ألف شكر.

He is really making excellent points and I am dying to know how you really feel about  his side of the story.

(f)

حاضر يا إبراهيم ، هذا إن تكرم الدكتور علي ببعض النقاط حتى أناقشه على أرضية (( معلوماتية )) بعيدا عن الإنفعالية وترداد الصدى ..
أريد من الدكتور محمد أن يفرد لنا بقدر ما يستطيع الجرائم التي فعلها صدام ، ودور الآخرين في هذه الجرائم .
وألفت نظر الدكتور محمد إلى أمور أحب أن ينطلق منها :
- لست معنيا بتصنيف أحد إلا من يصنف ذاته ..
- لست أرى صدام حسين ملاك ، وعبرت مرارا عن موقفي منه ومن دكتاتوريته ودمويته التي لا يستطيع أحد إنكارها .
- لم أكن يوما صداميا ولا مهادنا ولا مواليا لأي زعيم عربي ، بل سأدعي بكل تبجح بأنني وقفت موقفا مناهضا للمعارضة السورية التي كانت في العراق مستنكرا هروبا من مستبد ولجوئهم لمستبد آخر ،وكلفني هذا الموقف ثمنا غاليا لو تعلم .

مع بالغ التحية للجميع

(f)

اولاً تحية للجميع ، وتحية خاصة للاخت مريم التي أماطت اللثام عن موضوع كُتب في زمان ما يغلب عليه الطابع الأدبي الرمزي وليس موضوعاً اكاديمياً قابلاً للنقاش فمن طبيعة الكتابة الأدبية أنها لا تلتزم بالمنهج العلمي ، الذي لو طبقناه هنا في هذه المقالات التي كُتبت منذ مدة طويلة لتهاوى أمام بعض الطقوس

وللاخ محمد السوري ــ والشكر للسفارة البريطانية التي لم تمنحني تأشيرة الدخول ــ أجد نفسي مطالباً بالمناقشة ، وأرجو أن تضع نصب عينيك انني لم أكن صدامياً بل كنت من القلة القليلة التي كانت تهاجم صدام حتى اليوم الذي دخل فيه الاحتلال ، ثم ملت قليلاً للحياد ، ومن ماجرى بعد ذلك سواءاً على ايدي الاحتلال ، او على ايدي المرتزقة الذين حكموا العراق وجعلوه وهذه ليست جملة ادبية بل هي حقيقة دامغة جعلوا العراق البلد الاول في الفساد وقلة الامن والنهب وباقي اعمال الرذيلة أصبحت أرى الأمور من منظار مختلف سيما وإن فرحة الحكم باعدام صدام عند البعض توازيها غصة اكبر على عراق ضاع ولن يرجع ولن يرجع ولن يرجع

اعود لمقالات اخرى باسلوب ادبي سألصقها بعد هذه الكلمات ، أن نظرتك ونظرة الكثيرين ستتغير رأساً على عقب لو إنتصر ، أما وقد هزم على ايدي الاحتلال وأذنابه فلن أتوقع الا الصاق ما هب وطاب من مخازي وجرائم وبلاوي وإالصاقها بالمهزوم ، وهذا ديدن البشرية

اكرر انا لم ولن انفي بل أوكد على ان صدام كان دموياً ودكتاتورياً و ، و ، و ........... وحتى هذه يمكن مناقشتها من منظور التاريخ والتغيرات والفلسفة التي كان يقوم عليها العالم آنذاك


هذه هي المقالة الادبية ، ولكنها تحمل حقيقة لا يمكن انكارها


...................................

للتذكير مرة أخرى ، أن ما كَتب سابقاً كان وليد تاريخه وأحداثه وسياقه الزمني ولا أكثر

وها هي سويلة تنتفض من "كفنها" لتتناول عشاءها الأخير ، قبل أن يقتلوها مرة أخرى


....................

هاأنذا في المقعد خلف سائق الحافلة مباشرة ، الموعد كان محدداً وبدقة ، والمدعوون هم زملاء من دول العالم الثالث التي لا تعرف موعداً الموعد ، وكعادتي الخبيثة أنني أورخ مشاهداتي وملاحظتي في مختلف الدول التي زرتها برؤوس أقلام ضاحكاً على نفسي بأنني سأكمل أقلامها عندما يحين الموعد ، ولغاية ألان لم تكتمل لي حكاية برغم أن دفاتر رؤوس الأقلام هي اكبر من رواية

أحاول جاهداً ولاهثاً أن أستجمع ما يمكن جمعه من تلك التجربة الرهيبة التي مرت بي قبل أسبوع بالتمام ، هي تجربة لم تدم إلا لحظات قصيرة لكن مئات الدفاتر والافلام تعجز عن الإلمام بكل خفاياها الظاهرة

هناك أعمار كاملة تستطيع أن تؤرخها بصفحة واحدة وتكون هذه الصفحة مملة ، وهناك لحظات لا يستطيع عمرك كله أن يكمل منها سطر البداية

كان يمكن أن اكتب بلا نهاية عن هذه العلاقة الشاذة التي جمعتني مع تلك الألمانية من أصل تايلندي ذات التسعة عشر ربيعاً ووسع الأفق "أنوثة طاغية"

كانت معرفة عابرة بأحد المطاعم التايلندية في برلين الغربية ــ أيام كان هناك اتجاهات شرق وغرب ــ ومع كل وجبة عشاء كانت تكبر في داخلي وداخلها وجبات أخرى مستترة ، وكان مما ليس منه بد ، والموعد محدد بغرفتي رقم 711 بفندق ايبيس ، والساعة السابعة من مساء السبت ، وكانت صحراء كبرى لا ترويها مياه العالم وكنت امازوناً

منذ الصباح الباكر من ذاك اليوم وأنا ابحث عن كل فوضى بهذه الغرفة التي ستكون مسرحاً جمهورها الوحيد هو "الشيطان" ، أطارد كل ذرة غبار ، أتتفقد درجة حرارة مياه الحمام ، أعيد وضع باقة الورد ، وملاءات السرير غيرتها عدة مرات لتتناسب مع جلال المناسبة ، وتدربت على فتح أكثر من زجاجة شمبانيا ، ثم أعيد الكرة مع كل خفقة .

مع كل عملية ترتيب ، كانت تدب هناك فوضى في مشاعري ، وبدأت معركة حامية بين " الأخلاق ومورثها وبين الرغبة الجامحة" ، بتواتر تزايد الترتيب كانت تتزايد الفوضى بحواسي وكياني

بتوقيت "الموعد" إلا خمسة عشر دقيقة ، كنت اهرب ليس بالمصعد ولكن على السلّم ، لزيادة اللهاث ، ركبت المترو ولآخر محطة عند بحيرة "فانزي" ، نعم هكذا هربت

لا زلت لغاية ألان مشوشا ، ولم استطع الحسم هل "انتصرت" أم "هزمت" ، تتزايد هذه الوشوشة مع كل شعرة بيضاء تنبت ، وشعور ضمآن لا ينساب الماء أمامه زلال

قطع حبل أفكاري ورؤوس أقلامي ، ذاك الدليل السياحي الذي سيأخذنا في رحلة لمختلف معالم برلين الأثرية ، هنا جرت معركة ، وهناك تدمرت كل المباني ، هذا الشارع شهد حرباً ضروساً ، تدمر من المدينة 75% من مبانيها ( هذا الرقم تُعززه أرقام في كتيب تم توزيعه علينا" ، استمرت الرحلة بهذا المنوال ، الوجبة الدسمة والهدف الأساسي لم يأتي بعد ، كنت اعرف مسبقاً ما هو ، انه مكان يقال انه جرت فيه عمليات إبادة لليهود ، وصلنا المبنى الذي لم يشهد أية عملية ترميم ، وكانت أرضيته متقادمة عليها شيئاً من السواد قيل لنا انه أثار دماء يهود

أنا لم تستهويني هذه الدبلجة ولذا فأفكاري ذهبت صوب "كاتي التايلندية" ، وعدنا الأدراج ، لحظي جلس الدليل بجانبي على المقعد ، أخذ يسؤالي عن الانطباع حول ما رأيت ، قلت له بلغة الواثق " هتلر شخص عظيم قلما تنجب البشرية مثله"

انتفض وتغير لون وجهه ، وبدأ نقاش حاد حول هتلر ، يقول انه هو من تسبب بمقتل عشرات الملايين وتدمير بلدان وإبادة اليهود ،و ، و ،و .....

رددت عليه ، بأن هتلر هو نتاج المجتمع الألماني ، وهو نتاج معاهدة الذل ، ووصل بانتخابات ديموقراطية لسدة الحكم ، و ،و ، و .....

احتدم النقاش ، استراح باقي الفريق ، حتى أن الكولومبية بدأت برقص السامبا في مؤخرة الحافلة ، وهذا الدليل صب جام فكره لكي يقنعني أن هتلر سفاح مجرم و باقي الصفات المعهودة

أخيرا وصلنا إلى الفندق ، وهممنا بالنزول ، قام من مقعده وبكل لطف استأذن وقال لقد انتهى عملي ولكن إن كنت تملك وقتاً أن انزل معك نحتسي فنجان قهوة في بهو الفندق ونكمل الحديث ، أجبته على الرحب والسعة

أعدنا المعركة من جديد بكل تفاصيلها السابقة ، ولم يسجل أحدنا انتصاراً

سألته أن يجيبني بكل صراحة لماذا تكرهون هتلر؟ أجاب ، لأنه كان سبباً في تدمير ألمانيا ، وإنه لا يوجد بلد في العالم تحتله أربع دول كبرى منذ أربعين عاماً إلا ألمانيا ، ولا يوجد بلد عليه قيود عسكرية إلا ألمانيا ، وعدد الكثير

طلبته بشكل أوضح ، هل لوانتصرت ألمانيا ، وكان العالم كله الآن تحت رحمتها ، هل كنت ستكره هتلر؟

اقسم بالله انه تلعثم ، ولم يجب .

انتم لا تكرهون هتلر انتم تكرهون "خسارة هتلر" ، وهذا ليس ديدنكم لوحدكم ، هذا ديدن البشرية ومنذ نشوء مجتمعاتها وصراعاتها ، تقدس المنتصر وتغفر له كل جرائمه ولا تذكرها وتعظم فقط انتصاراته ، وتكره المنهزم وتعظم زلاته حتى ولو كانت عادية وتجعل منها مثالب ومخازي ليس لأنها كذلك بل لأنه "انهزم" ، راجع التاريخ كله وستجد أن التاريخ لا يحتفظ إلا بانتصارات العظماء ولا يحفل بأعمالهم الأخرى

شرب قهوته ، وأظن انه استوعب ما قلته له ، صافحني بحرارة ومضى

هذه هي الحال

وهذا هو حال سويله

واقسم بربي انه لو انتصر ، لكانت مخازيه التي يتشدق بها المتشدقون الآن لكانت أفعالا عظام

ولرأيت نفس الجموع تهتف

بالروح بالدم نفديكِ يا سويلة

والله من وراء القصد

محبتي أبا الجعافير ..
يمكن قراءة ردك هذا على أنه محض عاطفة ومقالة انطباعية .. وليكن ، لسنا حجارة ..
تذكرت سويلة وكنت أفكر في طرح هذا السؤال على الزملاء : ماذا لو انتصر صدام ؟!

مع ذلك ، لتسمح لي أن أتناول الموضوع مع الدكتور محمد من وجهة نظر مختلفة ..
مش كتير ..

بس مختلفة

بانتظار الدكتور

ولك كل الحب
(f)

جعفر على .................. :97:



من أين تأتيك الفصاحة كلها......وأنا يتوه على فمي التعبير ؟

الأعزاء

تحية و بعد

ما قلته أعلاه ليس سوى رأي شخصي مبني على تتبع الأحداث و تحليلها بمنطقي.

لست أكثر من مواطن عربي عادي خرج من بلاده منذ أكثر من ربع قرن. تفتحت عيونه و مازل لسانه مربوط و أشكر الله و بيل غيت و شلته بأنهم أنعمو علينا بالأنترنيت كي نخربش عليها.

أعترف أني لست رجل تاريخ و لا سجلات، ولست ذلك الشخص الذي قضى عمره و هو يجمّع الأدلة لكي يدن هذا الرجل.

و العراق ليس همي الوحيد بهذه الدنيا.

علما أن رأيي لم أطلقه هكذا جزافا بل يشاركني به الملايين.

أخشى أن أضفت على ما ذكرته أعلاه أن يدخل ضمن التكرار الممل. فأعذرونا.

بالنسبة لمسؤولية صدام بحرب العراق، ما أعتقده ليس أكثر من تتبع الأحداث التي عشتها و تلقيتها عبر وسائل الأعلام المتوفرة ساعتها. ليس فقط الأعلام الحكومي، و هذا لا ينفي أن هذا الأعلام موجه.. فلست غبيا لهذه الدرجة ربما أكون على خطأ. و من يدري ربما أغير رأيي يوما ما.


و لكن هذا لن يكون سهلا، لأن مسؤولية الرجل الدامي أصحاب الحروب التي لا تتوقف هو أمر غير مستغرب. صدام حسين بطبعه حربجي، و الدليل أنه لم يخلع البزلة العسكرية لآخر لحظة عكس باقي حكام العالم الذين ـ مع الكثير من الاستثناءات ـ الذين خرجوا من صفوف الجيش ليتسلموا السلطة.

هذا أمر منطقي، لأن رئيس الدولة له مسؤولية مدنية قيادية تغلب على مسؤوليته الحربجية.

و لكن صدام حسين ولد ليحارب، و عاش ليحارب ، و هاهو يسقط بحرب.

لذا لا غرابة من مسؤليته بحربه ضد أيران.

الدليل القطعي، بيد المؤرخين.

وقد ينقرض الشرق الأوسط قبل أن نصل لهذه الحقيقة.

و بجميع الأحوال ليس باتهامنا بالكذب و باستعمال الشتائم سيصل أي كان لإيضاح الحقيقة.

من ناحية أخرى توقيت الحرب كان بفترة بالكاد تخرج منها أيران الخميني من ثورتها، و لم تبني بعد قوتها. نقطعة الضعف هذه تستبعد الدور البادئ لأيران بالحرب، و تشير أن صدام حاول أن يستغل نقطة الضعف هذه بنظام بالكاد يستغني عن حفاضاته. و رغم ذلك باء بالفشل و لم يحقق النصر المرتقب.

و حتى يستعيد "عزته و كرامته" دخل بحرب الكويت قبل أن تلـتئم جروح حربه مع أيران.


يريد العزيز حسان أن أفرد له الجرائم التي فعلها صدام.

شو بدك أسرد لأسرد. لسنا هنا بموقف لنعيد محاكمته.

و لكنك تقول بعظمة لسانك عنه أن دكتاتور و دموي و مستبد.

ألا يكفي هذا؟

من منى لا يعرف أو لم يسمع كيف صفّى صدام رفاق دربه حتى يخلوا له الطريق، و كيف حافظ على سياسية التصفية هذه لكل من تجرأ أن يلمح له و لو من بعيد بمخالفة رأييه.

يعني عمل من نفسه رب لا يخطئ و لا يقال له لا.

التقتيل لمجرد المخالفة بالرأي أليست أجراما؟؟؟ ربما بالقوانين العربية الجواب سيأتي بالنفي.

طيب

حالة الفقر التي وصل لها أهل العراق رغم ثروات البلد الهائلة. كيف تصنفها. هل هي إدارة حكيمة، أم أن الحق ـ كالعادة ـ على الغير الذي حاصر و جوع العراق.

تجويع الشعب، و ارهابه، و تقتيل الألاف من الطوائف الأخرى من أكراد و شيعة. و التعذيب بالسجون و حرمان الملايين من حقوقهم المدنية، كل هذا هل تعتبره اشاعات مغرضة أم تلفيق أم تصرف طبيعي؟...


ربما يمكن، ربما الشعوب العربية لا تمشي ألا بالقمع و الترهيب و ربما بالمعيار العربي تصنف هذه الطرق القيادية بأنها طبيعية.

عفوا، و لكن بالنسبة لي هي إجرام بالتربيع.


ما يجري اليوم بالعراق.

أن قلت لكم أن سببه صدام، ستشتموني و تتهموني بالعمالة. و غيرها من الديباجات.


و لكن لنفكر بموضوعية، ماذا أوصل العراق لما هو عليه اليوم...

بالله عليكم لماذا تبحثون دوما عن الغريب لتضعوا الحق عليه.

صحيح أن أمريكا تريد السيطرة على المنطقة، و صحيح أنها تريد نهب خيراتها و من مصلحتها خراب العراق و و و و و و و كله نعرفه و صمخ آذاننا، و لكن من الذي حقق رغبة الأمريكان و خربه، من الذي يقوم بالأعمال الأراهبية و التفجيرات و الاغتيالات، هل سمتعم عن جندي أمريكي يضع على خصره حزام متفجرات و يندس بالناس الخارجين من الصلاة،،، و الباقي تعرفوه.

سنسمع نفس الديباجة، أحتلال و أمريكا و ببترول و شيعة و ايران و عملاء ووووو

و لكن من هو الذي وضع الحزام المتفجر على خصره؟؟ و من هو الذي حمل مسدس الأغتيال و قتل بدون محاكمة و بدون حق؟

ربما بالمعيارات العربية هذا أيضا طبيعي.

هل أنتم متأكيدن أن صدام ليس مسئولاً عن حالة الفوضى؟


لو كان فعلا حاكم عادل يستحق أن نفديه بأرواحنا، ـ أو بالآحرى يفديه العراقيين، ما لي علاقة ـ لماذا بنى حكمه على الكره الطائفي الذي يتفجر اليوم.

أه نسيت، نحن العرب لا تمشي معنا سوى هذه الطرق.



سؤال آخر،

هل كنتم تتوقعون أن يدوم صدام أبد الدهر؟


بغض النظر عن الطريقة التي سقط بها،
و على غرار الفرض الذي أقترحه السيد جعفر على "ماذا لو أنتصر هتلر"

لو فرضنا أن صدام مات موتة ربه، بجلطة أو برصاصة طائشة.

كيف تتوقعون أن يكون مصير العراق؟. أما أن يمسك عدي أو قصي بزمام السلطة على غرار الجار السوري و الأردني و أبن العم المغربي و قربيا المصري و الليبي..

أنتم موافقين على هذا

أو ماذا؟؟؟

لو فرضنا أن الاحتمال الأول لم يحصل و لم يتماسك البعث بعد صدام...

هل أحد يستغرب أن يصل العراق لما وصله اليوم؟؟؟؟

ليس دفاعا عن أمريكا،

و لكن الامريكان ربما كان لهم دور بتحريض النعرات و الكراهية بين العراقيين. و لكن، و عذرا. أرى أن صدام هو من هيئ لهم الجو. و بالتالي مسؤوليته لا تنكر بما يحدث اليوم بالعراق.

و فوق ذلك هو من سلّم مفاتيحها بعناده الجاهل.

و بالتالي يبقى بنظري مجرم.


و لو كنت ألماني لبقي بنظري هتلر مجرم.
لأنه مجنون و نصره غير ممكن.

ألمانيا لم تعد بحاجة لهتلر، و العراق لم تعد بحاجة لصدام.




الأسبوع القادم عندي سفرة، و علي تحضير محاضرة لا علاقة لها بكل هذه الخبرشة، رجاءً أن تعذروني أن تكاسلت بالمتابعة


محمد السوري

اقتباس:لذا لا غرابة من مسؤليته بحربه ضد أيران.

الدليل القطعي، بيد المؤرخين.

وقد ينقرض الشرق الأوسط قبل أن نصل لهذه الحقيقة.

و بجميع الأحوال ليس باتهامنا بالكذب و باستعمال الشتائم سيصل أي كان لإيضاح الحقيقة.

من ناحية أخرى توقيت الحرب كان بفترة بالكاد تخرج منها أيران الخميني من ثورتها، و لم تبني بعد قوتها. نقطعة الضعف هذه تستبعد الدور البادئ لأيران بالحرب، و تشير أن صدام حاول أن يستغل نقطة الضعف هذه بنظام بالكاد يستغني عن حفاضاته. و رغم ذلك باء بالفشل و لم يحقق النصر المرتقب.

الزميل الكريم (f)

اسمحلي بهذه الكلمة

أنت تمثل رأي غير محايد !

قبل ان تقول ان الدليل القطعي هو عند المؤرخين وبهذا قد تنصلت
من مسؤولية علمك بما جرى قبل بداية الحرب العراقية الايرانية .. وبنفس الوقت قد رميت الكرة في ملعب من سيكتب التاريخ وطبيعي هما فريقان فريق مع وفريق ضد ونادرا ماسنرى فريق محايد يعطي لكل طرف حقه ويسرد التاريخ حقيقيا لكل ماجرى

ليست غلطة العراق ان تكون ثورة ايران الاسلامية ثورة تدفع بطاقاتها للخارج اولا وقبل الاهتمام بترتيب اوضاع البيت الايراني بعد سقوط الشاه , ثورة من اولوياتها تصدير مبادئها لدول الجوار واحداث البلبلة والقلاقل في المجتمعات المجاورة .. وربما تكون قد سمعت عن خطابات الخوميني واياته النارية والاستفزازية وكانت توزع كشرائط
في دول الجوار تشجع الشيعة على الانتفاضة ضد حكوماتهم

ليس ذنب العراق ان يكون مطمعا للفرس على مر السنين , وليس ذنب العراقيين ان تكون هناك جالية لها وزن من الايرانيين والعراقيين متمثلين برجال دين يدينون بالولاء لايران وبارتباط مذهبي طائفي يرجح الولاء الطائفي على الولاء الوطني ..

كان على الثورة الايرانية ان تهتم بشعبها اولا بدلا من ارسال من يفجر ويفخخ ويقتل في بغداد .. الثورة الايرانية من اول اهدافها كان اسقاط نظام الحكم في العراق .. هل تعلم هذا ام لاتعلمه ؟؟

الان قد اصبح هناك توازن بين كلامك وكلامي

شكرا لك .. وعذرا لقطع الحوار بينك وبين الزميل حسان المعري