تروتسكي
عضو رائد
المشاركات: 955
الانضمام: Apr 2004
|
عودة النسر الأحمر
ناهض حتر
رئيس نيكاراغوا الاسبق, قائد الحركة الساندينية اليسارية, دانيال اورتيغا, عائد الى الرئاسة, هذه المرة, عبر صناديق الاقتراع. وقد حازها »1985 - 1990« بالثورة, قبل ان يأفل نجم الثورات بنهاية الحرب الباردة 1991 .
عودة النسر الاحمر هذه, تلخص مسار التطورات السياسية - الاجتماعية في امريكا اللاتينية - خلال العقدين الاخيرين, من أفول الثورات الى سيطرة الرأسمالية الليبرالية ورجال الاعمال والنخب العميلة للولايات المتحدة, الى العودة المظفرة لليسار الاجتماعي في الديمقراطيات الجديدة.
وانتقال نيكاراغوا, مجدداً, الى اليسار, مثال جديد على ابلال امريكا اللاتينية من الفيروس الليبرالي الذي ضرب مجتمعات القارة, وامرضها في التسعينيات. والآن, فاننا نشهد ولادة شبكة من النظم اليسارية في القارة. فبالاضافة الى النظام الاشتراكي التقليدي في كوبا, هناك النظم اليسارية, الاجتماعية - بتلاوينها وتدرجاتها - في فنزويلا وبوليفيا والتشيلي والبرازيل, بينما تزدحم الحياة السياسية في البلدان الاخرى بالحركات التقدمية والشعبية الصاعدة. فاليسار اصبح القوة الرئيسية في القارة, بينما تبدو الولايات المتحدة مشلولة عن المبادرة المضادة.
ويمكننا, بالطبع, ان نعطي اسباباً متنوعة لهذا الشلل, منها غرق ادارة بوش الصغير في العراق, لكن السبب الرئيسي وراء التحييد الواقعي لقوة واشنطن في مواجهة اليسار اللاتيني, يكمن في قوة التأييد الاجتماعي للحركات اليسارية, والتزامها بوسائل الشرعية الديمقراطية, وتقديمها الحلول الاكثر واقعية للمشكلات الاقتصادية - الاجتماعية في القارة.
جربت امريكا اللاتينية الدكتاتوريات بكل اشكالها, وما جلبته من انهيارات اقتصادية ومديونيات خيالية, ثم انتقلت الى الخضوع لبرامج »التصحيح« الاقتصادية تحت سيطرة صندوق النقد الدولي, والسياسات الليبرالية, وجوهرها السعي الى الاندماج في الرأسمالية العالمية, عبر الخصخصة والسوق المفتوحة وحرية واولوية »الاستثمار« بالنسبة للدول والمجتمعات, وهي عملية ادت الى افقار الفئات المتوسطة, وتشديد النكير على الفئات الشعبية. وقد انتهى كل ذلك الى صحوة مجتمعية جبارة استوعبتها منظورات وحركات يسارية متجددة ومبدعة ومناضلة.
لم يحدث - بالنظر الى خصائص ثقافية لاتينية - تناقض بين النزعات اليسارية وبين الكاثوليكية - مثلما حدث في العالم العربي ذلك التناقض السيء بين اليسار والاسلام - كذلك, فان الحركات اليسارية اللاتينية - بخلاف العربية ايضا - لم تعزل نفسها عن حركات القاع, واشتغلت, بالاساس, على بلورة المطالب الاجتماعية والدفاع عنها, واتبعت - حتى بعد انقضاء الحرب الباردة - تقاليد النضال ضد »اليانكي« الامريكي الشمالي. اي انها - في معظمها - لم تفصل بين الوطني والاجتماعي.
امريكا اللاتينية, سبقتنا بعقد من السنين. فالعرب يعيشون الآن في التسعينيات اللاتينية. فهل يكون لليسار العربي, اذن, مستقبل? ومستقبل قريب?
من الناحية الموضوعية نستطيع الاجابة بنعم كبيرة, طالما ان التجربة الليبرالية الجديدة تتدهور نحو الافلاس المحتوم.
لكن, بالمقابل, لدينا معيقات جدية, اهمها »1« قوة الاسلام السياسي, المتحالفة, في الميدان الاقتصادي - الاجتماعي, مع الرأسمالية الليبرالية وليس مع اليسار »2« ضعف القوى الديمقراطية العربية, وعجزها المتكرر عن تحقيق التحول الديمقراطي »3« نخبوية اليسار العربي, وميوله الايديولوجية الفقهية, ونكوصه عن التغلغل بين الفئات الشعبية »4« قوة وتركيز الهجمة الامبريالية الامريكية على المنطقة العربية, ووجود اسرائىل, والتقاليد السوداء للعصبيات الطائفية والأتنية.
ومع ذلك كله, فان المثال الامريكي اللاتيني يبرهن على ان الحل اليساري, ما يزال ممكناً, خصوصا اذا ادرك اليساريون العرب ان المستقبل ينتظرهم, واستعدوا - منذ الآن - لمتطلباته الفكرية والتنظيمية.
العرب اليوم
|
|
11-11-2006, 01:38 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
وضاح رؤى
ممنوع 3 أيام
المشاركات: 1,602
الانضمام: Nov 2009
|
عودة النسر الأحمر
اليسار بالقارة اللاتينية يكتسح وهذه حقيقة لكن على معرفة أن اليسار المعاصر ليس على شاكلة اليسار الذي ساد حتى اوائل التسعنيات فيسار اليوم تغير من قبوله للديمقراطية وانحيازه للضعفاء والتغيير والحداثة.
فهو يسار ديمقراطي وليس يسار شيوعي إلى جانب مرعاته للرسمايل الاقتصادية ، وصعوده ليس له علاقة بمناهضة الهيمنة الامريكية بل لا سباب تتصل بديناميات محلية كما أن الولايات المتحدة غير مشغولة باليسار اللاتيني بسبب إنه لم يعد يمثل لها تهديدا خاصة بعد (وفاة) الإتحاد السوفييتي إلى جانب فشل نموذج (الليبراليون الجدد) في القارة اللاتينية والانهيارات الاقتصادية التي واجهتهم من جراء سياستهم الفاشلة ،
* بالمناسبة اليسار يجتاح شبة القارة الهندية ايضا ، الانتخابات التشريعية الاخيرة في لاية (كيرلا) جنوب غرب الهند سجل اليسار انتصار بارع بقيادة الحزب الشيوعي الماركسي الهندي حيث حصد 98 مقعدا من مجموع مقاعد المجلس التشريعي المحلي بالولاية البالغة 140 مقعدا.
مع ملاحظة أن "كيرلا هي ثاني ولاية هندية تحتضن اكبر كتلة بشرية مسلمة في الهند بعد "كشمير" ،
وانتخابات أوتار براديش على الابواب واليسار يخوض معركة حاسمة واخر احصائية لتايمز أوف انديا ، اكدت إنه متقدم بنسبة كبيرة
(f)
|
|
11-11-2006, 04:39 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
وضاح رؤى
ممنوع 3 أيام
المشاركات: 1,602
الانضمام: Nov 2009
|
عودة النسر الأحمر
الغالية نسمة (f)
تحية عطرة
هناك مقولة للفيلسوف اليوناني "هرقليطس" تقول الاشياء في تغير متصل ، وهذا ما حدث للتيارات اليسارية في كافة انحاء المعمورة خاصة بعد تجاربهم الفاشلة السابقة ، ونحن هنا لن نطلق الحكم على تجاربهم الجديدة مسبقا لانها لم تكتمل حتى الآن ، وانا اتكلم تحديدا على القارة اللاتينية ، لان يسار اوربا باقي كما هو وكل له مشاربه في تجربته . لكن يسار القارة اللاتينية تحلى منذ البداية بروح نقدية تجاه تجارب بناء الاشتراكية فى الاتحاد السوفيتى وغيرها من بلدان الكتلة الاشتراكية السابقة واتخذ منها موقفاً رافضاً نتيجة طبيعتها الشمولية الظاهرة للعيان.
لذلك فيسار القارة اللاتينية يحاول تحقيق الحد الأقصى الممكن من حرية الفرد من حيث كونه فرد دون أى قيد عليه سوى حقوق وحريات الأفراد الآخرين، وانشاء مجتمع مدنى قوى و ديمقراطى و طوعى و حر و مستقل تماما عن السلطات الحكومية حتى يحل محلها فى أنشطتها غير السيادية المختلفة ليغطى هو و التعاونيات والتشاركيات وكل أنشطة المجتمع غير السيادية لذلك يمكننا ان نقول عن تلك التجربة انهم طلقوا التاريخ وبدؤوا صفحة " بيضاء" مما يعني انهم يحاولوا الحفاظ على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج والتوزيع لذلك يمكنك ان تقولي عليه إنه برنامج سياسي واسع يفتح آفاق تطور يسـاري جديد نحو طريق المستقبل وخاصة من قبوله للآخر ، مما يجعل المجتمع والفرد يسعون على أساس تلبية المصالح المشتركة للأفراد بغض النظر عن ماهية اتجاهات الافراد اقتصاديا
ومع ذلك هو يهدف لحماية علاقات السوق ، لكن بإجراء تغييرات في السياسات الطائشة للمنافسة الحرة وأنسنة الاقتصاد الرأسمالي، وأنسنة العولمة الرأسمالية الموحشة التي كرسها اباطرة النفط والشركات متعددة الجنسيات ورعاة البقر .
أما سؤالك الاخير فانا أؤمن بأنه سيكون اذا بقى على انفتاحه نموذج للجميع في تحقيق عدالة مطلوبة نفتقدها وتفتقدها البشرية جمعاء ، ولكن علينا أن لا نجعله متفردا في السلطة بل يجب ان نراعي التنوع ونطلق العنان إلى جميع التجارب كي تقدم تجربتها مما سيفيد صالح المجتمع بالضرورة من اقصى اليمين الى اليسار. وهذا ما سيحقق العدالة الإنسانية
(f)
|
|
11-12-2006, 08:09 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|