[U]موفق محادين

بيت حانون صفحة سوداء أخرى في كتاب الانحطاط العربي منذ أفول الحقبة القومية وتقاسم المنطقة بين الحقبة اليهودية والنفطية, سياسة ومبادرات وصحف وفضائيات واتفاقيات ومعاهدات.. وجاء الانهيار السوفياتي ليطلق يد النازية الامريكية في المنطقة كلها والعالم كله..

فمن الحصار العربي للعراق ودعم العدوان الامريكي عليه وتسويق المعارضة العميلة ضده, الى حصار سورية وتطويقها بمافيات الموساد في لبنان بل وتدريبها وتسليحها, الى التآمر على حزب الله والمقاومة اللبنانية والحث على استمرار العدوان عليها, الى الحصار العربي لحركة حماس وتجويع الشعب الفلسطيني واطلاق (بيانات استنكار خجولة) بين الحين والحين لزوم التواطؤ والتستر على ما هو مرعب بتنسيق عربي - اسرائيلي ضد كل صوت ما يزال شرفه يعز عليه وسط كواليس تفتقد للشرف ولا تعرفه ولم تسمع به أصلا.

في هذه المناخات ترعرعت كل الطحالب من السياسة الى الاقتصاد الى الصحافة وراحت تبحث عن مكان ما على هذه الضفاف القذرة: حقيبة وزارية, صفقة مالية, زاوية في صحيفة ..الخ وكانت بضاعتها معروفة ومكشوفة: ميزان القوى العقلانية, الليبرالية, العولمة, رياح التغيير وغيرها من مفردات القاموس الذي اسقطه المقاومون في العراق ولبنان وفلسطين..

وفي هذه المناخات انطلقت ماكينة القتل النازية اليهودية ضد الفلسطينيين المدنيين العزل وصارت غزة المدينة, النساء والاطفال, أكياس رمل وشاخصات حية لتدريب الطيارين اليهود الجدد.

وكان متوقعا ومفهوما, كما هو مبرمج في مطابخ الموساد لماذا تستنفر جمهوريات الموز العربية قواها وتمنع أي نشاط شعبي احتجاجي على القتل الامريكي واليهودي اليومي للفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين .. فالجريمة اليهودية الامريكية يراد لها ان تصبح أمرا عاديا لا يثير اهتمام احد وكأننا نستعيد سانتياغو نصار بطل قصة موت معلن.

لا يخامرنا أدنى شك بانهم زائلون كما زال جنرالات جمهوريات الموز والنازية في امريكا الوسطى واللاتينية حيث يقبعون جميعا إما خلف القضبان أو في مستشفيات الامراض العقلية.. ولا يخامرنا أدنى شك بزوال الدولة اليهودية فلا قوة, ولا منطق يمنع ذلك في نهاية الأمر..

ما نكتبه ونريد ان نؤكد عليه ينبع من الخجل والشعور بالعار وقلة الشرف كلما قرأنا في صحيفة أجنبية كلاما عاما عن العرب الذين يشاركون العدو في ذبح أهلهم مقابل بوليصة تأمين دولية تقايض الصمت الدولي عن فسادهم وبطنهم الأجرب الذي لا يشبع, بتمرير الأجندة اليهودية باسم السلام والعولمه ومكافحة (الارهاب الأصولي) بالقطعة, قنبلة هنا واغتيال هناك, مقابل الارهاب اليهودي - الامريكي بالجملة..

العرب اليوم

موفق محادين كاتب يستحق أن أضع له ألف (f)

شكرا على المقال الذي يعري حقيقة الأنظمة العربية ومستوى الإخفاق والهوان الذي وصلت إليه.

لا يوجد شيء غريب فنحن في زمن الهرولة حين وقفنا أمام المقصلة وركضنا ولهثنا وتسابقنا لتقبيل حذاء القتلة جوعوا اليتامي خمسين عاما ورموا للبعض في آخر الصوم بصلة.

في كل يوم يقتل الفلسطينيين يفتش الملايين من المحيط إلى الخليج عن رجولتهم فلم يجدوها ...فقد ضاع الذكر والأنثى ولم يعد لدينا سوى نواع واحد من البشر هو الخنثى