العزيز Volcano تحياتي،
اقتباس: Volcano كتب/كتبت
ان مدلول هذا النص حسب فهمي هو :
أن القضيب والتشريع سيظلان في يهوذا طالما أن شيلون لم يظهر
أي ان القادم إذا ظهر سيكون من خارج يهوذا .... لأنه بظهوره سيزول الامرين من يهوذا ولو كان الآتي من يهوذا لكان الامر امتداداً وليس زوالاً !!!!!!
هل هذا الفهم يخالف التركيب اللغوي للنص ؟؟؟
يخالف التركيب اللغوي، ربما لا! فكما تعلم، يمكن لبعض المهرة في التلاعب باللغات أن يختلقوا قصة طويلة عريضة، ويعملوا كتباً من مجرد قولك لهم "صباح الخير"! وبإمكانهم أن يجعلوك تظهر وكأنك أحد شياطين جهنم أو أحد أفضل ملائكة السماء، نعم، من مجرد قول صباح الخير. إنه أسلوب الإعجازيون، وأسلوب مفسرو الأحلام، وأسلوب قارؤو خطوط الكف، وأسلوب المنبؤون بالمستقبل وغيرهم. فالتلاعب بالعواطف والمفاهيم والحقائق لا حدود له.
ولذلك، إذا صدّقنا طريقة رؤيتك للأمر، ذلك سيفتح أمامنا باباً واسعاً لقبول ما هب ودب من رجالات التاريخ العظام، الذين مارسوا السلطة أو الملك على شعوبهم. فلماذا لا يكون الإتمام على نبوخذنصر الذي أزال حكم آخر ملك لمملكة يهوذا؟ ولماذا ليس كورش الفارسي الذي أخبر يهوه الله عنه في النبوة بأنه مسيحه؟
" 45: 1 هكذا يقول الرب
لمسيحه لكورش الذي امسكت بيمينه لادوس امامه امما واحقاء ملوك احل لافتح امامه المصراعين والابواب لا تغلق
45: 2 انا اسير قدامك والهضاب امهد اكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد اقصف" – إشعياء 45 : 1 و 2.
http://st-takla.org/pub_oldtest/23_jesa.html
أو لماذا ليس الإسكندر المكدوني، أو أحد أباطرة الرومان؟ ولماذا ليس قسطنطين الذي اختلق أبرز عقيدة مسيحية (شيطانية) ليتبعها البلايين على مر التاريخ؟ ولماذا ليس أحد بابوات الكنيسة التي تسلطت لمئات السنين في أوروبا؟ ولماذا ليس موسوليني أو هتلر أو حتى بوش وأشباههم؟
وإذا أردت أن أعمل أنا شخصياً ذلك النوع من التلاعب اللغوي في تلك النبوة لأطبقه على أحد أولئك الرجال الذين أذكرهم، فلا تتردد أن تطلب مني! يمكنني أن أجعلك شبه متأكد بأن النبوة تتم حتماً فيهم. وسأدعمها حتى بآيات من الكتاب المقدس، وحتى من القرآن ذاته. فإمكانيات التلاعب بالنصوص ومعانيها لا حدود لها يا عزيزي!
أما أن يخالف تفسيرك الفهم المعنوي والقصد الحقيقي من النبوة، فلا شك بأنه يخالف. ولكي نتأكد من ذلك علينا أن لا نكتفي بقراءة مجرد ذلك العدد. علينا أن نرى بقية إشارات الكتاب المقدس إليه وإلى طريقة ومعنى إتمامه.
تعال إذاً لنتأمل ببعض الأمور:
أولاً، أجد من المناسب أن نفهم معنى التسمية "
شيلون (الحكم)"!
إن التعبير "لا يزول ...
حتى يأتي. نعم، سيزول من نسل يهوذا الحرفي صولجان الملك كي يستلمه يسوع المسيح أبدياً في السماء:
" 5: 5 فقال لي واحد من الشيوخ لا تبك هوذا قد غلب
الاسد الذي من سبط يهوذا اصل داود ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة" – رؤيا 5 : 5.
http://st-takla.org/pub_newtest/66_revel.html
طبعاً تنسجم بقية إشارات الكتاب المقدس مع هذا المفهوم. فمثلاً نجد بلعام، بتوجيه الروح القدس يشير إلى قدوم داود كملك من سبط يهوذا، وبالتالي إلى المسيح كملك أبدي بالكلمات التالية:
"24: 17 اراه ولكن ليس الان ابصره ولكن ليس قريبا يبرز
كوكب من يعقوب ويقوم قضيب من اسرائيل فيحطم طرفي موآب و يهلك كل بني الوغى" – عدد 24 : 7.
http://st-takla.org/pub_oldtest/04_numer.html
انسجاماً مع تلك الكلمات، نجد الله يتلفظ لداود بالوعد الأكيد عن مملكته (بواسطة ابنه سليمان أولاً، لتصل إلى يسوع المسيح):
"7: 16
ويأمن بيتك ومملكتك الى الابد امامك كرسيك يكون ثابتا الى الابد" – 2صموئيل 7 : 16.
http://st-takla.org/pub_oldtest/10_sam2.html
من ثم نجد النبي إشعياء يشير إلى إتمام تلك النبوة في يسوع المسيح في فرص متعددة. وهنا ينسب الملك كآت من "يسى" (أبو داود)، كمتحدر من يهوذا:
"11: 1 ويخرج
قضيب من جذع يسى وينبت غصن من اصوله
11: 2
ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب" – إشعياء 11 : 1 و 2.
http://st-takla.org/pub_oldtest/23_jesa.html
يضيف إشعياء أيضاً بأنه هذا الملك المقبل من نسل يهوذا، سيثبت مملكة داود (الروحية) إلى الأبد:
"9: 6 لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام
9: 7 لنمو رياسته وللسلام لا نهاية
على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الى الابد غيرة رب الجنود تصنع هذا" – إشعياء 9 : 6 و 7.
"11: 10 ويكون في ذلك اليوم ان
اصل يسى ويكون محله مجدا" – إشعياء 11 : 10.
هل لاحظت هنا العبارة "
إياه تطلب الأمم"؟
إنها تشابه كلمات نبوة يعقوب في التكوين 49 : 10 عندما قال: "
وله يكون خضوع شعوب")
حسناً! هذه أيضاً تمّت في المسيح كملك لملكوت الله. لاحظ الإتمام الذي يشير إليه سفر الرؤيا:
"7: 9 بعد هذا نظرت واذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعده
من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة" – رؤيا 7 : 9.
http://st-takla.org/pub_newtest/66_revel.html
وأجد من الضروري التشديد هنا بأن هذا الجمع الكثير من كل الأمم، الذي رآه هنا يوحنا في الرؤيا، منتظرين الجالس على العرش ليملك، كانوا جميعاً يحملون في أيديهم "
سعف النخل!
نتابع بقية الإشارات إلى شيلوه بحسب النبي حزقيال الذي أخبر عن انقطاع وقتي لصولجان الملك من يهوذا. ويعد بأن "
الذي له الحكم) سيأتي ليتابعه بشكل أبدي:
"21: 27 منقلبا منقلبا منقلبا اجعله هذا ايضا لا يكون حتى ياتي
الذي له الحكم فاعطيه اياه" – حزقيال 21 : 27.
http://st-takla.org/pub_oldtest/26_hezek.html
طبعاً، إتماماً لتلك النبوة في حزقيال، نجد نبوخذ نصر ملك بابل مستولياً على مملكة يهوذا ليزيلها سنة 607 ق م، وبدأ اليهود اعتباراً من ذلك الوقت يترقبون عودة تلك المملكة بقيادة مسيحهم المنتظر. ولا يزالون ينتظرون .. وسيستمرون .. إلى أن يضربهم مع بقية الأمم من أجل تثبيت مملكته الأبدية. (دانيال 2 : 44)
نأتي الآن إلى وقت الإعلان عن ولادة يسوع المسيح بواسطة الملاك، والتأكيد بأن ذاك الذي سيولد هو نفسه من ستنطبق عليه النبوات كمتحدّر من يهوذا أو كمتابع لعرش ومملكة داود لتثبيتها:
"1: 32 هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله
كرسي داود ابيه" – لوقا 1 : 32.
http://st-takla.org/pub_newtest/42_luk.html
متى أيضاً، وبتوجيه الروح القدس، شرح لنا بأن النبوة عن المسيح كمتحدر من يهوذا، ستتم فيه:
"2: 6 و انت يا بيت لحم
ارض يهوذا" – متى 2 : 6.
http://st-takla.org/pub_newtest/40_matt.html
ويزيدنا الرسول بولس تأكيداً بأن يسوع المسيح هو الآتي من سبط يهوذا:
"7: 14 فانه واضح ان
ربنا قد طلع من سبط يهوذا الذي لم يتكلم عنه موسى شيئا من جهة الكهنوت" – عبرانيين 7 : 14.
http://st-takla.org/pub_newtest/58_heb.html
إذاً هل لدينا أدنى شك بعد كل هذه الإشارات إلى من تشير إليه فعلاً نبوة يعقوب أو "شيلون" الحقيقي المنتظر؟
مع أفضل تمنياتي. :97: