الأخ الكريم عوليس ، بعد التحية .. أنا أفرق بين أهل البيت و بين علماء العترة و بين الشيعة و الديانة الشيعية و لا أخلط بينها. علماء العترة أناس صلحاء أتقياء بررة قدموا ما بوسعهم من أجل الإسلام جزاهم الله خيراً ، هذا لا يعني أنه لم يقدم أحد غيرهم مثل ما قدموا و لم يبذل مثل ما بذلوا. فهذه أجيال عاشت بيئتها و اجتهدت لحل مشاكل أزمانها التي لا تعنيني بشيء ، لها ما كسبت و لنا ما كسبنا ، و لا نسأل عما كانوا يعملون. و لو كانوا أحياء بين ظهرانينا لكان لهم رأيٌ فيما نحتاجه من أمور فقهية غير ما أفتوا به أيام زمانهم.

المشكلة أننا لا زلنا نعيش أجواء القرون الأولى التي شهدت نمو الحركة الفقهية و انتشار المدارس الكلامية الخلافية و نسينا واقعنا و مشاكله الملحة و كأن الإسلام ليس فيه هم إلا الخلافة و علي و أبو بكر و يزيد و الحسين و معاوية!

ما شأني أنا بكل هؤلاء ؟!

أخي تفضلت بالقول أن ((الديانة الشيعية تدين إلى الله بالولاء لمجموعة من المتميزين الذين اختارهم سبحانه لحفظ الدين كما وعدنا .. وهم إثنى عشر إنسانا متميزا ))
هذا تأكيد لمفهوم الإسقاط الذي ذكرته سابقاً ، هل تستطيع مشكوراً أن تثبت بما لا يقبل الشك أن الله قد اختار اثنا عشر متميزاً لحفظ الدين كما وعدنا؟ نصاً قطعيا ًصريحاً لا ظن فيه و لا حيلة و لا معادلة تفاضلية من الدرجة الرابعة ، لا أحاجي و لا ألطاف الهية ، نص قطعي يقول أن الله قد أمركم باتباع علي و الحسنين و السجاد و الباقر و الصادق و الكاظم و الرضا و الجواد و الهادي و العسكري و المهدي. نص كهذا كان سيعصم الأمة من الخلاف و الدماء.
ثم اسمح لي أن أختلف معك في قولك أن الإثنى عشر أنساناً كانوا متميزين. نعم ما ذكرت كان لهم من الصلاح و التقوى نصيب وافر ، لكن التمييز لا دليل عليه. نعم كان علي بن أبي طالب متميزاً ، عالماً شجاعاً تقياً ورعاً زاهداً عادلاً. بماذا تميز الحسن ؟ للحسين موقف متميز بالتأكيد ، و نستطيع أن أن نقول أن السجاد تميز بأدعيته ، الباقر و الصادق كانا يعيشان عصر العلم و برعا فيه كما برع غيرهما، لكن بماذا تميز الكاظم؟ لم يكن موسى بن جعفر الوحيد الذي سجنه و قتله الرشيد فما هي ميزته؟ بأي شيء تميز علي الرضا و بأي شيء حفظ الدين؟ بماذا تميز الجواد ؟ بماذا تميز الهادي عن باقي الذين فتك بهم المتوكل؟ و ماذا نعرف عن الحسن العسكري مما يجعله مميزاً عن غيره لحفظ الدين؟

الأخ العزيز خالد ، الدين يسر و ميسر ، و أنا لا أستنبط الأحكام الشرعية ، و لم أعاني يوماً منها.
ما كان عقيدة فالقرآن أصله ، و ما كان شعيرة فأي فقيه أو مؤسسة فقهية معاصرة تأتيني بدليل ينظر فيه آخذ به ما لم يعارض نصاً قرآنياً أو بداهة عقلية. و لا أؤمن بأي مذهب أو مدرسة.
بقي موضوع الخلافة ، لا أزيد على ما قلت ، ليس فيهاً أمراً شرعياً و ليست أساس للحكم ، و هذا خطأ ارتكبه المعاصرون تماشياً مع كتب الأقدمين التي كانت الخلافة عندهم حالة واقعة فظنوا أنها حكم شرعي و أنه لابد للمسلمين في كل البلاد من حاكم أو خليفة واحد يحكم أقطاب الأرض! الأصل في الحكم هو العدل ، وهذا جوهره بقطع النظر عن شكله أو آليته.
البدائل التي يطرحها المعاصرون - و لكونهم يعيشون في القرون الأولى - هي اجترار لمشاكل و خلافات الماضي و هم بذلك لا يقدمون لنا حلاً واقعياً ، بل ألفاظاً عائمة. حتى الخلافة نفسها ، يكذب من يقول لك أنهم يرونها لإختيار أهل الحل و العقد ، و ليقولوا لنا من هو االخليفة الذي جاء بمشورة أو انتخاب أهل الحل و العقد؟ بل من هم أهل الحل و العقد أصلاً؟ هم العصبة من قريش ، و كل الخلفاء جاءت بهم قرشيتهم ، و القبلية و تسلط قريش هي التي حكمت نزاع السقيفة ، حتى أن معظم الفقهاء المتقدمين و المتأخرين جعلوا قرشية النسب من شروط الخليفة! كيف تكون قريش هي صاحبة الحل و العقد حتى تستفرد بالخليفة و اختياره و هي التي كادت الإسلام و المسلمين و من ثم يزحزح عنها الأنصار و هم الذين آووا و نصروا و بذلوا و جاهدوا قريش و عتاتها و بهم انتصر الإسلام و علا.
لاحظ إن الحل الشيعي هو حل قريشي أيضاً ، فهو يؤمن أكثر من غيره ، بتسلط قريش على رقاب الناس عن طريق فخذ أبي طالب!
على أية حال يهمني أن أسمع رأيك في نظام الحكم وفق المنظور الإسلامي.

الأخ المحترم علي نور ..
بالتأكيد لابد لكل أمة من قائد أو مؤسسة حاكمة ، لا خلاف ، السؤال هو من قال أن شكل هذه المؤسسة أو هو الخلافة؟ الخليفة عندنا معناه أنه ينتخب مدى الدهر و لا ينحى عنها إلا بالموت أو القتل. فلا مراجعة و لا حساب و ((ما شئت أنت لا ما شاءت الأقدار *** و احكم فإنك أنت الواحد القهار)) !!

ذكرت أنه يوجد حول الخلافة نصوص قرآنية قطعية ، هلا ذكرتها؟

اقتباس :
الاسلام تدخل فى ابسط شؤون المسلم و اكثرها خصوصية و اقلها اهمية دينيا و بينها و فصلها .
فكيف بالله عليك مسالة كمسالة الخلافة يتركها الله و رسوله لاهواء الناس و لخطئهم و صوابهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المذهب الشيعى يقدم تفصيلا دقيقا منظما لمسالة الخلافة

هذا دليل لي على أن الخلافة ليس لها أصل في الإسلام ! أنت فرضت أنه توجد خلافة و تساءل كيف يتركها الله لأهواء الناس و خطأهم و صوابهم ، و أنا نفيت أصل الخلافة !

المذهب الشيعي بالتأكيد يقدم تفصيلاً دقيقاً للخلافة لأنها قطب رحاه ، لكنه تفسير طبقي يستند إلى تسلط أحد أفخاذ قريش على رقاب الناس و حصر الحكم في صلب عائلة واحدة. هي كسروية و قيصرية لكن ذات صبغة هاشمية.

اقرأ هذه الآية:
(( و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين )) 233 البقرة
هل يختلف أحد حول موضوع الرضاعة ، فكيف ذكر لنا الرضاعة و لم يذكر لنا شيئاً عن الخلافة أو الإمامة ما دامت أخطر؟


اقتباس:
هذه العدالة الاجتماعية يا اخى الفاضل بين الاسلام انها لن تتحقق الا باتباع اوامر الله و رسوله و السير على هديهم .

لا خلاف ، و أوامر الله و الهدى الذي جاء به رسوله (ص) كلها من القرآن ، و دين الله أعز عليه من أن يتركه لأهواء المحققين و الرواة و أهل الجرح و التعديل ليقولوا لنا صدقوا هذا و كذبوا ذاك.
اقرأ إن شئت ((ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين)) 89 النحل
فما دام تبياناً لكل شيء فهو العمدة في الهدى ، و رسول الله أو عترته ليسوا بين ظهرانينا حتى نرجع اليهم ، أما الأحاديث و الروايات فلا تستطيع أن تفرضها على أحد لأنها رهن بهوى أهل الجرح و التعديل ، فما يصح عندك لا يصح عندي و العكس صحيح.
القرآن أحكم أيات الهدى إحكاماً و هي كثيرة ، يكفيني منها (( ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ))

السلام عليكم.

(تستطيع مشكوراً أن تثبت بما لا يقبل الشك أن الله قد اختار اثنا عشر متميزاً لحفظ الدين كما وعدنا؟ نصاً قطعيا ًصريحاً لا ظن فيه و لا حيلة و لا معادلة تفاضلية من الدرجة الرابعة ، لا أحاجي و لا ألطاف الهية ، نص قطعي يقول أن الله قد أمركم باتباع علي و الحسنين و السجاد و الباقر و الصادق و الكاظم و الرضا و الجواد و الهادي و العسكري و المهدي. نص كهذا كان سيعصم الأمة من الخلاف و الدماء.)


أفهم من طلبك ضرورة أن يكون أمر الله بإتباع الإئمة الإثنى عشر عليهم السلام بآية من الكتاب، لأن آي الكتاب [وحدها] هي أمر الله. فهل هذا صحيح؟

أنا لا أؤمن بأن التشريع هو فقط من القرآن. لأن القرآن نفسه يقودنا إلى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وكذلك {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}

وعليه، وضمن هذا السياق، يمكن إثبات لزوم إتباع الأئمة سلام الله عليهم، عن طريق الحديث، الصادر عن الرسول (ص)

أمر آخر .. أن الباري تعالى جعل لنا القصص في كتابه ليس للتسلية وإنما للإعتبار ولنهتدي بها إلى سواء السبيل ، قال تعالى { قَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} .. ومن هذا المنطلق يمكن أيضاً إثبات الإمامة قرآنياً، لأن أحوال الانبياء والرسل في القرآن تبين لنا أحوالهم وأحوال أوصيائهم.

وربما لا تخفى عليك استدلالاتنا في هذا المجال ، والتي ترى أنها أحجيات ومعادلات تفاضلية من الدرجة الرابعة :) ، مع أن المعادلات التفاضلية تدخل في حسابت الإشارات الكهربية التي منها نتواصل عبر الإنترنت، وبالرغم من ذلك لا نراها عيانا لا في الأسلاك ولا في الشاشة :) ، ولكننا بالنهاية نؤمن أنها المنطق الذي يتحكم في سيرورتها.
فلماذا نعطّل هذا المبنى في مبحثنا الذي يتعلق بنظام حياتنا ككل، ونقول: لا نريد ألطاف ولا أحجيات؟

قد تقول: ولم لم يأتي سبحانه وتعالى بسياق يتطرق بالإسم إلى أئمتنا سلام الله عليهم؟
الجواب: ان الظاهر من الحكمة الإلهية أن إمكانية التحريف تكون أيسر للظالمين والمسيئين. مثلاً: يمكن لأي كافر بالله ورسوله أن يبدّل هذه الاسماء إلى أخرى ينتفع بها ليلبس على الناس دينهم.


أما بخصوص التميّز فهو يعني في المقام الأول التميّز في عبادة الله، والبصيرة، وإلا فقطعا أينشتاين قدم نظريات خدمت البشرية تميز بها على أقرانه ، لكن هذه الميزة لا تعني أنه أهل لحمل رسالة الله ، ولا أهلا ليكون موكلا بحفظ الدين.
التميّز يعني الصدق، والعلم بالدين، والتنزه عن صغائر المعاصي، والإخلاص لله، والقرب من بيت النبوة، حيث منبع الرسالة.. كلها صفات تتوافر في الائمة الإثنى عشر، بالإضافة غلى الصديقة الزهراء سلام الله عليها، ولم تتوافر في آخرين.

أما عن تفضيل الأئمة عليهم السلام .. فليس بالمفهوم الذي ذكرت .. إذا أن الموازين عند الله وليست عندنا .. وإلا فما الفرق بين سبارتكوس مثلا أو غاندي او سم ممن شئت بالحسين سلام الله عليه في حربهم على الظلم والإستكبار؟ .. ألم يكن الثلاثة قد ضحوا بأنفسهم لغايات نبيلة ؟
إنما الفرق هو أن تضحية الحسين ناشئة عن إخلاص للباري عزّ وجل .. عن بصيرة بالله .. أما تقييم العباد وترتيبهم فليس من اختصاصنا .. وإنما ندرك ذلك بنص من الله .. يبلغنا إياه النبي (ص) .. في سلسلة تمتد إلى الإمام الاخير وهو المهدي عجل الله بظهوره.

ومع ذلك فلا بأس بمقارنة التراث الديني الذي بلغنا عنهم مع ما تركه خصومهم أو غيرهم .. أوالمقارنة بين سيرة واحدهم وسيرة سائر الأعلام في عصرهم.

وإن كنت مهتما فعلا بهذه المقارنة، وكنت تمتلك أدوات التحقيق فلا بأس لو أتحفتني برأيك فيما يعرضه هذا الموقع عن المعصومين الاربعة عشر سلام الله عليهم.

http://www.14masom.com/index.html

الله يحفظكم.

أخي الكريم خالد.

فعل الصحابي حجة عند كثير من أهل السنة. رغم أن الصحابة فيهم الزاني والقاتل والباغي، ومع ذلك يكون فعله حجة على المسلم عند البعض كحجية ما يأتي به الإمام عن أبيه عن جده عن رسول الله!

وحاشا لله أن أرميك بالنصب والعياذ بالله .. إنما الناصبي من يبغض الائمة سلام الله عليهم حبا في الدنيا، كفراً بالله تعالى، ورغبة في محق دينه.


وأما صلاحيات الأئمة سلام الله عليهم فهي تتجاوز عندنا المنصب السياسي إلى كونها من مصادر التشريع.. إذ أقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم حجة أمرنا النبي (ص) بإتباعها .. وإلا قطعاً أن كثيراً من الأئمة سلام الله عليهم لم يحكموا الدولة الإسلامية .. فهل غنتهت وظيفتهم عند هذا الحد؟
هذا المنصب لا ينبغي لغير معصوم وإلا كان الريب فيما يصدر عنه!

اما تعريف العدالة وانها تبغي لعموم الصحابة فهي من العجائب يا أخي الكريم!

يعني الصحابي يمكن أن يقتل صحابي وأن ينزو على إمرأته في نفس اليوم .. ولكنه منزه عن الكذب .. تحت القسم! ومن تستر عليه من كبار الصحابة بزعم أنه "سيف صارم على الكفار" .. ايضاً ينزه عن الكذب وتنبغي له العدالة!

الصحابي يمكنه أن يرتكب جنحة سياسية (يقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ويشتم صحابي مثله لمطمع دنيوي) ومع ذلك ننزهه عن الكذب على الله ورسوله!
الصحابي يمكنه أن يقذف الصحابي ومع ذلك ننزه القاذف عن الكذب تحت القسم!

أما التبرير لجنايات بعضهم بوصفها أنها "جنح سياسية" فما ذلك إلا سعي بالحقيقة صوب إستار الباطل، أربأ بكم أن تكونوا في هذا المقام!


يالله حلها بمعرفتك .. ودعنا نؤسس لفقه جديد يعنى بتقنين الحدود إلى ما هو جنحة سياسية وغلى ما هو جناية واحد من العامة .. ولنعزل كل آثام الظلام وخونة الأمة عن جنايات العامة بزعم أنها جنح سياسية لا تقدح في عدالة المرء!

عزيزي عوليس،

ابتداء فإنك حين تفرض أصلا جديدا إلى الوحي، وهو أقوال مجموعة من آل بيت رسول الله لا يتجاوزون الثلاثة عشر شخصا، فإنه يغيب عنك الدليل القطعي الذي يجعل الأصل أصلا.

الأصل عندنا كمسلمين، لا يعنيني السنة والشيعة وغيرهما، هو الوحي وما أرشد إلى الوحي، وحين تفرض رأي جعفر الصادق أو علي الرضا أو فاطمة الزهراء كوحي، فإنك ملزم بدليل قطعي من الوحي يؤيد ما ذكرت.

لا سيما وأن هؤلاء ليس منهم نبي ولا نبية.

ثم نعود إلى الصحابة،
مفهوم العدالة هو مفهوم شرعي منضبط، وهي نقيض الفسق. والفسق هو المعالنة بالمعاصي.
لا يوجد إنسان، صحابي أو من آل البيت أو غيرهما إلا ويعصي ويخطئ ثم يتوب أو لا يتوب، ما خلا الأنبياء الكرام.
فإن نزعنا عدالة الصحابة لذنوب ارتكبوها فلننزع عدالة الناس جميعا إذن.

ثم تأتيني بقول بعض مدارس السنة في حجية رأي الصحابي، هذا رأي لمدرسة لم أنقله ولم أتبنه، وأناقشك فيما أتبناه أنا يا عوليس، وإلا لم لا أقول لك قالت الشيعة الكيسانية، وقالت الشيعة الغرابية، وقالت الشيعة الزيدية، وقالت الشيعة الإمامية الإسماعيلية؟

رأي الصحابي هو اجتهاد لمجتهد، قد يصيب وقد يخطئ، وهو على الحق إذ اجتهد.

ثم إن خلاف المجتهدين لا يقدح في عدالتهم، ما يقدح في عدالتهم هو ارتكاب الفسق المعالن، وليس منه البغي على ولي الأمر، لأن الله سمى البغاة المتؤلين الخارجين لشبهة حق مؤمنين، والمؤمن غير الفاسق قطعا. وهو عدل حتما.

ثم حين نسبت الزنا والقتل المحرم والشتم إلى بعض من يسمون صحابة فقد جانبت الصواب مرتين.
مرة حين حسمت فيمن هو الصحابي، وهو موضوع غير موضوعنا، إلا أنني كمحاور لك لست أقبل أن ينسب إلى الصحابة كثير ممن نسبوا إليهم، وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان وأبوه.
ومرة أخرى حين اتهمت القوم بناء على دعوى.
ما تدعيه على خالد بن الوليد أو المغيرة بن شعبة من زنا أو اعتصاب نساء إنما هو دعوى على جريمة، تثبت بالمحكمة أو لا تثبت.
فلندع خالدا على حدة لنقص معلوماتي في شأنه، ولنذكر قصة المغيرة واتهامه بالزنا.
المغيرة ليس بدعا من الناس، وحين يتهم بالزنا فينبغي أن يشهد عليه أربعة شهود بالرؤية العيان، وكذلك أنا وكذلك أنت. وحين لا يشهد الشهود بالرؤية العيان يكون القوم قد وقعوا في ذنب القذف.

لم يشرع الشارع الحدود ليتعقب الناس، بل ليمنع الناس من تحدي الحكم الشرعي، ولو تنظر إلى الحدود لوجدتها محدودة معدودة، مقيدة بشروط صعبة التطبيق على رأسها أن يدرأ الحد بالشبهات.
حتى لو اعترف الجاني بالحد فينبغي على القاضي أن يسعى له في شبهة تخرجه من الحد، رغم أن الاعتراف سيد الأدلة، ألم تر ترديد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لماعز والغامدية؟

ولم يشهد على المغيرة أربعة، دليل أن الرجل كان في بيته مستترا من الناس، ولا يقدح في عدالة الرجل أي رجل ارتكاب معصية، بل يقدح في عدالته المجاهرة بها، وإلا لما وجد عدل.

عفواً أخي الكريم.

تقريرات أهل البيت سلام الله عليهم وافعالهم وأحاديثهم لا تعني أنها حجة ثالثة في عرض الكتاب والسنة أو أنهم يوحى إليهم بل العترة الطاهرة لما كانوا وعاة علم النبي محمد صلى الله عليه وآلهم فإنهم يبغون العامة ما هو أصلاً من شريعة محمد.

الدليل هو حديث العترة، وأيضاً مقام اهل البيت سلام الله عليهم الذي يظهر من وجوب الصلاة والسلام عليهم في كل صلاة، وما هذا غلا لشأنهم في الإسلام واهميتهم في حفظ دين الله تعالى.


أما مبحث عدالة الصحابي فأهميته تكمن في الدور المناط للصحابي عندكم.


لكنه يُصار للمتابعة لاحقاً.

:::::::::
عشاء طيّب والحمد لله. سباجيتي مع أوريجانو (زعتر)

شرّف معنا :) (f)