اقتباس: بدرالكويت كتب/كتبت
[quote] حسان المعري كتب/كتبت
إذا برأيك يا بدر لماذا احتل صدام الكويت ؟
هل بكل بساطة عزيزي حسان ... أطماع توسعية واحتلال منابع النفط في الكويت والمنطقة الشرقية في السعودية ثم الزحف على بقية دول الخليج لتكوين امبراطوية عراقية بقيادة البطل حامي العرب والعروبة صدام بن حسين حفيد النبي وسليل "الأشراف"
وبس ..
تحياتي
هكذا ؟؟
بكل بساطة ؟؟!!
أضيف وأكرر أني أعتبر أن احتلال صدام حسين للكويت كان من أكبر الأخطاء التي جرت على المنطقة كل ما نراه الآن ، هذه لا مراء فيها ولا أعتقد أن أحدا يمكن أن يقره على ما فعله إلا إن كانت له منطلقات خاصة ..
هاي خلصنا منها ..
أما قولك بأنه احتلها لأسباب توسعية ولإنشاء إمبراطورية عراقية ، فهو كلام شاعري لا يستند إلى أي دليل واقعي ، لا بل يناقضه :
1 - صدام حسين هو أول رئيس عراقي يعترف بدولة الكويت ، والغريب جدا واللافت جدا أن البيان الذي وقعه التجمع العراقي المعارض لعبد الكريم قاسم في مصر ناصر عام 1963 وبمباركة ورعاية جورج بوش الأب الذي كان نائب رئيس وكالة الإستخبارات الأميريكية وقتها وكان صدام حسين من ضمن الموقعين عليه ، كان يضع في أولى أولياته الإعتراف بسيادة الكويت وأنها ليست جزءا من العراق !!
هل هذا يدل على أن (( الكويت )) التي أسقطت عدة حكومات عراقية متتالية بدءا بغازي نهاية بقاسم كانت بكل هذه الأهمية الإستراتيجية لأمريكا وريث الإمبراطورية البريطانية ؟؟!!
2 - الإدعاء بأن صدام حسين كان ينوي احتلال منابع النفط إنما إدعاء تسويقي لا أساس له من الصحة ، وتخيل أن رجلا بمكانة خالد بن سلطان قائد قوات التحالف وقتها يقول في كتابه ( مقاتل من الصحراء ) بأن السعودية كانت تعيش حالة ترقب طيلة السبع أشهر التي سبقت الضربة الأمريكية الأولى مخافة أن يحتل صدام حسين المنطقة الشرقية ويضع يده على منابع النفط فيها ، وتخيل ماذا يضيف ؟ يقول " ساعتها كانت ستقف معه أمريكا ضدنا " !!
هل صدام لم يكن يعرف هذه الحقيقة ؟!
وهل كان يتصرف بصلف وغرور عندما رفض الإستماع لنصيحة عزة إبراهيم وقتها بالزحف جنوبا حتى يمنع الأمريكان من إيجاد موطئ قدم لهم قريب من العراق ؟؟!!!!
من الغريب والله أن صدام حسين بذاته وقتها كان يتذرع بإتفاقية التعاون مع السعودية .. والله غريب !!!!
3 - يورد مؤلف كتاب ( مذكرات حرب الخليج )* وثيقة سرية وقعتها الإستخبارات الأمريكية مع المخابرات الكويتية بعيد محاولة إغتيال الشيخ جابر الأحمد عام 1985 .. وقتها زار وفد من خبراء CIA الكويت للتحقيق في ملابسات الأمر وتقييم أداء الحرس الأميري وبناءا عليه تم انتخاب 125 عنصر للتدريب في أمريكا ..
ما علينا ، البند السابع من الوثيقة - على عهدة المؤلف - تقضي بتعاون الجهازين على إضعاف الموقف العراقي إبان الحرب ومنه الموقف الإقتصادي ، وهي الذريعة التي ساقها طارق عزيز في مذكرته إلى الجامعة العربية لتبرير موقف العراق من احتلال الكويت .
4 - بغض النظر عن كل ما قيل ،وإن كان ما تقوله منطقي ، لماذا ينتظر صدام حسين حتى عام 1990 ليحتل الكويت ولم يفعلها عام 1979 ويوجه قواته إليها بدلا من إيران ؟!
وقتها كان الظرف مناسب جدا خاصة وأن الإتحاد السوفييتي كان بعافيته وكان على استعداد تام لحماية المغامرة العراقية خاصة وأن الإتحاد السوفييتي كان يستميت على الوصول ( إلى المياه الدافئة ) في الخليج العربي وبحر العرب !!
هذه النقطة بالذات كانت في حسبان تقرير أصدرته البحرية الأمريكية عام 1983 يقترح سيناريوهات لقطع الطريق على السوفييت لتنفيذ هذا الحلم ، وكان إحدى هذه السيناريوهات أن يحتل العراق الكويت أو يحتل اليمن الجنوبي إقليم ظفار العماني المتنازع عليه ، ساعتها سيصبح للقوات الأمريكية موطئ قدم (( شرعي )) ودائم في الخليج تحت ذريعة حماية المصالح الأمريكية والدول الصديقة من التوسع الشيوعي !!
5 -
اقتباس:أما إذا استقلال 1961 لم يكن استقلالا ، بل هو معاهدة صداقة
لتسمح لي ، لم تكن الوثيقة المشار إليها وثيقة إستقلال بقدر ما كانت وثيقة إحتلال .. ولو عدت إليها ستجد أن بريطانيا منحت (( شبه إستقلال )) للكويت كونها نصت في بعض بنودها على ألا تمنح أو تهب أو تؤجر أو تبيع الكةيت أي قطعه من أراضيها إلا بموافقة بريطانيا ، وأن ترجع لبريطانيا في الشؤون والعلاقات الخارجية مقابل أن تقوم بريطانيا بحماية الكويت من أي اعتداء ، وبناءا عليه تدخلت بريطانيا عسكريا عام 1961 لصد هجوم عبد الكريم قاسم على الكويت الأمر الذي وقفت أمامه مصر ناصر والسعودية سعود عاجزتين كون الإتفاقية الكويتية مع بريطانيا واضحة بهذا الصدد .
6 - أكرر القول بأن صدام حسين ارتكب حماقة كبرى باحتلال الكويت ، إنما ماذا عن الحمار الذي تحرش بالجمل ؟؟!!
بات من الواضح تماما أن صدام حسين استجر إلى حتفه بمؤامرة كويتية - أمريكية - مصرية قبل أن تتورط بقية الدول العربية بالأمر مرغمة وعلى رأسها السعودية والتي - لله والتاريخ - حاولت قصارى جهدها لتفادي الأزمة بعرضها منح العراق جزء من مبلغ ال10 مليارات دولار التي طلبتها العراق من الكويت ، وهو الطلب الذي قوبل برفض (( كويتي )) قاطع أثناء الإجتماع الشهير بين سعد السالم وعزة إبراهيم والملك فهد والأمير عبد الله في ذلك الحين ، ومعروف أن الأمير ( الملك ) عبد الله إنتقد الموقف الكويتي ساءلا سعد السالم : إن لم تكن تبحث عن حل ، فلماذا جئت ؟؟!!
وهذا أمر موثق يا بدر ..
7 - إن كنا سنناقش الأمر بتجرد وبعيدا عن منطلقات كل منا ، فالعراق مارس الحق الذي مارسته أمريكا ذاتها بمعاقبة دولة أضرت بمصالحها من خلال تعويم سعر النفط ، والإستيلاء على منطقة حدودية متنازع عليها ( الرميلة ) والتفرد باستغلال خيراتها النفطية التي بلغت وقتها قرابة 3 مليار دولار فيما تلك الدولة تخوض حربا طاحنة مع دولة أخرى..
وأيضا لله والتاريخ ، فهذا الأمر لم يزعج العراق لوحدها بل حتى السعودية التي ساءت العلاقات بينها وبين الكويت إلى درجة مقاطعة السعودية لكأس الخليج قبل 3 أشهر من الغزو بعد أن وصلت درجة الإحتقان بين الطرفين إلى درجة اجترار تاريخ الحروب بين الدولتين من خلال تعويذة الدورة وقتها .
وبس ..
وتحياتي ، وسأشكر لك سلفا سعة صدرك
(f)
* نسيت إسم المؤلف ، على أي حال هو دبلوماسي أمريكي سابق وكان يعمل مديرا لمكتب إحدى شبكات التلفزة الأمريكية في القاهرة .