كيف يكون الوفاء لمن احببت ,ان يصل بك الى مرحلة النسيان ,او شي اشبة بالطاعون الازرق في رواية ماركيز الموسومة (مائة عام من العزلة) , ولكن هنا النسيان اختياري , انت من يضغط الزر وتبدء في النسيان ,تمسح ما في ذاكرتك من كل ذكرى جميلة بالطبع ,الذكرى السيئة تمحى بشكل تلقائي ولكن الذكريات الجميلة تكون راسخة , ولكن كيف تصل الى مرحلة ان تمسح كل ذكرى طيبة في ذهنك؟.

ما هذا الشي الذي يدفعك الى ترفض ان تتذكر ,انه الوفاء ,الوفاء لمن احببت ,يصل بك الرفض ان تبعثر وتعطر المكان الذي انت به ,باجمل ما احببت واجمل الذكريات ,انت تضغط الزر وتمسح اجمل ما في ذهنك .

كرهت ان اجمل المكان برائحة العنبر والعود وان الونة بالزهور قلت لا يستحق هذا المكان كل هذة الذكريات .

متمدد قابضً على اصابعي ,كأني امسك ذكرياتي واجعلها عصية على الهروب من جسدي .

لكل من احببت ذكرياتكم لم تلون تلك الاماكن التي كرهت .

محارب النور

صدقت يا محارب

ذكريات الأحباب ما زادت قتامة المكان الذي لم أحب إلا اسودادا أكبر وقتامة أعمق، ولم أجد مهربا سوى احتضان تلك الذكريات كأنّها وسادة!

(f)

مرة ذكر سجين في معسكرات النازية كيف قضيت المدة بهذا المكان قال لهم : كنت اتذكر كل شي جميل مرة في حياتي ؟.

انا اقول هذة المكان لا يستحق ذكرياتي الجميلة لان لها عبق لا اريد ان ينتشر هنا بالمرة.

اشتقت لك يا بطل .

محارب النور (f)