الحريري:

"عودة الى الحوار"

من جهة اخرى، دعا الحريري في حديث إلى "وكالة أنباء الشرق الأوسط" المعارضة والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله "للعودة مجددا الى طاولة الحوار الوطني وطرح كل الملفات العالقة ومثار الخلاف للمناقشة والحوار والكف عن منطق التخوين والتكفير الذي يلجأ اليه بعضهم كلما تعارضت طروحاته وسياساته مع الفريق الاخر"، مشددا على "ان لبنان لا يحكم بمنطق التخوين، انما بالتوافق بين جميع أبنائه وطوائفه".
ورأى ان "نصائح الرئيس المصري حسني مبارك حيال الوضع اللبناني تأتي من منطلق حرصه على لبنان واللبنانيين"، مشددا على "ضرورة الاستجابة لنصائحه والعودة الى طاولة الحوار الوطني والتوافق بين اللبنانيين والقبول بالمساعي العربية المصرية والسعودية، والتوافق على حل جميع الأزمات التي يعانيها لبنان في وقت واحد".
ورفض "الاتهامات الموجهة الى فريق 14 آذار والقائلة أنهم ينفذون أجندة أميركية". واستغرب "ظهور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في هذا الشكل من الانفعال والاحتقان"، معتبرا انه "ظهر كأنه هو الذي يمنح الشهادات في الوطنية والعروبة، وأعطى لنفسه الحق في ان ما يقوله هو الحق وما يقوله الآخرون هو الباطل. وهذا لم يحدث في تاريخ لبنان الذي يحكم بالديموقراطية، وتتعدد فيه الآراء والاتجاهات والمذاهب".
ورأى أن "ثلاثة أشخاص كانوا الاسعد عند القاء نصر الله خطابه، هم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي يريد فتنة وعدم استقرار لبنان، والرئيس السوري بشار الأسد الذي لا يريد المحكمة الدولية، والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لانه يسمع ما طلب الاستماع اليه"، آسفا "لأن تصل الامور الى هذه الدرجة".ورأى انه "ينبغي النظر الى اشكالية المشاركة في الحكومة نظرة شاملة، وفقا لمبدأ التوافق، وليس وفقا لمصلحة كل فريق"، مشيرا الى انه "وفقا للدستور اللبناني يتطلب اسقاط الحكومة الثلث زائداً واحداً، ويتم استخدام الثلثين في القرارات الاستراتيجية ومنها قرار اعلان الحرب".
وقال: "حزب الله يشارك في الحكومة بوزيرين. وبهما اتخذ قرار الحرب على اسرائيل منفردا، ويحتفظ بمفرده بالحق في اطلاق الصواريخ على اسرائيل ومتى يعلن الحرب أو يوقفها، ولم يعط أجهزة الدولة أو الشعب اللبناني بالا. أي منطق هذا؟".

"ليخبرونا بمعلوماتهم"

وشدد على ان "فريق الأكثرية يؤيد الدعوة الى الحوار، ويدعو الى مشاركة المعارضة في الدولة على أساس الدستور واتفاق الطائف"، مستغربا ان "يكون حزب الله شريكا في الحكومة، وفي الوقت نفسه عندما يتحدث أحد في موضوع السلاح والميليشيا التابعة له، يتم تخوينه ومنعه من المشاركة في هذا الموضوع".
وسئل عن دعوة نصرالله الى تشكيل محكمة عربية للنظر في الاتهامات الموجهة الى الحكومة وفريق 14 آذار، فشدد على انه سيدعو رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى الطلب من جامعة الدول العربية تشكيل محكمة عربية للتحقيق في هذه الاتهامات"، داعيا نصرالله الى "الكشف عن الوثائق التي يمتلكها حزب الله والتي تحدث عنها". وقال: " يتحدثون عن هذه الوثائق من ثلاثة أشهر ولا يكشفون عنها. اطالبه بالكشف عن هؤلاء الأشخاص الذين تحدث عن أنهم تآمروا وحرضوا على المقاومة".
وما تعليقه على اتهام نصرالله بعض من قوى 14 آذار بتحريض اسرائيل على شن الحرب على لبنان؟ اجاب: "اذا كانت لديه كل هذه المعلومات عن المؤامرات ويعلم كل صغيرة وكبيرة، فليخبرنا من قتل جبران تويني أو بيار الجميل أو رفيق الحريري، أو من وراء كل هذه الشبكات التي تقتل وتحاول القتل. فليخبرونا بمعلوماتهم". ودعاه الى "الامتثال أمام المحكمة العربية التي دعا اليها ويقدم اليها هذه المعلومات والوثائق ويساعد من يبحثون عن الحقيقة، وخصوصا تلك التي قال انها تتعلق بمؤامرة كبيرة تنسج حول لبنان".
وطالب النائب السابق فتحي يكن "بتسليم الوثيقة التي تتحدث عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اذا كان يمتلكها، الى رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج برامرتس، وعندها قد يعجّل موضوع المحكمة الدولية وتتم تبرئة الأفرقاء الذين أظهر التحقيق إمكان تورطهم". وتمنى عليه ايضا "مناشدة رئيس مجلس النواب الاسراع في اقرار المحكمة الدولية اذا كانت لديه وثائق تدين الاستخبارات الأميركية، كما أشار في ساحة الاعتصام في بيروت".وأكد ان "لبنان يقوم على التوافق، ولا يوجد فيه غالب ولا مغلوب. والوطن مبني على الدستور، وينص اتفاق الطائف على صيغة العيش المشترك، وان لا سلاح الا بيد السلطة. لسنا ضد المشاركة. نحن مع حكومة الوحدة الوطنية التي تقوم على الشراكة الحقيقية، ويمنع على من يشارك فيها ان يتحدث عن سلاح الحزب أو حتى عن الحزب"، داعيا الى أن "تكون هناك استراتيجية كبيرة للبنان، والموافقة على كل التسويات، شرط معالجة كل المشاكل، وليس فرض واقع جديد على الارض".
http://www.annaharonline.com/htd/SEYA061210-8.HTM