مقدّمة لابدّ منها:
ليس كل أمر مباح يجب أن نفعله، مثل أكل الجراد، والكرش :)، والطحال ، فهذه كلها مباحات.

لو سألت مسلماً:
هل تقبل أن تطلّق إبنتك؟
لأجابك أن هذا يعتمد على الظروف.

الأمر كذلك في زواج المتعة، قبولي بعقد زواج منقطع على إبنتي يعتمد على الظروف والمصلحة، وهل أنها ما زالت بكراً ليكون لي الإذن بتزويجها؟ :) وعلى عوامل أخرى، كلها تُدرس من باب التقدير الشخصي، وهو ما أتاحه لنا الشرع.

التقدير الشخصي يشابه إختيارك لمهنة معينة، كالإختيار بين دراسة الطب، أو العمل كميكانيكي، فمن حيث المبدأ لا إشكال في أي المهنتين، لكن من حيث التفضيبلات الشخصية، فالأمر ليس ثابت.


أما أنت فجوابك هو غير متسق مع المبادئ الحقة للعلمانية :)

(إذ لكل فرد حق فعل الشيء ما زال لم يتجاوز به على غيره)

إبنتك مختارة، ولها الحق كفرد أن تمارس الإنفلات الجنسي: لم إذن تمنعها هذا الحق وأنت العلماني؟

لاحظ أنني كمسلم أعطاني الدين الحقّ في تزويج إبنتي البكر لمن أراه مناسباً وبالعقد الذي أجده مناسباً لها، فيما أنت كعلماني لا تلتزم بأهم ركيزة فكرية علمانية: الحرية الفرديّة

يعني ببساطة:
أنت علماني نسخة مضروبة :D

[SIZE=4]لا أتحدث عن قواعد فقهية للزواج بل عن أسس حضارية لبناء مجتمع عصري فاضل و ليس مجتمعا تراثيا متيبسا إن لائم آيات الله فلن يلائم عباد الله .
الزملاء الكرام .(f)
عطر الله أوقاتكم بالمحبة و العقل .

الزميل اللامع حسان المعري .(f)
يشرفني مرورك و أسعدني اقتباسك .

الزميل المحترم خالد .(f)

اقتباس:نأتي إلى موضوع الرذيلة والفضيلة.
ماهي الرذيلة وما هي الفضيلة، وما هي الأسس التي أحكم على الرذيلة أنها رذيلة والفضيلة أنها فضيلة؟
إن وضعنا الأحكام الشرعية دبر آذاننا، واستندنا إلى "العقل" المجرد للحكم على الأفعال والأشياء، فأي شيء يمنع امرأة أو رجلا من تأجير جسدهما جنسيا لقاء مال وللمتعة؟ ما الفرق بين الراقصة التي تمتعنا بهز خصرها، والمطربة التي تمتعنا بصوتها والرسامة التي تمتعنا بلوحاتها ولاعبة الأكروبات التي تدهشنا بحركاتها والمومس التي تمتعنا بالجنس معها؟

في جميع الأحوال قامت امرأة بتأجير جزء من جسدها باختيارها نظير مال لتمتيع المستأجر، تدفع منه الضريبة كحق للمجتمع، ثم تعود على نفسها ومن تعول بالباقي!

أأجرت فرجها أم أجرت خصرها، لم يكون هذا رذيلة بعيدا عن المفاهيم الشرعية؟

كان أرسطو يرى أنه لابد أن نتفلسف حتى لو لم نتعمد ذلك ،و لكني الآن أرى أننا أصبحنا نتعبد حتى عندما نتفلسف ، أفضل أن نضع خطوطا فاصلة بين المجالات المختلفة ، الحياة أكثر تعقيدا من أن نبسطها دون أن نهزل ، فهل يعقل أن نطرح أفكارنا و تحيزاتنا الشخصية كدين ومن ثم حقيقة مطلقة؟ ، هل يمكننا أن ندين الفنون كعهر و قد سمح النبي بما تيسر منها في زمانه كرقص الزنج وضرب الدفوف و الغناء ولم يرها عهرا كما يراها زميلنا خالد الذي يبدوا أنه أكثر غيرة على الفضيلة من النبي نفسه .
لماذا إذا لا نطرح القضية في تجريدها العام طالما جانب التوفيق زميلنا خالد في نموذجه الإسترشادي للرذيلة التي يشارك فيها النبي محمد و يصحب إليها زوجته عائشة .
فلسفة الأخلاق ( ما هي الأخلاق وما مصدرها ) .
هذا شريط طرحته في نادي الفكر و قد شارك فيه مجموعة من العقول اللامعة وسوف أثبت وصلة اليه لأنه يتكامل مع هذا الشريط في جوانب منه . هنا
و بطبيعة الحال لن يمكنني مناقشة فلسفة الأخلاق أو أنظمتها في هذا الشريط و لكني أعد زميلنا خالد أن أطرح شريطا منفصلا عن الأخلاق للرد على سؤاله عن مفهوم الفضيلة و الرذيلة .، رغم هذا فحتى الشريط الموعود لن يساعد سوى في توضيح الرؤية العقلانية للأخلاق في مقابل الرؤية الثيوقراطية و لكنه لن يجسر الهوة بيننا ، فالمعضلة ستبدوا غاية في التعقيد لو نظرنا إليها على ضوء فلسفة الإطار ، وفقا لهذه النظرية فإن النظم و التقاليد و المفاهيم التي تعود إلى أطر مختلفة تكون غير قابلة للمقايسة أو المفاضلة أو أن نقيس بعضها ببعض و هذا يطلق عليه عدم المقايسة incommensurability ،و بالتالي لا يمكننا ان نقول أن مفهوم الأخلاقي moral أو الفضيلة virtue في إطار ما هي أفضل من مفهوم الأخلاقي أو الفضيلة في إطار آخر و هكذا لأن المفاهيم يمكن فقط قياسها مع غيرها داخل نفس الإطار و لكنها تصبح مستحيلة القياس مع مفاهيم تنتمي لإطار مختلف . هناك بالتالي استحالة لقياس الأخلاق بين الإطار الإسلامي النصي و الإطار العقلاني الإنسانوي ( الهيوماني ) ، إذا خرجنا من دائرة التراث و قيمه سنجد أنفسنا في مواجهة نظريات مختلفة للعدل ، أهمها على الإطلاق نظرية المنفعة العامة( Utilitarianism)، وهي التي تتخذ شعارها ( أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس ) ،


المحترم عويلس .(f)

إني لا أتحدث عن قواعد فقهية للزواج بل عن أسس حضارية لبناء مجتمع عصري فاضل و ليس مجتمعا تراثيا متيبسا إن لائم آيات الله فلن يلائم عباد الله .

اقتباس:أما أنت فجوابك هو غير متسق مع المبادئ الحقة للعلمانية  
(إذ لكل فرد حق فعل الشيء ما زال لم يتجاوز به على غيره)
إبنتك مختارة، ولها الحق كفرد أن تمارس الإنفلات الجنسي: لم إذن تمنعها هذا الحق وأنت العلماني؟
لاحظ أنني كمسلم أعطاني الدين الحقّ في تزويج إبنتي البكر لمن أراه مناسباً وبالعقد الذي أجده مناسباً لها، فيما أنت كعلماني لا تلتزم بأهم ركيزة فكرية علمانية: الحرية الفرديّة
يعني ببساطة:
أنت علماني نسخة مضروبة .

لماذا تتحدث عن أشياء لا تعرف عنها شيئا سوى أماني ، ماهي المبادئ الحقة للعلمانية و ماهي العلمانية ابتداء ، إن تعريفك هو للحرية و ليس للعلمانية ، إنك أيضا لا تعرف ماهي حدود الحرية الفردية ، فتلك الحرية مطلقة إلا أن تفتأت على حقوق المجتمع علما بأن حقوق المجتمع هي ما تعارف المجتمع عليه كونه من النفعية العامة التي قد تقود إلى قوانين بالغة الصرامة مثل قوانين الإغتصاب و التحرش في أكثر المجتمعات تحررا كأمريكا ، إن رفضي التحلل الجنسي ليس شخصيا و ليس موجها لأقاربي فقط و لكنه عام و لكل المجتمع ، نحن كعلمانين نضع القوانين التي تراها أفضل العقول مفيدة و صالحة للمجتمع وفقا لقيمه الأخلاقيه ،وما يصلح لمجتمع لا يصلح لآخر ، المشكلة أن الأصوليين لا يقرأون خارج النص المذهبي و لا يفكرون لأنفسهم بل ما يفكر لهم مرجعياتهم ، من جانب آخر فكثير من الشباب الخليجي و السعودي تحديدا الثائر على مجتمعه المنغلق يتطرف في أفكاره و يدعوا لأشياء لا علاقة لها بأي فكر سياسي كالحرية و حتى الفوضىالجنسية تحت مسميات براقة مثل العلمانية و الليبرالية و تلك ظاهرة مفهومة و لكنها غير صحية ، كان سارتر يشكو أن كل بوهيمي في اوروبا يدعي أنه وجودي ،و نحن نشكو أن كل منفلت في الخليج يدعي أنه ليبرالي ، إن العلمانية و الليبرالية و الحرية و الإنسانوية ( الهيومانية ) كلها أشياء جادة للغاية ولا علاقة لها بالإنفلات الجنسي الذي يمارسه بعض الإسلاميين تحت مسميات براقة مثل السنة الطاهرة وزواج المتعة :cat:.

"عقلية جمعية" .. أو"نفعية عامة" .. أو "عقد إجتماعي"

هذا كله مجرد تورية لمنهج باطل و ضارّ:
إتباع الهوى.

يريدون أن يعطّلوا حدود الله، وأن يأخذو ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، وأن يستبدلوا أحكام الشريعة الغراء بأحكامهم الوضعية، ثم يقولون:
نحن مسلمين.!

حدد وجهتك يا بهجت

تريد "إسلاما" يببيح تعدد الزوجات؟ أم تريد "نفعية عامة" تحظره؟

اقتباس:  عوليس   كتب/كتبت  
 
منّك لله يا بو علاكات

رِدِت أعدل المشاركة! :mad:

مدري منو أبو علاكات هنا :lol:
شوف يا عوليس .. بيني وبين الزميل بهجت ما صنع الحداد ، لكن هذا لا يمنع أن أشيد بوجاهة طرحه واتساقه مع ذاته ..
في المقابل : ألا حظ أنك تحشر العلماني في زاوية أخلاقية ضيقة ، وتتبنى وبقوة فكرة أن العلماني بالضرورة منحل أخلاقيا !!

أما عن سؤال بهجت لك فسأجيب عنك : باعتقادي لا ، سوف لن تقبل بأن تتزوج ابنتك أو اختك زواج متعه ، مع احترامي الكامل لأعراضك ومحارمك وإشفاقي عليهن من أن يتم تداولهما أو حشرهما في هكذا حوار .. فاقبل اعتذاري عن أي إساءة غير مقصودة لهما (f)
وما نعرفه يا عوليس ، فإن سادة الشيعة يرفضون هذا الأمر ويحرمونه على نسائهم .. هل هذا صحيح ؟!

غير هيك وهيك : أنت مطالب بالعودة إلى هذا الموضوع :

http://www.nadyelfikr.com/viewthread.php?f...id=45188&page=4

أو لنقل ، مش مطالب ..
بس لفت نظر لا غير
:lol:

يا معري
يا ناصبي :)

السادة لا يحرمون المتعة
وأحد أكبر أعلام مدينتي هو سيّد، كان ثمرة عقد زواج منقطع، و يعرف ذلك القاصي والداني في مدينتنا، لكننني لن أجعله مادة لحوارنا :)، رحمة الله عليه، وحشره مع من أحب...


على انني أجبتُ بهجت أعلاه
وقلتُ له أن المعري لا يحب أن تكون أخته مطلقة، خاصة وهو يعيش في مجتمع عربي متخلف، يتخذ من العادات والتقاليد شرعاً ، رغم انه يؤمن بأحلية الطلاق :)

وأنا لا أحشر بهجت في إطار أخلاقي ضيّق، ولكنني سألته سؤالاً، كما فعل في سؤاله لي، وعلى ضوء إجابته بينت له أن ما يطبّقه يخالف ما يؤمن به..

وعليه:
ما زال السؤال قائما:
هل يريد إسلاماً يبيح تعدد الزوجات، أو "نفعية عامة" ترفضه ؟


و موضوعك سأعود إليه متى طاب لي ذلك،
وحتى الآن:
( مليش نفس ).

اقتباس:  عوليس   كتب/كتبت  
يا معري  
يا ناصبي :)

وعليه:
ما زال السؤال قائما:
هل يريد إسلاماً يبيح تعدد الزوجات، أو "نفعية عامة" ترفضه ؟

عويلس .(f)
سؤاك يوضح ما أشرت إليه قبلا عن نظرية الإطار و صعوبة الحوار بين أطر مختلفة ، أنت تسأل سؤالا يبدوا لك منطقيا و أراه غير منطقي ، إني إبتداء لا أرى و لا أقر وجود علاقة بين العقيدة و القوانين الإجتماعية أو الجنائية لإختلاف الطبيعة ، إن الإسلام الذي يبيح تعدد الزوجات ليس هو العقيدة بل التراث الفقهي ، هذه هي المشكلة في عمقها .. أنت وزملاؤك ترون الدين منظومة قانونية و لا نراه كذلك بل نرى ضرورة فصل الدين عن السياسة و التشريع المدني و الجنائي الذي هو فرع من السياسة بمعناها العام و الفلسفي ، إننا في الحضارة الحديثة نفصل و منذ زمن طويل بين العقيدة التي هي شأن خاص و بين القانون الذي هو شأن عام ، أما الخلط بينهما فهو الأصولية الدينية التي مازالت بعض المجتمعات و الجماعات تمارسها كنوع من التخلف الحضاري ، إني لا أحاول أن أقلل من قيمة طرحك و لكني فقط أوضح لك ما استغلق عليك و تراه ازدواجية ، إني أستبعد الدين كلية من طرحي و بالتالي أتناول زواج المتعة أو المسيار مثلا على أساس منطقي عقلاني فقط ، كما هو واضح من قضية زواج المتعة أن المنهج الديني هو الذي يسلمنا لللفوضى و التناقض فالبعض يراه بغاء و نوع من الزنى و الآخر يراه زواجا حلالا يثاب المرء عليه كطاعة ، إن مقياس الحلال و الحرام لا يصلح ولا يجب أن يستخدم في قضايا خلافية و متغيرة مثل قوانين الزواج فالفيصل هنا هو الصحة و الخطأ و الجدوى و عدم الجدوى و النفع و الضرر ، كما قلت و ربما مر ذلك عليك بدون ملاحظة ( كل ما هو نفعي هو أخلاقي ،وكل ما هو أخلاقي هو نفعي ) ، فكر في ذلك بعمق على أساس أن المقصود النفعية العامة للمجتمع و للبشرية ، من غير المتصور أن يعتقد أحدكم أن الفقه إلهي حتى لو استخدم خطابا دينيا فهو دائما مختلف فيه و حوله ، الفقه هو بشري اجتهادي مثل القوانين الوضعية الحديثة ،و لكنه محكوم بزمانه و التخلف المعرفي للفقهاء ،و بالتالي فهو مربك و متناقض و متخلف معرفيا عديم الجدوى.

السلام عليكم
الأخ بهجت.

لم تجب على السؤال. (f)

قال الباري جل وعلى في محكم كتابه:
{فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ }

هذه آية قطعية الدلالة، قطعية الثبوت.
فهل تأخذ بها ، أم تردّها؟
وإن كنتَ تردّها، فبين السبب..

(مثلاً: قل أنا لا أؤمن بالإسلام أصلاً..
أو قل: الإسلام لم يبح تعدد الزوجات..)

وأنا إذ أسألك، إنما أفعل ذلك لنضع سوية أرضية مشتركة.

اقتباس:و لا نراه كذلك بل نرى ضرورة فصل الدين عن السياسة و التشريع المدني و الجنائي الذي هو فرع من السياسة بمعناها العام و الفلسفي

قال الباري عزّ وجل: {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}

أنت الآن تريد أن تعطّل حدود الله، وتريد أن تخضع عباد الله لقوانين وضعانية ، وضعها بشر يخطئ ويصيب، وقد يضعها إتباعا لهواه، فتارة يمنع إعدام القاتل بزعم أن هذا حكم بربري، وتارة يعطي تصاريح لمحلات بيع الخمور بل ويأخذ منها ضرائب على هذا البيع الحرام ليطعم به عباد الله..

وقد لا يجد هذا المبتدع حرجاً في سن قوانين تسمح بممارسة الشذوذ الجنسي، ولكنه يعارض تشريع تعدد الزجات..

ما تريده باختصار هو أن نجتهد في مقابل النص، وأن نردّ ما هو معلوم من الدين بالضرورة بعنوان تغيّر الزمان ، وأن هذا التغيير ضروري لتطور المجتمعات، وهذا باطل يقر به كل مسلم، ومع ذلك هناك تساؤل مشروع : لماذا لا نطبق تعاليم الإسلام بالشكل الصحيح، بدل أن نئد فكرة تطبيق هذه الأحكام من المهد ؟

اقتباس:كما هو واضح من قضية زواج المتعة أن المنهج الديني هو الذي يسلمنا لللفوضى و التناقض فالبعض يراه بغاء و نوع من الزنى و الآخر يراه زواجا حلالا يثاب المرء عليه كطاعة

حتى مفاهيم كالحرية وضوابطها، وكثير من القوانين المدنية والأحكام الجنائية قد لا يتفق عليها خمسة من العلمانيين، ومع ذلك هل نقول أن المنهج العلماني يسلمنا للفوضى والتناقض؟

اقتباس:إن مقياس الحلال و الحرام لا يصلح ولا يجب أن يستخدم في قضايا خلافية و متغيرة (..) فالفيصل هنا هو الصحة و الخطأ و الجدوى و عدم الجدوى و النفع و الضرر، كما قلت و ربما مر ذلك عليك بدون ملاحظة ( كل ما هو نفعي هو أخلاقي ،وكل ما هو أخلاقي هو نفعي )

من يحدد هذه الجدوائية؟ وما هي المقاييس العادلة التي يمكن أن يتفق عليها البشر؟ وكل إنسان هو مُبتلى بأهوائه الشيطانية، ومطامعه وجشعه الذي لا يقف عند حدّ، فكيف نأخذ بأمر قد يضلنا ويضرنا؟
ثم أن تناولك للأمور الأخلاقية بهذا الشكل إنما هو مبني على الكفر بحلال الله وحرامه الذي بيّنه في القرآن، فهل ما زلت متمسكاً بمنهجك الذي طرحتَـهُ في رد سابق (دعنا نتحاور كمسلِمَـين..)؟


ولا يضر أن نطرح - مثلاً - مسألة تشريع الفوائد الربوية كأمر يراه البعض نافعا ويراه البعض الآخر ضاراً .. وهي مسألة تناولها القرآن وفصل في حكمها .. فأي الأقوال سيأخذ بها بهجت؟

اقتباس:الفقه هو بشري اجتهادي مثل القوانين الوضعية الحديثة ،و لكنه محكوم بزمانه و التخلف المعرفي للفقهاء ،و بالتالي فهو مربك و متناقض و متخلف معرفيا عديم الجدوى.

الإجتهاد في الفقه يكون وفق المساحة التي أتاحها الإسلام للفقيه، فالفقيه يستنبط الأحكام وفق قواعد وأصول عقلائية، على أن مساحة الإجتهاد هذه تتوقف عند تصادمها مع نص قطعي الدلالة قطعي الثبوت، فشتان ما بين إجتهاد يراعي قول الله وقول رسوله، وبين إجتهاد يكل إلى حيث النصب والحرمان.

الزميل المحترم عويلس .(f)
إن القضايا الهامة التي تثيرها في مداخلتك هي محور كثير من الأشرطة التي طرحتها أو شاركت فيها و آخرها شريط (الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية )
اضغظ هنا
و بصفة خاصة ما هو متعلق بتطبيق الشريعة و معلوم الدين .
في هذه الأشرطة طرحت وجهة نظري بتوسع كبير و بالطبع لا أعتقد أني حسمت هذا الحوار ، فقط أتمنى أن أكون أوضحت وجهة نظري و كثير من العلمانيين الذين لا يتخذون موقف الرفض المبدئي للإسلام بفرعيه السني و الشيعي ، إن ما نرفضه هو النموذج الأصولي للدين لخطورته و مجافاته للحضارة ،و لكننا سنرحب بنموذج ليبرالي يفصل بين الدين كشأن خاص و نسق وظيفي مستقل بذاته و بين الأنساق الوظيفية الأخرى بما في ذلك السياسة و القوانين ، إننا نرى النص القرآني كأي نص ديني آخر هو بالأساس نص بشري بالمخاطب ولابد أن يكون زمانيا و مكانيا ،فلا يوجد إنسان مطلق في كل زمان و مكان كي نفترض أن هناك نص مطلق لكل زمان و مكان ، إن الثقافة جزء من المعنى و الثقافة نسبية متغيرة كذلك المعنى نسبي متغير .
هذه القضية ( تطبيق الشريعة ) لا يمكن تناولها بشكل عرضي لأنها مع قضية الدولة الإسلامية محورا الصراع بين الحداثة و الأصولية ، لهذا أتمنى أن تجد وقتا لقراءة ما يخص تطبيق الشريعة من الشريط ففيه ما أراه ردا على مداخلتك ،ولو كان لديك تعليقا سأرحب به على الشريط الذي وضعت وصلته آنفا ، إنني أتفهم أن المقترب العلماني غريب عن الثقافات الأصولية السائدة في المنطقة و بين الشيعة خاصة ، هذه الحقيقة يمكن فهمها على ضوء أن الشيعة لديهم بالفعل ثقافتهم المميزة و مشروعهم السياسي الخاص الذي يقوم على المعتقدات الدينية الشيعية و أن ذلك المشروع له جاذبيته الشديدة لهم كونه رد على الحيف التاريخي الذي يرونه كما يستجيب لرغبتهم في الولوج إلى التاريخ المعاصر ككيان قومي واحد ، لهذا لا أتوقع أن نصل إلى تفاهم ولو في حده الأدنى و كل أملي أن تتفهم وجهة نظري بهدوء كما فعلت مع مداخلتك و أن تنقد ما تراه كما تريد ، وثق أني سأرحب بذلك النقد و أستفيد منه كما فعلت دائما ، فالنجاح الكاسح الذي أحرزته العلمانية الليبرالية في العالم كله قام على تفاعل ديناميكي مع النقد .
تحياتي .