ثندر مقاربتك للموضوع ساذجة جداً
انت تصور الوضع وكأنه سلك معقد علي شكل عقد متداخلة وان الحكومة المصرية (او اي دولة نامية) طفل غبي مهمل لا يعرف كيف يفك تلك العقد...
هذه ليست مقاربة جيدة للمشاكل التنموية للدول، التي يجب ان تري بمفهوم اساسي وهو مفهوم "الاتزان"Equilibruim ، بمعني الاتزان بين الموارد والتخطيط من ناحية وبين حاجات المجتمع من ناحية اخري ، فمع مرور الزمن تدخل موارد وحاجات جديدة في المعادلة بحيث تعود بها الي حالة جديدة من الاتزان ، الدول المتقدمة لا تفرق اي شئ "كعنصر" عن الدول النامية ، الفرق الوحيد هو انه في الدول النامية طرف الحاجات قد زاد بشكل كبير و"مفاجئ" عن طرف الموارد ، ولكن لحسن الحظ ان طرف الموارد -لطبيعة التقدم البشري ذاتها- يزداد سنة عن سنة ، وهذا ما يجعل المشاكل تقل سنة عن سنة ...
فطريق التنمية هو بالمناسبةعلي شكل "محطات" ثابته كل الدول المتقدمة التي تراها الان مرت بها في فترات معينة ، فلو قرأت عن وصف المدن الامريكية في اواسط القرن التاسع عشر لوجدتها لاتفرق عن المدن العربية الحديثة ..
مدن برطانيا مرت بنفس المشاكل ابان الثورة الصناعية
لا توجد دولة عبقرية لم تمر بمشكلات التنمية والتخطيط التي نمر بها الان ، تماماً كما لايوجد رضيع يصحو في اليوم التالي ليجد نفسه رجلاً كامل النمو...
الموضوع كله محطات "اجبارية" يجب ان تمر بها قاطرة التنمية...
ولكي اوضح اكثر عندك مفهوم الهرم الديموغرافي:
مصر في الستينيات والسبعينيات كانت في هذا النموذج:
[CENTER]
[/CENTER]
النموذج 2 او المحطة اتنين وهي محطة يكون فيها معدل المواليد عالي ولكن الرعاية الصحية الجيدة تجعل معظم هؤلاء المواليد يعيشون مما يصعد بعدد السكان للسما ، ويزود من معدل الdependency لان هؤلاء المواليد يحتاجون لمن يصرف عليهم وهم لا ينتجون شيئا بالقابل مما يجعل البلد ككل كسيحاً : احتياجات كبيرة وموارد قليلة ...
الان وبازدياد الوعي الصحي والانجابي وبدخول المواليد اولئك لسن العمل بدأت الموارد تزيد ويقل معدل الdependency لصالح دخول مصر المرحلة 3
[CENTER]
[/CENTER]
وبعد ان نتجتاز 3 ممكن ان ندخل 4
[CENTER]
[/CENTER]
وهي المرحلة التي يكون بها عدد السكان المنتجين اكبر من عدد السكان الغير منتجين ويقل معدل الانجاب ... وهي مرحلة الموارد اكبر من الاحتياجات كالدول المتقدمة
فيا فرحتي بمصر تصدر قانون منع البنيان في القاهرة ولا يطيعه احد ، في حين ان السكان يزيدون بالفعل في "كل منزل"، فالرضيع لن يؤخذ عجلته ام ثلاث اطارات ليسكن بضواحي القاهرة مستقلاً ، ولكنه سيجلس علي حجر امه هو اخوانه الخمسة معتمدين علي عمل ابوهم الذي لن يذهب للضاحية طواعية بدوره لمجردان الفرمان قد صدر بهذا ، او لان الوعي الثقافي عنده يجعل ضميره يؤنبه ان بقي في الزحمة ، وزحمة يا دنيا زحمة!
الامر يحتاج صبر ووعي بالوضع وفهم لانه لاتوجد دولة سابقة سنها تقفز من المرحلة 1 للمرحلة 4 في عقد مثلاً... الامر يحتاج قرن او اكثر ، ومصر بالفعل قطعت جزءاً كبيراً من الطريق فبلاش تشاؤم ارجوك
لايوجد قانون اياً كانت قوته وحنكته ودهائه يستطيع تخطي محطات التنمية تلك والمعتقد بغير ذلك هو ساذج فقط ليس الا(f)