اقتباس:، ومع كل المجادلات التي تميز المجتمعات الإسلامية ، فإنها لا يمكن أن تتبجح سوى بوجود ديمقراطية عاملة واحدة فقط (تركيا) وهي لم تشهد أي إنجازات اقتصادية مثل كوريا أو سنغافورة أو أوروبا الشرقية
مودتي :
لم اكن استطيع ان اترك موضوعا تطرحه زميلنا الفاضل دون العنايه به والاستفاده منه و اثاره الاسئله حوله , لاهميته اولا ولكونه يمس جذور المشاكل لا عوارضها ولا لاي سبب اخر.
تقبل كامل احترامي.
الكلام الذي يخرج من القلب يصل الى القلب
اقتباس:وكم ذا بمصر من المضحات .. و لكنه ضحك كالبكا .
هذه الجمله بالذات كنت قد سمعتها مرارا منتشرة في خطب ودروس الشيخ المصري المعارض – او المشاكس- حتى النهايه, الشيخ عبدالحميد كشك- واضن قله من يجهلون صوته-.حتى ضننت انه منشده.
في مصر يتردد معنى هذا البيت على السنة الجميع ولا ضير .الااننا سنفتتح القول بناءا عليه ان ثمه شعورا بمشكله ما –او حتى مرض- مستفحلة في ارجاء المحروسه....
لماذا مصر ؟ سؤال بدون معنى لان مصر كما قلت تعيش فينا حتى ولم نعش فيها.
لامناص من القول ان ثمة اطيافا كثيره تتنازع على صحه ومشروعية القواعد التي ينبغي ان تنظم حياة المجتمع المصري او حتى مجتمعات العرب بصوره عامه. والمدهش ان الجميع يعترفون بوجود مشكلة ما تعيق عمليه تقدم المجتمع الى النموذج المثالى , على ان الجميع تقريبا مختلفون حول شكل ومضمون هذا المجتمع المثالى.
هذا الشريط بطريقه ما هو محاوله لتوصيف الازمه المجمع على وجودها,ينبغي التاكيد هنا على ان لا محاوله توصيفيه لمظاهرالازمه العربيه الرهانه حازت على قبول الاطراف المتنازعه,من هنا لا نستطيع – معرفيا على الاقل-البدء بالتفكير بالازمه الراهنه من خلال أي توصيف ما لم يحز القبول الكافي على صدقيته ومطابقته للواقع .
اذا علينا اولا وقبل كل شيء البدء بتأصيل قواعد ما نتفق عليها في عمليه التوصيف. بمعنى اخر سيبقى الجميع يغني على ليلاه ما لم تبرز طبقه من المثقفين* القادرين على انتاج قواعد معرفيه صالحه تحاكي الواقع وتضمن الحد الادنى من القبول لدى اطياف المجتمع .
مثلا :
ما نراه في هذا الشريط الرائع تمسكا بالخرافه والاسطوره –او نظرية المؤامره - في سبيل تفسير الاشياء وفهمها عند غالبيه مثقفي العرب , هو من جهتهم أي هذه الغالبية القول الحق والدين القويم في عالم طغى فيه الظلم واستشرا.
ليس فقط الاختلاف على انواع الحلول الواجب اتخاذها تجاه المشكلة.
ثمه جدالات حاميه جدا حول تشخيص المشكله ذاتها ووصفها واسباب تفاقمها.
مثلا:
وصف ظاهرة التمسك بالحجاب –او الخيم المتنقله- عند افراد المجتمع على انها محدد يبين مدى انسلاخ المجتمع عن روح العصر وجرعه مخدره تنسيه اهاته واوجاعه,
نجد الاطياف الاسلاميه تراه محددا اجتماعيا يقيس مدى تمسك جماعه المؤمنين بالشريعه المقدسه وبالتالي الاسراع في الوصول الى النموذج الاسمى للمجتمع الذي يكفل له كل حال جيد.
احب ان اقول هنا اننا جميعا جماعه المثقفين نطلب المشروعيه من المجتمع نفسه عند مناقشه عمليه التغيير , بمعنى اننا في النهايه نريد تغيير المجتمع وعند استبعاد الطرق القمعيه لن يبقى سوا الاقناع وسيله للتواصل مع افراد المجتمع وهنا تكمن مشكله خطيره جدا , هي ان متبني الوجه الحداثيه الغربيه لم يجدوا حتى الساعه لغه سهله وبسيطه وحقيقيه ومقنعه توصلهم الى ارواح البشر البسطاء وفي الغالب لا تجد من يسمع لهم لانهم ببساطه ازاحو المنظومه الدينيه جانبا من مفرداتهم وهكذا فان المساله ليست مساله امتلاك الشجاعه وحدها على الكتابه كما اشار الزميل المحترم د.طنطاوي.
هل هناك من سبل لفتح حوار بناء فعلا-وليس على سبيل المجاز المستعمل كثيرا اليوم في حوارات العرب-بين الاطراف المتخاصمه ولنكن اكثير تحديدا هل هناك ارضيه مشتركه يمكن البدء منها.الخلاف على ما يبدو يمس المسلمات قبل كل شيء لذا فانك تطلب من كل طرف ترك دينه اولا قبل البدء في الحوار وهذا اصعب ما يكون على العربي.
الباب الرئيس الذي يطرقه الاسلاميون اليوم هو ان لا يوجد تفسير علمي ونهائي قابل للاتفاق حول مسائله الوجود اصلا وسببه ومن هنا فانهم يعتبرون المنضومه الفكريه الدينيه الموروثه هي الاكثر فاعليه ان لم نقل مصداقيه او حتى شرعيه في الحلول محل أي تفسير اخر محتمل واقتراح كل الحلول المطلوبه.
وهكذا فأن اعتماد المجتمع الغربي المعاصر كافضل اسلوب يمكن للمجتمع خلاله ان ينمو يؤدي يوميا الى مزيد من الخراب , وعليه فأن نقد الخطاب الاسلامي المعاصر لا يجب ان يتم بقياسه للمجتمع الغربي و.....اثبات تاخره عنه ,نقد هذا الخطاب يحب ان يكون من خلاله هو اولا وابراز تناقضه مع نفسه ومع الواقع وكونه غير عقلاني ولا يؤدي الى الطريق الاقوم للمجتمع.
على جميع المثقفين المستنرين اليوم اولا وقبل أي شيء ان يعترفوا ان كل الاجيال السابقه عند العرب التي حاولت نقل الحداثه الى بلادنا قد فشلت تماما وربما قد جلبت عوارض سلبيه
وان أي تيار جديد يأمل بالجديد عليه ان يأخذ الظاهره الدينيه بعين الاعتبار .
:97: