أخي الكريم أبو عاصم
السلام عليكم
بداية لم يحرم الله التفكير البتة ولا اللجوء لحقائق العلم. بل جعل ذلك حلالًا ورغبنا فيه:

{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ} (50) سورة الأنعام
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (44) سورة النحل
{اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (4) سورة الأحقاف

..................
إن البخاري رحمه الله تعالى قد كان شيخا من شيوخ الإسلام وأعلامه.
..................

اتفق معك أخي أبي عاصم إلا أن البخاري بشر مثلنا لا يعلم الغيب وبين يديه روايات كثيرة جاءت من مصدرها ومن غير مصدرها بعد مئات أو عشرات السنين.

..................
كان يقول في الرجل الذي يخرج عنه في الصحيح: "هذا جاز القنطرة"، وذلك لتلقي علماء ذاك العصر الكبار هذا الكتاب بالقبول.
..................

وقد عاب أخي الفاضل بعض علماء السنة والجماعة على البخاري اعتماده رواة ضعافًا في صحيحه. كما أن تلقي علماء العصر له بالقبول لا يعني الموافقة على جميع ما فيه بدليل أنهم انتقدوا عليه روايات. بل من علماء السنة والجماعة من فضل صحيح مسلم على صحيح البخاري. ومعنى هذا أن كتاب البخاري Critical. وإلا لأعلن هو أنه وحي من الله ولما جرؤ أحد من علماء السنة والجماعة على تضعيف عشرات من رواته ونقد عدة روايات في كتابه، ولما جرؤ أحد على تفضيل صحيح مسلم عليه.

..................
وكان من آخرين القبول لحديثهم وإن لم يصرحوا، على أنه قليل بالنسبة لما رووا، أو لكونهم في هذا الشأن كبار عظام لا يروون إلا عن ثقات.
..................

أخي الفاضل هناك ثقات رووا عن ضعاف أو وقعوا في الوهم. وسأشرح ذلك عندما اتعرض لرواية البخاري أن الرسول سجد وسجد معه المسلمون والمشركون عندما نزلت سورة النجم. ويعلق الألباني على هذا فيقول في جزء من شرحه:
"فيبقى النظر في هذه المراسيل وهي كما علمت سبعة صح إسناد أربعة منها وهي مرسل سعيد بن جبير وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وأبي العالية ( رقم 1 - 3 ) ومرسل قتادة رقم 5 ) وهي مراسيل يرد عليها أحد الاحتمالين السابقين لأنهم من طبقة واحدة : فوفاة سعيد بن جبير سنة ( 95 ) وأبي بكر بن عبد الرحمن سنة ( 94 ) وأبي العالية - واسمه رفيع مصغرا - سنة ( 90 ) وقتادة سنة بضع عشرة ومائة والأول كوفي والثاني مدني والأخيران بصريان
فجائز أن يكون مصدرهم الذي أخذوا منه هذه القصة ورووها عنه واحدا لا غير وهو مجهول. وجائز أن يكون جمعا ولكنهم ضعفاء جميعا فمع هذه الاحتمالات لا يمكن أن تطمئن النفس لقبول حديثهم. (الألباني. نصب المجانيق. ص 45، 46)
فهؤلاء ثقات أكابر كما ترى ومع ذلك رد الألباني روايتهم دفاعًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مجوزًّا أنهم أخذوا عن مجهول أو عن ضعاف. ولو أنه حَكَّم كتاب الله تعالى وتحليل آياته في هذا الشان تحليلًا لغويًّا لكان خيرًا له وأهدى سبيلًا إلا أنه عالم روايات لا يلجأ لكتاب الله إلا قليلًا إلا من رحم ربي منهم.
وقد رفض الإمام الشافعي قبول من دلس ولو مرة واحدة:
"واعلم ان الامام الشافعي قال ان الشخص إذا دلس مرة واحدة كان مدلسا." (المدلسين لأبي الوفا. ج1)

..................
فلا يقال إن رواية أبي إسحاق إذ لم يصرح بها ضعيفة لا سيما إن كانت في صحيح البخاري.
..................

ما دام أبو إسحاق مدلس ولم يتابع عليه البخاري فروايته ضعيفة. إن من شروط قبول رواية المدلس عند علماء الحديث هو أن يتابع عليه وقد اعترض الشافعي على هذا كما ذكرت لك أعلاه. ولماذا نستثني البخاري؟ أليس بشرًا؟ وكيف علم صدق رواية أبي إسحاق هذه؟ هل يعلم الغيب، أخي الكريم؟

..................
فإن مثل هؤلاء لا يُظن فيهم الخطأ لقوة حفظهم ودقته.
..................

سيدنا أبو هريرة شهد أنه نسي وأخطأ، والسيدة عائشة خَطَّأت ابن عمر، كما أخطأ سيدنا أبو ذر. وكل هؤلاء من الرواة الأوائل الذين أخذوا من المصدر مباشرة. فما بالك بمن جاء من بعدهم؟! كما خَطَّأَ العلماء السيدة عائشة في رواية الرضعات. ما دمت بشرًا لا مفر أمامك من الخطأ والسهو والنسيان والوهم. فهذه طبيعتك وأنت خاضع لها.

..................
(والجان خلقناه من قبل من نار السموم)
(وجعلنا من الماء كل شيء حي)
..................

{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (30) سورة الأنبياء

قوله جعلنا غير "خلقنا". والمعنى أن الله عز جعل الكائنات الحية لا يمكن أن تستغني عن الماء وأن الماء يمثل الجزء الأكبر من تركيب أجسامها. والكائنات الحية التي يراها الكافر أمامه هي الإنسان والحيوان والنبات والحشرات. أما الخلق من ماء فيعني أن الجزء الأكبر وهو الحيوانات المنوية والبويضة من ماء:
{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (45) سورة النــور

..................
وأما الثانية والتي فيها أن ابن عباس كان ابن عشر سنين وقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فهي أصل المشكلة وأساسها، وقد رأى القاضي عياض التقديم والتأخير على أن ابن عباس قرأ المحكم وهو ابن عشر سنين.
..................

هذا أخي مبالغة وتحميل نصوص وألفاظ الروايات ما لا تحتمل. إن هؤلاء الذين يحاولون التوفيق بين هذه الروايات ينظرون على أنها وحي. وهذا هو الخطأ. الروايات عمل بشري محض وهو محاولة لتسجيل أدق شيء يمكنهم الوصول إليه. إلا أنهم لا يمكن أن يسجلوا الرواية الأصلية كما هي في الغالب أو في أحيان كثيرة. ووسط هذا تقع الأخطاء والسهو والنسيان والزلل. هذه طبيعة البشر ولا يمكنهم الخروج عنها.

أخي الفاضل أنا مسلم
السلام عليكم
..................
من أدراك ان هذه القصه صحيحه؟
فحسب علمي المتواضع ان أبي سعيد الخدري قد تفرد بها .. فكيف قبلت ذلك الخبر وهو آحاد؟
فلماذا لم تقل فى نفسك لعل أبي سعيد رضى الله عنه قد أخطأ!!
..................

يقول د. حمزة عبد الله المليباري في كتابه "عُلوم الحديث في ضوء تطبيقات المحدثين النقاد" في منتدى ملتقى أهل الحديث:
"لا يصح الإطلاق بأن الأحاديث خبر آحاد وأنها لا تفيد إلا الظن؛ ومن المعلوم أن في جملة أخبار الآحاد ما يفيد القطع بكذبه، وفيها ما يفيد القطع بصدقه، وفيها ما يفيد الظن بكذبه، كما يفيد الظن بصدقه، وفيها ما تعتريه ريبة، وكل هذا واقع تبعاً للقرائن التي تحتف به."
ويستشهد د. حمزة عبد الله في كتابه بالإمام ابن الجوزي الذي يؤكد على النظر في متن الحديث بالدرجة الأولى قبل سنده:
"ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول، أو يناقض الأصول، فأعلم أنه موضوع".
فلما كان هذا الخبر يتفق مع ما جاء في كتاب الله الذي أمرنا بإعمال العقل فهو صحيح.

..................
وكيف ترد على توضيح الفاروق رضي الله عنه أنه فعل ذلك من باب العلو فى درجه التثبيت وليس من باب الطعن.
..................

سيدنا عمر تأكد من خلال توجيه الأسئلة للراوي الأول الذي أثبت له صدق الرواية. أما نحن فكيف نتأكد من هذا خاصة وأن الرواية لم ينقلها لنا الصحابي منه لنا مباشرة عن طريق التسجيل والكتابة وإنما مشافهة عبر أجيال وقعت في أخطاء جمة كما رأيت وسترى. بل إن سيدنا عمر رد رواية المرأة ورجح أنها أخطأت أو نسيت وهي من الجيل الأول كما تعلم. هذه عقيدة ولا بد أن تكون حذرًا لأنك محاسب بين يدي الله عز وجل.

..................
الصحابة كانوا يعملون برواية الآحاد ومنهم الفاروق رضى الله عنه
فعن ابن عباس -رضى الله عنه- قال :
(( ......... وَكَانَ مَنْزِلِي بِالْعَوَالِي فِي بَنِي أُمَيَّةَ وَكَانَ لِي جَارٌ مِنْ الْأَنْصَارِ كُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْزِلُ يَوْمًا فَيَأْتِينِي بِخَبَرِ الْوَحْيِ وَغَيْرِهِ وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَآتِيهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ.
..................

الوحي هنا يقصد به كتاب الله وما نزل من القرآن الكريم لأنهم كانوا سباقين لسماعه وحفظه في صدورهم. وعلى فرض أن المقصود هو الرواية فكان الصحابي ينقل من المصدر مباشرة إلى أخيه الصحابي ثم ينشرون هذا بينهم فلا يصبح خبر آحاد. وبهذا يختلف هذا المفهوم عن خبر الأحاد في عرف أهل الحديث اليوم. فهو الحديث الغير متواتر والذي يفيد الظن بصدقه أو بكذبه كما قال عالم الحديث د. حمزة عبد الله المليباري. كما أن علماء السنة والجماعة ردوا جميع الروايات التي تثبت وجود آيات قرآنية منسوخة لأن القرآن الكريم عندهم لا يثبت بخبر الواحد ولا بد له من التواتر وأن القرآن لا يثبت إلا بالقرآن. وهذا موقف عظيم نشكرهم عليه.

..................
وكيف ترد على إستدلالك علي أن سيدنا علي -رضى الله عنه- كان يكتفي بالقسم ولم يكن يطلب شاهد أخر ؟؟
..................

نعم. وكيف تصل إلى سلسلة الرواة فتطلب منهم جميعًا أن يقسموا؟ يمكن أن يقسم لك الراوي الذي عاصرتَه وأنت تكتب عنه روايته ويكون صادق. إلا أنك لا تدري ما اعترى الرواية من تغيير على مر الأيام والسنين حسب قواعد العلوم الإنسانية التي ضربت مثالًا منها.

..................
وممكن حضرتك تشرح لنا رؤيتك فى الحديث الشهير(( إنما الأعمال بالنيات ))
مع العلم ان علقمة بن وقاص تفرد به عن الفاروق رضى الله عنه.
..................

هذا الحديث يتفق مع كتاب الله عز وجل ولا يخرج عن ظله. ومن ثم فهو صحيح. قال النووي: "وهو حديث مجمع على عظمته وجلالته وهو أحد قواعد الدين وأول دعائمه واشد اركانه وهو أعظم الاحاديث التى عليها مدار الإسلام" (الألباني. إرواء الغليل. ج1). فالله غني عن عملٍ أشركت معه غيره فيه:
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } (48) سورة النساء
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (5) سورة البينة
5300 - حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ. (صحيح مسلم)

..................
ولكن المشكلة عندي ذلك السبب الغريب بعض الشئ الذى طرحته فى ردك لقوله ((يوم شديد الحر)) لأنه كان فى يناير!!
..................

إذا كان لديك أخي الفاضل معلومة موثقة تقول أن مناخ المدينة المنورة في الشتاء في شهر يناير يكون حارًا جدًا فلا تبخل عليَّ بها. وقد ورد في الحديث ما يدل على وجود برد شديد في المدينة المنورة في شهور الشتاء:
626 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَنْبَارِيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشِّتَاءِ فَرَأَيْتُ أَصْحَابَهُ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي ثِيَابِهِمْ فِي الصَّلَاةِ (أي يغطون أيديهم من شدة البرد). (سنن أبي داود) (وانظر البخاري حديث رقم 504)

http://www.sagia.gov.sa/InvestInSaudi/ARA/info_158.htm

http://saudi.kermanigvasbouragan.com/geo.html

إن مناخ المنطقة حار وجاف في الصيف ، وبارد في الشتاء ، تتجاوز درجات الحرارة في الصيف 45 درجة مئوية أحياناً ، وفي الشتاء قد تصل إلى 5 درجات مئوية أو أقل .

http://saudi.kermanigvasbouragan.com/

المملكة تتعرض لموجة صقيع بسبب الأخدود ويناير أبرد شهور الشتاء

http://www.alriyadh.com/2007/01/11/article215521.html

بسم الله والصلاة والسلام على الرسل أجمعين

يا أخ زيد لو سمحت الوضوح فى الرد

تقول:

اقتباس:يقول د. حمزة عبد الله المليباري في كتابه "عُلوم الحديث في ضوء تطبيقات المحدثين النقاد" في منتدى ملتقى أهل الحديث:
"لا يصح الإطلاق بأن الأحاديث خبر آحاد وأنها لا تفيد إلا الظن؛ ومن المعلوم أن في جملة أخبار الآحاد ما يفيد القطع بكذبه، وفيها ما يفيد القطع بصدقه، وفيها ما يفيد الظن بكذبه، كما يفيد الظن بصدقه، وفيها ما تعتريه ريبة، وكل هذا واقع تبعاً للقرائن التي تحتف به."

يا أخي الفاضل سألت حضرتك على منهج إعتبارك رواية أبي سعيد رضى الله عنه صحيحه ولم تجيب !!

قول الدكتور حمزة جميل لكن البرهان والمنهج يا أخي فهو يقول :
(( فيها ما يقطع بصدقه )) إذاً ماهو منهج ذلك القطع الصحه ؟؟

هذا هو السؤال ياأخي ومازلت أنتظر منك إجابته
عموما أستشف من قولك أمرين :

اقتباس:فلما كان هذا الخبر يتفق مع ما جاء في كتاب الله الذي أمرنا بإعمال العقل فهو صحيح.

1- التوافق مع القرآن الكريم
وهذا للأسف أخي الكريم شرط ساقط لأسباب كثيره منها انه ليس بشرط ان تتوافق الأحاديث مع القرآن الكريم وليس بشرط ان تتعارض معه
ولأن الخبر الواحد قد ثبت فى السنه الصحيحه أن ينسخ المتواتر
وأبلغ مثال علي ذلك قصه تحويل القبله
(( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَنَزَلَتْ
{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }
فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً فَنَادَى أَلَا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ فَمَالُوا كَمَا هُمْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ )) متفق عليه

وهذا حديث رُوي عن أنس وابن عمر وسهل بن سعد وفي مسلم عن إبي إسحاق عن البراء
وفيه حجه ودلاله قوية على نسخ المتواتر بحديث الواحد إذا كان ثقه

2- التوافق مع العقل
وهذا لايصلح شرطاً في الأساس إذ أن أمور الدين ليست منوطه أصلا بالعقل وإلا فكما قال سيدنا علي -رضي الله عنه-
(( لو كان الدين بالرأى لكن أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه و قد رأيت النبىصلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه )) رواه أبو داود وحسنه الألباني

ولكان من السهل إنكار كل المعجزات النبوية الثابته فى السنه لأن المعجزة هي الأمر الخارج عن إدارك العقل
أم انك تري إستخدام العقل فيما لم يتواتر اما ما تواتر فنزيح العقل عنه جانباً !!

بل أن المعقولية مسألة مطاطية جداً وتتفاوت من شخص إلى أخر إذا أنه ليس لها منهج واضح وثابت يعول عليه إلا الهواء البشري ومدي رؤيته السطحية لمدي توافق الحديث مع القرآن الكريم او تعارضه مع عقله

اقتباس:ية. أما نحن فكيف نتأكد من هذا خاصة وأن الرواية لم ينقلها لنا الصحابي منه لنا مباشرة عن طريق التسجيل والكتابة وإنما مشافهة عبر أجيال وقعت في أخطاء جمة كما رأيت وسترى.

لا تتعب نفسك أخي لأني إكتفيت بما رأيت
الذى تكفل بالتأكد من صحه الحديث هو من نقل الحديث
ولا يغرنك ان الحديث وصلك آحاد انه كان آحاد فى زمن مدونه .. ما أدراك أنه إشتهر فقط عن راوي معين كحديث (( إنما الأعمال بالنيات ))
إذ من المستحيل ان يكون الوحيد الذى سمعه من عمر رضى الله عنه هو علقمة رغم ان عمر قاله على المنبر !!

اقتباس: بل إن سيدنا عمر رد رواية المرأة ورجح أنها أخطأت أو نسيت وهي من الجيل الأول كما تعلم. هذه عقيدة ولا بد أن تكون حذرًا لأنك محاسب بين يدي الله عز وجل

أخي لسنا بصدد بحث إختلاف فقهي اجمع العلماء على صحه حديث فاطمة
فقال الإمام الدارقطني : السُّنَّة بِيَدِ فَاطِمَة قَطْعًا

الغريب اخي انك تبني قاعده منهجية على أمر ثبت بطلانه !!

اقتباس:الوحي هنا يقصد به كتاب الله وما نزل من القرآن الكريم لأنهم كانوا سباقين لسماعه وحفظه في صدورهم.

قلت ليس فى الحديث مايفيد التخصيص فقولك لا يصح بدون قرينه على هذا التخصيص وإسراع الصحابة إلى حفظ القرآن الكريم لا يقل عن سرعتهم إلى حفظ السنة وهديه صلي الله عليه وسلم فلم يكونوا يتبعون نبي أخرس

ويازميلي المحترم الرواية أصلا تتحدث عن أمر خارج نطاق الوحي أصلا وهو إعتزال الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته

اقتباس:. وعلى فرض أن المقصود هو الرواية فكان الصحابي ينقل من المصدر مباشرة إلى أخيه الصحابي ثم ينشرون هذا بينهم فلا يصبح خبر آحاد

لا أقصد الإشارة إلى ذلك المعني وإنما الإشارة إلى قبول الفاروق براوية الثقه الواحد بدون الحاجه إلى إستدلال وشاهد أخر
وليس فى الرواية كذلك انه كان ينشر ذلك بينهم فلا داعي للتكلف فى تبرير الحديث

اقتباس:كما أن علماء السنة والجماعة ردوا جميع الروايات التي تثبت وجود آيات قرآنية منسوخة لأن القرآن الكريم عندهم لا يثبت بخبر الواحد ولا بد له من التواتر وأن القرآن لا يثبت إلا بالقرآن

تصحيح علماء السنة قالوا لا يثبت القرآن الكريم فيما بين الدفتين إلا بالتواتر
ولكنهم لم ينكروا أحاديث الآيات المنسوخة حتي ولو كانت آحاد

وأظن اننا تحدثنا بما فيه الكفاية فى موضوع سابق عن تلك النقطة وليس عندي رغبه بفتحها مرة أخري

اقتباس:نعم. وكيف تصل إلى سلسلة الرواة فتطلب منهم جميعًا أن يقسموا؟ يمكن أن يقسم لك الراوي الذي عاصرتَه وأنت تكتب عنه روايته ويكون صادق.

ليس هذا أيضا ما أشرت إليه وإنما عدول سيدنا علي عن التثبيت براوي أخر
ومسألة القسم مسألة نسبيه لأن الكذاب الذى يجدر القدرة فى نفسه الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم أتراه يخشي الله عزوجل !!

اقتباس:إلا أنك لا تدري ما اعترى الرواية من تغيير على مر الأيام والسنين حسب قواعد العلوم الإنسانية التي ضربت مثالًا منها.

إتق الله يازيد .. أتقيس السنة على قواعد العلوم الإنسانية الوضعيه

ما أعرفه اني مازلت حتي الأن أعلم ان (( نابليون )) مات ولم يعتريني أى عارض من تلك العلوم الإنسانية المزعومة ولم أسمع ان أحد خالفني فيه

فما بالك لو كنت أنتهج فى حياتي بشئ مبني على أن (( نابليون )) مات
فهل تعتقد اني قد أنسي يوماً أنه مات مثلاً ؟؟

اقتباس:هذا الحديث يتفق مع كتاب الله عز وجل ولا يخرج عن ظله. ومن ثم فهو صحي

منهج تصحيحك للحديث يازيد ... مسألة توافقه مع القرآن الكريم نظرية بحته

اقتباس:إذا كان لديك أخي الفاضل معلومة موثقة تقول أن مناخ المدينة المنورة في الشتاء في شهر يناير يكون حارًا جدًا فلا تبخل عليَّ بها.

ياسلام !!!
يازميلي على المُدعي البينه أنت تتدعي انه كان يوم بارد ودليلك فى ذلك
انه جاء فى شهر من شهور فصل الشتاء !!

بالله عليك هل هذا سبب تقنع به طفل صغير

ما المشكلة ان يأتي يوم حر فى فصل الشتاء .. سبحان الله ألديك مفاتيح سنن الكون حتي تجبرها على أمر معين !!
وكأن الشتاء كل أيامه برد وشتاء !!

إتق الله يازيد وتدبر فيما تنقضه

اقتباس:2- التوافق مع العقل
وهذا لايصلح شرطاً في الأساس إذ أن أمور الدين ليست منوطه أصلا بالعقل وإلا فكما قال سيدنا علي -رضي الله عنه-
(( لو كان الدين بالرأى لكن أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه و قد رأيت النبىصلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه )) رواه أبو داود وحسنه الألباني

هذا الإقتباس مضلل
لأن الإمام علي - رضي الله عنه - سمع من النبي مباشرة
ونحن لم نسمع من النبي مباشرة
لو سمعنا من النبي لما جادلنا ولا ناقشنا يا أخي
هناك أحاديث صحيحة سندا يتضح خطأها متنا كما وضح الدكتور زيد جلال
فالقضية قضية تخيير بين السند والعقل ... وليس بين كلام المصطفى (ص) والعقل

بسم الله والصلاة والسلام على الرسل أجمعين

حسن سلمان

اقتباس:هذا الإقتباس مضلل
لأن الإمام علي - رضي الله عنه - سمع من النبي مباشرة

ليس بشرط أخي ان يكون سيدنا علي رضى الله عنه سمعه مباشرة من الرسول صلى الله عليه وسلم
فالمعروف عند كل العلماء ان الصحابة كانوا ينقلون من بعضهم البعض
ومن الواضح انك لم تقرأ الموضوع جيداً فالزميل هو نفسه من أثبت ذلك لسيدنا علي رضى الله عنه !!

فكما سمع سيدنا علي من غيره (( ووثق به )) عن الرسول
سمعنا نحن كذلك عن (( ثقه )) عن سيدنا علي عن الرسول

اقتباس:لو سمعنا من النبي لما جادلنا ولا ناقشنا يا أخ

وإذا لم نسمع منه أخي .. ماذا سيحدث وقتها ؟؟

قال صلى الله عليه وسلم :
(( نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع ))

بهذا المنهج الاعوج فى تفكير الخلف سيتم رفض كل الأحاديث المتعلقه بالجنه والنار والتي تخرج عن نطاق العقل والإدراك
والحجه المعده سلفاً (( التعارض مع العقل والقرآن الكريم ))

ولصار لكل من هب ودب إنكار الأحاديث بدعوي إعمال العقل
وهذا من جهل الخلف البين وخروجهم عن منهج السلف الصالح
إذ ان هذا الكلام الأجوف يظهر وكأنه يشبه علماء قرون كامله بأنهم آله صماء لاتعي ولا تفهم حتي جاء الخلف وفتح الله عليهم بالفهم !!

وصدق صلي الله عليه وسلم حين قال:
(( إن الله لا ينزع العلم منكم بعدما أعطاكموه انتزاعا و لكن يقبض العلماء بعلمهم و يبقى جهال فيسألون فيفتون فيضلون و يضلون ))

اقتباس:هناك أحاديث صحيحة سندا يتضح خطأها متنا كما وضح الدكتور زيد جلا

هل سمعت أخي من قبل عن الحديث الشاذ او المصحف او المضطرب؟
وكأن السلف كانوا في غيبوبة عن هذا الإكتشاف المذهل ...

اقتباس:فالقضية قضية تخيير بين السند والعقل ..

قلت قضية فاسده إذا لا وجه بينهما أصلا يصلح للمقارنه والتخيير بزعمك

وأول شئ يعمل فى الحديث هو سنده فإذا صح ينظر فى متنه
من خلال التوفيق او عدم التوفيق او درء شبهه التعارض وغيرها

اما ان ينقض حديث لأنه بنظر الزميل زيد يتعارض مع ان شهر يناير شهر شتاء !!

فهذا سبب لاقيمة له عند ميزان العلماء

أشكر لك هذا التفاعل أخي زيد

سأنظر في ما كتبت وأعلق إن شاء الله قريبا وعذرا للتأخر الذي كان بسبب خلل حل على الحاسب الآلي عندي ..

اقتباس:  zaidgalal   كتب/كتبت  
أخي الكريم أبو عاصم
السلام عليكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأهلا بك أخي زيد وسهلا ومرحبا .

اقتباس:بداية لم يحرم الله التفكير البتة ولا اللجوء لحقائق العلم. بل جعل ذلك حلالًا ورغبنا فيه

التفكير من أساسيات هذا الدين أخي الكريم نعم، بل لولا التفكر هذا مع الفكر والعقل ما اهتدى الإنسان للعبادة السوية السليمة، لكن العقل ذاته ومع انحراف بسيط في الفكر يجد نفسه مائلا عن عبادة الله خالق الأرض والسماء إلى عبادة الأوثان والأصنام. الفكر هذا قد دعينا لإعماله في العلوم وفق شروطها وضوابطها وبعد خبزها وعجنها وفهمها ودرايتها حق الدراية، ولهذا جاء الرسل إلينا يضيئون لنا الطرق والسبل بضوابط التعقل والفهم، وعليه فلا يحل لعالمِ حديث على سبيل المثال أن يجلس في مكان طبيب جراح فيقوم بإجراء عملية لهذا وذاك، وكذا لا يحل لمن قرأ نبذة عن علوم الحديث أو حتى درسها لسنوات دون استفاضة ونظر ومناظرات أن يقوم فيطعن على أئمة أعلام كبار في هذا المجال، بل وأمام خلق الله فاتحا المجال رحبا للصغار والكبار، يطعنون في علوم ما عرفوا عنها في يوم من الأيام شيئا، إلا ما يرونه من تناقض ظاهر في بعض المتون كما يدعون.

اقتباس:اتفق معك أخي أبي عاصم إلا أن البخاري بشر مثلنا لا يعلم الغيب وبين يديه روايات كثيرة جاءت من مصدرها ومن غير مصدرها بعد مئات أو عشرات السنين.

إنما قصدت من قولي: " إن البخاري رحمه الله تعالى قد كان شيخا من شيوخ الإسلام وأعلامه" أن الخباري له رأي في من دلس ومن لم يدلس ورأي في التضعيف والتصحيح يفوق من عاصره من الأئمة الأعلام، ولا يعني هذا عدم خطئه قطعا، وما كان رأيي يوما عدم النظر في مرويات الصحيحين أبدا، ولكن ليكن النظر من أهل النظر، ولتكن المراجعة لأهل المراجعة، فما كل من تعلم الحديث في زماننا كان قادرا على رد اجتهاد مثل هذا الجبل الأشم، قد يتكلم المرء في تصحيح الإمام الحاكم نعم وقد يتكلم في إفرادات الطبراني وقد يتكلم علماء هذه الأمة في تصحيحات الترمذي لكن على حذر، فلكل مكانه ولكل في الإسلام درجته، فما لطالب حديث أن يقرن بين الحاكم والترمذي في التصحيح والتضعيف مثلا، وما لحكبم أن يقرن بين الطبراني والدارقطني أيضا وإن تعاصرا أو في الزمن تقاربا، وما للصادق الأمين أن يقرن بين ابن حجر والدارقطني في سعة العلم والحجة، وفي ذات الوقت ما لصاحب السلامة أن يقرن بين الدارقطني والبخاري في علمه.

وقعت على أحد كتب الفوائد التي قام على انتقائها الدارقطني، فنظرت فيه في ثلاث سنين أحقق وأدقق فيه، حتى وصلت إلى نتيجة مفادها أن الدارقطني ما قال في حديث تفرد به فلان إلا وكان كما كان، فأي عقل هذا الذي وهب لهذا الرجل العظيم حتى لكأن جهاز الحاسب الآلي هذا لا يساوي شيئا أمام سعة ذاكرته وحفظه، فما نقول في البخاري وقد سبق هذا الإمام بأكثر من ثلاثين ومائة سنة! وجدت من قال إن عفا الله عن الدراقطني إذ يقول تفرد به فلان والحقيقة إن فلانا غير من خرج له قد رواه، فرجعت فإذا قول ذاك الذي يدعي العلم يقوله في متابعة قاصرة!

لا بأس بالنظر والمراجعة نعم لكن لمن يملك القدرة على هذه المراجعة، ولمن يدرس هذا الكتاب حق الدراسة، ويفهم منهج الإمام منه حق الفهم، وينظر في شرطه الذي في كتابه شرطه، والذي بينه في تسمية الكتاب التي لا يعرفها كثير من الخلق والناس، ممن ينقدون الصحيح ويطعنون فيه.

اقتباس:وقد عاب أخي الفاضل بعض علماء السنة والجماعة على البخاري اعتماده رواة ضعافًا في صحيحه. كما أن تلقي علماء العصر له بالقبول لا يعني الموافقة على جميع ما فيه بدليل أنهم انتقدوا عليه روايات. بل من علماء السنة والجماعة من فضل صحيح مسلم على صحيح البخاري. ومعنى هذا أن كتاب البخاري Critical. وإلا لأعلن هو أنه وحي من الله ولما جرؤ أحد من علماء السنة والجماعة على تضعيف عشرات من رواته ونقد عدة روايات في كتابه، ولما جرؤ أحد على تفضيل صحيح مسلم عليه.

فأما الضعفاء هؤلاء فما أخرج لهم البخاري إلا ولهم طريق آخر يقوي إسنادهم أو كان أثرهم بمتنه معروفا في الصحة والسلامة مشهورا، فيأتي إليه يرويه من أحد الطرق العالية اختصارا، وقد أجاب عن هذا الأمر البخاري في حياته رحمه الله تعالى، ورد على من اعترض عليه، وصورة تخريجه لهذه الأحاديث كصورة القائل في أحد المساجد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس) فالكل هذا الحديث يعرفه ويعلمه ولا يُتصور أن أحدا من القوم يقوم إلي فيسأل الرجل عن صحته أو حتى عن موضعه، في مجالس العلماء أو في مجالس العامة حتى، وأما تفضيل مسلم على البخاري فمن حيث الصنعة الحديثية لا من حيث قوته الإسنادية، وإلا فإن أسانيد البخاري أقوى بلا شك عند الجميع من مسلم، فأما من حيث الصناعة الإسنادية فإن البخاري قد أقام كتابه على الترتيب الفقهي ولم يبنه على المتابعات والشواهد والتحويلات الإسنادية كما الإمام مسلم، وهذا ما جعل البعض يرفع ذاك الصحيح عن هذا.

أعود فأقول: ضعف رواة الصحيح لا تعني ضعف حديثه، لا سيما وعندنا في الحديث الحسن والحسن لغيره، والذي يتقوى بمجيئه من طريق آخر، وفي ذات الوقت فقد يضعف ابن معين أحد الرواة مثلا بقول مرسل لا مبين ولا مفصل، يقابله تصحيح أحمد والبخاري أحيانا، والضعف إن لم يفسر رُد بقول الأئمة إذ يوثقون ويعدلون، وأما نقد روايات الصحيحين فهي من قبيل ما كان الأفضل للإمام وأحسن، لا من حيث الضعف والصحة، فقد رأى الدارقطني أن هناك أسانيد في القوة فاقت أسانيد البخاري بذات المتون وكان من الحق أن يلزمها على رأيه لا أن يخرج في صحيحه هذه التي هي في القوة أقل من تلك، وقد رد عليه ابن حجر وأوضح وأبان في هدي الساري، ومع هذا فإن ابن حجر ما بلغ مبلغ الدارقطني كما لم يبلغ الدارقطني مبلغ البخاري.

اقتباس:أخي الفاضل هناك ثقات رووا عن ضعاف أو وقعوا في الوهم. وسأشرح ذلك عندما اتعرض لرواية البخاري أن الرسول سجد وسجد معه المسلمون والمشركون عندما نزلت سورة النجم.

فرق بين المرسل أخي الكريم وبين المدلس، فمدلس الإمام المعروف بروايته عن الثقات صحيح سليم ولا مطعنا سليما فيه، لأن الإمام لا يدلس إلا عن ثقة بين العدالة والضبط، وهذا بخلاف المرسل الذي نعرف انقطاع إسناده فنبحث عن الذي من إسناده سقط وضاع، ومع هذا فقد صحت مراسيل وما لأحد ردها، وقد وجدت أطرافها وطرقها.

اقتباس:ولو أنه حَكَّم كتاب الله تعالى وتحليل آياته في هذا الشان تحليلًا لغويًّا لكان خيرًا له وأهدى سبيلًا إلا أنه عالم روايات لا يلجأ لكتاب الله إلا قليلًا إلا من رحم ربي منهم.

الصحيح أن يعرض المرء ما عنده من أحاديث على كتاب الله نعم، ولكن الأصح أن لا يقرب هذا المجال إلا مجتهد قد جمع من أصناف العلوم الشرعية ما جمع، ولم أدرك في هذا العصر ولا أعرف مجتهدا واحدا آخذ بقوله إن خالف أولئك الحفاظ الأفذاذ، وهذا رأيي في الفقه وفي الحديث، فما خالف فيه أشباه الفقهاء أقوال أولئك الشم العظام رددته بقولهم وحكمهم إلا أن يكون لهم مستند رأي عن أولئك الأئمة يستندون إليه في قولهم، وأما ما حكموا فيه من المستحدثات من غير ما حكم سابق فيه فآخذ برايهم وأسلم.

اقتباس:وقد رفض الإمام الشافعي قبول من دلس ولو مرة واحدة:
"واعلم ان الامام الشافعي قال ان الشخص إذا دلس مرة واحدة كان مدلسا." (المدلسين لأبي الوفا. ج1)

فأما نقلك هذا أخي الكريم فما رفض فيه الشافعي قول من دلس، ولكن جعل من دلس ولو مرة واحدة مدلسا.

اقتباس:ما دام أبو إسحاق مدلس ولم يتابع عليه البخاري فروايته ضعيفة. إن من شروط قبول رواية المدلس عند علماء الحديث هو أن يتابع عليه وقد اعترض الشافعي على هذا كما ذكرت لك أعلاه. ولماذا نستثني البخاري؟ أليس بشرًا؟ وكيف علم صدق رواية أبي إسحاق هذه؟ هل يعلم الغيب، أخي الكريم؟

فأما كلام الشافعي فليس في رد الرواية، وأما شرط علماء الحديث فهو عندك في كتب المدلسين، وعلى رأسها كتاب العلائي الذي قسم فيه المدلسين إلى طبقات خمس، أجمع العلماء على قبول الأولى والثانية منهم وإن لم يصرحوا، واختلفوا في الثالثة وردوا الرابعة والخامسة إن لم يصرح فيها أصحابها، وعليه فنحن لا نستثني البخاري أبدا، ولكن هذا منهج العلماء وهذا نهجهم، وما لنا أن نتكلم في علم هم من بنوه وأسسوه إلا أن نصير إلى علمهم وفقههم.

اقتباس:سيدنا أبو هريرة شهد أنه نسي وأخطأ، والسيدة عائشة خَطَّأت ابن عمر، كما أخطأ سيدنا أبو ذر. وكل هؤلاء من الرواة الأوائل الذين أخذوا من المصدر مباشرة. فما بالك بمن جاء من بعدهم؟! كما خَطَّأَ العلماء السيدة عائشة في رواية الرضعات. ما دمت بشرًا لا مفر أمامك من الخطأ والسهو والنسيان والوهم. فهذه طبيعتك وأنت خاضع لها.

كل يخطأ ويصيب نعم، ومع الضبط والعدالة في نقلة الإسناد قد نرد المتن ولا نقبله، بشذوذ أو بعلة قادحة، ولهذا كانت علوم الحديث تزيد عن الستين بل وحتى المائة عن بعض العلماء بالتفصيل والتحليل.

ملاحظة: بالنسبة لحديث الرضعات فما أحد من العلماء خطأ عائشة رضي الله تعالى عنها في روايتها ولكن رأوا الرضاع ذاك خاصا بحق سالم مولى أبي حذيفة.

اقتباس:{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (30) سورة الأنبياء

قوله جعلنا غير "خلقنا". والمعنى أن الله عز جعل الكائنات الحية لا يمكن أن تستغني عن الماء وأن الماء يمثل الجزء الأكبر من تركيب أجسامها. والكائنات الحية التي يراها الكافر أمامه هي الإنسان والحيوان والنبات والحشرات. أما الخلق من ماء فيعني أن الجزء الأكبر وهو الحيوانات المنوية والبويضة من ماء:
{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (45) سورة النــور

في الحقيقة أنت ما أجبت عن شيء هنا أخي الكريم، فالشيطان من نار وهو حي. نعلم أن جعل غير خلق وأن لفظ القرآن العظيم دقيق حكيم، ولكن أي دخل للماء بالنار هذه المتقدة لتجعلها حية؟!!

لن أجيبك عنه الآن مع معرفتي للإجابة عنه، وذلك لتعلم أن التناقض الظاهري لا يعني الضعف بل في بعض الأحيان يعني القوة بعد المراجعة والنظر.

أو كنت تظن أن المتناقضات هذه التي في الصحيحين خفيت عن العلماء كل تلك العصور لنكتشفها نحن في هذا الزمان!

اقتباس:هذا أخي مبالغة وتحميل نصوص وألفاظ الروايات ما لا تحتمل. إن هؤلاء الذين يحاولون التوفيق بين هذه الروايات ينظرون على أنها وحي. وهذا هو الخطأ. الروايات عمل بشري محض وهو محاولة لتسجيل أدق شيء يمكنهم الوصول إليه. إلا أنهم لا يمكن أن يسجلوا الرواية الأصلية كما هي في الغالب أو في أحيان كثيرة. ووسط هذا تقع الأخطاء والسهو والنسيان والزلل. هذه طبيعة البشر ولا يمكنهم الخروج عنها.

للحق والحقيقة أنا في هذه معك ولعل قول القاضي عياض في هذا يجانب الصواب، لكن ما قولك في أن هذا من المعلقات لا من المسندات؟

على كل ..

سأعمل على مراجعة هذا الأثر لأرى سبب هذا التناقض الظاهري ..

وكأني بعلة ما في رواية الطيالسي عند الإمام أحمد.

أخي الكريم زيد

إن كنت تريد الحق فاطرح ما لا يتوافق عندك من الأحاديث ظاهرا بالتدرج والتدريج لنحلها واحدة واحدة بإذن الله ..

أشكرك أخي حسن سليمان

.............................
وهذا للأسف أخي الكريم شرط ساقط لأسباب كثيره منها انه ليس بشرط ان تتوافق الأحاديث مع القرآن الكريم وليس بشرط ان تتعارض معه
ولأن الخبر الواحد قد ثبت فى السنه الصحيحه أن ينسخ المتواتر
وأبلغ مثال علي ذلك قصه تحويل القبله
(( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَنَزَلَتْ
{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }
فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً فَنَادَى أَلَا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ فَمَالُوا كَمَا هُمْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ )) متفق عليه.
.............................

خبر الواحد لم ينسخ سنة متواترة أخي الكريم. الذي نسخ السنة المتواترة هو القرآن الكريم فقط. ولم يفعل الرجل شيئًا غير أنه أبلغهم بما نزل من القرآن الكريم الذي نسخ سنة متواترة. كما اختلف العلماء في التوجه إلى بيت المقدس هل هو سنة متواترة أم أمر من الله لم يذكره القرآن الكريم. وإني أميل إلى أنه أمر غير قرآني من الله عز وجل بدليل قول الحق:

{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} (144) سورة البقرة

والمعنى أن الرسول كان يريد قبلة غير التي كان عليها ومن ثم لا يمكن أن يكون هو الذي اختارها. وقد احترم أمرَ الله العليم الحكيم وعبر عن رأيه بالنظر إلى السماء دون التعبير ولو بكلمة واحدة. فذاك هو إيمان ويقين أنبياء الله ورسله. ومثله مثل سيدنا أيوب الذي لم يطلب أن يرفع عنه الله البلاء لأنه رأى ذلك تدخلًا في قضاء الله وقدره. فرفع الأمر لله على هيئة خبر:

{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (83) سورة الأنبياء
.............................
ولكان من السهل إنكار كل المعجزات النبوية الثابته فى السنه لأن المعجزة هي الأمر الخارج عن إدارك العقل.
.............................

المعجزات ليست خارج إدراك العقل. إنما هي خارج المألوف وقوانين المادة. فالمنطق يقول أن خالق السموات والأرض هو إله قدير وقدرته مطلقة وإلا لما كان إلهًا وخالقًا ..الخ. وقد ألقى الله باللائمة على هؤلاء الذي لا يُعْمِلُون عقولهم:

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (179) سورة الأعراف
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (46) سورة الحـج
والمعقولية ليست مطاطية بل هي في إطار كتاب الله تعالى وما اشتهر عن رسولنا صلى الله عليه وسلم وفي إطار حقائق العلم الثابتة. نعرض الرواية على كل هذا ثم نعمل عقولنا بعد ذلك فيها.

.............................
اجمع العلماء على صحه حديث فاطمة
فقال الإمام الدارقطني : السُّنَّة بِيَدِ فَاطِمَة قَطْعًا
الغريب اخي انك تبني قاعده منهجية على أمر ثبت بطلانه !!
.............................

ما رأيك أن العلماء ردوا كلام فاطمة وأيدوا سيدنا عمر؟ تعال نقرأ في (شرح النووي على صحيح مسلم. ج5)
"قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيْسَ لَك عَلَيْهِ نَفَقَة ). وَفِي رِوَايَة : ( لَا نَفَقَة لَك وَلَا سُكْنَى ) وَفِي رِوَايَة : ( لَا نَفَقَة ) مِنْ غَيْر ذِكْر السُّكْنَى . وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الْمُطَلَّقَة الْبَائِن الْحَائِل هَلْ لَهَا النَّفَقَة وَالسُّكْنَى أَوْ لَا ؟ فَقَالَ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَأَبُو حَنِيفَة وَآخَرُونَ : لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَة . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَأَحْمَد : لَا سُكْنَى لَهَا وَلَا نَفَقَة . وَقَالَ مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَآخَرُونَ : تُحْجَب لَهَا السُّكْنَى وَلَا نَفَقَة لَهَا . وَاحْتَجَّ مَنْ أَوْجَبَهُمَا جَمِيعًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ } فَهَذَا أَمْر السُّكْنَى . وَأَمَّا النَّفَقَة فَلِأَنَّهَا مَحْبُوسَة عَلَيْهِ . وَقَدْ قَالَ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : لَا نَدَع كِتَاب رَبّنَا وَسُنَّة نَبِيّنَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِ اِمْرَأَة جَهِلَتْ أَوْ نَسِيَتْ . قَالَ الْعُلَمَاء . الَّذِي فِي كِتَاب رَبّنَا إِنَّمَا هُوَ إِثْبَات السُّكْنَى . قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : قَوْله : ( وَسُنَّة نَبِيّنَا ) هَذِهِ زِيَادَة غَيْر مَحْفُوظَة لَمْ يَذْكُرهَا جَمَاعَة مِنْ الثِّقَات . وَاحْتَجَّ مَنْ لَمْ يُوجِب نَفَقَة وَلَا سُكْنَى بِحَدِيثِ فَاطِمَة بِنْت قَيْس . وَاحْتَجَّ مَنْ أَوْجَبَ السُّكْنَى دُون النَّفَقَة لِوُجُوبِ السُّكْنَى بِظَاهِرِ قَوْله تَعَالَى : { أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ } وَلِعَدَمِ وُجُوب النَّفَقَة بِحَدِيثِ فَاطِمَة مَعَ ظَاهِر قَوْل اللَّه تَعَالَى : { وَإِنْ كُنَّ أُولَات حَمْل فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } فَمَفْهُومه أَنَّهُنَّ إِذَا لَمْ يَكُنْ حَوَامِل لَا يُنْفَق عَلَيْهِنَّ ، وَأَجَابَ هَؤُلَاءِ عَنْ حَدِيث فَاطِمَة فِي سُقُوط النَّفَقَة بِمَا قَالَهُ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب وَغَيْره أَنَّهَا كَانَتْ اِمْرَأَة لِسَنَةٍ وَاسْتَطَالَتْ عَلَى أَحْمَائِهَا فَأَمَرَهَا بِالِانْتِقَالِ عِنْد اِبْن أُمّ مَكْتُوم وَقِيلَ : لِأَنَّهَا خَافَتْ فِي ذَلِكَ الْمَنْزِل ، بِدَلِيلِ مَا رَوَاهُ مُسْلِم مِنْ قَوْلهَا : ( أَخَاف أَنْ يُقْتَحَم عَلَيَّ ) وَلَا يُمْكِن شَيْء مِنْ هَذَا التَّأْوِيل فِي سُقُوط نَفَقَتهَا وَاَللَّه أَعْلَم. وَأَمَّا الْبَائِن الْحَامِل فَتُجِبْ لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَة . وَأَمَّا الرَّجْعِيَّة فَتَجِبَانِ لَهَا بِالْإِجْمَاعِ . وَأَمَّا الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجهَا فَلَا نَفَقَة لَهَا بِالْإِجْمَاعِ وَالْأَصَحّ عِنْدنَا وُجُوب السُّكْنَى لَهَا فَلَوْ كَانَتْ حَامِلًا فَالْمَشْهُور أَنَّهُ لَا نَفَقَة كَمَا لَوْ كَانَتْ حَائِلًا وَقَالَ بَعْض أَصْحَابنَا تَجِب وَهُوَ غَلَط وَاَللَّه أَعْلَم ."
وتأمل:
"قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيْسَ لَك عَلَيْهِ نَفَقَة ). وَفِي رِوَايَة : ( لَا نَفَقَة لَك وَلَا سُكْنَى ) وَفِي رِوَايَة : ( لَا نَفَقَة ) مِنْ غَيْر ذِكْر السُّكْنَى."
لتتأكد من خطأ الرواة كطبيعة بشرية وهم ينقلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولتتأكد أن الرواية لابد من عرضها على كتاب الله عز وجل لأننا لا نأمن ما اعتراها على مر السنين والأجيال فنحن بشر.

.............................
تصحيح علماء السنة قالوا لا يثبت القرآن الكريم فيما بين الدفتين إلا بالتواتر
ولكنهم لم ينكروا أحاديث الآيات المنسوخة حتي ولو كانت آحاد.
.............................

يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" تعليقًا على رواية مصحفي السيدة عائشة وحفصة وفيه "والصلاة الوسطى وصلاة العصر":
" ثَالِثهَا مَا جَاءَ عَنْ عَائِشَة وَحَفْصَة مِنْ قِرَاءَة " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر " فَإِنَّ الْعَطْف يَقْتَضِي الْمُغَايَرَة ، وَهَذَا يَرِد عَلَيْهِ إِثْبَات الْقُرْآن بِخَبَرِ الْآحَاد وَهُوَ مُمْتَنِع."
ويقول "شرح النووي على مسلم":
"هَكَذَا هُوَ فِي الرِّوَايَات : وَصَلَاة الْعَصْر بِالْوَاوِ ، وَاسْتَدَلَّ بِهِ بَعْض أَصْحَابنَا عَلَى أَنَّ الْوُسْطَى لَيْسَتْ الْعَصْر ، لِأَنَّ الْعَطْف يَقْتَضِي الْمُغَايَرَة ، لَكِنَّ مَذْهَبنَا أَنَّ الْقِرَاءَة الشَّاذَّة لَا يُحْتَجّ بِهَا ، وَلَا يَكُون لَهَا حُكْم الْخَبَر عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِأَنَّ نَاقِلهَا لَمْ يَنْقُلْهَا إِلَّا عَلَى أَنَّهَا قُرْآن ، وَالْقُرْآن لَا يَثْبُت إِلَّا بِالتَّوَاتُرِ بِالْإِجْمَاعِ وَإِذَا لَمْ يَثْبُت قُرْآنًا لَا يَثْبُت خَبَرًا."

.............................
إتق الله يازيد .. أتقيس السنة على قواعد العلوم الإنسانية الوضعية.
.............................

هذه ليست قوانين من وضع البشر. هل جاء لك الغرب أو الشرق مثلًا وجعلوك إنسانًا تخطيء بغير عمد وتنسى وتسهو؟ هذه قوانين وضعها الله عز وجل تحكمك ولا يمكنك الخروج عنها البتة. وقد ضربت لذلك أمثلة من كتب الروايات ذاتها. وآخر مثال ذكرته لك ليدل على أن الرواية تتغير في رحلة انتقالها عبر السنين والأجيال هو:

"قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيْسَ لَك عَلَيْهِ نَفَقَة ). وَفِي رِوَايَة : ( لَا نَفَقَة لَك وَلَا سُكْنَى ) وَفِي رِوَايَة : ( لَا نَفَقَة ) مِنْ غَيْر ذِكْر السُّكْنَى."

إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب

يتبع بمشيئة الله تعالى
النظر فيما استجد