اقتباس:أن تعميم الرئيس أكد على أنه لم يحدث ، أي تنازل من أي طرف أمام الطرف الآخر لا في المحتوى السياسي ولا في التركيبة الوزارية ، وكانت النتيجة محصلة لوعي مشترك للمصالح الوطنية
هذا مقطع من تعميم صارم من الرئيس ابو مازن لاعضاء فتح وناطقيها فى محاولة منه لمنع الشماتة بالاخونجية ولحفظ ماء وجههم فقد تحولت علاقتهم العدائية تجاه فتح والرغبة بالانتصار عليها لنمط منهجى عقائدى وهوس وسواسى رغم انهم يزحفوا على بطونهم باتجاها ويتبعوا خطواتها ( حتى بعد ان تتقادم هذه الخطوات )
وتنفيذا لتعميم ابو مازن فاننى ساكتب باختصار شديد
قبل عام تم محاولة افهام حماس انها عضو جديد فى النادى وعليها مراعاة شروط العضوية
قبل عام عام طرح على حماس ان شروط اقامة حكومة وحدة وطنية او حتى شروط دخولهم فى حكومة فاعلة ( وليس كالحكومة التى اقاموها فى العام الاخير وكانت حكومة طراطير ولا تحكم على بيضاتها )هى ثلاث
اولا ان الحكومة ليست حكومة حماس ولا تعكس برنامجها الاهبل والعقيم بل هى حكومة الشعب الفلسطينى وتعكس برنامجا وطنيا يقود لخطة عمل صالحة لهذا الزمان وهذه الحكومة لا تعكس فى تركيبتها نتائج الانتخابات الاخيرة بل ان هذه النتائج مجرد عامل قياس من مجموعة واسعة من العوامل
ثانيا ان المؤسسات الحساسة والتى هى جوهر المشروع لسلطة الحكم الذاتى الانتقالى ( الامن والخارجية والاموال ) غير مسموح لحماس ان تقترب منها
ثالثا وطلب منها ان تفهم ان هذه السلطة ليست قائمة بذاتها ولذاتها بل انها احد ادوات منظمة التحرير الفلسطينية والتى هى مرجعيتها باتفاقياتها وارثها وهى التى صنعتها كاحد اذرعها بعد اتفاق مع اسرائيل وبرعاية اميركية
بعد عام كامل تمكنت فتح اخيرا ان تخنع وان تنهزم امام موافقة حماس على هذه الشروط كلها لكن بعد عام كامل من الفشل والعجز والفضائح والارهاب الوحشى الغير مسبوق الذى اصاب العقل الفلسطينى بصدمة
فكل خنوع وهزيمة لفتح وانتم بالف خير
بالمناسبة
على عادة الاخونجية لدينا فهم عادة( يذهبوا للحج والناس مروحين)
فقد قرروا ان يدخلوا فى الصراع ضد اسرائيل بعد 29 عاما من نشوء الثورة الفلسطينية المعاصرة وكان صدامهم معها مجرد تخبيص يضر ولا ينفع وهو وقلته واحد
الان يقاتلوا وبكل هيستيريا على سلطة حكم ذاتى نهايتها لن تزيد عن بضعة اشهر
فمعظم الناس مهتمين للوضع الداخلى الفلسطينى ويغيب عن اهتمامهم الجانب الاخطر والاهم على الاطلاق وهو المفاوضات العميقة والتى تجرى الان مع اسرائيل حول المسائل الاكثر اهمية وهى القدس واللاجئين والحدود والتى على الارجح ستنتهى خلال عدة اشهر لانه تم البدىء بها من حيث انتهت مفاوضات كامب ديفيد وطابا وهذه المرة لا تتم مع الفلسطينيين فقط بل تتم ضمن صفقة اقليمية واسعة وسيعرض مشروع حل نهائى للاستفتاء العام وسيتم تطبيق اول خطوة فى هذا الحل عبر اقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة ( لكن مع معرفة الحدود النهائية والاتفاق عليها وقضية القدس واللاجئين) وعندها سيتم حل سلطة الحكم الذاتى الانتقالى ( سلطة اوسلو كما اسماها الاخونجية سابقا والتى يستميتوا عليها الان ) وربما يتم حل منظمة التحرير ( التى يستميت الاخونجية الان لدخولها ) او تحويلها لشىءرمزى مشابه للوكالة اليهودية حيث ان الدولة الفلسطينية المستقلة تصبح هى الممثل المادى والقانونى للشعب الفلسطينى
ما لا يفهمه بعض الاولاد كالخرفان الاخضر ان قوة فتح فى التاريخ كانت قدرتها على خلق وقائع وفتح مساقات سياسية بدءا من اعلانها انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة لحد هذه اللحظة فنحن شعب ضعيف بل اضعف شعوب المنطقة على الاطلاق ولا احد معنا من ناحية عملية وقوتنا ليست مادية او عسكرية بل الحفاظ على الذات و خلق وقائع تراكمية وفتح افاق ومسارات