ما ننسخ من آية .... وغيرها من الآيات في هذا الشأن يمكن أن نناقشها هناك أخي الفاضل في الشريط المشار إليه. فهناك موضع المناقشة لا هنا.

أما بشأن القرآن هل نقل إلينا مكتوبًا - ومسموعًا من النبي صلى الله عليه وسلم- فأعتقد أنك تعرف أنه كان للرسول كتبة يسجلون القرآن الكريم فور نزوله على رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى -حسب علمي- بلغ عددهم 40 كاتبًا، ويسمون "كتبة الوحي".

يتبع

بعد أن أثبتنا بالأدلة ومن كلام علماء أهل السنة أن الروايات لا تثبت قرآنًا البتة، نقول أن الرواية المنسوبة لسيدنا عمر في صحيح البخاري باطلة أيضًا، لأن الرواية تثبت وجود آيات قرآنية. وهذا باطل كما علمنا:
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ... (قال عمر بن الخطاب وهو يخطب) ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَنْ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ أَوْ إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ. (البخاري)
وقد تحدثنا عن قانون تغير الرواية الشفهية. وأتينا بأدلة أنه يمكن للراوي أن يقع في الوهم فيضع رواية كاملة على لسان المصدر الذي ينسب له الرواية أو يرتبك فينسب كلام هذا لذاك أو كلام ذاك لهذا:

3540 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ فَقُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ زَيْدٌ إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ وَلَا آكُلُ إِلَّا مَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَأَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ وَيَقُولُ الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ وَأَنْزَلَ لَهَا مِنْ السَّمَاءِ الْمَاءَ وَأَنْبَتَ لَهَا مِنْ الْأَرْضِ ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ. (البخاري)
هنا نقرأ أن الرسول رفض أن يأكل وكذلك رفض زيد الذي قال كذا وكذا كما مبين أعلاه. إلا أن هذا القول نقرأه منسوب لرسول الله في رواية أخرى:
5075 - حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ الْمُخْتَارِ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ وَذَاكَ قَبْلَ أَنْ يُنْزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ وَلَا آكُلُ إِلَّا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ. (البخاري)

وقد يتوهم الرواة فيضعون لفظًا مكان لفظ ويضيفون من عند أنفسهم تبعًا لقانون تغير الرواية الشفهية. ولنأخذ مثالًا واضحًا على هذا:
3163 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى. (البخاري)

4238 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ حَدَّثَنَا هِلَالٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ. (البخاري)

3162 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ اللَّيْثِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَيْنَمَا يَهُودِيٌّ يَعْرِضُ سِلْعَتَهُ أُعْطِيَ بِهَا شَيْئًا كَرِهَهُ فَقَالَ لَا وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَامَ فَلَطَمَ وَجْهَهُ وَقَالَ تَقُولُ وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَذَهَبَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّ لِي ذِمَّةً وَعَهْدًا فَمَا بَالُ فُلَانٍ لَطَمَ وَجْهِي فَقَالَ لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ فَذَكَرَهُ فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالْعَرْشِ فَلَا أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ أَمْ بُعِثَ قَبْلِي وَلَا أَقُولُ إِنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى. (البخاري)

فهذه الروايات من أخطاء الصحيح. لماذا؟ لأنها تخالف القرآن الكريم مخالفة صريحة. فالقرآن الكريم يقول:
{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (136) سورة البقرة
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (285) سورة البقرة
{قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (84) سورة آل عمران
ويقول الحق عز وجل:
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} (253) سورة البقرة
{وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} (55) سورة الإسراء
وقد فضل الله سيدنا محمد على كافة الأنبياء والرسل لأنه النبي الخاتم وقد بعث للناس كافة:
{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي} (25) سورة طـه (موسى)
{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} (1) سورة الشرح (سيدنا محمد)
{أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} (39) سورة طـه (سيدنا موسى)
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} (48) سورة الطور (سيدنا محمد)
ويقول صحيحي البخاري ومسلم:
323 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ هُوَ الْعَوَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ ح و حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ النَّضْرِ قَالَ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ صُهَيْبٍ الْفَقِيرُ قَالَ أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً. (البخاري)
812 - و حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالُوا حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ عَنْ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ. (مسلم)

وهكذا يتبين بطلان الروايات التي تنهى عن تفضيل نبي على نبي. فقد فضل الله بعض الأنبياء على بعض وأقر الرسول بذلك. لكن يبدو أن الرواة ارتبكوا في لفظتي "فضلنا" و "نفرق" ففهموا نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن التفريق بين أنبياء الله ورسله أنه نهيٌ عن المفاضلة بينهم فجاءت رواياتهم معكوسة تمامًا:
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (152) (النساء)

يتبع غدًا بإذن الله تعالى

اقتباس:  zaidgalal   كتب/كتبت  
[SIZE=4]ما ننسخ من آية .... وغيرها من الآيات في هذا الشأن يمكن أن نناقشها هناك أخي الفاضل في الشريط المشار إليه. فهناك موضع المناقشة لا هنا.

لا بأس، أعد لنا بيانه هنا باختصار فهو متعلق بهذا الموضوع جدا، وقد سقت بنفسك في هذا الشريط بالذات كلاما لمجددك الغزالي والذي بينا بطلانه ورده ولم تجب ولم ترد عنه وهو المجدد عندك.

اقتباس:أما بشأن القرآن هل نقل إلينا مكتوبًا - ومسموعًا من النبي صلى الله عليه وسلم- فأعتقد أنك تعرف أنه كان للرسول كتبة يسجلون القرآن الكريم فور نزوله على رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى -حسب علمي- بلغ عددهم 40 كاتبًا، ويسمون "كتبة الوحي".

نحن نؤمن بكتابته لكن نطلب منك دليلا أنت منكر الروايات وضاع قوانين ضعف ما كان مشافهة!

نحن نريد آثارا مكتوبة باختصار تشير إلى أن القرآن هذا الذي عندنا هو ذاته كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحرف أو يبدل.

نريد دليلا ثابتا لا رواية من الروايات.

قد عالجت موضوع الناسخ والمنسوخ من جذوره في الرابط التالي:

http://nadyelfikr.net/viewthread.php?fid=5...id=43863&page=1

يمكن لك أن تقتبس منه بوضع رابط المداخلة ونناقشه هنا بعون الله عز وجل.

.............................
نحن نريد آثارا مكتوبة باختصار تشير إلى أن القرآن هذا الذي عندنا هو ذاته كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحرف أو يبدل.
............................

مخطوطات القرآن الكريم موجودة أخي الفاضل. ويمكن لك الاطلاع على بعض صور القرآن الكريم:



وكذلك:

http://www.muslems.net/vb/attachment...achmentid=2275


http://www.muslems.net/vb/attachment...achmentid=2276

ويختلف القرآن الكريم عن كتب الروايات أن القرآن الكريم كان يحقظ في الصدور وهذا لا ينسحب على الروايات البتة. فلا علاقة بين طريقة حقظ كتاب الله وكتب الروايات على الإطلاق.
http://alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=3...76399&pageId=48

وتوجد نسخة يعتقد أنها مصحف سيدنا عثمان بمتحف الملكة أيا صوفيا في اسطمبول بتركيا.

أعلم أيها الفاضل أنك تريد أن تقول أن القرآن سماعي بالدرجة الأولى. لكنك نسيت أنه متواتر وثابت وقطعي وهذا لم يتوفر للروايات.

يتبع

في المداخلات السابقة رأينا روايات موضوعة على لسان السيدة عائشة وقد تبث أنها باطلة تمام البطلان. والعيب أن نقول أخطأت سيدتنا عائشة. والصحيح أنها أخطاء الرواة. وقد واصلوا أخطاءهم عندما رووا عن السيدة عائشة ما يلي:
298 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ مَعَهُ بَعْضُ نِسَائِهِ وَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ تَرَى الدَّمَ فَرُبَّمَا وَضَعَتْ الطَّسْتَ تَحْتَهَا مِنْ الدَّمِ وَزَعَمَ أَنَّ عَائِشَةَ رَأَتْ مَاءَ الْعُصْفُرِ فَقَالَتْ كَأَنَّ هَذَا شَيْءٌ كَانَتْ فُلَانَةُ تَجِدُهُ. (البخاري)
يقول ابن بطال في شرحه:
"والعلماء مجمعون أن الحائض لا يجوز لها دخول المسجد، ولا الاعتكاف فيه." (شرح ابن بطال. كتاب الحيض)
أضف أن في صحيح البخاري ما يكذب هذه الرواية ويؤكد كلام العلماء أن الصلاة والاعتكاف لا يصح من الحائض:
301 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ مَا كَانَ لِإِحْدَانَا إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ تَحِيضُ فِيهِ فَإِذَا أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ قَالَتْ بِرِيقِهَا فَقَصَعَتْهُ بِظُفْرِهَا. (البخاري)

297 - حَدَّثَنَا أَصْبَغُ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَتْ إِحْدَانَا تَحِيضُ ثُمَّ تَقْتَرِصُ الدَّمَ مِنْ ثَوْبِهَا عِنْدَ طُهْرِهَا فَتَغْسِلُهُ وَتَنْضَحُ عَلَى سَائِرِهِ ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ. (البخاري)
كما الرواية الباطلة الموضوعة على لسان السيدة عائشة تتعارض مع الذوق العام. فمن المنطقي أن لا تتحدث السيدة عائشة عن تفاصيل نسائية لرجال المسلمين. وقد كان الرسول يتحدث مدققًا في لفظه مع النساء فتضطر السيدة عائشة لشرح الأمر لهؤلاء النسوة:
303 - حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ غُسْلِهَا مِنْ الْمَحِيضِ فَأَمَرَهَا كَيْفَ تَغْتَسِلُ قَالَ خُذِي فِرْصَةً مِنْ مَسْكٍ فَتَطَهَّرِي بِهَا قَالَتْ كَيْفَ أَتَطَهَّرُ قَالَ تَطَهَّرِي بِهَا قَالَتْ كَيْفَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَطَهَّرِي فَاجْتَبَذْتُهَا إِلَيَّ فَقُلْتُ تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ. (البخاري)
304 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ أَغْتَسِلُ مِنْ الْمَحِيضِ قَالَ خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَوَضَّئِي ثَلَاثًا ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَحْيَا فَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ أَوْ قَالَ تَوَضَّئِي بِهَا فَأَخَذْتُهَا فَجَذَبْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا بِمَا يُرِيدُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (البخاري)

يعتقد البعض أن البخاري بشر ويقولون أنه قد يخطيء. وفي نفس الوقت يعتبرون نقد هذا البشر بالطرق العلمية المدروسة عملًا إجراميًا شنيعًا. لماذا؟ لأنه ألقي في روعهم من الدعاية الكاذبة أن كل ما في البخاري صحيح وأنه أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى. فالله أنزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم. وكذلك البخاري أنزل على أمة محمد (ص) صحيحه. لذلك تجدهم يسمون هذا: طعنًا / شبهة. لماذا يعتبرون هذا شبهة؟ لأنهم يعتبرون صحيح البخاري القرآن الثاني وأنه جزء لا يتجزأ من دين الإسلام وليس عملًا بشريًّا يقبل ما فيه الصواب والخطأ، والصدق والكذب، والعقل والجنون في آن واحد. ربما يسأل أحدهم عن الجنون الموجود في صحيح البخاري. نقول له لنعيد تأكيدنا على أن البخاري بشر عادي وأن أي عمل بشري لابد أن تكتنفه أخطاء ولا مفر من ذلك فتلك هي طبيعتنا. يقول الحق عز وجل:
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء
نستشهد إذن بالرواية المكذوبة التالية في صحيح البخاري:
3560 - حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ فَرَجَمُوهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ. (البخاري)
هذه الرواية تمثل الجنون بعينه وتدل دلالة كبيرة انهم كانوا يجمعون الروايات لا يبالون بصحتها وخطئها، وصدقها وكذبها. لقد جمعوا الروايات ووضعوها بين أيدي الأمة. ولا صحة لأي دعاية تقول أن البخاري كان يتوضأ ويستخير الله في كل رواية يكتبها. فهذه الدعاية هي التي شلت عقل الأمة سنين مددًا عن التفكير والتامل والتفكر والتدبر والاجتهاد. هذه الرواية هي الجنون بعينه لأنه ببساطة خلق الله البهائم مسيرة لا مخيرة ولا نسب بين البهائم. ولم يبعث فيهم أو إليهم نبيًّا يكلفهم باتباع شريعة الله ورسالته لأنها كائنات غير عاقلة ولا إرادة لها لتختار من بين البدائل. إنما هي حيوانات مسيرة تحكمها الغريزة التي غرسها الله فيها. لقد سمى الله عقوبة الزنا "العذاب". فقال:
{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} (2) سورة النــور
وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) سورة النــور
ويقول الحق عز وجل:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (15) سورة الإسراء
ولما كانت الحيوانات مسيرة لا مخيرة وبالتالي لم يبعث الله فيهم أو إليهم نبيًّا يبصرهم برسالات الله وأحكامه، فمن الجنون أن نعتقد أنها كائنات تطبق أحكام الله. ومن ثم لا صحة لأي رواية تشير إلى حساب هذه الكائنات بين يدي الله عز وجل:
4679 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ قَالُوا حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ عَنْ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ. (البخاري)

يتبع غدًا بإذن الله

ويمكن لك أن تقرأ هنا:

http://www.al-ommah.com/forum/viewtopic.php?p=733

وكذلك موضوعي عن الخط الكوفي ومخطوطة طشقند ولا اتذكر رابطها هنا في نادي الفكر.

اقتباس:  zaidgalal   كتب/كتبت  
قد عالجت موضوع الناسخ والمنسوخ من جذوره في الرابط التالي:

يمكن لك أن تقتبس منه بوضع رابط المداخلة ونناقشه هنا بعون الله عز وجل.

أنا لا أريد أكثر من إجابة مختصرة في شأن الآية لا أكثر ولا أقل، لا أريد ناسخا ولا منسوخا أريد إجابة عن تلك الآية وحدها لنتابع الحوار.

مجددك يرى عدم وقوع النسخ والشافعي يقول بجوازه وقد نقلت كلام هذا وكلام ذاك ولا ندري بأيهما تأخذ يا همام؟!!

اقتباس:

اقتباس:نحن نريد آثارا مكتوبة باختصار تشير إلى أن القرآن هذا الذي عندنا هو ذاته كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحرف أو يبدل.

مخطوطات القرآن الكريم موجودة أخي الفاضل. ويمكن لك الاطلاع على بعض صور القرآن الكريم:

الروابط هذه كلها لم تعمل، ومع هذا فإني لا أريد تلك المخطوطات ولكن أريد النسخة التي كتبت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذات أو دليلا يثبت لي أنه كان مكتوبا على أقل تقدير في ذاك الزمان.

عندك من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مخطوطا ثابتا أو عندك دليلا قاطعا من غير الروايات الشفهية تدل على كتابته في ذاك الزمان؟! على أن الروايات الشفهية عندك غير ثابتة والأمر غير ثابت لا نستطيع الاستدلال به على ما هو قطعي ثابت والسنة غير ثابتة ولا قطعية بزعمك! فهات إذا أثبت لنا نص القرآن هذا الذي بين يدينا أثبت أنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبا ومدونا وشرط أن يكون الدليل مدونا مكتوبا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

فهمت ما نريد أم نعيد؟!!

اقتباس:وتوجد نسخة يعتقد أنها مصحف سيدنا عثمان بمتحف الملكة أيا صوفيا في اسطمبول بتركيا.

يعتقد بمعنى يظن والظن لا يغني من الحق شيئا، ومع هذا فإن مصحف عثمان لا يثبت شيئا على منهجك طبعا، وذلك أنك لا ترى سلامة ما كان منقولا بالشفاه وهذا لا ندري على منهجك أنقل كتابة أم مشافهة.

اقتباس:أعلم أيها الفاضل أنك تريد أن تقول أن القرآن سماعي بالدرجة الأولى. لكنك نسيت أنه متواتر وثابت وقطعي وهذا لم يتوفر للروايات.

لا صدقني أنت لا تعلم شيئا، فإني ما أردت ما قلت لأني جازم بأن القرآن مكتوب ومسموع لكن منهجك الفاسد يبطل صحة القرآن وهذا ما أريد أن أفهك إياه لكنك لا تريد إلا كتابة ما يحلو لك صبح مساء من غير ما فهم أو إدراك.

التواتر وفق قاعدتك لا علاقة له بالموضوع بل القاعدة عندك كانت التمييز بين المكتوب وغير المكتوب، وإليك ما كتبت علك تذكر فتتذكر:

اقتباس:  zaidgalal   كتب/كتبت  
وضعنا من قبل قاعدة علمية لا تتخلف مطلقًا. وكيف تتخلف وهي سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلًا ولن تجد لسنة الله تحويلًا. هذه القاعدة العلمية هي أن الرواية الشفهية عندما تنتقل من فرد لفرد ومن جيل لجيل لابد أن يعتريها التغير الثانوي أو المهم أو يعتريها تغير كليٌّ يغير مضمونها إلى النقيض.

لأنك ما شاء الله لا قوة إلا بالله علم من أعلام الإسلام تضع قواعد ونظريات!!

أرنا كيف ترد عن هذه القاعدة الآن بصدق.

رابطك الأخير الذي تحاول فيه إثبات نسبته لعثمان انظر ما يقول في ذاك المصحف يا بطل:

مصحف اسطمبول
يحتفظ متحف طوب قابو سراي باسطنبول بمصحف مكتوب على الرق يزعمون

لا أدري أقول هداك الله أم أراح الأمة منك إذ تطعن في أئمة عظام وتنقل من هنا وهناك من غير ما مراجعة أو نظر سليم.