سيستاني
عضو رائد
    
المشاركات: 3,809
الانضمام: May 2006
|
مغامرات سيستاني في جزائر الحرب الاهلية
انطلق قطار المغرب العربي كما كان يسمى ايامها من محطة الرباط المدينة على الساعة الثامنة ليلا في احد ايام شهر يوليوز القائظة لسنة 1994, كنا حوالي ثلاثين فردا نشكل وفدا لاحد الاحزاب المعارضة وقتها و التي تحولت الى الاغلبية الحاكمة بعد التناوب التوافقي الذي انطلق في الايام الاخيرة للملك الراحل, المهم وصلنا الى مدينة وجدة المغربية المحادية للحدود الجزائرية مع بزوغ الصباح
كانت تلك اول مرة اسافر فيها خارج الوطن , وكدت ان افلت فرصة الرحلة لاصطدامي مع مفتش مباحث مغربي اثناء اعدادي لجواز سفري لاصراره على معرفة طبيعة الوفد و المهمة التي انيطت به , و امام رفضي الخضوع لاستفساراته كان يماطلني في استكمال بحثه حول شخصي المتواضع و الذي يعتبر حجر الزاوية في ملف الجواز, المهم بتدخلات اولاد الحلال خرج الملف من مفوضية الشرطة او كما نسميها هنا بالكوميسارية ليحط الرحال بمبنى العمالة (المحافظة) حيث امهره سيد الدار بتوقيعه.
في محطة سكة حديد وجدة يمر كل المسافرين نحو الجارة الشرقية من سراط الجمارك فيصاحبونك في رحلتك من المحطة المغربية الى حين استقبالك من طرف جمارك الجيران , اثناء الرحلة كان يصيح قائد المجموعة المغربية مناديا الجميع بالتصريح بما يحملون من نقود بالعملة الصعبة , انا من فرط سذاجتي استدعيته قائلا له انه معي حوالي الف فرنك فرنسي اي حوالي مائة و خمسين دولار وقتها , فعاجلني متسائلا ان كنت قد صرحت بها في جوازي سفري , ولان العبد لله كان قد اشتراها من السوق السوداء اجبت بكل حسن نية بالنفي.
بهت القائد وصرخ في وجهي ويحك سنصادرها منك يا مجنون الا تعلم ان هذا يعتبر تهريبا للعملة الصعبة خارج الحدود , اجبت بكل براءة انني اول مرة اسافر برا و ليس عندي تجارب في هذا الشأن, عندها هدأ وخاطبني بكل تعاطف في اذني مشيرا لمرؤسيه البعيدين الذي كانوا ينتقلون من مقعد الى اخر مقترحا علي ان اخفي الامر عليهم حتى تسلم الجرة, عندما وصلوا عندي نفيت كل شيء و تذرعت بانني logé nourrit اي ان الاخرين من يتحملون اقامتي و مأكلي و مشربي فسلمت الجرة.
بعد وصولنا الى نقطة الحدود الجزائرية المسماة باسم العقيد عباس نزلنا من قطارنا المغربي الذي عاد لادراجه و ليس على متنه سوى رجال الجمارك الذين يعودون الى قواعدهم في محطة وجدة ,اثار انتباهي التسليح الكبير لموظفي الجمارك الجزائريين الذي كانوا يحملون كلاسنيكوفات عظيمة و يدفعون المواطنين الى الاصطفاف بكل عنجهية , طبعا الامر طبيعي فنحن في صيف 1994 و البلد في عز الحرب الاهلية, امرأة جزائرية اثارها تصرف جمركي فظ معها فانطلقت تصيح و تصرخ و هي تسب الجميع بكلام نابي لم توقر فيه احدا بل و التمست فيه عذرا للجماعات المسلحة التي كانت تقتنص اعوان السلطة اقتناصا , في انتظار حلول دوري في التفتيش انشغلت بحوار مرح مع مجموعة جمركيين فاضيين نتبادل القفشات و الضحك , اخيرا حل دوري فطالبني الجمركي بوضع اي اداة معدنية اتوفر عليها في سطل اعد لهذا الغرض بل و حتى الجرائد و ان كانت رياضية او حتى للتسلية المهم احتجيت بانني محتاج للجريدة لكي احل شبكة للكلمات المتقاطعة فما كان منهم الى ان قصوا لي الشبكة وحدها و صادروا الصحيفة.مرر الجمركي على جسدي عصاه الكهربائية ليخاطبني بالجزائرية : (روح تربح ) يعني خلاص لقد ربحت امتحان الدخول للجزائر بعدما تبين انك لست ارهابيا, وصلت الان الى منصة تفتيش الحقائب حيث تولت امرها جمركية حسناء بعيون زرقاء و لما انتهت من التفتيش طالبتني بجواز سفري لطبع التأشيرة
بحثت في جيب سروالي يمنة و يسرة , بحثت في كل مكان . يا ويلي لااثر للجواز:emb:
يتبع
|
|
02-28-2007, 12:43 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
سيستاني
عضو رائد
    
المشاركات: 3,809
الانضمام: May 2006
|
مغامرات سيستاني في جزائر الحرب الاهلية
تحية لكل من مر على هذا الموضوع خصوصا الزملاء الافاضل
هاجر , عبد الرحمن و الدكتور طنطاوي:97:
نواصل
المهم
كدت افقد عقلي وانا ابحث عن الجواز في كل مكان و حضر الى ذهني في التو سناريو فيلم الحدود لدريد لحام , الفرق بيني و بينه انني بامكاني العودة الى وطني ببطاقتي الوطنية اما هو فضاع بين شرقستان و غربستان, استعدت هدوئي لكي افكر منطقيا فتوجهت شكوكي نحو رجال الجمارك الفاضيين الذين كنت قد انخرطت معهم في الحديث, توجهت صوبهم و طالبتهم بصرامة ان يرجعوا الي جوازي فورا, لكنهم نفوا ان يكونوا قد استلموه مني او حتى رؤوه بحوزتي , عندها فقدت كل امل ولكي تكمل الباهية توجه الي رئيس الوفد و هو يستشيط غضبا وواجهني انه في حالة عدم ظهور الجواز فساعود اادراجي فورا الى الرباط حتى لا اؤثر على سير الرحلة, في هاته اللحظة اقبل قائد الجمارك الجزائرية و هو يمسك شيئا يضرب به على يده الاخرى , عادت الي الروح اخيرا فقد كان جوازي المفقود الذي سله هو نفسه عدو الله من جيب سروالي الخلفي دون ان اشعر و انا اصطف قبل عميلة التفتيش, هنا تدخل مرة اخرى رئيس وفدنا و قام بجمع كل الجوازات الثلاثين في كيس بلاستيكي كبير احتفظ به حتى لا تتكرر الازمة مرة اخرى.
استقلينا قطارا جزائريا هذه المرة , لان قطارنا الوطني لا يتجاوز نقطة الحدود, حالة الدرجة الاولى مزرية جدا ,اخذت مكاني الى جانب مواطن جزائري ما ان علم انني مغربي حتى عاجلني قائلا لماذا تحتلون الصحراء و تضطهدون شعب الصحراء الغربية فكانت تلك الصدمة الاولى, نحن في المغرب تربينا على فكرة الوحدة المغاربية و ان ازمة الصحراء و الطروحات الانفصالية وراءها الجنرالات الجزائريون الذين يكيدون لوطننا و علمونا ان الشعب الجزائري لا علاقة له بالقضية وانا الان ارى العكس, المهم اخرست رفيقي بان نبهته الى ان ينتبه الى الحرائئق التي اندلعت في بيته قبل ان يرمي بناظره الى مشاكل الجيران, و حاولت ان اتفادى محادثته بان اغلقت عيني محاولا النوم لكن بعد لحظات صحوت مفزوعا على اصوات اشبه بالانفجارات , لحسن الحظ كان الامر يتعلق بوابل من الحجارة الكبيرة الحجم التي تساقطت على نوافد القطار من كل حدب و صوب فالشباب هنا تعودوا على تحية القطار عندما يقتحم قراهم في طريقه , برشقه على هاته الطريقة و لم تكن تلك هي المرة الاخيرة , فالامر سيستمر بعد ذلك , لكن انا من هنا اشهد ان القطارات الجزائرية ليست كمثيلاتها كما هو عنوان سلسلة فرنسية حول قطارات العالم des trains pas comme les autres لانها الاشد تصفيحا و مقاومة.
و اخيرا وصل القطار الى الجزائر العاصمة , المدينة الميتروبوليتانية و معقل الحرب الجهادية التي لا تعرف الرحمة
يتبع
|
|
02-28-2007, 11:34 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|