اقتباس: على نور كتب/كتبت
الجواب:
يا عزيزى انا لم اتطرق الى هذا الموضوع
ما قلته و تفضل بمراجعة مداخلتى ان علة وجود المادة و التى هى ممكنة الوجود لا يمكن ان يكون العدم بل وجود خارجى واجب الوجود .
فارجو المراجعة و التدقيق لمداخلتى من فضلك .
و لا اعتقد اننى بذلك اتناقض مع اى عقيدة دينية معتبرة .
وجه التناقض هو أنك تنكر أن المادة يمكن أن تأتي من العدم، بل أنت تزعم أن هذا مستحيل، بينما الاديان تقول أن هذا ممكن، حيث أنها تروي في أقاصيصها عن الخلق أن اللـه خلق المادة من العدم (مما يعني أن وجود المادة من العدم هو أمر ممكن). هذا ما قصدته.
اقتباس:الجواب:
ماذا تقول يا صديقى ؟؟؟؟؟
الامر على العكس تماما مما تفضلتم به .
الغرب هو من جعل و اعترف بالفلسفة كعلم رسمى بل اعتبره الغرب العلم الكلى الشامل
يا عزيزي، الفلسفة هي طلب المعرفة و الحكمة، و لكن تاريخيا، كانت الفلسفة مجرد ارهاصات فكرية و استنتاجات و استقراءات منطقية و آراء و مدارس فكرية بحتة و لم تكن أبدا "حقائق" مثبتة، و كلما أصبح بامكاننا قياس موضوع معين بشكل مادي، لم يعد هذا الموضوع فلسفيا بل أصبح علميا. هذا ما درسته أنا في موضوع الفلسفة و العلم.
مثلا، كان موضوع الفيزياء فيما مضى موضوعا فلسفيا، أي أن الفلاسفة كانوا يتوصلون الى معرفتهم فيه بشكل عقلي بحت. و لكن ما أن بدأ الانسان في استخدام القياسات و التجارب في معرفة طبيعة المادة، خرجت الفيزياء عن نطاق الفلسفة و التفلسف، و أصبحت موضوعا علميا تحكمه التجارب. و هذا ينطبق على الكثير من الامور مثل الفضاء و الكيمياء و غيرها.
اقتباس:و الاعتماد على الرؤية و الحواس امر ينافى العقل لاثبات الالوهية بل هو اثبات تافه .
لماذا ؟؟؟
لانه لا يمكن الاعتماد على الحاسة فى اثبات الالوهية
لانه ثبت ان الحواس خداعة يا اخى لوجيكال
كلام غير صحيح. العلم قائم جملة و تفصيلا و بكل ما فيه على الحواس. أساس العلم كله في الغرب هو مبدأ الـ empiricism أي أن المعرفة يمكن أن نحصل عليها فقط عن طريق الحواس الخمسة.
المشكلة الوحيدة هي أن الحواس ضعيفة، لذلك نضطر لتقويتها عن طريق استخدام المجهر مثلا او التلسكوب، و أيضا نستعين بأدوات للقياس كالميزان و غيره.
اقتباس:و ابسط الامثلة على ذلك :
انك تحلم و ترى فى الاحلام ما هب و دب
و لكنها ليست الا اوهام خيلتها لك الحواس .
الغريب في الأمر أنك تحقّر من قيمة الحواس في المعرفة و ترفّع من قيمة العقل، و لكن هذا المثال الذي ضربته أعلاه عن الأحلام هو من خداع العقل و ليس الحواس.
اقتباس:اثبات امر عظيم كالالوهية لا يكون الا بالعقل و التفكير و هذا ما يدعو اليه القران فى معظم الايات .
لان الفكر و العقل هو الحقيقة .
الطريقة الوحيدة المعترف بها علميا في كيفية استجلاب المعرفة هي قراءة المعطيات عن طريق الحواس أولا (بالاستعانة بأدوات لتقوية الحواس) و من ثمّ يتم استخدام العقل في تحليل البيانات المعطاة و بناء النتائج. لا يجوز استخدام العقل لوحده للتوصل الى نتائج بغياب البيانات المباشرة المعطاة عن طريق الحواس، و كلما فعلنا ذلك، فإننا حينها لا نملك إلا مجرد افتراضات و مزاعم لا أكثر. و افتراض وجود الإله لا تدعمه بيانات مباشرة عن طريق الحواس، و انما مجرد تأويلات عقلية عند البعض لا يعوّل عليها كثيرا.
اقتباس:كما ان الحواس متفاوتة القدرة عند البشر فمن فقد الحاسة التى بها يثبت دليل وجود الاله فمن حقه ان يكفر ؟؟؟؟
هذا غير صحيح. الأعمى مثلا لا يمكنه أن يرى النجوم، و لكن هذا لا يعطيه الحق في انكار وجود النجوم لأن المبصرين يرونها.
لكن دعنا نستخدم مثالك أعلاه في تقييم حالة الملحد مثلا. أنت تقول أنه لو كان الإله يمكن معرفته بالحواس، فمن حق من فقد الحواس أن يكفر به. طيب، أنت أيضا تقول أن الإله يمكن فعلا معرفة وجوده بالعقل، طيب ما قولك في الملحدين؟ هل تزعم اذن أن جميع الملحدين فقدوا قدراتهم العقلية؟
يعني هناك احتمالين لا ثالث لهما، إما أن الملحدين كلهم معاتيه عقليا، أو أنهم منافقون كذابون، يعرفون وجود الإله بعقولهم و لكنهم لسبب ما يرفضون الإعتراف به.
لا أعرف ما تقييمك للموضوع، و لكن ثبت لديّ يا سيدي أن الكثير من الملحدين الذين أعرفهم و الذين قرأت كتبهم لا هم معاتيه و لا هم كذابين، و إنما هم مجرد لا يرون دليل حسيا يثبت وجود الإله، و في نفس الوقت لا يجدون أي من التأويلات العقلية بوجوده ملزِمة و انما مجرد أراء شخصية.
اقتباس:و لكن بالاضافة لذلك فان القياس هو تحديد يا اخى .
فانت عندما تقيس كيلو ذهب فهذا هو حجمه و هذا هو قدره المحدود و مهما كبر او صغر فهو محدود .
فان صار محدودا فقدرته لا تتعدى هذه الحدود و من الممكن ان يشغل الحدود التى لا يشملها وجود غيره و بذلك تنتفى الالوهية .
كما ان القياس يتم بوحدات متعارف عليها و تقريبية للفهم
فكيف يمكن ان يقاس الاله الذى لا مثيل له ؟؟
لو كان الإله موجودا، لعاينا جزءا منه على الأقل! حجة أن اللـه غير محدود لا تغني عن قياسه، فنحن مثلا لم نضع المجرات و النجوم في الميزان و لم نقس حجمها بالمسطرة لأنها هائلة الحجم، و لكننا عرفنا الكثير من المقاييس عنها عن طريق معاينة عينات و اجزاء.
اقتباس:كيف تقيس الكامل بالناقص ؟؟؟؟
القياس يتم بالمخلوقات
المخلوقات كلها ناقصة فى جناب الخالق الكامل
فكل قياس خاطئ بل مستحيل عقلا و منطقا
ها أنت تناقض نفسك يا سيدي. قبل قليل كنت تقول أن الإله لا يمكن معرفته بالحواس و انما بالعقل، و الان تقول أن الكامل لا يمكن قياسه بالناقص. طيب عقل الانسان أيضا ناقص و ليس كاملا فكيف نعتمد عليه حسب منظورك في معرفة وجود الإله؟؟؟ و اذا كان العقل الناقص قادرا على معرفة وجود الإله الكامل، فلماذا تَحرِم الحواس الناقصة من معرفة وجود الإله الكامل؟
يعني هذا المنطق برمته مليء بالتناقضات.
اقتباس:وجودنا نحن و غيرنا من الموجودات هو بحد ذاته برهان لوجود واجب هو الله عز و علا .
و هذه حقيقة علمية لا يمكن دحضها .
يمكنك تسمية ما تشاء بالـ "حقيقة العلمية" لكن هذا لا يجعلها حقيقة علمية.
حسبي أن الكثير من الدينيين يعترفون أن وجود اللـه مسألة ايمانية بحتة لا علاقة لها بالعلم و لا الحقائق العلمية.
تحياتي