لفت نظري في المنتديات الافتراضية تحديدا، وفي غرف البالتوك التي يشبه دخولنا إليها والمشاركة في حواراتها الصوتية، الحديث مع أشباح لا نعرفهم ولا نتبين صدقهم من كذبهم...
في هذه المواقع تحديدا وجدت أن نغمة تروج بشكل لافت للنظر، وهي أن كل طاعن في الإسلام، شانئ لأهله، مخاصم لأمته، مملوء بالحقد والطعن والتحريف لنصوصه، مروج للشبهات، خائض في المتشابهات، مسفه للحرمات والمقدسات
وبشكل يكاد أن يكون مطلقا....
لابد أن يزعم أنه كان ذا خلفية دينية ملتزمة!
فذا يقول لك أنه كان ابن شيخ أو عابد ناسك..
وذاك يقول لك أنه كان في جماعة دينية!
وآخر يقول بأنه كان في حلقة من حلقات تحفيظ القرآن
وهناك من يقول بأنه كان إمام مسجد!
وهكذا...
حتى أني أحصيت من عالم البالتوك وحده أكثر من خمس أشخاص كانوا يوما من الأيام -كما زعموا- في جماعة الإخوان المسلمين-! وهنا في نادينا شخصان يزعمان أن والدهم شيخا عالما، وآخرون يزعمون أنهم يحفظون القرآن أو أجزاء منه!
ومع أنني من حيث الواقعية لا أستبعد أن تكون في المجتمع حالات من ذلك قد تكثر في بيئة ما وزمان ما وظرف ما...
غير أن اللافت أن الأعداد توحي بأكثر مما هي في عالم الواقع أضعافا مضاعفة، حتى ليخال المرء أن ظاهرة الردة منتشرة في مجتمعنا بسرعة تتجاوز كل الحدود، وما هو إلا وهم أولئك الذين يزعمون أنهم آمنوا يوما أو أنه كانت تربطهم بالتزام والتدين رابطة ثم إذا بهم ينكصون عنها لما تبين لهم الهدى!
بعضعم يحلو له أن يمثل عليك تمثيلية طريفة لولا أنها مبتذلة، ليصور نفسه بذلك المتحمس للإسلام حينا من الدهر حتى إذا ظن أن الجميع صدقه في دعواه راح يفعل كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذ أيمانها دخلا بينها!!!
بالأمس بينما كنت أتلو القرآن خالي القلب مما قد شغلني من ادعاء هؤلاء وجدتني أقرأ قوله سبحانه في طائفة ممن سبقهم بالضلال والإضلال، ووجدت الله سبحانه يحكي عنهم قولهم:
شعرت أن الله سبحانه يتولاني برحمته، ويسليني في ما تأثرت له من حال هؤلاء بأنها سنة المكذبين المضلين على مر العصور واحدة، أتواصوا به؟ بل هم قوم طاغون
وسبحانه ما أعلمه بكيد الكائدين، فمهل الكافرين أمهلهم رويدا
فليؤمنوا وجه النهار ويكفروا آخره..
وليؤمنوا حين تكون الدائرة للذين آمنوا حتى إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئين...
فهم قد عرفوا أنه لا سبيل لهم إلى الطعن في دين الله الخالد إلا تلك الأراجيف التي يشغلون الناس بها، وهم يحسبون أن ملكوت الله يزيد بإيمانهم أو ينقص بكفرهم!!
ما حيلتهم وهم قد ظنوا أن ادعاءهم أنهم عرفوا الإسلام كما ينبغي ثم ارتدوا عنه لا جهالة بل عن علم وبصيرة، ما حيلتنا فيهم وقد ظنوا أننا بهذا نرجع عن ديننا كقول من سبقهم: (لعلهم يرجعون)!!!
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
واسلموا لود واحترام(f)