موضوع كتبته منذ سنوات على خلفية تكفير الرويشد لتغنيه بسورة الفاتحة في أحد أغانيه.
(f)


روعة التصوير والمصير في منهج التكفير

في الأيام الأخيرة استغرب البعض و استهجن أن يُكفّر أحد شيوخنا الأشاوس "الرويشد" لمجرد أنه تغنى بآيتين من سورة الفاتحة.
فلماذا الاستغراب ؟
أخي الكريم .. كل شيء محسوب و ما صار له عليك مسحوب.

و قد تكلمت في أمرك أنت بالذات لشيخنا ذي النظر القادح عن خطئك الفادح .. أفحسبت أن ليس عليك من رقيب .. كلا .. بل سوف يستتيبك عما قريب.
فلقد "كمشتك" منذ أيام ترد على سؤالي ( كيف حالك ؟) بقولك ( الحمد لله رب العالمين) فاعتديت على آية من قرآننا الكريم , أفما كان بوسعك أن تكتفي ب ( الحمد لله) , و إمعاناً في العناد و تحد ٍ لرب العباد رأيتك اليوم - و بما أنك لست على ما يرام - تقولها بسخرية و تزيد ( إيه .. الحمد لله رب العالمين) فمن أين جئت بهذه ال (إيه) .. كلا بل سوف ترى المزيد .

و الأمر لن يتوقف على هذا , فمشروع شيوخنا الصناديد بعيد المدى و النظر .. و لن يسمح بعد فترة لبني البشر أن يتفوهوا بتعابير من القرآن مثل سعير ٍ أو سقر .. أو انشق القمر .. و إلا راح دمك هدر و أصبت بجنون البقر . فحذار ِ و ألف حذار من واحد ٍ أحدٍ قهار و سيف شيخنا البتار .

ثم يا أخي المواطن كل كلام ربنا مقدس و سنمنعك من استعمال كل حروف الجر التي وردت فيه , و بما أنها وردت كلها فلا داعي لك بها و الفتوى على الطريق و هذا أريح لك و رحمة بك فلن تجر في كلامك بعدها من شيء . ثم أنه أقرب للحقيقة و سنحذف من كتاباتك الرقيقة كل حرف جر . و تخيل
معي الجمل التالية بعد أن تعدل ( وضع الحاكم الفلاني "في" بلد ما ..في جيبه .. شيئاً ما ) أو ( يأكل المسؤول "من" مال البلاد ) فما حاجتنا -بربك- لهذه الحروف . ثم تصور معي الأحاديث الشريفة بدون حرف "عن" و بدون عنعنة .. ستجد نفسك أمام اسم ٍ طويل ٍ طويل تذكره لابنك الصغير فيتساءل ببراءة الأطفال : كيف كانت أمه تناديه للعشاء و يتخيل كيف أن الوجبة ستكون قد بردت ريثما تنتهي الأم المسكينة من مناداته .

و سنتقدم خطوة أخرى للأمام ( كالعادة) بعد أن ينتبه شيخنا الفطن أن كل حروف القرآن مقدسة .. و ستضطر أخي الكريم لتعلم لغة أجنبية فالكلام العربي بالشارع و خارج أوقات الصلاة حرام ..فتستبدل اللغة الرسمية لبلادنا بالانكليزية أو الفرنسية أو الألمانية أو الروسية .... و سيختار كل بلد لغة تختلف عن لغة جاره الشقيق نكاية به .. أما من لا يتقن أي لغة أجنبية فليصمت و هكذا أفضل .

و بعد أن يتجول شيخنا الهمام في بعض بلاد الكفار و يتعلم الابجدية اللاتينية سيكتشف أن معظم أحرفها تشابه تلك العربية نطقاً و هذا لا يجوز شرعاًو سيحرم الكلام و يا سلام .. فلا زوجة "تنق" و لا حاكم في التلفاز على الطبول يدق .. و بالله عليك ما حاجتنا بالكلام و ماذا فعلنا به منذ ألف عام !!

و في يوم ٍ من الأيام , سيسمع شيخنا المقدام زقزقة العصافير و نهيق الحمير و من الأسد الزئير .. مكتشفاً تقاربها من بعض الأحرف الصوتية العربية و سيغضب منها أيما غضب و يحرم عليها الصراخ و الصياح .. و بما أن العصفور و بقية الحيوانات لن تفهم شيئاً من فتوى سيدنا الجليل فسنعدمها شنقاً و بئس المصير .. و لن تبقى ببلادنا حيوانات و لا ضير في ذلك فسنستورد ( على هذه نحن متعودون) .

و سيدلو أحد تلامذة جهبذنا الآن بدلوه .. فهو منزعج من صوت تساقط الأوراق بالخريف و تحرك النباتات و الأعشاب مع الريح الخفيف .. و سيطالبها بالسكوت و الصمود و للأوراق بعدم السقوط .. و بما أن النباتات و الأشجار و الشجيرات أقل ذكاءً من الحيوانات فإلى ذات المصير ستؤول ....

و هنا و هنا فقط .. ستصرخ الشعوب بصوت ٍ واحد " آآآآآآآآآآه " .. فيقبض شيخنا على الفؤوس و يقطع الرؤوس ..

فرحمة الله علينا

و دمتم

فينتبه حينها هذا الورع ما كان ربما سيبتدع

فهذه الفؤوس ليست من خصائل العرب .. فوضع فأسه أرضاً و انسحب .. و حّلت الامور
وعاش شعبنا بضعاً من العصور
يا ليته ما عاش .. هائماً مقهور
مطأطئ الرأس حزين .. يئن من أحزانه الأنين

وينتهي لسمعي مداعبة معاتبة . . ألا كيف تسخر من شيخنا

فويحنا

يسخر منا و من حياتنا،
يسخر من انسانيتنا
ونحن كالصبيان

من يسخر من وجودنا
من يقتل الانسان

فبه أكفر الآن على العيان

ولينحني السلطان للإنسان

وعشتم

ودمتم

موضوع جميل عزيزي القدّاح(f)

لو اعطيت المساحة لاشاوسة الدين لن يتركو شيئا الا وحرّموه,فهل سيبقى بعدها معنى للحياة؟

خالص الود.

أخي طارق

نحن في عصر أصبحنا فيه مجبرين على إطاعة هذا السلطان، وقد حرمنا من نعمة اللسان خشية زيارة عمنا السجان أو قطع الرقاب في أسوأ الأحيان.

وتحية لك من إنسان...(f)(f)(f)

ودام قلمك ودمت

مقالة جميلة يا طارق :) .. واليوم بالذات كان نفس هذه القضة (قصة الرويشد) مدار حديث -متندر- مع أحد الأصدقاء حول هذه المبالغة في التحريم ..

الجميل هنا أن المقالة خلت من التعميمية ولم تتخذ من القضة غرضا للتندر على دين معين وإنما جردت من الحدث الأصلي شخصية الشيخ الذي يحرم كل شيء وأرتنا إلى أين يمكن أن يصل ..

إن هذه القصة يمكن أن تصدق على تابع أي مذهب او ديانة أو حتى لا ديانة مادامت تتوافر فيه العناصر الأساسية من انغلاق وتشدد .. وبالتالي فإنا لا تحمل عنصرية تجاه طائفة معينة وهذا ما يجعلها مقبولة لدي ..

تحياتي(f)

عزيزي طارق

مقاله معبره عن حاله بائسه من تفكير سقيم لاهل
المشيخه والسلطان

اعجبني اسلوب السجع المحبب وسهولة الالفاظ
الذي كان مقصودا في الطرح ومساويا للفكره
ذاتها
ومع ذلك فهو يحتاج الى القليل من الترميم والتحسين والكمال لله وحده

مع تحياتي(f)