{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟
عن جسور للترجمة:

قمنا بترجمة مقال حديث عن علاقة الإيمان بالجينات :) :

http://www.josor.net/article_details.php?t...sid=203&catid=8


لماذا نحن بحاجة للإيمان؟

"جسور21 للترجمة"


في أمريكا، يلاحق العلم الجينة الإلهية. وفي فرنسا فإن عمل السحرة يزدهر ؛ في كل مكان فإن الظاهرة الدينية تعود بقوة. فماذا لو كان الإيمان ملتصقاً بأجسادنا؟

العلم والشيوعية لم تنهِ الديانات ولا العقائد والخرافات من قلب الإنسان. ففي عام 2005 فإن اللاعقلانية تحرز انتصارات وتبرز أكثر من ذي قبل وتحقق مكاسب جديدة.
ففي الولايات المتحدة – القوة العالمية الأولى – قام المواطنون بانتخاب رئيس متدين والذي يؤكد بأنه يأخذ تعاليمه وأوامره من الله مباشرة. والنجوم العالميون يستخدمون شهرتهم للدعاية لاعتقاداتهم الشخصية. رؤساء شركات جدية يختارون موظفيهم بحسب أبراجهم الفلكية أو خطوط اليد.
عندما تصبح الحياة أكثر تعقيداً، وعندما تكون المرجعيات متحولة متبدلة، فإننا كثيراً ما نُطمئن أنفسنا بوضعها بين يدي سلطة عليا ، كالله أو حتى توقعات التنجيم والأبراج.
الأسباب المنطقية للإيمان بقوى عليا عديدة لا تحصى، فالأديان والخرافات تسمح للإنسان بمواجهة الموت، وتفسير الحياة وفهم العالم كما أنها تقدم معنى لوجودنا ...
منذ ثلاثة قرون والفلسفة، العلم ، والطب النفسي يشنون حرباً لا هوادة فيها على اللاعقلانية. فداروين ونظرية التطور أسقطوا الرواية التقليدية للكتب المقدسة حول الخلق.
ونيتشة اعتبر أنه تم اختراع "الله" لإخضاع البشر واستخدم كحجة لتبرير ضعفه وخنوعه.
أما فرويد فلقد شبه الدين بنوع من "العصاب العالمي" ستتخلص منه البشرية خلال تطورها.... لكن النظريات تمر والله بقي صامداً. عدم وجود الله يبقى غير قابل للبرهنة كوجوده تماماًً. وخيال الإنسان يحاول التعلق بأي إشارة للاستمرار بالإيمان بـ "شيء ما"، أياً كان اسمه أو تعريفه. وفيزيائيو الفضاء أنفسهم وبعد اختراعهم للـ "بيغ بانغ" (الانفجار الكوني) يتساءلون حالياً حول ما قبله. وحول هذه الصدفة العظيمة التي سمحت لكوننا بالوجود.
علماء "الجينات" والذين وجدوا بالـ "DNA" البديل المثالي للمهندس العظيم، صار عليهم تفسير كيفية برمجة هذا المهندس ومن قبل من؟ "اطردوا الله من الباب ، سيعود من النافذة" ؛ كما يقول المثل ...
الإنسان سيتسمر بالإيمان طالماً لم يفهم كل شيء بهذا الكون وفك كل ألغازه وأسراره .. باختصار ما دام لم يصبح هو نفسه : "العليم".

هل الله في جيناتنا ؟

فضيحة في أمريكا : باحث علمي يزعم أنه عثر على آثار الإيمان في ميراثنا الجيني. فهل الاعتقاد بقوى عليا ما هو إلا نتيجة نجمت عن التطور؟

الإنسان ربما يحتوي على الإيمان في جسده وبالمعنى الحرفي للكلمة : "قدرة الإنسان على الشعور بشكل شخصي بـتجارب ’ما وراء طبيعية‘ يبدو أن له علاقة مباشرة مع أس واحد لأحد الجينات". على الأقل هذا ما يؤكده عالم البيولوجيا الأمريكي "دان هامير" .
بكلمات أخرى : كل إنسان حامل لهذا "الجزء الجيني" ستكون لديه القابلية الكيميائية للإيمان.
ويتابع الباحث : "يسوع، محمد وبوذا والذين يتشاركون بخضوعهم لتجارب روحانية تشويهات للوعي، كانوا بلا شك يحملون في خريطتهم الجينية نوعاً (معدلاً) من هذا الأس الجيني" ، ولا عزاء للروح الإنسانية والتي تجد نفسها والحال هذه تهبط لمنزلة "مجرد طابع فيزيائي" !
قديماً مثل هذه "الهرطقة" كان يمكن لها أن تؤدي للمحرقة. أما اليوم فإن هذا "الاكتشاف" يتصدر الصفحة الأولى للمجلة الجدية الأمريكية Time في عدد (29/11/2004)
"دان هامير" وضمن عمله كباحث في المعهد القومي للسرطان ؛ خطرت له فكرة تفصيل نتائجه التي حصل عليها خلال تجربة حول شخصية 1000 مدخن ضمن دراسة حول الإدمان على التدخين.
جزء من هذا الاستطلاع كان معداً لقياس ثلاثة جوانب متعلقة بالروحانية: نسيان الذات (أي القدرة على الانغماس الكامل في تجربة روحية) ، التمثل ما فوق الذاتي (أي القدرة على الإحساس بتناغم مع المحيط) ، والصوفية (أي سهولة قبول الظواهر التي لا يمكن إثباتها؛ كحقيقة واقعية).

بالنسبة للأديان، فإنه لا يمكن اختصار الإيمان بمجرد عملية كيميائية.

من خلال هذه العناصر، فإن "دان هامير" بعد تحوله عن الهدف الرئيسي للتجربة قام بمقارنة الميراث الجيني للأشخاص المتميزين بتوجه ديني حاد، مع الأشخاص الأقل روحانية. ومن خلال تركيز دراسته على تسع جينات معروفة بدورها الأساسي بإنتاج الـ "مونوأمينات" (التي تنظم المزاج وعدة جوانب للسلوك الإنساني) ، فلقد اكتشف عالم البيولوجيا أن أحدها (الـ VMTA2 الناقل الغددي للـ"مونوأمينات") يحمل "جزءاً متحولاً"[Variation] لا يتواجد إلا عند الأشخاص الأكثر روحانية، "دان هامير" لم يكن ينتظر أكثر من ذلك. واعتماداً على هذه "الصدفة" قام فوراً بنشر كتاب بعنوان "جينة الله: كيف أن الإيمان مبرمج في أحد جيناتنا" والذي لاقى صدىً ونجاحاً كبيراً في الولايات المتحدة الأمريكية.

بالنسبة للبوذيين فإن الروحانية تنتقل وراثياً

كما كان متوقعاً فإن الديانات الكبرى اعترضت بصوتٍ عالٍ : لا يمكن اختصار الإيمان بعملية كيميائية . رغم ذلك فإن البوذية تشكل استثناءً.
مازجةً التطور بالتقمص فإن البوذية "تقبل بوجود جينة معينة تحدد شخصيتنا الدينية والتي تنتقل من حياتنا السابقة وليس من آبائنا " كما يشرح الخبير بالبوذية في جامعة كولومبيا في نيويورك "روبيرت تورمان"؛
هذه الجينة التي تنتقل إذاً من حياة لأخرى "تحدد تصورنا للعالم وتفتحنا الفكري وكرم شخصيتنا".

عدة علماء يعترضون من ناحيتهم على نتائج "دان هامير" . فإذا كنا نعتبر أن طابع إنساني ثانوي يحدده عدة جينات فما بالك بعملية معقدة كالإيمان بالله إذ يبدو من الأولى أن يتحكم بها ويحددها عدة مئات بل الآلاف من الجينات.
نقطة أخرى تُؤخذ على "هامير" وهي أنه زعم سابقاً اكتشافه عام 1993 للجين الخاص بالمثلية الجنسية لدى الذكور ، والذي تم رفضه بشكل تام من قبل العلماء.

أن يكون الجزء الجيني المكتشف من قبل "هامير" أصل الإيمان بالله أو لا يكون، فإن سؤالاً يبقى معلقاً:
هل الإيمان بقوى عليا يمكن أن يكون نتيجة للتطور باعتبار أنه يشكل ميزة لبقاء النوع؟
إن العقائد المشتركة تسمح للبشر بالتجمع ضمن جماعات،كما تسمح لهم بأن يكونوا أكثر قوة وحماية. البشر الأكثر "روحانية" ينظمون حياتهم ضمن قواعد أخلاقية : هناك احتمال أقل بأن يعانوا من الفوضى، ومن الجريمة.
بشكل آخر، فإن "الإيمان" يُشكل ميزة نوعية للبقاء في الظروف الصعبة لحياتنا. الــ"حاجة لله" يبدو أنها ظهرت بهذه الحالة بشكل مستقل عن وجود أو عدم وجود الله.


ملحق 1 – أرقام وإحصائيات

في يوم 08/08/08 وفي الساعة الثامنة صباحاً ستبدأ الألعاب الأولمبية في بكين. الجمهورية الشعبية اختارت هذا التاريخ وهذه الساعة لأن الرقم 8 هو رقم حظ في الصين.

58%

28000 دولار، هو سعر سندويشة (كروك ميسيو) التي بيعت على الانترنيت، وذلك لأنه يمكن أن نرى وجه العذراء مريم عليها.

86% من سكان العالم هم من المؤمنين : 2 مليار من المسيحيين، 1.3 مليار مسلم و 900 مليون هندوسي ...

1.5 للعلماء الذين يقومون ببحوث يمكن أن ينتج عنها تأكيد وجود الله.

37%

ملحق 2 – العلم في ملاحقة \"الإلهي\"/ مراجع

1- من خلال ملاحظة التدفق الدموي في المخ لدى الرهبان البوذيين فإن علماء الأعصاب (النورولوجيين) الأمريكيين "نيوبيرغ" و "داكيلي" (كتاب لماذ الله لن يختفي) أثبتوا وجود تباطؤ بنشاط الفص الجداري العلوي والذي يسمح خصوصاً للإنسان بالتوازن ومعرفة الجهات بالعالم الخارجي وتفرقة الحدود بين الذات والعالم، إنعدام هذه الحدود يتماثل مع ما يحدث في التجارب الروحية الصوفية.
2- من خلال عمله مع التيبيتيين فإن الفرنسي "أنطوان لوتز" الباحث في جامعة "ويسكونسين" قام بترجمة إشارات الـ "électroencéphalogrammes" وعزل التوقيعات الإلكترونية في حالة الصلاة والتأمل الديني، وجد نشاطاً مرتفعاً بشكل غير طبيعي للذبذبات من نوع "غاما" والتي نلاحظها خصوصاً في عمليات الانتباه والتعلم.
3- عالم الأنتروبولجيا الفرنسي "باسكال بوييه" يؤكد من ناحيته أن عالمية المواضيع الدينية محدد بأنظمة مخية خاصة موجودة بشكل مسبق وتهدف لزيادة التعاون وجمع المعلومات. وكلما كانت الديانة متناسبة مع هذه الأنظمة كلما زاد حظها بالانتشار كنوع من "الوباء العقلي" (كتاب : والإنسان خلق الآلهة).
4- في كندا، فإن عالم الأعصاب "مايكل بيرسينجر" يؤكد اعتماداً على التجربة إن هناك علاقة بين الظواهر الإلكترونية في المخ وبين التجارب الروحية. عليه فإن هداية القديس بولس يمكن شرحها من خلال أزمة عصبية حدثت له. بعض المشعوذين استغلوا هذه الأبحاث ليبيعوا بسعر مقداره 225 دولار جهازاً كهرومغناطيسياً يوضع علىالرأس يُفترض بأنه يضمن المرور بتجربة "إلهية".
5- العالم "كريستيان دو دوف" الحاصل على جائزة نوبل وجد الخلاصة والكلمة الأخيرة:
"لقد تضاعف عدد النيرونات لدى البشر ثلاث مرات خلال مليوني سنة، تصوروا الآن أن يتضاعف هذا العدد مرة أخرى : إن هذا قادر على خلق جهاز للفهم ولتصور الأشياء التي لا يمكننا اليوم تخيلها أو الإلمام بها.
أعتقد بأن التطور سينتهي لأشخاص ولعقول ستقترب بشكل أكبر مما أطلق عليه ’الحقيقة النهائية‘ ".

_______________________________
عن مجلة ça m’intéresse الفرنسية لعدد شباط/فبراير 2005.
03-03-2005, 02:14 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
takhinen غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 304
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #2
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟
عزيزي طارق

شكرا لنقل الموضوع الى النادي , نعم , لقد قرات الموضوع من قبل

اعتقد ان هناك الكثير ,الذين يستطيعوا ان يسترزقوا من استمالة العواطف واللعب على المخزون الانساني لثنائيه التفكير

باختصار هو بزنس ناجح , ونحن عندنا الكثير من هؤلاء حتى اننا نستطيع التصدير في هذا المجال

اما عن صلاحية البضاعه, فلا اعتقد انها تطول كثيرا لان الفحص الدقيق لها يقول بانها
"EXPIRED "

مع تحياتي لك

03-08-2005, 06:20 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #3
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟
الصديق الأستاذ طارق القداح

تحية عربية

اقتباس:الأسباب المنطقية للإيمان بقوى عليا عديدة لا تحصى، فالأديان والخرافات تسمح للإنسان بمواجهة الموت، وتفسير الحياة وفهم العالم كما أنها تقدم معنى لوجودنا ...
منذ ثلاثة قرون والفلسفة، العلم ، والطب النفسي يشنون حرباً لا هوادة فيها على اللاعقلانية. فداروين ونظرية التطور أسقطوا الرواية التقليدية للكتب المقدسة حول الخلق.
ونيتشة اعتبر أنه تم اختراع "الله" لإخضاع البشر واستخدم كحجة لتبرير ضعفه وخنوعه.  
أما فرويد فلقد شبه الدين بنوع من "العصاب العالمي" ستتخلص منه البشرية خلال تطورها.... لكن النظريات تمر والله بقي صامداً. عدم وجود الله يبقى غير قابل للبرهنة كوجوده تماماًً

يا سيدي أنا أحد المؤمنين بالله لازلت لا أفهم كيف لإنسان أن ينكر وجود الله ، ولأقطع الطريق عليك (حتى لو لم يكن إله بمفهوم الديانات السماوية) حتى لو كان قوة خارقة فتبقى هذه القوة الخارقة هي إله من لا يؤمن بإله كإله الديانات السماوية!..

ثم أن داروين لم يسقط أي شيء بنظريته التي أثبتت فشلها الذريع وخروجها عن مبادئ العلم الأساسية (الملاحظة والتجربة) وتبقى نظريته مجرد نظرية بلا إثبات كما تقولون عن وجود الله..

أما نيتشه فلا يزيد حظاً على داروين فنظرية (موت الله) تؤكد بأن للكون إله (وإن مات)!..

وحتى إن قلت بأنه تم اختراع الدين لمواجهة الموت ، فإنكم يا عزيزي لم تستطيعوا بهذا العلم المادي المجرد بأن تنهوا فكرة الموت التي ترعب البشرية حتى تجعلهم مؤمنين ، وإن الله تعالى قد وضع تحدٍ للبشر من الذين يتخذون من العلم إله وهو قوله تعالى (قل إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين) في إشارة لإرجاع الحياة لإنسان قد مات..

تحياتي لك وشكراً(f)
03-11-2005, 03:06 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Jupiter غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,240
الانضمام: May 2003
مشاركة: #4
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟


لاتزال أصداء ما جاء بكتاب العالم الأمريكى «دين هامر» حول ما أسماه «الجين الإلهى» لدى الإنسان، تلقى بظلالها على آراء المتخصصين وعلماء الوراثة.. فمنهم من هاجم - ويصر على مهاجمة - الكتاب ومؤلفه أيضا، ومنهم من يؤجل الحكم على محتواه إلى حين التأكد منه أو إثبات العكس.. ومنهم من يقف محايدا بآرائه تجاه ما جاء فى الكتاب الذى أحدث ردود فعل متباينة ليس ما نقدمه على هذه السطور هو آخرها بالطبع. يقول الدكتور «أحمد شوقى» أستاذ علم الوراثة بجامعة الزقازيق: كتاب «الجين الإلهى» الذى صدر أخيرا واكبته مبالغة كبيرة فى وصفه والدعاية التى نالها مؤلفه، لأن الموضوع الذى تناوله من الموضوعات التى تبحث فى سياق الدراسات الخاصة لأساس السلوك البشرى.. وهناك دراسات صدرت منذ مدة طويلة اسمها «بيولوجيا الدين» أو «الأساس البيولوجى للدين».. وهناك أيضا عدة مؤلفات حول هذا الموضوع منها Genes are us بمعنى أن كل شىء خاص بالسلوك البشرى موجود فى الجينات.. وهذه الجينات ما هى إلا مجرد شفرة لترجمة البيئة التى ينشأ فيها الإنسان، ليس بيئته الطبيعية فقط وإنما البيئة الثقافية أيضا.. إذن الكشف الذى توصل إليه «دين هامر» لا يصح المبالغة فيه لأن «العينة» التى أجرى عليها أبحاثه كانت من أجل التدخين والإدمان، وبالتالى إذا كان هدفه الأساسى اكتشاف «جين التدين» فمطلوب - إذن - اختيار «عينة» مختلفة من الناس غير العينة التى أجرى عليها تجارب التدخين.. وإذا كان هدفه من البداية موضوع «الجين الإلهى» لاختار عينة مختلفة، لكن الخلاصة أن علماء الوراثة مقتنعون تماما بعدم وجود صفة فى الكائنات الحية لا يوجد فيها تباين كما أن هذه الصفة ليست عند كل الأفراد بالضبط، ومن هذه الصفات التوجهات الروحية التى لها أساس وراثى ولكن بتأثير البيئة، ومهما كانت الصفة فلابد أن يكون هناك تباين فى كل شىء لأن الجين لا يعمل بمفرده ولكنه يعمل فى بيئة الجينات الوراثية نفسها ويختلف فى درجة تعبيره عما يحمله من شفرات.. وهذا التباين سمة من سمات الحياة يظهر فى كل سلوكياتنا وتصرفاتنا. ويصف الدكتور «محمد عبدالعزيز» أستاذ علوم الوراثة بزراعة القاهرة الكتاب بأنه «جميل جدا» ويقول: لا أفهم سر الهجوم على ما جاء به بهذه الطريقة، فلا صلة له بالعبادات، لكنه يبحث فى علاقة الإنسان بربه، ونحن جزء من الكون ولا علاقة للكتاب بالتدين، أو بدرجة هذا التدين بل إن له علاقة بالتسامى وأن تكون للإنسان روح بينه وبين ربه.. كما أن هناك علاقة بين الجينات فى مسألة إخلاص أو خيانة المرأة لزوجها، فهناك دراسة حديثة أجريت على نحو 1600 امرأة أثبتت نتائجها أن ما يقرب من 40% منهن يؤثر الجين بشكل كبير على خيانة المرأة لزوجها أو عدد الرجال الذين تتصل بهم.. إذن السيدات اللاتى خن أزواجهن وعدد الرجال الذين تصاحبهم المرأة. كل ذلك يرجع إلى الجينات الوراثية أصلا. إذن الجين يلعب دورا فى تحديد روحانية الإنسان وعلاقته بربه - كما يقول «د.محمد عبدالعزيز» ولذلك نطلق على الرجل أنه «طيب» أى أنه متسامح وشاعرى ومتسام، ويرجع ذلك إلى الجين الإلهى عنده، إذن الجينات مسئولة - بشكل أكيد - عن سلوكيات وتصرفات البشر.. وأبلغ دليل على ذلك أن الأغانى والموسيقى تؤثر فى الإنسان إذ أن لها تأثيرا وراثيا بجانب البيئة التى نشأ فيها هذا الشخص.. فكتاب «هامر» فى مضمونه يستحق أن يعرض على الناس وخاصة المثقفين لأنه يفسر ظواهر غريبة أصبحنا نراها فى حياتنا اليومية مثل الإنسان الذى يطلق لحيته أو السيدات المنقبات، ومع ذلك نجد بعضهم «يغش» فى الامتحانات - مثلا - أو لا يتورع عن الكذب إذن «الجين الإلهى» لا يجب أن نأخذه على أنه يفسر لنا الحلال أو الحرام، لكنه يختص بعلاقة الإنسان بربه.. وعلاقة الجين البشرى بالإيمان علاقة واضحة.. فقد ولد جميع البشر على الفطرة وهى الإيمان بالله.. والكتاب يوضح ذلك لكن هذا الإيمان ليس معناه أن نصلى بطريقة معينة أو نحج - مثلا - فمن الممكن أن يجلس الإنسان أمام البحر وينتابه شعور بربه أكثر من غيره، وهذا كله بفعل الجين. فهناك فرق بين ما يملك هذا الجين وتأثير البيئة على ظهوره عند الإنسان.. وأى مظاهر لأى دين ما هى إلا عبادات فقط وليس لها علاقة بالجين الإلهى.. أمّا إذا كان الإيمان يورث أم لا فما دام هناك «جين» فلابد أن يتوارث الأبناء كثيرا عن آبائهم، لأنه إذا تركنا طفلا صغيرا مسلما من أبوين مسلمين ومؤمنين ينشأ فى «ماخور» مثلا أو أى مكان مشابه فسنجد أن تأثير البيئة أقوى من تأثير الجين أو الوراثة، وهو ما نسميه التداخل بين الظروف البيئية والوراثية. ويقول الدكتور «محمد حسين سليمان» أستاذ علم الوراثة بزراعة القاهرة: إن الإنسان عبارة عن مجموعة من الخلايا، وكل ما يفعله موجود فى النواة الخاصة بكل خلية مثل «ملفات الكمبيوتر» تماما، ولا تعمل جينات الإنسان كلها مرة واحدة.. بل إن كل مرحلة يعيشها الإنسان يعمل فيها فقط حوالى 10% من الجينات لخدمة الخلية لتجعلها على قيد الحياة، وتعمل كخط دفاع ضد الأمراض. وعندما يأتى دور كل منها فهى تعمل، وهذه الجينات تولد طاقة هائلة مثل طاقة الموقد الذى يعمل بالفحم أو الخشب، وهذه هى حقيقة الإنسان. وقد ثبت ذلك عن طريق الاستنساخ. هذه الجينات (بصبغة الكروموسومات) كلما كبر الإنسان تجعله يتفاعل مع بيئته ولا ينعزل عنها، فإذا وجد الإنسان فى مجتمع مسلم سيتأثر بهذا المجتمع. وكذلك إذا نشأ فى مجتمع مسيحى.. وهكذا الديانات الأخرى، فهل الجينات هى السبب؟ لا أعتقد لأن الروحانيات والبيئة هما الأساس، والإنسان يفكر بعقله إلى أن يهديه لما يريد، فلا توجد علاقة مادية بين الجين والدين.. لكن ما هو إلا تفاعل الجين مع العقل الإنسانى فيتأثر به.. وما توصل إليه «هامر» فى كتابه الأخير ليس - فى اعتقادى - حقيقة لكنه فرض، وعندما يثبت صحة نظريته، فهذا معناه أنه يربط بين الجينات المتحركة فى جسم الإنسان، بالمشاعر عن طريق خلايا المخ، وهو شىء ليس بجديد.. وهذا جدل وفرض ولن يصبح حقيقة إلا بعد أن تكون هناك تجربة معملية واضحة نستطيع على أساس نتائجها أن نقول أنها مؤكدة. إذن - يضيف أستاذ علم الوراثة - لابد من تأجيل الحكم على هذا الكلام إلى أن يثبت العلم والتجارب المعملية الواضحة هذا الغرض.. وإذا أجرينا تجربة محكومة إحصائيا. على مليون طفل - مثلا - لمعرفة ما إذا كان الإيمان يورث أم لا، فإن جميع الشواهد ستقول «لا» ولكن يمكن أن يورث الطفل «الديانة» فقط من ديانة المجتمع الذى ينشأ فيه، حتى لو فرض - جدلا - أن الإيمان يورث لأن ذلك غالبا ما يرجع إلى البيئة التى لها تأثير قوى جدا فى هذا الموضوع. وأنا كأحد الذين لا يؤمنون إلا بالتجارب العلمية لا أستطيع أن أؤكد ما توصل إليه العالم الأمريكى «دين هامر» لكن من الممكن أن أميل إلى وجود شىء فى الإنسان يجعله يوحد بالله مثلا، لكنها ليس إجابة مطلقة ومن الصعب جدا إيجاد اتجاه مطلق نحو هذه الفرضية التى توصل إليها الكتاب المعنى. ولكن فى النهاية مهما صدر العديد من الكتب فلابد أن نقبلها ولا نفاجأ بها ولا نفزع منها، بل نحاول إثبات ما جاء فيها، وهل هو حقيقة علمية أم مجرد افتراضات؟

كريمة سويدان
03-11-2005, 11:56 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #5
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟
العزيز takhinen (f)

شكراً لمرورك وأتفق مع بعض ما قلته، ولكني أعتقد أن بضاعة الإيمان وبعدم وجود بديل نفسي/اجتماعي راسخ سيبقى لفترة طويلة رائجاً.
وشكراً لمرورك (f)

العزيز كحيلان (f)

اقتباس:يا سيدي أنا أحد المؤمنين بالله لازلت لا أفهم كيف لإنسان أن ينكر وجود الله
أعتقد بأن فهمنا لبعضنا البعض أساسي، فأنا أتفهم إيمانك.
كما أن الأمر ليس إنكاراً لله - بشكله العام - بل عدم اقتناع بوجوده. من ناحيتي لا أجد أي أدلة عقلية أو علمية على هذا الوجود.

اقتباس:ثم أن داروين لم يسقط أي شيء بنظريته التي أثبتت فشلها الذريع وخروجها عن مبادئ العلم الأساسية (الملاحظة والتجربة) وتبقى نظريته مجرد نظرية بلا إثبات كما تقولون عن وجود الله..

عزيزي كلامك هذا للأسف معارض للواقع - أي واقع العلوم- فنظرية داروين فتحت الطريق لنظرية التطور في يومنا هذا والتي أصحبت ركيزة من ركائز علوم البيولوجيا، وأعتقد أننا أشبعنا هذا المجال نقاشاً بالنادي. أتفهم أن ترفض النظرية ولكن قولك بأنها فشلت هو إنكار للحقيقة الواقعة.

اقتباس:أما نيتشه فلا يزيد حظاً على داروين فنظرية (موت الله) تؤكد بأن للكون إله (وإن مات)!..
نيتشة لم يعترف بوجود الله فهو ملحد تماماً، عبارة "موت الله" هي عبارة رمزية تعبر عن إعلان سقوط الديانات أي السقوط الرمزي لـ"الله" في التاريخ البشري.


اقتباس:وإن الله تعالى قد وضع تحدٍ للبشر من الذين يتخذون من العلم إله وهو قوله تعالى (قل إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين) في إشارة لإرجاع الحياة لإنسان قد مات..
أنت تعتبر هذا تحدٍّ من الله بينما نحن لا نؤمن به أساساً، أنا أعتبره "فذلكة" من بشر لبشر.
فالإنسان لا يعود بعد الموت وذلك كحقيقة واقعية علمية. فلم نرَ بشراً أو حتى حيواناً يعود بعد موته. فبماذا تتحدانا الديانات؟ بشيء لم تثبت أن المدعو "الله" قادر عليه :)

مع فائق الاحترام والمحبة (f)

العزيز "جوبيتر" (f)
شكراً لك لإثرائك الموضوع بنقلك لهذا المقال الجميل والمكمل.
03-12-2005, 06:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #6
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟
الصديق الأستاذ طارق القداح(f)

تحية عربية

اقتباس:من ناحيتي لا أجد أي أدلة عقلية أو علمية على هذا الوجود.

لابأس يا صديقي لكن هل هناك مجال لإدخال أدلة (قلبية)؟ ، يعني حتى الماديين يعتقدون بالأحاسيس القلبية التي تعطي في أغلب الأحيان توقعات صحيحة..

اقتباس:أنت تعتبر هذا تحدٍّ من الله بينما نحن لا نؤمن به أساساً، أنا أعتبره "فذلكة" من بشر لبشر.
فالإنسان لا يعود بعد الموت وذلك كحقيقة واقعية علمية. فلم نرَ بشراً أو حتى حيواناً يعود بعد موته. فبماذا تتحدانا الديانات؟ بشيء لم تثبت أن المدعو "الله" قادر عليه

يا عزيزي أنا جئت بهذا المثال لأقول بما معناه أن العلم لا يستطيع فعل شيء إزاء خوف البشرية منذ بدء الخليقة وهو الموت ، فهو أي العلم لا يعرف تفسيراً له ، وإن عرف ذلك فهو لا يستطيع فعل شيء حياله فيبقى عاجزاً بينما الله سبحانه وتعالى بين أن هذا الأمر بيده والتراث الديني للمسلمين والمسيحيين يقول: بأن المسيح عليه السلام كان يحيي الموتى وهي أحدى معجزاته..

وحتى الولايات المتحدة التي تتخذ العلم المادي المجرد أساساً لنهضتها ، كتبت على الدولار (وي ترست إن جاد) نحن نؤمن بالله!..

مع محبتي لك(f)
03-12-2005, 10:15 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #7
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟
عزيزي كحيلان

لا اختلاف مع ما قلته، أتفهم الإيمان تعبيراً عن الرغبة القلبية بذلك، أو عدم معرفة أو خوف من المجهول.

ولكن هذا لم يعد له علاقة بالعلم.

محبتي لك.
(f)
03-13-2005, 09:42 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Jupiter غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,240
الانضمام: May 2003
مشاركة: #8
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟

عزيزي طارق

السلوك الديني كما هو معروف يتم أكتسابه من البيئة تماما كالسلوك السياسي أو السلوك العاطفي فحين يقال أن س من الناس يكره امريكا فنحن لانقول أنه يكرهها بفعل الوراثة ولكن بفعل البيئة الإجتماعية التي ساهمت في تنشئته الإجتماعية وشكلت شخصيته وحددت إتجاهاته ودوافعه غير الفطرية .

الإشكالية التي جاء بها الباحث دين هامر هي في القول ان التدين فطري وراثي وهذا يجعلنا نسأله سؤالا حكيما : ماذا يرث الآسيويون الذين لايوجد في ديانتهم إله يعبدونه ؟؟ ماذا يرث البدائيون الذي أكتسبوا تدينهم من الجماعة المحيطة بهم ؟ أظن أن الانثروبولوجيا لديها ماتقوله كذلك علم النفس الذي يرى بعضهم ان التدين هو عبارة عن مشكلات نفسية لم يتم إفتضاضها وحلّها. والباحث كما تعلم يدعم خرافة التكوين في التوراة وقصة الخلق الاسطورية القائلة بأن هناك إله يتحرى الناس ان يعبدوه . فلا شئ يثبت أساساً ان هناك إله وإذا سلمنا بالخالق فلاشئ أيضا يثبت انه يحتاج او يريد الناس ان يعبدوه اللهم النصوص المقدسة المليئة بالخرافات والترهات .
03-18-2005, 02:56 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
زياد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,424
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #9
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟
الله وسؤال الإيمان

كوليت مرشليان

نشرت مجلة "علم وحياة" الفرنسية تحقيقاً مذهلاً حمل عنوان "لماذا لن يختفي الله أبداً؟" وضع على أثر النتائج التي توصل اليها فريق من الباحثين في علم "دراسة عمل الخلايا والأنسجة العصبية" الذين أكدوا بعد تجارب وأبحاث ودراسات امتدت على فترة خمسة أعوام متواصلة ان "الانسان مبرمج على الايمان" أو بكلام آخر ان الانسان يمتلك بطبيعة تكوينه البشري على جزئية أو ذرة في الدماغ تلعب دوراً أساسياً في قدرة الفرد على الايمان. وليس هذا الامر هو الاكتشاف الوحيد، إذ ثمة تأكيدات علمية الآن تثبت ان الايمان قادر على محاربة القلق واليأس والحزن لدى الانسان وبالتالي يخلص العلماء إلى نتيجة أن المؤمن يعيش حياة أطول من حياة غير المؤمن، وان الشعور الديني أمر ملازم للطبيعة البشرية ما يؤكد إلى ان الأديان لن تزول عن الأرض ومن الكون ما دام الانسان في الوجود. وبهذا يمكن ان نشير اليوم إلى "جزئية الايمان" المثبتة علمياً والموجودة إلى جانب جزئيات اخرى تؤلف الدماغ البشري.

وهذه النتيجة المثبتة والأكيدة اليوم تفتح الأبواب أمام دراسات اخرى لم تكن في الحسبان، إذ لطالما كان السؤال المطروح عبر كل العصور: وهل نؤمن بالله؟ وكانت صورة الله هي ركيزة السؤال.

بينما اليوم يتركز اهتمام العلماء على الجزء الأول من السؤال وهو الايمان بشكل خاص، ذاك الشعور النابع من الانسان والذي يفيض عالماً روحانياً قائماً بحد ذاته. فما هو الايمان؟ ما الذي يجعل الانسان يتخلى عن سائر أمور الدنيا ليتعلق بأفكار غامضة وغير ملموسة؟ وعند هذا الحد، توصل العلماء إلى نتيجة ان ايماننا بالله ليس مرتبطاً بعالم آخر هو في السماء انما هو مرتبط ايضاً بدماغنا. لأن الدراسات أبرزت نقاطاً مهمة مفادها ان التغييرات الكيميائية التي تحصل في أعصاب الدماغ لحظة الايمان القصوى التي نسميها في الأديان لحظة النشوة الروحانية أو الانخطاف لدى القديسين هي لحظة "كيميائية" أساساً تجعل الانسان يأخذ الشرارة لينطلق في تفكيره أو عالمه الروحاني. ومن هنا ايضاً لا يمكن ان تكون التركيبة الكيميائية والعصبية متوازية لدى كل البشر، بل هي ضئيلة لدى أحدهم ومتوسطة أو قوية جداً لدى انسان آخر. لذا نصادف في الحياة "المؤمن" و"غير المؤمن" حسب التعريف الديني. ولذا، صارت اللحظات القصوى للايمان التي وصفها القديسون وبشكل خاص الأم تريزيا افيلا أو ما وصفه العديد من المتصوفين عند الاسلام أو الرهبان المتعبدين لدى البوذيين، هي بالتحديد الأحاسيس التي تنتاب الانسان لدى شعوره بالايمان.

تقول الأم تريزيا في وصف لحالها لدى احساسها بالايمان القوي وهي دونت ذلك في كتابات لها: "الشعور يشبه إلى حدّ ما حالة فقدان الوعي حين يبدأ التنفس بالتناقص شيئاً فشيئاً كذلك حين تتلاشى كل قوى الجسد.
عبثاً أحاول التكلم من دون فائدة، فأجد نفسي غير قادرة على التفوه بأي كلمة وإذا استطعت تحريك فمي للكلام فلا يمكن لي ان اتلفظ الكلمة. لأن كل قوتي الخارجية توقفت واخذت مكانها قوتي الداخلية. وكأنه حال شيئين مقسومين وفجأة اتحدا وتلاحما".


هذا الكلام قال شيئاً مشابهاً له كل من كبار الصوفيين في الاسلام وأشهر الكهنة لدى البوذيين في وصفهم للاتحاد مع الله في لحظات الايمان القصوى.
كل هذا الشرح الجديد للايمان الذي قام به فريق من العلماء لا يتنافى مع الايمان بحد ذاته ويحدد العالم اندرو نيوبورغ مدير قسم الطب النووي في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية الفكرة بالكلام التالي: "من دون شك ان تعريف الله المتّفق عليه في جميع الأديان من منطلق تحديده في إطار صفات عديدة تحاول التقرب من صورته النهائية ليست تعريفنا بل وفي بحثنا الجديد نحدد صورة الله في إطار وحدته المتكاملة والمترفعة والمبهمة والتي هي بالتأكيد في جوهر الكون".


لا زالت هذه الأبحاث في نتائجها الأولية ومن المتوقع ان تشهد تطورات في الأيام المقبلة ولكن حتى الآن يشرح العلماء الأمر بالتالي: ثمة مادة تدعى سيروتونين موجودة في الدماغ وهي مسؤولة عن نقل أو ايصال كل معلومة من خلية عصبية إلى اخرى، وهي مسؤولة عن نقل مشاعر الجوع والعطش والنعاس.
ولدى دراسة بعض العلماء لحالة تفاعل السيروتونين في الدماغ في حال تعاطي المخدرات للتوصل إلى نتيجة أفضل تساعد المدمنين على التوقف عن تناولها تبيّن لهم ان السيروتونين تزداد بقوة وقادرة على إعطاء احساس كما الحاصل في حال التخدير وتترك نتائج على الجسد أو تسجل نتائج شبيهة بتلك التي يشعر بها الانسان حين يتناول المخدر من هلوسات وضياع وحالات اتحاد مع الأشياء المحيطة به، أي ان المخدر الدخيل إلى الجسم البشري يترك آثاراً في الدماغ شبيهة بتلك التي تحدث حين نحفز مادة السيروتونين وحين تتكاثر مادة السيروتونين تصير حال الانسان شبيهة بحال الانخطاف أو الاتحاد الروحي مع الله.

في هذه المرحلة، بدأت مرحلة الاحصائيات عبر مراقبة حال مئات الأفراد الذين بدأ التركيز على تخطيط هذه المادة في دماغهم في الأيام العادية وفي لحظات الصلاة والايمان وصارت تتكشف حقيقة ان رغبة الايمان تنطلق من مادة السيروتونين الموجودة في الدماغ وكلما زاد الاتحاد الروحي في الصلاة كبر حجم المادة أو العكس. وتبين ايضاً ان الانسان غير المؤمن بشكل واضح هو انسان يفتقد إلى مادة السيروتونين والمؤمن بشكل كبير أو الذي يصل إلى لحظات الاتحاد الروحي مع الله لديه نسبة عالية من المادة في دماغه. كل هذا الاكتشاف لا يتعارض مع الدين على الأرض أو مع ايمان الانسان، لانه لا يدرس فكرة الدين أو لا يتعارض مع قبول فكرة الاديان بل على عكس ذلك فهو يشرح موقف الانسان من الأديان أو أكثر من ذلك حاجته الملحة اليها.

عن المسقبل اللبنانية
كاتبة لبنانية

http://www.alghad.jo/?news=40078

___________
* السيروتونين: Serotonin أو 5-hydroxytryptamine
08-23-2005, 09:50 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #10
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟
اذا كان فقدان مادة السيروتونين هي سبب الالحاد، فهل يعتبر الالحاد حالة مرضية؟ وهل سيعاقب المرء على الحاده "المرضي" اذن؟
وماذا لو ظهر مجتمع بكامله بدون دين، هل يكفي ذلك دليلا على فقدانه لهذه المادة؟
09-14-2005, 12:17 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS