بدأت تفاصيل الانسحاب السوري "المهين" من لبنان تصل إلى أسماع المواطنين السوريين بعد أن عاد عدد غير قليل من المجندين إلى ذويهم ورووا تفاصيل مؤلمة. وعلمت "أخبار الشرق" أن أوامر صدرت بتدمير جميع المواقع التي يخليها الجيش السوري في لبنان بعد أن صورت قنوات لبنانية تلك المواقع وعرضت مقدار البؤس الذي يعيش فيه الجندي السوري.

وقد ظهرت دهشة المواطنين اللبنانيين الذين لم يكونوا يتوقعون أن يكون مستوى حياة الجنود السوريين بهذا البؤس. وظهرت في بعض القنوات اللبنانية صور مواقع أخلاها الجيش السوري أشبه بحظائر الأبقار والأغنام من حيث انعدام الخدمات ومستوى النظافة وأدوات الطبخ. :flam::flam:

وقد أحدثت هذه الصور صدمة لدى الرأي العام، ما أدى إلى إصدار أوامر صارمة بتدمير جميع المواقع التي ينسحب منها الجيش السوري تدميراً كاملاً. وذكر جنود سوريون أن بعض المواقع العسكرية في لبنان لم تصلها المؤن منذ أيام طويلة، وهو ما اضطر الضباط والجنود إلى أن يستجدوا الطعام والشراب من القرى اللبنانية المجاورة. كما أدى الاستنفار واكتظاظ القطعات العسكرية إلى حدوث أزمة في كل شيء، حتى أن الكثير من الضباط السوريين لم يتوفر لهم الماء اللازم للاستحمام وحلاقة ذقونهم التي طالت كثيراً وتشعثت شعورهم.

وقال الجنود إن معنويات الضباط والعناصر في أخفض مستوياتها ومشاعر الحنق في أعلى مستوياتها. وأكد الجنود مقتل ضابط سوري وجرح آخرين في حوادث الاعتداء التي تتعرض لها بشكل يومي المواقع السورية منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، بينما روى آخرون قصصاً عن تعرض القوافل العسكرية لإطلاق نار بعيد من لبنانيين، وحتى إلقاء بعض القنابل.

ومن الروايات التي يجري تداولها على نطاق واسع قصة طاقم سيارة عسكرية كبيرة تعطلت على طريق شتورا، فنام الطاقم إلى جانبها في وضح النهار، وتصادف مرور ضابط سوري كبير من قيادة الفيلق وهو ابن شقيق اللواء إبراهيم الصافي، فتقدم من السيارة وأيقظ الطاقم الذي لم يُبدِ أدنى اهتمام، وقال لهم: ألا تخشون أن يقوم مخربون بإحراق السيارة؟ فقالوا له: إنها تعطلت منذ ساعات، فطلب قاطرة نقلتها إلى سورية.