هكذا يعود الجميع إلى الساحة ممتطين حصان الديموقراطية ، وهنا يتكرر المشهد وتعود القوى العجوزة المتهالكة ( رِجل في القبر .. )
هكذا فجأة أصبح الكل ديموقراطيين عادلين مع الحرية والحوار ، الشيوعيون يتكلمون بالديموقراطية وخرجوا من جلدهم وغيروا اسمهم ، الاخوان المسلمين قلبوا الخطاب التاريخي وامتطوا موجة الكلام " المودرن " ، حزب البعث ، تكرم علينا احد أعضائه البارزين من فرسان الزمان الخائب واعترف بأخطاء كانت و بكى الديموقراطية التي لم تكون ولن تكون ، واخر الفرسان الأشاوس يأتينا قبل ايام ( رفعت الاسد ) على رأس حزب .. حركة ؟؟ لا ادري اسمها " التجمع القومي الموحد " ، أيضا يتباكى الديموقراطية ويعلن نفسه مناضلا ديموقراطيا ، خرج من سورية ونفي لأنه اختلف مع البعث حول الحرية ..
يا جماعة والله العظيم أدميتم قلوبنا وأبكيتمونا حتى جفت مآقينا .. الوظيفة التي تطلبون ليست شاغرة لأمثالكم .. الم تقرأوا ما يجول في ذهن شباب هذا الوطن .. يقولون لكم بالعامية البسيطة " حلو عنا " واتركونا لشأننا .. والله لم ترَ الدنيا جشعين من أمثالكم .. أيها الرجال الأشاوس ، رجال كل زمان ومكان .. لقد سئمناكم .. ولم يعد لدينا طاقة لاحتمال سماجتكم ، جشعكم ، طمعكم ، نرجسيتكم التي قتلت الوطن لتعيشوا .. و نسيتم بان هذا الوطن سيدفنكم ويبقى ..
اذكركم بان شباب هذا الوطن لم يموت ، واذا كنتم قد غيبتموه ، فهو ليس بغائب ، وآن الاون لكي يأخذ هذا الجيل حقه في ادارة شؤونه ورسم مستقبل اولاده .. لان ما نتطلع اليه هو الحياة ، بينما انتم تعملون بفعل خوفكم من الموت .. ، واذا تخيلتم بان الساحة ما زالت فارغة ، تعودون على أحصنتكم القديمة بعدما تم طلاؤها بكذبة جديدة اسمها الديموقراطية ، فاني سأقول لكم بانكم ستجدوننا هناك ، فقد كبرنا وكبر حب الوطن فينا سنمنعكم من تمزيق جسم الوطن مرة اخرى بحروبكم الخاسرة وما اكثرها ..
هذا زمان ليس زمانكم ، وكلمات خطابكم التي لم تحفظوا سواها لم تعد تجدي نفعا في اقناعنا بالديموقراطية التي لبستموها ..
بربكم .. اقرأوا معي هذا البيان الذي كان ثابتا على شاشة قناة الـ ANN التي يملكها اخر فارس ( ديموقراطي ) عائد ليتقدم للوظيفة الشاغرة بسيرة ذاتية مزورة ، بيان طل علينا باسم حزب التجمع القومي الموحد .. اقرأوا معي الرسالة :
" من بوابات الفجر ما نحن ، وما كنا ، الا امة ، قوما جئنا ، وعربا صرنا ، ومن علم اسطوري نتحدر ، وفي رسم نظري نتطور ، ننطلق في انساق حيوية ليس فيها مسلمات تخريفية ، الى ميادين التحديات الجدلية ، مستشرفين افاق المجهول ، وما نحسه من علوم يقينية طاقتها طاقة الايمان كله بالله وبالقومية في سفر الخلود ، ورحلة السلام والعدل والحرية "..
اقسم اني حين انتهيت من قراءة هذه التعويذة نظرت الى من امامي وتوقعت ان ينقلب ضفدعا ..فان هذا الكلام اشبه بالسحر الاسود ، و هذا نموذجا للخطاب الديمقراطي الجديد الذي يريدوننا ان نصدقه ونؤمن بهم ، ونحن الذين كفرنا بخالقنا من جراء اعمالهم ..
لستم بحاجة إلى الاقنعة ، لأننا سنعرفكم من الرائحة ، رائحة الموت التي تفوح منكم ، فابقوا هناك في جهنم ، وسندعوا لكم بان يرحمكم الله الى جنته علكم تشبعون بنعمه و " تحلَون " عنا ..
http://syria-news.com