{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ماذا تعنى الليبراليه فى السياق التاريخى المغاير ؟
اسحق غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,480
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #1
ماذا تعنى الليبراليه فى السياق التاريخى المغاير ؟
قضايا و اراء
43302 ‏السنة 129-العدد 2005 يونيو 27 ‏20 من جمادى الأولى 1426 هـ الأثنين


ماذا تعني الليبرالية في السياق التاريخي المغاير؟
بقلم : وفاء محمود



هناك مقولات تجد لبسا كبيرا في الوعي الجمعي لدينا‏,‏ يجب اخضاعها إلي نقاش هاديء وعلمي بين الأطراف المتناقضة للوصول إلي تفاهم عقلاني بشأنها‏,‏ ومن أهم هذه المقولات أن الليبرالية الغربية تخاصم الدين وتهمشه من الحياة السياسية ونظم الحكم‏,‏ بما تنطوي عليه من مفاهيم هامة مثل الديمقراطية والروح الفردية والرأسمالية والاقتصاد الحر وحقوق الإنسان والعلمانية‏,‏ وهي أسس الحضارة الغربية عامة‏,‏ وبالتالي أساس التقدم وروح العصر الحديث في زمن التحولات الكبري في العام كله‏,‏ ورفضها‏,‏ واتهامها بالبعد عن الدين والروحانيات تحتاج إلي نقاش جدي‏,‏ و اعتقد أنه ناتج من فهم هذه المفاهيم من خلال السياق الغربي المغاير للسياق الشرقي تاريخيا وفكريا وحضاريا‏,‏ ولكنهما يلتقيان في جل هذه المفاهيم وجوهرها في النهاية‏.‏

وبالتالي فرفضها إجمالا ليس صائبا لأنه حكم علي السياق التاريخي الغربي الذي اتسم بالصراع مع الكنيسة والإمبراطورية المستبدة والاقطاع الذي قاوم هذه المفاهيم حفاظا علي سلطاتهم ومكاسبهم‏,‏ ففي العصور الوسطي سيطرت الكنيسة علي الحياة الفكرية ووضعت القيود علي حرية الفكر والعلم وطالبت بالبعد عن الطبيعة باعتبار أنها علم الله ولا ينبغي للمؤمنين كشفها‏,‏ وحددت المجال الفكري والفني وجعلته يدور حول القصص الديني فقط‏,‏ ولم تكن هذه القيود اختيارية بل أنشئت الهيئات التي تحاسب عليها‏,‏ وهي محاكم التفتيش‏,‏ مما أدي إلي صراع طويل بين الكنيسة ومفكري عصر النهضة الذين رفضوا التفويض الإلهي والحكم الدنيوي باسم المقدس وانتهت دراساتهم إلي أنه ينبغي بناء المجتمع علي أساس الحرية الدينية والسياسية نتيجة لما عاشته أوروبا من حروب دينية‏,‏

وتوصلوا إلي مفهوم‏(‏ العلمانية الذي يقضي بفصل الدين عن الدولة وبناء علي عرف ديني مهم وهو‏(‏ مالله لله وما لقيصر لقيصر‏),‏ وأصبحت الكنيسة الغربية الأكثر حرصا علي تطبيق هذا المفهوم حرصا علي الدين من أن يصبح أداة في يد رجال السياسة لقهر معارضيهم‏,‏ وتحقيق مصالحهم التي قد تكون بعيدة كل البعد عن الدين‏,‏ فالعلمانية‏(‏ اللائكية‏)‏ بناء علي ذلك هي انفصال الدولة عن الكنيسة‏,‏ وتطبيق المباديء الدينية ومباديء المجتمع المدني معا‏,‏ وليس الخروج عن الدين‏,‏ بل الخروج عن استغلال الدين ككلمة حق يراد بها باطل بدليل الدور الذي لعبه الدين في القضاء علي الشيوعية‏,‏ ووجود الاحزاب المسيحية التي تعمل وفق منظور سياسي وليس دينيا‏.‏

وهذا السياق الغربي يختلف عن السياق الإسلامي الذي لا يعترف أساسا بالكهنوت ولا بالحق المقدس أو التفويض الالهي للحكم ويعتمد الفكر الديني الإسلامي ديناميكية‏(‏ الاجتهاد‏)‏ للتعامل مع ما يستجد في الحياة بحرية وعقلانية‏,‏ وفرق بين الثابت والمتحول في الشريعة‏.‏

أما حقوق الإنسان التي تضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فلا يتناقض في أي من بنوده مع الفكر الإسلامي لحقوق الإنسان الذي كان أساس الفتوحات الإسلامية‏,‏ لتحرير البشر من الطواغيت الحاكمة في ذلك العصر‏,‏ بدليل عدم اجبار أي فرد علي الدخول في الإسلام إلا بإرادة حرة‏,‏ وحفظ حقوق المواطنة للجميع حتي إن تعبير‏(‏ أهل الذمة‏)‏ الذي أصبح مذموما فيما بعد نتيجة لأفعال حكام ظلموا الجميع‏,‏ كان لضمان حفظ حقوق الاقليات في وسط الأغلبية المسلمة‏.‏

أما مفهوم‏(‏ الديمقراطية‏)‏ فما هو إلا آلية لتداول السلطة بين طوائف المجتمع وتشكيلاته بأسلوب سلمي‏,‏ وحكم المؤسسات والفصل بين السلطات لضمان حقوق الجميع بشكل عادل‏,‏ وتوصل إليها الغرب الليبرالي في سياق الصراع بين الطبقة الوسطي التي نمت في المدن مع الملكية المطلقة‏,‏ التي تحولت إلي ملكية مستنيرة فمقيدة ثم انتهي الصراع بإزاحة الملكية واقامة النظام الديمقراطي وقيام النظم الجمهورية التي يحكم فيها الشعب‏,‏ واعتقد أن هذا المفهوم قام في سياق بشري تاريخي‏,‏ ولكنه أفضل تعبير عن مفهوم‏(‏ الشوري‏)‏ في الإسلام‏,‏ وإن أنتج الفكر الإسلامي آلية لتطبيق الشوري أفضل من الديمقراطية لسارع الغرب الليبرالي بتطبيقها‏!‏

أما الروح الفردية فكانت نتيجة لحركة التحرر الفكري التي سعت للقضاء علي سيطرة الكنيسة والاقطاع فأدت لتقوية الروح الفردية‏,‏ بعد أن كان الفرد منساقا في قطيع عام في الطبقة التي ينتمي إليها‏,‏ وقامت علي هذه الروح الرأسمالية الاقتصادية التي كانت نتيجة لاستغلال طاقة الفرد الكاملة لتحقيق طموحاته‏,‏ فقام المجتمع الحديث علي أساس مصالح الأفراد‏,‏ وبالتالي بضرورة أن يقبل كل فرد الآخر ويحترم حقوقه‏,‏ ليصل في النهاية إلي العمل الجماعي‏,‏ الذي يصون حقوق الجميع‏.‏

فاعتقد أن‏(‏ الليبرالية‏)‏ في مجملها العام لاتتعارض مع قيمنا العربية والإسلامية إلا في بعض المسائل الإجرائية‏,‏ والتي من حق كل حضارة الإضافة والتعديل والإلغاء عند تطبيقها فهي تصبح أكثر قوة وفاعلية عندما ترتبط بالواقع العربي والإسلامي‏,‏ واستندت إلي منطلقات عربية وإسلامية داخلية حسب السياق الذي يناسب كل بيئة بمفاهيمها الخاصة وسياقها التاريخي‏,‏ والفكري‏.‏ ولكن لابد من التواصل معها بشكل عملي وجدي خاصة أنها أصبحت فلسفة العصر للتوصل إلي حوار للحضارات وتوافق فيما بينها‏,‏ ولا يتهرب منها ومن التزاماتها إلا دعاة صدام الحضارات والهيمنة علي العالم مثل المحافظين الجدد بأمريكا الذين اتهموا‏(‏ جون كيري‏)‏ المرشح السابق للرئاسة الأمريكية بأنه ليبرالي فكان رده‏(‏ وهل أصبحت الليبرالية سبة‏!)‏ ولقد أرادوها‏(‏ سبة‏)‏

واستعادة سياق تاريخي انتهي ليتخذوا من النزاعات الدينية والعرقية ذريعة لشن الحروب والفتن‏,‏ ومع تراجع فكر المحافظين الجدد‏,‏ بعدما لمس الجميع عواقب صدام الحضارات الذي ظهرت تباشيره من دمار وخراب في غزو العراق‏,‏ وتصاعد الخوف من الهجمات الإرهابية‏,‏ وتعزيز الفكر الكاره للغرب‏,‏ وأفكاره الليبرالية‏,‏ فعلي دعاة الحوار الحضاري‏,‏ وخاصة في الدول الإسلامية ترجمة الخطاب الإسلامي إلي لغة حضارية حديثة تجمع بين المفهوم الديني والمفهوم العصري الذي يمكن أن يفهمه الآخرون‏,‏ وقد يكون أسلوب‏(‏ اختيار النموذج‏)‏ مفيدا في هذا السياق للدول الإسلامية التي طبقت الليبرالية دون أن تتعارض مع الإسلام‏,‏

أشهرها النموذج التركي فأردوجان الإسلامي نجح فيما فشل فيه سابقوه العلمانيون المتطرفون حتي أطلقوا عليه فاتح أوروبا‏,‏ فكانت تركيا الزواج الناجح بين الإسلام والحداثة‏,‏ أما أهمها فماليزيا التي حققت طفرة اقتصادية واجتماعية دون أن تتخلي عن أي حق أو مظهر إسلامي‏,‏ وفي المقابل علينا أن نعي الدرس من التجارب المنغلقة مثل حركة طالبان في أفغانستان أو التجربة الإسلامية في السودان‏,‏ وقد تبني هذه الفلسفة العصرية دول صديقة لها نفس الظروف الاجتماعية في أمريكا اللاتينية فخرجت من حروب الهويات إلي الإصلاح الاقتصادي والمسار الديمقراطي‏,‏ وأكد قادتها في القمة العربية ـ الجنوب أمريكية احترام الخصوصيات الثقافية مع دعم المسار الديمقراطي في العلاقات الدولية وفي المسيرة الوطنية‏.‏

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ففي إحدي خطبه الأخيرة أبدي تحسره علي انهيار الاتحاد السوفيتي والخسائر التي لحقت بروسيا من جراء ذلك‏,‏ ولكنه مع هذا أشار إلي أنه يجب إعادة البناء الوطني علي أسس ديمقراطية ليبرالية‏,‏ فهو لا يحاول استرجاع فكر مرحلة ماضية انتهي زمنها‏,‏ ولكنه يقود شعبه تحت مظلة الفلسفة العالمية المعاصرة‏,‏ ويسعي للتعاون الدولي‏,‏ وكان ثمرة ذلك اتفاق للتعاون المشترك بين روسيا وأوروبا الكبري الموحدة‏,‏ ولم يكن لأوروبا أن تكون موحدة الآن‏,‏ إلا بالثقافة التعددية المتسامحة لليبرالية وبعد أن فشل العرب في عمل وحدة عربية وفق المفاهيم القومية أو حتي الإسلامية‏,‏ بل إن وحدتهم الوطنية أصبحت مهددة بالخطر في كثير من البلدان العربية‏,‏ فقد توحدهم الثقافة الليبرالية وصدق المتنبي حين قال‏:‏ ولم أر في عيوب الناس عيبا‏..‏ كنقص القادرين علي التمام‏.‏

06-27-2005, 07:28 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
اسحق غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,480
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #2
ماذا تعنى الليبراليه فى السياق التاريخى المغاير ؟
06-27-2005, 07:29 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS