قال إنه يئس من إصلاح "النظام العائلي الذي يحكم البلاد وينشر الفساد"
نائب سوري معتقل يضرب عن الطعام مطالبا بمحاكمة دولية للنظام
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=14647
دمشق،دبي- العربية.نت
بدأ البرلماني السوري السجين محمد مأمون الحمصي (49 عاما) صباح اليوم الثلاثاء 5-7-2005 إضرابا مفتوحا عن الطعام في سجنه المنفرد في منطقة "عدرا" قرب دمشق معبرا عن يأسه من محاولات إصلاح النظام ومطالبا بحجز أمواله وإحالة مسئوليه إلى محاكم دولية.
وكان النائب الحمصي قد اعتقل في 9 أغسطس/ آب 2001 بموجب مذكرة توقيف رسمية بعد أن أعلن إضرابه الأول عن الطعام في مكتبه في حي الأزبكية وأصدر بيانا وصفته السلطات السورية أنه "محاولة لتغيير الدستور بطرق غير مشروعة والاعتداء على السلطات وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية". وحكم على مأمون الحمصي بالسجن 5 سنوات.
وفي بيان أصدره الحمصي، ووصلت "العربية.نت" نسخة منه، أعلن النائب السوري إضرابه المفتوح عن الطعام صباح اليوم الثلاثاء حتى تلبي السلطات السورية ما أسماه "مطالب الشعب السوري".
ووجه مأمون الحمصي بيانه إلى البرلمان الدولي والبرلمان الأوروبي وجمعيات حقوق الإنسان المحلية والعربية والدولية مطالبا بالوقوف مع قضيته وقضية السجناء السياسيين في سوريا.
وقال الحمصي في بيانه "إن أغلبنا قد أنهى مدة أحكامه التعسفية ولم يفرج عنه كما أننا لا نريد الخروج من سجن صغير إلى سجن أكبر بل نريد الحرية لشعبنا ونريد الكرامة والعدل ونريد إعادة السلطة إلى الشعب عبر صناديق الاقتراع من أجل بناء وطن قوي تسوده الحرية والعدالة والديمقراطية وأن يتساوى الجميع أمام القانون وأن توزع خيرات الوطن بعدالة كي لا يحرم الملايين من أجل أن ينعم البعض بخيرات الوطن وأن تتكاتف الجهود لمكافحة الفقر والحرمان والفساد الذي سببه النظام من خلال القمع والرعب تحت شعارات وخطابات كاذبة ومن خلال التعامل مع المجتمع الدولي وأبناء شعبنا بوقاحة".
وتحدث الحمصي عن تجربته السياسية في سوريا مشيرا إلى أن محاولات الإصلاح باءت بالفشل، وأضاف "بعد التجربة السياسية التي عايشتها خلال عشرين عاما كوني نائبا لثلاث دورات متتالية في البرلمان ومن قبلها عضو منتخب في مجلس محافظة مدينة دمشق فإن كل المحاولات من أجل نقل هموم الناس والمحاولات من أجل الإصلاح قد باءت بالفشل, لكنني سأضع بين أيديكم حقائق من أجل إنقاذ الشعب السوري من مأساته ومن أجل معالجة أخطاء المجتمع الدولي بسكوته وتبادله المصالح مع الأنظمة الاستبدادية على حساب شعوبها وارتكبت هذه الأنظمة أبشع الجرائم فكان ثمن هذا السكوت حمامات من الدماء في المنطقة وأصبح المال الذي جمع من دماء الشعوب عبر صفقات الفساد هو الوقود الذي يستخدم لتمويل الإرهاب وقتل الأبرياء نساء وأطفالا وشيوخا وتفجير المشافي والمساجد والكنائس والمدارس من قبل النظام الصدامي البعثي".
ووصف الحمصي النظام في سوريا بأنه "عائلي" لافتا إلى أنه "قسم حزب البعث إلى قسمين: الأول هو القيادي أعضائه شركاء في الفساد وسرقة الوطن لقاء ولائهم للعائلة والقسم الأخر فقط من أجل العمل للعيش وحماية بسيطة من البطش والخوف لعد أن أصبحت كل منافذ العمل محصورة بأيدي القسم الأول وأن ذوي النفوذ يقودون الجميع بالتصفيق والتطبيل للعائلة لقاء غنائم ومكاسب ومن أهم أساليبهم الخطابات الرنانة والكذب والفجور دون احترام عقول الناس أو مشاعرهم وبناء القصور والثروات من خلال الهتافات والمديح المفضوح أمام عيون المحرومين..".
وأورد مأمون الحمصي مطالبه قائلا إنها "مطالب الشعب السوري"، ومنها "حجز أموال المسؤولين في النظام السوري وأقربائهم حسب ما أسماهم "بآل مخلوف وشاليش"، و"أن يحفظ هذا المال كودائع لصالح الشعب السوري يتم إعادته بعد عودة السلطة للشعب".
كما طالب الحمصي في بيانه بـ"إحالة المسؤولين السوريين إلى المحاكم الدولية حول ما اقترفته أيديهم من مجازر ارتكبت على يد هذا النظام بحق الإنسانية، تأمين الحماية لرجال الإصلاح والاعتدال الذين أصبحوا مستهدفين بالدرجة الأولى والذين يسعون لبناء أوطانهم بأبهى الصور، أن يعامل النظام العائلي المتستر بغطاء البعثيين في سوريا معاملة حازمة، عدم التوقيع مع هذا النظام على أي اتفاقية أو شراكة كونه نظام لا يمثل الشعب وغير شرعي، وتشكيل لجنة من الأمم المتحدة من أجل زيارة المعتقلات والسجون السياسية للكشف عن ما يجري ضمنها من تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان وعن الأدوات المستخدمة فيها ومعرفة مصير المفقودين"- ودوما وفق ما ورد في بيان النائب السجين مأمون الحمصي.