ها نزار
هل أنت مستيقظ؟
هيا أفق فالصباح سوف ينقرض
إن أنت في سباتك بقيت
فالمقاتلون كلهم ماتوا
ونقاش الحرب مازال مستفض

فهناك في البعيد
يتناقشون ثم يذهبون للسرير باكرا
مرتاحين فوق الفرشة المتطورة
هانئي العين بعد عشوة معتبرة
والعقل مرتاح البال جاهز للأحلام
يمخمخون الفكرة بعد السكرة لتصبح صباحا محمرة
ويأتوننا بأخبارهم عبر وكالاتهم المتسمرة
لكل خبر يدر عليها الأموال
فإذا بها تهديد ووعيد بحرب مقررة
أو خضوع أو خنوع أو حظورات مدمرة

ها نزار
مازلت نائما رغم نصف التقرير
قد أعلنوه قبل الموعد
وقالوا هاهو قرار الإعدام قد وقع
والرجل صاحب التقرير
قد أتم المهمة بنجاح غير متوقع
ببطء ربما أو بسرعة وصل للنتيجة
رغم أن كل البشر قد عرفوا مسبقا النتيجة

ها نزار
أهو الاستسلام؟
أم التغيير؟
أم أنها نتيجة طبيعية لكل البطش الذي كان
ونحن كنا أولئك الذين في خبر كان
نائمون عميان نهتف “للي كان”
بالروح بالدم بمحبة الأوطان
بالولد والحرية والإنسان
نفديك يا ذاك الذي لم نعرف غيره قائدا

هانزار
كم استفزني ذلك اليوم... ذلك المسؤول السوري
والذي بكل سفاقة لمح لموت الشعب السوري
قد قال إن الشعب هو المتضرر الأول من الحظر
وإن أي توقيع لأي قرار لن يكون إلا خطر
على الشعب المسكين
الفقير أصلا.... الميت غصبا
وهو وغيره ممن هم أعلى
سيبقون نائمين على نفس ريش النعام
فهل يحدث الحظر بالدولار الأميركي؟

قد توعد وهدد ولم يهتم
أن ستة عشر مليونا سوف يهانون
ويرسمون دموعهم كما أفعل أنا
دون أن يجدوا من يطبطب ليلا على جراحهم
فهل يحدث الحظر بالفرنك الفرنسي؟

هانزار
لست أجرب أن أقول الشعر
فأنا لست بشاعرة
لست أحاول أن أفبرك اللغة
فأنا لاأفك الخط
لست ممن يخطون رأيهم السياسي
فأنا لاأفهم بالسياسة
ولم أفهم السياسيين يوما
ولم أفهم اللغة التي يتكلمونها
بل إني وهم من كوكبين مختلفين
لذلك فلست هنا لأتبجح
أو لأتشاطر عليك أنت يامعلم
لكني يانزار هنا لأكتب دموعي
لأرسمهم بألوان الحزن
فالبارحة يامعلم قد استباحوا شامك
التي لم تعد عذراء
ولم يعد الياسمين يزهر في حدائقها كما كنت تغني
فكفانا نقول دمشق
لأن سمعتها باتت على كل لسان

ها نزار
هل سوف تستيقظ؟
لتقول لهم الحقيقة
أن دمشق ماكانت لترضى
أن توزع بهذه الطريقة
على أعضاء مجلس الأمن
لتصبح ورقة يصوت على قرار إعدامها
لأن دمشق
لم تخطأ أبدا بكونها أما
لكل هؤلاء الأبناء
حتى العاقين منهم

هانزار
هل علي أن أستمر في الصراخ؟
هل سوف تنقشع السحابة السوداء؟
هل سوف أرى يوما جديدا حاملا معه هواء الشام
دون أن يكون ملوثا ببكاء الأمهات على أبنائهم المساجين
دون أن أخشى أن يصحو بوش من نومه حالما
بما سوف يفعله في بداية اليوم
بعد أن يطعم كلبه الوفي
هل سوف أخطأ يوما وأنجب أطفالا
ليحملوا جواز سفر مغضوب عليه
ليرثوا مني صعوبة العيش
وبلاء الأفكاء
وغياب الحرية

أرجوك يانزار
أقول للمرة الألف أن هذا ليس بشعر
فنحن لم نعد بحاجة للشعر
قد جربت مرة أن أخذت نصف قصائدك للبنك
وسألت الصرّاف أن يصرف لي بعض هذه القصائد
علني أطور بها وطني ودمشق
لكنه سخر مني وضحك وقال
لو أن قصائد العرب كلهم أمامي
لن أشتريهم منك
لأنكم أصبحتم خارج البورصة العالمية

هانزار
قد أصبحنا خارج البورصة العالمية
فماذا تريد بعد؟
وماذا تملك لتقدمه لبلدك
بعد أن غرقت في نوم عميق
لن يفيقك منه إلا أميرا شجاعا مقداما صادقا
وفيا ذكيا حرا وأبيا
لذلك نزار
هاهنا أترحم عليك
وعلى حبيبتك
لأنكما غرقتما معا أمام الجميع
وانتهكت عذريتها
وضاعت رجولتك