بوش يعلن الحرب علي الإسلام

بقلم عبدالباري عطوان

رئيس تحرير القدس العربي

الرئيس الامريكي جورج بوش عاد الى قرع طبول الحرب مجددا، ويريد حشد العالم بأسره حول عدو جديد اسمه التطرف الاسلامي ، الذي حل محل العقيدة الشيوعية كمصدر خطر على الانسانية جمعاء.
هدف الحرب الجديدة هو ايران وسورية لانهما تعاونتا مع الارهاب طويلا، وتتربعان على قمة الانظمة الخارجة على القانون، مثلما قال الرئيس بوش في خطابه الذي ألقاه امس امام الهيئة الوطنية لدعم الديمقراطية في واشنطن.
الرئيس الامريكي المأزوم عاد مجددا الى شعار الحرب على الارهاب، وتوظيفه في اطار سياسة التخويف التي بات يلجأ اليها بشكل يائس من اجل انقاذ شعبيته المتناقصة، وكسب بعض الانصار في الكونغرس الامريكي، في ظل الحملات الاعلامية التي يواجهها وتتهمه بافلاس امريكا وتهديد امنها واستقرارها بسبب مغامراته العسكرية الفاشلة في افغانستان والعراق.
واستهداف سورية وايران ليس من قبيل الصدفة، وانما يتم في اطار تحركات محمومة محورها اكثر من عاصمة عربية وعالمية تهدف الى تهيئة الرأي العام الغربي لحرب جديدة تطيح بنظامي البلدين.
ففي لندن اتهم توني بلير حليف بوش الاوثق ايران بتزويد الجماعات المتطرفة في جنوب العراق بقنابل متطورة ادى استخدامها الى مقتل عشرة بريطانيين بينهم ثمانية جنود، وامتلأت الصحف الامريكية بمقالات تتهم سورية بدعم الارهاب، وتتحدث عن تورطها في اغتيال الراحل رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الاسبق، ووجود سيناريوهات لاطاحة النظام فيها.
وليس من قبيل الصدفة ايضا ان يأتي هذا التحريض السافر على الحرب ضد ايران وسورية بعد ايام معدودة من موافقة الدول الاوروبية على فتح مفاوضات مع تركيا بشأن انضمامها الى عضوية الاتحاد الاوروبي، ومن المفارقة ان بعض الدول الاوروبية تراجعت عن معارضتها الشديدة لهذه الخطوة بضغط مباشر من الولايات المتحدة وبريطانيا.
تركيا ستكون اللاعب الرئيسي في اي حرب مقبلة ضد البلدين، وجرى تسريب العديد من الانباء عن طلب امريكا مجددا من الحكومة التركية استخدام قاعدة انجرليك الجوية، ومن غير المنطقي ان تسمح هذه الحكومة باستخدام قواعدها ضد بلدين جارين ومسلمين وهي ممنوعة من دخول النادي الاوروبي، بسبب عقيدتها الاسلامية!
الرئيس بوش يكشف عن عدائه السافر للاسلام والمسلمين عندما يعتبر التطرف الاسلامي مثل العقيدة الشيوعية ويساوي بينهما في العداء للاانسانية، ويطالب باتحاد العالم بأسره في مواجهة الخطر الاسلامي الاصولي.
ان هذه المقارنة البائسة تكشف عن جهل فاضح بالتاريخ والجغرافيا، فالاصولية الاسلامية التي يقول الرئيس بوش انها تريد هزيمة العالم واقامة امبراطوريتها الخاصة بها لا تملك ثلاثين الف رأس نووية، مثلما كان حال العقيدة الشيوعية، وقد عجزت عن قلب نظام اسلامي واحد، وفي اضعف الدول واكثرها فقرا مثل مالي او تشاد او حتى باكستان، فكيف ستهزم العالم بأسره؟ وحتى افغانستان التي وصلت الى سدة الحكم فيها الاصولية الاسلامية، فان هذا جاء بمساعدة واشنطن ودعمها!
ايران وسورية لم تتعاونا مع الارهاب، وانما في الحرب ضده، فقد لعبت ايران الدور الاكبر في مساعدة الولايات المتحدة للتخلص من نظام طالبان الاصولي، وقدمت الحكومة السورية اكثر من ستة وعشرين الف وثيقة الى الادارة الامريكية حول المنظمات الاسلامية الارهابية، وكانت محط مديح هذه الادارة، وهي الوثائق التي حمت ارواح امريكيين، مثلما قال الرئيس بشار الاسد في اكثر من مناسبة.
الرئيس بوش يعيش مأزقا مزدوجا، الاول في الداخل بسبب افلاس ادارته نتيجة لديونها المتعاظمة بفعل اعصاري كاترينا وريتا والحرب ضد الارهاب، والثاني في الخارج وفي العراق وافغانستان تحديدا بسبب فشل هذه الحرب في القضاء على الارهاب وتكريس الديمقراطية المزعومة، رغم خسارة 300 مليار دولار ومقتل الفي جندي امريكي حتى الان.
الرئيس الامريكي جورج بوش هو الخطر الاكبر الذي يهدد الانسانية، ومصدر خطورته انه يتصرف الان مثل النمر الجريح نتيجة فشل حروبه وانهيار شعبيته، وانفضاض الحلفاء من حوله.
العالم بأسره يجب ان يتوحد في مواجهته اولا، ثم في مواجهة الارهاب ثانيا، لان سياساته هي التي تغذي الارهاب وتقويه وتوسع دائرته.
هناك مثل انكليزي شهير يقول: اذا وقعت في حفرة فان اول شيء يجب ان تفعله هو التوقف عن الحفر، ولكن الرئيس بوش لم يستوعب الحكمة من هذا المثل، فقد وقع في حفرة العراق وما زال يواصل الحفر.

العنوان شدني.. سمعت فرقعة بُمب و دخان كثيف كمن أكل أكلة فاصوليا و اشتد عليه الأمر. و دخلت لقيت أن العملية ليست أكثر من دخان في حين ذهبت الفاصوليا إلى نفس المصير الذي ذهبت إليه الخيارة من قبل، تعبيرا بليغا عن حال الدنيا :lol2:

ما دخل إيران و سوريا بالحرب على الإسلام؟ :what:

اقتباس:الرئيس الامريكي جورج بوش هو الخطر الاكبر الذي يهدد الانسانية، ومصدر خطورته انه يتصرف الان مثل النمر الجريح نتيجة فشل حروبه وانهيار شعبيته، وانفضاض الحلفاء من حوله.

أنا لا أحب "بوش" هذا .. وأعتبره مع "عبد الباري عطوان" "قوة شر" وتهديد للعالم وأمنه وسلامته.

ولكن، هل الحركات الاسلاموية المتطرفة أقل تهديداً "لأمننا وسلامنا" من "جورج بوش"؟

هل "التفسيرات الوهابية والقطبية" لا تشكل خطراً على جميع الدول العربية وشعوبها وأمنها وسلامتها؟

هل الموتورون الذين يصرخون "الله أكبر" ويقومون بتفجير أنفسهم في أندونيسيا وإسبانيا ولندن لا يبعثون على الرعب؟

عدا هذا ... هل فشل "جورج بوش" حقاً في افغانستان والعراق؟
طبعاً، هو فشل في اجتثاث القاعدة لأن هذا سوف يستغرق سنوات طويلة، ولكن هل سياسته على المدى البعيدة "فاشلة"؟

بصدق، لا أعلم ... فجورج بوش، رغم أنني أفضل الجرذان على وجهه، غير وجه التاريخ في الشرق الأوسط ... ولا أحد يدري ما سوف تسفر عنه هذه التغييرات في المستقبل.

أمر ثالث أثاره في نفسي هذا الموضوع ، (وهو مطروح للتفكر والتأمل) ...
هل "قوة إيران" خطر على "أمريكا" في الشرق الأوسط؟ أنا لا أعتقد هذا بتاتاً .. بل لعل هذه القوة بجانب دول الخليج سوف تقنع "أنظمة طوال العمر" بأن يفتحوا (إن لم يفعلوا بعد) بيوتهم جميعها للأمريكان.

أمن من تعرض إيران للخطر؟ .. أمن إسرائيل؟ أم أمن الدول العربية؟ أم أمنها هي نفسها؟

مجرد خربشات ...

واسلموا لي
العلماني

السلام للجميع :

اتفق والزميل العلماني

ولكن


مامصير قطيع يقوده اعمى

اعماه الغضب

او الحنق

او الكراهية


الامر سيان



ان الاقلام التى لا تعرف من الكراهية او الغضب الا جانب واحد مغرق فى التطرف لا تستطيع ان تقود احد الى بر الامان لا تستطيع ان تكتب بموضوعية ولا تستطيع ان تكسب كلماتها مصداقية او ان تفعل اى تأثير باكثر من مجرد التهييج انفعالي لانها صدرت كردود افعال عاطفية المصدر لا عقلانية القراءة والادراك ..

امريكا وبوش صارا هما الداء واصل كل الشرور ولانزال نحن الضحايا المفعول بنا على الدوام ... والحل هو الاعلان الدائم عن الكراهية وتضخيم المشاهد والافعال والتركيز عليه وتناسى حقيقة ما نحن فيه .

وبالتالي

فبأسم امريكا يركب على ظهورنا وباسمها ينزلون وباسمها يمسحون على رؤوسنا وباسمها يعذبوننا ويذبحون ..
وباسمها تارة يكذبون وتارة يصدقون .

لااستطيع تجاهل الاخطار الحقيقية بسبب شبح اسمه بوش ... ففيما يحارب عطوان طواحين الهواء ويريدنا ان نحارب معه ...
هناك معارك حقيقية ينبغى ان تدار بعيدا عن عميان التعصب والغضب والتطرف ...معارك ضد الجهل وضد التعصب والمذهبية ...معارك ضد الاستعباد والتخلف والفساد .. معارك حقيقية قادرة نتائجها فى حالة النجاح ان تحقق الانتصار على شبح بوش بافضل من مئة مقالة يكتبها صحافيوا الدكك ...

تحياتي

والى لقاء قريب....

طبعا لست من دراويش عطوان ولا ارى الغرب اصل كل الشرور..لكن صدقا فالغرب له بالفعل دورا قذرا جدا فى تاريخ العالم المعاصر معنا ومع اشباهنا فى امريكا الجنوبية واسيا وافريقيا دورا عنصريا بغيضا ,لكن ما الحل فلو حتى بوش اعلن الحرب على الاسلام من يستطيع ان يوقفه ولو اراد الغرب اجتياح العالم الاسلامى كله غدا من يقدر على التصدى له؟؟؟
اظن اننا بحاجة لاداة تواصل مختلفة مع العالم
نحن بحاجة للغرب بحاجة ان نتعلم منه الكثير فى العلم والاقتصاد والادارة باختصار صياغة دولة عصرية فقد فشل العرب والمسلمون فى اقامة دولة عصرية محترمة وانتهى بهم الامر الى كيانات بطريركية كوميدية يتندر عليها الخلق...
ايها الناس نحن بحاجة للغرب
والغرب بحاجة لنا بحاجة لبترول امارات وممالك وجماهيريات النفط وهو اى النفط الى زوال؟؟؟؟
عاى قدر ما ارى نحن بحاجة للتواصل مع الغرب وتخيف عداؤه ناحيتنا وهذا لن يتم بواسطة عطوان ولا النابلسى
نحن بحاجة لرؤية متزنة لا افراط ولاتفريط
نحن بحاجة لحكماء ومحنكيين سياسين ودينيين
ولسنا بحاجة لمهيجيين سياسين ودينيين لاننا بمنتهى البساطة فى موقف الخصم المهزوم والضعيف

اقتباس:  إبراهيم   كتب/كتبت  
 

العنوان شدني.. سمعت فرقعة بُمب و دخان كثيف كمن أكل أكلة فاصوليا و اشتد عليه الأمر. و دخلت لقيت أن العملية ليست أكثر من دخان في حين ذهبت الفاصوليا إلى نفس المصير الذي ذهبت إليه الخيارة من قبل، تعبيرا بليغا عن حال الدنيا :lol2:

ما دخل إيران و سوريا بالحرب على الإسلام؟ :what:

:lol:

نفس الشيء حصل لي. قرأت العنوان و قلت في نفسي، "عملها الغبي.." و اذا بالعنوان هو مجرد شعار الارهابيين المعروف، فالصراع معهم بات صراعا ضد كل المسلمين و العرب.

على فكرة، أنا آخر مرة قرأت فيها كتب تاريخ، كانت سوريا دولة علمانية و ليست اسلامية. هل تبدل الحال و انا مش داري؟

و البعض يلومونني لأني لا أتابع الصحافة العربية و استقي الاخبار من ال BBC و امثالها. :lol:

هذا هو السبب. الصحافة العربية خلابيص و لا بديل عن المصادر الخارجية.