علي نور الله كتب تعليقاً على هذا الموضوع :
اقتباس:بالنسبة للصدفة
اطلعت على الرابط الذى ارفقته
و بما انك اعتبرت الصدفة تخضع لنظرية الاحتمال
فهلا حسبت لنا هذا الاحتمال
اذا امسكت لوحة
و عدة الوان زيتية
و القيت الالوان على اللوحة بشكل عشوائى
فما هو احتمال تشكل لوحة فنية رائعة بالصدفة ؟؟؟؟
بعد ان تحسب نسبة الاحتمال
اعلم عند ذلك
ان ما يؤمن به الملحدون هو اسطورة خرافية ليس الا .
طبعاً .. أنت هنا لم تنقد تعريفي للصدفة .. بل قفزت فوراً لإنتقاد الإلحاد ..
على كلّ .. ذاك ليس سيّئاً .. فقد يعني على الأقل أنّك استوعبت مفهوم الصدفة الرياضي .. الخال من أي أسطورة أو خرافة ..
بالنسبة لمثال اللوحة .. فهو غير دقيق رياضياً .. فلا يوجد في الرياضيّات ما يسمّى رائعة .. (في قولك لوحة رائعة) .. فمفهوم "الروعة" هو تقدير إنساني بحت .. (كما هي الصدفة الحسنة أو السيّئة على حد قول الزميلة ثانية) ..
في الرياضيات .. هناك عدد من الإحتمالات التي يمكن أن تنتج من رميي للألوان الزيتيّة .. فإذا وجد عندنا مثلاً .. 100 إحتمال .. فكل إحتمال نصيبه واحد من المائة .. (بافتراض أنّ الفضاء متساوي الإحتمال) .. وإذا كان عدد الإحتمال مليار .. فكل احتمال نصيبه واحد من مليار ..
أي أنه برمي الألوان الزيتيّة .. يمكن أن نحصل على مليار حدث (مليار لوحة) .. إمكانيّة الحصول على احتمال محدد من جملة الإحتمالات .. تابع لنسبة إحتماليّة محددة .. لا فرق إن كانت اللوحة "جميلة" بمنظارك .. أو قبيحة ..
فنسبة الحصول على لوحة "قبيحة" بشكل محدد .. قد تساوي نسبة الحصول على لوحة "جميلة" بشكل محدد ..
أنت طبعاً تلمّح ربّما لعلاقة الصدفة بالنظريّات العلميّة .. مثل دارون مثلاً .. فمع أنّ ذلك لا علاقة له بحديثنا .. فسأجيبك بنقطتين ..
-أوّلاً .. الصدفة هي كل حدث من أحداث المتتالية .. والعلوم لا تعير إهتماماً لإحتمال حدوث الحدث .. لأنّ الإحتمال مهما كان صغيراً .. فهو وارد طالما أنّه واحد من ضمن الإحتمالات المتاحة .. فكل حدث يؤدّي لنتيجة .. (أي لكل صدفة نتيجة) .. ولو لم تقع تلك الصدفة .. لوقعت صدفة أخرى أدّت لنتيجة أخرى وربّما لم تؤدّي لشيء .. ضمن الجانب الذي تتناوله الدراسة ..
العلوم تتناول الموضوع بالشكل التالي ..
نفترض أنّ أمامي ثلاثة أكياس .. مصفوفة أمامي بشكل متتالي .. كل كيس يحوي على 100 كرة بألوان مختلفة ..
مررت يوماً لأسحب من كلّ كيس كرة .. فسحبت من الكيس الأوّل كرة بيضاء .. ومن الثاني كرة صفراء .. ومن الثالث كرة حمراء ..
إذا حسبناها احتمالياً .. فإنّ احتمال سحبي لكرات بهذه الألوان .. وبذاك التتالي .. هو احتمال ضعيف جداً .. جداً .. جداً ..
لكن .. هذا الذي حدث .. ولو لم يحدث لحدث شيء آخر .. وهنا تهتم العلوم .. بتناول النتيجة التي حصلت بعد سحبي لهذه الكرات .. (أما الديني فهو يأتي ليقول لك .. أنظر كم هو إحتمال ضعيف أن تسحب كرات بهذا التتالي .. مع العلم أنّ ضعف الإحتمال لا يدل على شيء ..) ..
هذا بتبسيط شديد ..
ثانياً .. العلوم الكونيّة .. تفترض وجود عدد لا نهائي من الأكوان .. أو وجود كون نابض أبدي .. وما إلى هنالك ..
بكلا الحالتين .. فنحن هنا أمام عدد لا نهائي من الأحداث .. (مختلفة المكان والزمان) ..
فإذا افترضنا أن تجربة اللوحة تتم بشكل دوري .. مع الزمن .. فإن إحتمال ألا تتشكّل لوحتك "الجميلة" .. ضئيل جداً ..
طبعاً .. هذا هو العلم .. ولا علاقة بموضوع الأكوان وكيفيّة وجودها .. بلا خالق بموضوعنا .. نحن نتحدّث هنا عن الصدفة .. فأتمنى ألا نخرج عن الموضوع ..
خوليو