و لا أعني بالعنوان قسطنطين الملك البيزنطي الشهير , بل فيلم كيانو ريفز الشهير , الذي أعتقد أنه لم يأخذ حقه بعد من الرؤيه , في غمره ندبنا على ابتعاد الشباب عن الكتاب , متناسين المسرح و السينما .
لمن لم ير الفيلم , فقصته تتحدث عن حون قسطنطين , العائد من الموت انتحارا بعد أن قضى عده دقائق في جهنم , هي أشبه بعمر طويل , لقد انتحر البطل و هو صبيا بسبب أزمة نفسيه كانت نتيجة رؤيته للملائكة و الشياطين , الذين يتجولون في عالمنا , و هو ليس إلا بعدا وراء أبعاد .
حصل قسطنطين على فرصه أخرى و حياه أخرى كانت وسيلته للتوبة بسيطة , و هي أن يستغل قدرته على رؤية الشياطين , فكرس حياته لطرد الأرواح الشريرة من أجساد الناس , تكفيرا عن خطيئو قتل النفس المهلكو , و لكن , تبدأ الأحداث بالتعقد عندما تنتحر فتاه يتضح أنها – هي و توأمها – تتمتعان بنفس قدره جون من رؤية أشياء غريبه , و في سير الأحداث و يكتشف قسطنطين محاوله ( mammon ) ابن الشيطان , السيطرة على العالم , عن طريق استخدام الحربة التي طعن بها المسيح – حسب الرواية الكاثوليكية – على الصليب , و الوسيطة الروحية , التي هي بعينها الأخت التوأم للمنتحرة .
ينتهي الفيلم بإنقاذ العالم طبعا , و لكن بعد اتضاح ان جبريل – و يظهر بصوره انثوية بالفيلم – هو المساعد للمامون ابن الشيطان , و إبليس هو من أوقف ابنه من الخطة الشريرة , لتفقد جبريل أجنحتها و تصبح انسانة في رحله للتكفير عن الخطيئة .
هذه قصه الفيلم بإختصار شديد , لنتأمل بعض الأفكار المتسترة ورائه .
أول خاطره , هي شخصيه ابن الشيطان ( mammon ) في الفيلم , في بحثي عن الكلمه , وجدت أن مامون ليس شيطانا بالمعنى الحرفي , فهو ليس كعزازيل أو صاموئل , بل أن معنى الكلمه الآشوريه هو ( الثراء –الجشع ) و قد وردت الكلمه في الكتاب المقدس إصحاح متى الآيه 6:24
No one can serve two masters. He will either hate one and love the other, or be devoted to one and despise the other. You cannot serve God and mammon.
Matthew 6:24
أعتقد أن محبي نظريه المؤامره قد يعلقون الكثير عندما يكون ابن الشيطان و الذي يحاول السيطره على الكون , باسم يعني الثروه و خاصه انه باللغه الآشوريه .
و الخاطره الثانيه , هي علامه مامون نفسه في الفيلم , تمتلىء كتب الحكمه القديمه بعلامه تشبه علامه مامون كثيرا مع إختلاف بسيط , الدائره و في داخلها الصليب الذي لا يخرج عن حدود الدائره , علامه مشهوره , قد يعلق البعض أنها ترمز للإله الأنثى خصوصا بعد روايه دان بروان الشهيره , حيث أصبحت تسريحه شعري ترمز للإله الأنثى دون ان أدري !! و لكن , تستخدم هذه العلامه او الرمز للتعبير عن الجيل الاول من الإنسانيه , اولاد الآله , أصحاب الدم النقي , و لكن رمز مامون يختلف عن هذه الدائره التي تحوي الصليب اختلافا بسيطا و و هو ان الصليب يمتد للخارج من جميع اطرافه بصوره كالصليب الروماني بوضع افقي .
و السؤال , ما هي هذه العلامه ؟
إن علامه الدائه و بداخلها الصليب تعني الجنس الاول النقي , أما الصليب المربع فهو يرمز و من كتب الحكمه أيضا , إلى الأجيال اللاحقه من الإنسانيه و التي ضاعت نقاوه دمها السماوي , بعد التكاثر و التخالط و الخطيئه , فإن كان الصليب يرمز لهذا و و الدائره بداخلها الصليب ترمز لذلك , اليس معنى الدائره هو الآلهه ؟ ربما , مذا يعني خروج اطراف الرمز البشري عن حدود الدائره ؟
الخاطره الثالثه و و التي ربما تفسر الكثير من ما قبلها , هي فكره ان الله خلق الكون و لا يسيره حاليا و لم ترد هذه الفكره علانيه او صراحه , و لكنها كانت اوضح من ان تكتب بالكلمات على اسم الفيلم , فقد كان المتفرجون في السينما اكثر تفاعلا من الله مع الأحداث , الذي إكتفى بإحراق اجنحه جبريل بعض اتضاح خيانتها , و أخذ قنسطنطين إلى الجنه و لكن هيهات ...... ! هذه الفكره ( الله خالق فقط ) موجوده في عده اماكن , من ماسونييه إلى اليزيدييه إلى بعض اللادينيين و بعض عبده الشيطان كذلك .
و الرابعه , هي الأستاذ ابليس , أو كما سمته جبريل في الفيلم , لوسيفر , الكلمه الوارده في العهد القديم , و التي لم يعترف بها العهد الجديد على إعتبار انها تعني حامل الضياء , و هو أيضا –ابليس – المسؤول عن اقتياد الخاطئين إلى جهنم , و هو من أوقف الله من أخذ قنسطنطين إلى الجنه بعد ان مات مره ثانيه , و ذلك عن طريق إعادته للحياه حتى لا يذهب للجنه !! ناهيك عن دووره في إنقاذ العالم و الكون و ايقاف ابنه العاق , و مواجه جبريل و حتى كاد الجمهور ان يصفق له !!
ما يعني هذا برأيكم؟