نحن كجنس بشري حاولنا و منذ أزمان غابرة (الأزل ) البحث عن عدة طرق و وسائل لتدوين ذكرياتنا وحاضرنا ليبق بشكل حي بعد مغادرتنا هذا العالم.
وما حفر الكليشهات والنقوش والصور المتروكة على حيطان الكهوف إلا جزء من هذا البحث, وليس حتى زمن قريب كنا لانزل ندفن الجماجم في الحدائق الخلفية لبيوتنا, لم نكن نعلم أو فلنقل لم نكن متأكدين أن الحياة تغيرت في 20 أو 30 سنة.
حتى الآن لم نستطع إيجاد وسيلة تجعلنا قادرين على العيش إلى الأبد, لكنا وجدنا طريقة يمكن أن نطلق عليها اسم
" رسالة في زجاجة " وهي عبارة عن نسخة معدلة بما يتماشى مع عالمنا المعاصر.
في حوالي أوائل عام 2003 تم تحضير مركبة الفضاء KEO, لقد قامت KEO بتنظيم جدول زمني لمغادرة الأرض و الأبحار في كل أنحاء الفضاء, طبعا مستخدمة لقوانين الطبيعة ( لن يكون هناك أي مخزون لطاقة على متنها ).
هذه المركبة الفضائية سوف تسافر في الفضاء لمدة 50ألف سنة قبل العودة إلى الأرض, طبعا أضيفوا إليها عدة مئات من السنوات أو بالناقص ...!
في هذه الفترة الزمنية سوف تسافر هذه المركبة الفضائية مسافة مقدرة ب 14,5 تريليون كيلومتر.
ربما يوجد على متنها آلاف..مئات أو ملايين من الرسائل من أناس عاديون من كل أنحاء المعمورة (العالم).
وبشكل عام تم دعوة كل شخص عادي ليأخذ حيز أو دور في هذه الرسائل, وقد سعفني الحظ و كنت واحدة من هؤلاء حيث سجلت رسالتي في أواسط عام 2002(أواخر فصل الربيع).
كل ما فعلته كان أن ذهبت إلى KEO ويب سايت وكتبت عدة صفحات فيها.
إن بعض الأشخاص تحدث عن التاريخ, بعضهم كتب سيرة حياته,دون أحلامه عن المستقبل وآماله..بعضهم روى قصص, البعض الآخر تحدث عن حيواناتهم الأليفة التي تعيش معهم, البعض الآخر كتب عن علاقاتهم مع أصدقائهم, أصحابهم أو صاحباتهم ....الخ.
وكانت الرسائل مكتوبة بكل اللغات وكانت الموضوعات مختلفة..
لقد تم تحميل هذه الرسائل إلى مائة (100)DVDs , وهذه ال DVDs مصمة خصيصا بشكل أنها مقاومة للحرارة والأشعاعات الحرارية وغيره, وموضوعة داخل حجرة خاصة من أجل حماية الديسكات من الحرارة عند العودة إلى مجال الأرض أو المغادرة منه.
و بشكل عام إن جماعة ال KEO قد قاموا بجمع هذه الرسائل من 120 دولة و ب 50 لغة مختلفة وقد أعلنوا عند إطلاق ال KEO أنه كان هناك ملاين الرسائل على متنها..
إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن برنامج ال KEO ..تصفح
WWW.KEO.ORG
حاليا لا يزال بإمكانك إرسال رسالتك حيث أن أخرموعد ل KEO لمغادرة هو نهاية عام 2006.
ان هذا الحدث واحد من الأشياء أو الفرص التي تحدث مرة واحدة في عمر الأنسان. ربما لا تزال الفرصة سانحة لكم لأرسال رسائلكم.
و دمتم بخير:97: