كان شغل حماس الشاغل هو المرأة الفلسطينية، لذلك ستكون أول أولوياتها فرض النقاب على عموم المجتمع الفلسطيني الذي انحاز إلى برنامجها الحضاري بكل طواعية...

الخطوة الثانية من البرنامج ستكون بإقحام تعبير (بإذن الله) في مقاطع سياساتها وبرامجها المستقبلية كافة بلا استثناء!

الخطوة الثالثة في فرز المجتمع الفلسطيني إلى أصوله الدينية والمذهبية والعقائدية، حيث سيكون لدينا فسطاطان لا ثالث لهما، هما فسطاط خير أمة أخرجت للناس، يقابله فسطاط الجبهات والفصائل الكافرة والمارقة والزنديقة، وملة الكفر واحدة كما نعلم..

الخطوة الرابعة في تغيير اسم السلطة الفلسطينة إلى مسمى الخلافة، وتنصيب الشيخ حامد البيتاوي خطيب المسجد الأقصى وأحد كوادر حماس كخليفة بحسب طلب أهل الحل والعقد في غزة، بينما المجتمعون في دار الأرقم بجنين يصرون على أنه المهدي المنتظر الذي يمهد لعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة!

الخطوة الخامسة في تنفيذ حكم الحرابة وحد السرقة بكافة العرنيين من بقايا العهد البائد، على أن يكون تقطع أيدي الرجوب وأرجله من خلاف جراء محاربته لله ورسوله وسعيه في الأرض فساد هو والمدعو دحلان القرظي!

الخطوة السادسة في الدعاء لسلطان المسلمين المنصور بالله السيد سامي أبو زهري ووزيره مشير المصري رضي الله عنهما.

الخطوة السابعة في إعلان البراءة من المشركين كافة وإعلان حالة الجهاد...
:lol:



هذه صورة أعزي بها أولئك الذين يندبون حظهم، ويتجرعون ما اقترفته أيديهم، ثم تأخذهم العزة بالإثم ليزعموا أنهم قدموا للقضية شيئا يذكر حال استفرادهم، حتى يكون لحردهم وإحجامهم من أثر يذكر على القضية!!

لهؤلاء الذين كانوا بالأمس يتضحكون على شاشات الفضائيات، وأخص منهم نبيل شعث وجبريل الرجوب وصائب عريقات

كتبت لهم ما يشفي صدورهم وصدور أنصارهم في حماس...


على أنه إن كانت حماس هي تلك الخيارات الساذجة البلهاء أعلاه...

فمن الملوم في إيصالها لهذا الموقع الذي وصلته؟!!

أليس هذا دليلا على أن شعب الجبارين كله أصبح شعبا ساذجا أبلها لا سمح الله!!!

أعرف أن ألسنة بعضهم ستعزو ذلك لغباء الجماهير كالعادة!!

حين تختار هذه الجماهير في ظروف استفرادية معروفة للجميع قيادة ومؤسسات محسوبة عليهم، فهو اختيار الجماهير الحرة الذي يفاخرون به أمم الأرض!!

وحين تختار هذه الجماهير سواهم، فهي جماهير مغيبة مخدرة بأفيون الدين والعواطف الكذابة!!!!


حقيقة المشهد الفسطيني يدعوني لكتابة أكثر من خاطر يختص بالقضية، أو يعم المنطقة

فإلى لقاء....
(f)

اقتباس:  إسماعيل أحمد   كتب/كتبت حين تختار هذه الجماهير في ظروف استفرادية معروفة للجميع قيادة ومؤسسات محسوبة عليهم، فهو اختيار الجماهير الحرة الذي يفاخرون به أمم الأرض!!

وحين تختار هذه الجماهير سواهم، فهي جماهير مغيبة مخدرة بأفيون الدين والعواطف الكذابة!!!!

:9:

تكلم اليوم أحدهم في مشاركة غاضبة مهددا بالويل والثبور وعظائم الأمور لدخول (حماستان) -على حد تعبيره- عالم السياسة!

وكان من أبرز ما ردده اجترارا لتهديدات أسياده أن دخول حماس يعني توقف المساعدات الغربية!!!

ولأنه نموذج من الادعاءات الرسمية التي تكرر دائما...

ولأننا تعودنا من رئيسه مبارك مثل هذه الدعوى بين حين وآخر، مبررا تبعية قراره، وعدم استقلاله، بأن مصر محتاجة للمعونة الأمريكية!

وعاهر الأردن باع نهره الطهور بحفنة من مياه ملوثة ببقايا الصهاينة لذات المبررات، فالأردن محتاج لتلك المعونات!

ورئيس موريتانيا المخلوع برر صفقاته مع الصهاينة في أقصى الأرض بأنه محتاج لتلك المعونات!

وحتى أريتريا الثائرة التي بذل لها العرب ما بذلوا من مساعدة واحتضنوا ثورتها ضد أثيوبيا، وساعدوها على نيل استقلالها، ودربوا كوادرها، فكان أن صفعتهم جميعا مبتدئة بأقرب المقربين في اليمن والسودان، وكل المبرر لتوجهاتها الصهيونية وتخليها عن القيم الثورية حاجتها للمعونة!!


واليوم يخرج علينا ناعقون كثر ليحدثونا عن حاجة السلطة للمعونة الغربية!!

وها هنا أستحضر صورة بغي تبيع جسدها للغادي والرائح ، وتذل نفسها غاية الإذلال، وتمتهن إنسانيتها...
وحين يلومها اللائمون تخرج عليهم بذات المبرر وهو: حاجتها للأكل والشرب!!!

حين يقول لها القائلون: (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها)!

يخرج علينا أشباهها من عبيد (الدول المانحة) ليقولون لنا بكل صفاقة: وهل سنطعم شعبنا شرف، أم سنلبسهم كرامة؟!!!

الغريب أن هؤلاء العبيد مستأنسون بعبوديتهم، وربما ظاهروا غيرهم بشعارات من عينة: (قدسوا الحرية قبل أن تدوسكم طواغيت الأرض)!!!

عزاؤنا في هؤلاء أنها فشة خلق من حقهم أن ينفثوها بعد أن عرفوا حجمهم الحقيقي في كل من الشارع المصري والفلسطيني، والبقية ستأتي إن شاء الله

واسلموا لمستقبل واعد(f)

اقتباس:وها هنا أستحضر صورة بغي تبيع جسدها للغادي والرائح ، وتذل نفسها غاية الإذلال، وتمتهن إنسانيتها...
وحين يلومها اللائمون تخرج عليهم بذات المبرر وهو: حاجتها للأكل والشرب!!!

حين يقول لها القائلون: (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها)!

يخرج علينا أشباهها من عبيد (الدول المانحة) ليقولون لنا بكل صفاقة: وهل سنطعم شعبنا شرف، أم سنلبسهم كرامة؟!!!

هذا مثل سيء يا "اسماعيل" وشعارات لا تسمن ولا تغني من جوع.

على الصعيد الشخصي البحت "لا كرامة لجائع"، وعلى الصعيد الوطني "الفقر والجوع" يعني "الاقتصاد التعس" وعدم قدرة البلاد على إشباع الحاجات الرئيسية للناس، وفي المحصلة "بهدلة" جميع الناس.

رحم الله من قال: "لو كان الجوع رجلاً لقتلته"(أظنه "الفاروق"). ولعل "لعنة الجوع" على الصعيد العام أكبر بكثير من لعنته على الصعيد الخاص.

عندما يدخل "الجوع" من الباب، تخرج "الكرامة" من النافذة هاربة مولية الأدبار. ولا نستطيع أن نتعظ ببعض الأمثلة الفردية الشاذة عن القاعدة.

أمريكا أعلنت بأنها لن "تدفع" "لحماس" وإسرائيل ما زالت تتخبط كما تقول صحفها (معاريف) ولكنها لن تتخبط كثيراً، فالتخبط هذا هو نوع من إيماءة "لحماس" بأن تفكر جيداً في ما سوف تفعله.
أما ثالثة الأثافي ، وهي ما لا أستطيع أن أريده لعلمي بثمنه الباهظ، فهو "قطع الاتحاد الأوروبي" لمعوناته. لو فعل ذلك الاتحاد الأوروبي فإن الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع سوف "يجوع" بحق. فمعونات الاتحاد الأوروبي أكبر من أن تعوض، وأكبر من أن يتصدى لتعويضها أي طرف كان مهما كان حجمه وثراءه.

على كل حال سوف نرى كيف لا تأكل "حماس" بثدييها ... وإن غداً لناظره قريب.

واسلم لي
العلماني

حسبت أني سأدخل للموضوع فأرى مشروعاً لحماس، ومنذ قديم الزمان أبحث عن مشروع (اقتصادي/اجتماعي/سياسي) لحركة إسلامية. فلم أجد إلا كالعادة هجوماً من "تبعون" المعارضة.
حلو الآن أنتم يا إسلاميين في الحكومة بل أنتم الحكومة، فيكفي لغة خشبية وشعارات. وثديين وشرف ومدري شو.
الهدف الأساسي لكل حركة سياسية هو برأيي تحسين معيشة الناس.
فحسنوها وفرجونا همتكم.
وسننتظر لنرَ.

يا حبوباتي لستم اليوم معارضة، بل أنتم الأغلبية السياسية، فشغلوا عقولكم وفرجونا هممكم.
وحظاً طيباً.
(f)

اقتباس:  إسماعيل أحمد   كتب/كتبت أليس هذا دليلا على أن شعب الجبارين كله أصبح شعبا ساذجا أبلها لا سمح الله!!!

أعرف أن ألسنة بعضهم ستعزو ذلك لغباء الجماهير كالعادة!!
فإلى لقاء....[/COLOR]
(f)

حاج شعوبنا ليست غبية على الإطلاق فالشعب الذي اختار حماس يعلم جيدا نتيجة اختياره ويعرف الثمن الذي ربما سيضطر لدفعه.

ما أوصل حماس لهذا الاكتساح هو فساد الأطراف الأخرى.

على أي حال نتمنى أن يتفيد الجميع من الدرس والتجربة

(وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (القصص : 57 )


المحترم العلماني

من قال لك بأننا ندعو للجوع أو الفقر؟!!
هناك ضريبة لابد من دفعها فداء الحرية، وقد يكون في فاتورتها شيئ من الخوف والجوع والمرض!
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة : 155 )
قد يكون في فاتورتها شيئ من البأساء والضراء..

غير أن ثقتنا بالله تجعلنا ندرك بقوله: 0لن يضروكم إلا أذى)

(إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران : 120 )

غير أننا أبدا لا نتمنى لقاء العدو، ونكره القتال حتى ونحن نضطر إليه، ونستعيذ بالله من الفقر كما نستعيذ به من الكفر...

موضوع برنامج حماس للإصلاح والتغيير سأعود إليه حتى ولو لم يستفزني الزميل طارق، غير أنني أعجب لادعائه العريض بعدم وجود برنامج إسلامي!!

وحقيقة فإن الزميل يرمينا بدائه وينسل!
فما خلا بعض شعارات ونصوص غربية مستوردة، وكلمات فضفاضة لم يتقبلها الشارع، ولا أقنعت ناخبيهم، لا أعلم أن لتيار الزميل مشروعا تفصيليا يذكر في أي من المجالات التي يطالب غيره بالحديث عنها!!

وحتى حزبه الذي ورثه عن والده، كما ورث قادة الحزب قيادته عن آبائهم لا يزال يتخبط بالبرامج بدءا من الاسم وصولا للهيكلية والبرامج، ويعلم كل ذي عينين أن أطروحات الحزب انتهت بأفول عصر الممول السوفياتي، على أنها لم تكن في عنفوانها تقنع إلا شريحة محدودة من الشارع السوري، فما باله اليوم بعد أن طلق كثير من رجالاته الحزب وانحازوا لمعسكر (دفيع) آخر هو المعسكر الليبرالي!!:lol:

أخشى على الزميل من نتيجة صار إليه أشباههم في فلسطين حيث حصد بعضهم مقعدين لا أكثرن وبعضهم لم يحصد حتى المقعد الواحد!!!!

برنامجنا موجود، وحين تطالبنا بأي وجهة نظر محددة ستجد لنا رأيا واضحا حياله، أما تفاصيل الأزمات التي تصنعها بعض الحكومات الشمولية المغتصبة لإرادة الشعوب، فمن العبث أن نشغل أنفسنا بحل إخفاقاتها، بينما هي تأبى أن تستمع لوجهة نظرنا التي تلاحقها منذ جذور المشكلة...

لسنا مكلفين بمتابعة الغير لنسوي له أخطاءه...

ولا عقول العاقلين تسمح باستنبات البذور في الهواء....

أعطنا أرضية لنطرح برامجنا، ولو بالتوافق مع غيرنا، ثم احكم علينا...

على أن برامجنا النظرية موجودة، ونعتقد انها أشمل كثيرا من برامج غيرنا، ومن كان بيته من زجاج فلا يرمين الناس بالحجارة
واسلموا لود واحترام(f)

اقتباس:  طارق القدّاح   كتب/كتبت  
حسبت أني سأدخل للموضوع فأرى مشروعاً لحماس، ومنذ قديم الزمان أبحث عن مشروع (اقتصادي/اجتماعي/سياسي) لحركة إسلامية. فلم أجد إلا كالعادة هجوماً من "تبعون" المعارضة.
حلو الآن أنتم يا إسلاميين في الحكومة بل أنتم الحكومة، فيكفي لغة خشبية وشعارات. وثديين وشرف ومدري شو.
الهدف الأساسي لكل حركة سياسية هو برأيي تحسين معيشة الناس.
فحسنوها وفرجونا همتكم.
وسننتظر لنرَ.

يا حبوباتي لستم اليوم معارضة، بل أنتم الأغلبية السياسية، فشغلوا عقولكم وفرجونا هممكم.
وحظاً طيباً.
(f)

هذا هو التحدي بالفعل ، و لكن أليس من الممكن أن تأتي حماس بحكومة من خارج كادر حماس ؟ و تظل تمارس دور الحركة الشعبية دون تبعات (الحزب السياسي).

اقتباس:هذا هو التحدي بالفعل ، و لكن أليس من الممكن أن تأتي حماس بحكومة من خارج كادر حماس ؟ و تظل تمارس دور الحركة الشعبية دون تبعات (الحزب السياسي).

إمتلاك حماس الأغلبية في المجلس التشريعي يعني أنها توافق على برنامج أي حكومة وأن كان أعضاء الحكومة من خارج الحركة وإن أي تعارض في برنامج الحكومة والشريعة الأسلامية يعني ضمناً أن حماس قد تخلت عن الشريعة الاسلامية

وشكراً

اوفر على نفسي جهدا اذ اجد مقالا يقول بعضا مما في نفسي :

فتح وحماس:
عقوبة للأولى ومأزق للثانية!
صقر أبو فخر




تردّدت كلمة <<انقلاب>> مرات كثيرة في إسرائيل في الآونة الأخيرة؛ فقد قيل إن خروج أرييل شارون من الليكود هو انقلاب سياسي، وإن صعود عمير بيرتس الى قيادة حزب العمل هو انقلاب آخر، وإن احتمال فوز حزب <<كاديما>> وحده بأكثر من ثلث مقاعد الكنيست سيكون انقلاباً أيضاً. ذلك كله ليس <<انقلابات>> في الحقيقة، إنما مجرد هزات سياسية لا أكثر. الانقلاب وقع في الجانب الآخر أمس بصورة تدعو إلى الدهشة.
ما الذي جرى في فلسطين حقاً؟ وما ستكون عليه الحال في الأسبوع المقبل؟ وهل تستطيع حركة حماس أن تنفرد بالسلطة؟ وهل يمكن أن تغادر حركة فتح، وهي العصب الجبار للحركة الوطنية الفلسطينية خلال نحو خمسين عاماً متواصلة، مواقعها في النظام السياسي الذي قام على أكتاف مناضليها وشهدائها؟
لعل الإجابة عن هذه الأسئلة اللجوجة مدعاة للمجازفة، ولا سيما أن التوقعات التي نثرها المحللون السياسيون والمراقبون والباحثون والصحافيون والكتاب وأصحاب الخبرة، أول من أمس سقطت كلها يوم أمس. ومع ذلك سأغامر بكلام إضافي.
العقوبة المرّة
لا ريب في أن نتائج الانتخابات الفلسطينية هي عقوبة قاسية لحركة فتح جراء الأداء السياسي المضطرب، ولا سيما بعد رحيل الرئيس ياسر عرفات. لكن هذه الانتخابات برهنت، مع الأسف، أن المجتمع الفلسطيني هو مثل غيره من المجتمعات العربية التقليدية لم يتوقف عن الانجراف منذ ربع قرن نحو التديّن الشعبي. ومع أن نسبة التعليم بين الفلسطينيين هي الأعلى بين البلدان العربية، إلا أن الناس في قطاع غزة والضفة الغربية ما زالوا ينساقون الى الكلام البدهي ويتعلقون بالشعارات التعبوية، بينما يحيدون في الوقت نفسه عن العقلانية السياسية التي تتطلع إلى تحقيق الإنجازات لا إلى كسب الجماهير واكتساب الشعبية.
لكن هذا وحده لا يقدّم جواباً شافياً عن الفشل المؤقت لحركة فتح. ولا شكّ في أن هناك أسباباً أخرى جوهرية عملت على الوصول إلى هذه النتيجة. وأول هذه الأسباب هو التفكك الداخلي في صفوف حركة فتح الذي كان من مظاهره احتدام المنافسات وتعدّد المرشحين، واستطراداً تشتت الأصوات. ففي بلدة سلفيت، على سبيل المثال، كان المطلوب مقعداً واحداً، لكن المرشحين وصل عددهم إلى أحد عشر بينهم سبعة من فتح وواحد من حماس والبقية مستقلون. وفي هذه الحال، حتى لو كانت الأصوات في غالبيتها لحركة فتح، فإن من شأن انقسامها على سبعة مرشحين أن يمنح الفوز لمرشح حماس. وأبعد من ذلك، فإن حركة فتح تحمّلت طوال ثلاثة عشر عاماً سلبيات السلطة كلها، ولاحقاً بعض سلبيات الانتفاضة، وانعكس ذلك على صدقيتها ونزاهة مناضليها، بينما لم تنعكس إيجابيات السلطة والانتفاضة عليها إلا قليلاً. أما حركة حماس مثلاً فلم تتحمّل أي مسؤولية مباشرة بالطبع، ولا الظواهر السلبية الناشئة عن ممارسة السلطة لأنها، بكل بساطة، لم تكن شريكاً في بناء السلطة وفي تحمّل مسؤولية التفاوض المرير مع إسرائيل، بل انصرفت إلى الجمهور الواسع من الناس الذين كان التديّن وثقافة الجوامع عزاءهم حيال ما يكابدونه من عَنَتٍ وضيق عيش واحتلال. ونصف الناس ضد الحاكم، هذا إن عدل. وعلاوة على ذلك كان الفساد يلوث سماء الإدارة وترابها حتى ضجّت الناس بأخبار استحلاب المنافع لأصحاب المواقع. ومع أن الأمور لم تكن تجري بحسب ما شاع عن الفساد، بل جرى تضخيم هذا الشأن على نحو مقصود، إلا أن تبلبل السلطة في الآونة الأخيرة وعدم قدرتها على إمساك الوضع الأمني بحزم، وظهور عصابات مسلحة تختطف الأجانب وتحتل المراكز العامة وتمارس أخذ <<الحق>> باليد وتمارس القتل بذرائع شتى، ذلك كله أدار رؤوس الناس نحو خيارات أخرى ومعاكسة لبرنامج حركة فتح. وأنها المرة الأولى منذ سنة 1965 لا تكون فيها <<فتح>> السباقة الى تمثيل أشواق الناس الى الحرية والاستقلال، وهي حال مؤقتة على ما أحسب.
نحو البدايات
يعود تاريخ حركة فتح، في بداياتها الجنينية، إلى سنة 1954 حينما كان أبو جهاد (خليل الوزير) يقود مجموعات التسلل والإغارة في قطاع غزة بعد انسحابه من حركة الإخوان المسلمين. وفي سنة 1955 أسّس أبو أياد (صلاح خلف) بعد انسحابه أيضاً من الإخوان المسلمين <<جبهة الكفاح المسلح الثورية>>. لكن، في الكويت، وبالتحديد في سنة 1957، بدأت التباشير الأولى لحركة فتح حينما وصل إليها ياسر عرفات مطروداً من القاهرة وبدأ على الفور يجذب الشبان الفلسطينيين من ذوي التجربة. وفي الكويت تأسّست الخلية الأولى وكانت تضمّ ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف وعادل عبد الكريم وتوفيق شديد ويوسف عميرة وعبد الله الدنان. وهؤلاء صاغوا <<بيان الحركة>> وكراس <<هيكل البناء الثوري>> واتفقوا على اسم <<فتح>> أي الحروف الأولى المقلوبة من <<حركة التحرير الوطني الفلسطيني>> بعد حذف حرف الواو. ولم تكد سنة 1959 تنصرم حتى كان اسم فتح بدأ يتردّد في مخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة.
في 1/1/1965 سمع العالم بأسره البيان الأول ل<<قوات العاصفة>> الذي أعلن بداية الكفاح المسلح الفلسطيني. وهذا البيان البسيط دشّن بالفعل عصراً جديداً عمّ المنطقة العربية بأسرها هو عصر الكفاح المسلح الذي تعلّقت به أفئدة الناس باعتباره رداً على الهزيمتين: هزيمة 1948 وهزيمة 1967. وبعد معركة الكرامة في الأردن في 21/3/1968 أصبحت فتح قوة سياسية يُحسب حسابها بالتأكيد. وفي خضم هذه المسيرة قدمت فتح إسهامات ريادية في سياق إعادة الاعتبار للهوية الوطنية الفلسطينية، فهي أول من أشعل الكفاح المسلح، ومنها سقط أول شهيد للثورة الفلسطينية المعاصرة (أحمد موسى)، وأول أسير كان من فتح (محمود حجازي)، وأولى الأسيرات من فتح أيضاً (فاطمة برناوي)، وأول من صاغ فكرة الدولة الديموقراطية في فلسطين كانت حركة فتح.
مرت فتح بتقلبات عاصفة وشديدة الاضطراب. فبعد مرحلة الأردن وأحداث أيلول الأسود في سنة 1970 بدأت مرحلة لبنان التي شهدت أهم الإنجازات الفلسطينية السياسية والعسكرية، لكنها شهدت، في الوقت نفسه، أكثر المراحل إيلاماً وأشدها مرارة؛ فقد انتهت هذه المرحلة بالاجتياح الإسرائيلي في سنة 1982، وغادرت قوات الثورة الفلسطينية لبنان بعد صمود أسطوري دام 88 يوماً. وبعد هذا الخروج بدأت مرحلة جديدة كان عنوانها الأبرز اندلاع الانتفاضة الأولى سنة 1987 التي أعدّ عدّتها خليل الوزير وحركة فتح واستحقّ أبو جهاد ما قيل عنه <<أول الرصاص وأول الحجارة>>.
بعد توقيع اتفاق إعلان المبادئ (اتفاق أوسلو) في سنة 1993 باشر ياسر عرفات تأسيس السلطة الفلسطينية. ومنذ البداية بدأت عوامل الالتباس تظهر في حركة فتح؛ التباس ناجم عن موقع الحركة في السلطة الجديدة. وبدأت الأفكار تتصادم وتتزاحم: هل تكون فتح حزب السلطة أم حزب الرقابة على السلطة؟ هل أن فتح ترغب في التحوّل إلى حزب سياسي أم هي راغبة في البقاء حركة تحرر وطني؟ على أن مجريات الأحداث واندلاع الانتفاضة الثانية في سنة 2000 ألجأت فتح الى الانخراط العضوي والمباشر في عملية بناء السلطة جنباً إلى جنب مع التفاوض السياسي العقيم مع إسرائيل، علاوة على القتال على جميع الجبهات. وفي معمعان هذا الجدال، وفي جميع المحطات التاريخية كانت فتح هي الإبداع الأكبر للشعب الفلسطيني في القرن العشرين، وكان ياسر عرفات هو القائد المبجل والأرفع مكانة الذي لم ينازعه أحد هذا المقام على الإطلاق طوال أربعين سنة متواصلة. أما بعد ياسر عرفات فقد بدأت الصراعات والمنافسات في صفوف الحركة تتفاقم إلى أن جاء هذا الاستحقاق المنطقي.
نحو المؤتمر السادس
قدمت الإدارة الأميركية دعماً لا يمكن تحديد قيمته الفعلية لمنافسي حركة فتح حينما أعلن بعض الجهات أنها دفعت أموالاً لمساعدة عدد من مرشحي فتح. هذا الأمر كان في منزلة المحرقة لهؤلاء المرشحين. وقدمت السلطة الفلسطينية آخر أداء سياسي راقٍ حينما أنجزت الانتخابات التشريعية على تلك الصورة من النزاهة والشفافية. وإذا كان لا بد من تهنئة حركة حماس بفوزها المشهود، فالتهنئة الأولى للسلطة الفلسطينية ولرئيسها محمود عباس على هذه الروح الديموقراطية حقاً، التي نأمل أن تمتد عدواها إلى العماء العربي بأكمله. والآن، ما عاد من اللائق أن تستمر حركة فتح على هذا المنوال، وصار عقد المؤتمر العام السادس ضرورة ملحّة لمحاسبة الجميع بلا استثناء، ولإعادة تقويم هذا الانقلاب المدوّي والذي ستكون له آثار بعيدة المدى بالتأكيد. وفي ما يتعدى المشكلات المعقدة التي ستواجه المجتمع الفلسطيني بعد فوز حركة حماس، فأغلب الظن أن حماس التي زحفت على المجلس التشريعي بعملية ديموقراطية راقية، لن تنقلب على الديموقراطية، ولن تستخدمها كحمار ثم تعمد إلى تسييبه في القفار.

إذا كانت نتائج الانتخابات عقوبة لحركة فتح، فربما تكون مأزقاً لحركة حماس حينما يبدأ فتح الملفات وتحمّل المسؤوليات. والملفات كثيرة وشائكة بلا شك، والخيارات محدودة جداً. وان حركة حماس التي أعلنت منذ سنوات تعديلاً على مواقفها وأبدت استعدادها لعقد هدنة طويلة مع إسرائيل (طويلة ربما تعني خمسين سنة) إذا انسحبت من الضفة والقطاع والقدس، كانت تقترب، بالتدريج، من مواقف حركة فتح. وبالأمس أعلنت أنها مستعدة للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل، أي عبر طرف ثالث، فكأنها تتدحرج، رويداً رويداً، نحو برنامج حركة فتح. فهل نعود إلى المربع الأول؟

من جهة ثانية، في ما لو تحوّلت فتح إلى المعارضة، هل ستطوي حماس، وهي في السلطة (إذا صحّ هذا الافتراض) قصة جمع السلاح من الفصائل؟ وهل، ستمتنع فتح، حينذاك، عن تسليم سلاحها إلى السلطة الجديدة؟

إنها مجرد تمارين ذهنية لا أجوبة