,
عندما أصبح عندي عديل من الدانمارك قلت لنفسي ساشبع جبنة و زبدة وعندما جاء مرة إلينا وبيده ( صفد شوكولا ) والحقيقة أنا لأول وهلة لم أعرف ماهذا فظننته لوحة جاء بها من الدانمارك . و السبب في هذا الجهل هو أننا من الذين تربوا في ظل الحرمان من البضائع الأجنبية ( أتذكرها قليلاً منذ الصغر ) وعاشوا على المنتجات الوطنية . فأصبحت حالتي مثل حالة مواطني الدول الشيوعية السابقة ينبهرون لمنظر أي سلعة ومن شكلها فقط . وبعد أن عرفت أنها شوكولا . صدمت . وهل تحتاج الشوكولا إلى كل هذه الأناقة والتغليف و الجمال - تذكرت هنا أصفاد الشوكولا الوطنية . التي تجعلك تكره رب الشوكولا , وسما كل ماهو وطني .
وبعد أن حصت ولصت ولم أعد قادراً على الاحتمال أكثر والسيد عديلي يريد أن يحدثني عن الدانمارك والحضارة والنظافة لاغبرة ولاشيء والحدائق و وحقوق الإنسان و الهدوء وأنا لا أسمع شيئاً فكل اهتمامي منصب على هذه الشوكولا وكيف سأحتال لأن تفتح فوراً . وبعد أن قرفت من الحديت عن الحضارة وعن المقارنة بيننا وبينهم قررت أن أحرض زوجتي أن تطلب من أختها فتح صفد الشوكولا . وإلا سوف ترى أموراً لا تسرها , أولها الهجر في الفراش و اخرها أبغض الحلال .
و عندها خافت و ارتعدت وتجرأت بطلب ولو همساً من أختها أن تفتح الصفد و تنتشلها من هذا المأزق .
وأخيراً فتح الصفد ووجدت أشياء فوق طاقتي على الاحتمال , كل حبة لها مكانها الخاص وطعمها المميز و تغليفها الباهر وفوق كل حبة وصف لهذه الحبة وماهي مميزاتها الفنية والتعبوية . وكان علي أن أختار واحدة فقط . لزوم الأدب وقلة الأدب وإلا لكنت أخذت الصفد كله . ووقعت في حيرة أخرى - بضم الهمزة و فتحها - كيف سأفضل حبة على أخرى . ودامت الحيرة قليلاً إلى أن وجدت حبة مميزة قليلاً فسألت عنها فقال لي أنها تحتوي ويسكي . فصعقت و ذهلت وقلت نعمتان في ان واحد ؟!لا هذا كثير . وطبعاً زالت الحيرة واخترت تلك الحبة .