ملعب اليهود في مخيم الدهيشة ومن لا يعرفه من سكان المخيم ؟!
قصة هذا الملعب معروفة هنا ومتداولة على كل لسان وتحدثنا تلك
القصة عن وجود بيت قديم جداً في إحدى زوايا الملعب ندعوها
بدار اليهود دفن فيها بالعشرينات من القرن الماضي جثث ليهود
بعد معركة دعيت باسم المخيم بين الثوار الفلسطينيين وجنود
بريطانيين يحمون قافلة يهودية كانت تمر من المنطقة ...


قريباً من هناك بالأمس تحديداً والساعة التاسعة ليلاً كان شارع
القدس الخليل أمام المخيم كالعادة يمتلئ بالشبان ،
مطاردات وراء الفتيات ، بعض من السجائر ، بعض من الضحك
حتى انتصاف الليل يخلو الشارع من أي آدمي

لكن بالأمس أبى الليل أن ينتصف !
كان انفجار لقنبلة صوتية عبارة عن انذار لقدوم قوات اسرائيلية
ستقتحم المخيم وهكذا كان....

طلقات مطاطية ، رصاص حيّ ، قنابل غازية تلك هي البداية
المعتادة !

معتادة ؟ نعم معتادة وأكثر
ربما في بداية الإنتفاضة كشبان صغار في السن لم نعتد على هذا
وكانت قلوبنا تصبح في أطيا*** على رأي البعض :D

لكن الآن فلا خوف بتاتاً ولا ضير ان انفجرت قنبلة بين أقدامك
تفقدك اياهن .. والناس سيسألونك أتجرؤ على فعلها ثانية ؟
بالتأكيد ، نعم !

قلوب أطفال ممتلئة ثورية هي أشرف من قلوب جندي عاقل لا يدور
في عقله إلا أن يعتقل ويقتل أحدهم ثم يعود إلى أحضان عائلته والتي
هي فخورة بالتأكيد ببطولات ابنها !!!

لم يكن أمامهم سوى ملعب اليهود ذاك
كأنهم كانوا يقولون للمدفونين من سلالاتهم هناك .. على خطاكم
سائرون



تسلق عليّ سطح أحد المنازل لتبدأ مناوشاتنا معهم
أطلقوا عليه قنبلة دمرت له حذاء دفع فيه دم قلبه ليشتريه
وهو لم ينتظر للحظة
نزل من على السطح ليقف على مقربة من الجنود الإسرائيليين
ويبدأ بالصراخ باللغة العبرية :
" يا ابن العاهرة لقد ضاجعت أمك هذه الليلة !
أتريد أن ترى ملابسها الداخلية؟ إنها معي ... "

لربما كانت تلك لحظات ضحكنا فيها قليلاً بعيداً عن جو الرعب وبعيداً
عن جو الدم الذي كنا فيه


تقدم أحدهم وهو يساري مرتدياً الكوفية الفلسطينية ويحمل راية حمراء
هي راية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لينصبها في وسط الطريق
وقد يكون هذا ما لفت انتباه الجميع أن حمراويي المخيم كانوا في
طليعة المواجهة كما العادة دوماً :)

مرت ساعات شهدنا فيها نفس الصور والفيلم المعتاد
صراخ .. دم .. رعب .. انفجارات .. رصاص .. قنابل

هو نفسه ذلك السيناريو يتجدد منذ 58 عاماً منذ قيام دولتهم الكبرى



عقارب الساعة تشير إلى الواحدة والنصف
أصيب بعض من الجنود وكنا فخورين بأن حطمنا كشافاتهم الضوئية

وودعونا !! بمزيد من الرصاص والقتل


عدنا من حيث أتينا وكل منّا يرسم في رأسه سيناريو لما سنتحدث
مع بعضنا فيه في اليوم التالي


بالتأكيد سنتحدث عما تسميه الصحافة اشتباكات
وما نسميه نحن مغامرات .. !!!



مودتي (f)

رائع انت (f)

اهم شئ انك معنا هنا وهذا اهم حدث:kiss2:

وأنتِ أروع (f)